الاثنين

الليلة التي رأيت بها النور



وجدت هذه الرسالة في صندوق بريدي الالكتروني ، المُرسلة كتبت تشرح تجربتها الشخصيه في انقاذ نفسها من شبكة الكذب الاسلامي العنكبوتيه..أردت مشاركتكم بهذه الرساله ، فقمت بترجمتها من نصها الاصلى..و الذي كان بالانكليزيه

بن كريشان





****

أول مرة أبصرت بها النور كانت قبل سنة تقريبا، وكنت قد بلغت الستة والعشرين من عمري للتو ،عندما تعرفت عن مدونتك هذه. لقد جاءتني كرابط في رسالة ايميل من صديقتي -حذف الاسم للخصوصيه- وكانت موجه للعديد من اصدقائها تحذرهم من قراءة أرض الرمال

في الواقع لم افتح الرابط في تلك اللحظة ولكن بعد ايام و بسبب الملل حيث لم يكتب لى احد لمدة طويله، فصرت اقرء في بريدي القديم فاستوقفتني رسالتها ..ورأيت الرابط مرة اخرى، ففتحته

كنت وحتى تلك اللحظه فتاة مؤمنة متعلقة بأسلامها أبكي على سماع اشرطة عمرو خالد، لا ادري ان كنت قد كبرت الأن وصرت أكبر منه عقلا وأكثر منه حكمة..في تلك اللحظه، وعندما قرأت، أحسست بنور يغمرني

لا أقصد النور الذي يشع من شاشة الحاسوب الخاص بي في ظلام غرفتي وانا اقرأ لك في ليال طويله، بل نور اخر يغزو عقلي و يضيء جوانب فيه كانت دائما مظلمة . كلما قرأت، كلما ازدادت تلك المساحات المضيئه.. وكلما تقلصت كذلك وانكمشت بقع الظلمات فيه، تلك البقع التي خلفها تدريس التربية الاسلاميه في طفولتي ومحاضرات الوعظ التي كنت أحضرها في جامعتي

كان أول رد فعل لي هو الغضب، اولا غضبت منك واستغفرت ربي وكرهتك،ولكني عدت لأقرأ في الليلة الثانيه، والثالثه والرابعه، صرت اقرأ كل ليله، كنت اواسي نفسي بأنه لابد ان أجد خطأ احطم به منطقك،ولكن منطقي أنا الذي تحطم ، ومعه تحطمت الاساطير والحكايا التي كذبوا بها علىّ في طفولتي

كان ثاني رد فعل ايضا هو الغضب، الغضب من أهلي ، من امي و من ابي، كنت اريد ان اذهب وأقول لهما ماهذا الذي تؤمنون به انه غير صحيح غير علمي انه شيء غبي لماذا علمتوني اياه لماذا جعلتوني اعيش في جهل كل هذه السنين. صًرت اغضب من صديقاتي عندما يتكلمن عن الدين ..




ثم تحول هذا الى الغضب الى غضب من نفسي، فكيف لم انتبه؟ كيف كنت جاهلة؟ كيف صدقت وكيف وقعت في حبال كذب كهذا؟




ولكن بعد أن خمدت كل هذه العواطف و الانفعالات..بدأت اشعر بسعادة، في الواقع لا استطيع وصف هذا النوع من السعادة التي كنت أشعر بها، احسست بروحانية تملأ أرجاء قلبي، احسست بخفة وحرية ..لقد فكت اغلال الذنوب ، وسقطت اثقال المخاوف من التقصير، أحسست انني ..ولدت من جديد






في اوائل لحظات خلاصي من الدين وبراثنه أحسست أيضا بالخوف، الخوف على نفسي من الضياع،هل سأرتكب جريمة ما؟ هل سأزني؟ هل سأشرب الكحول و ادخن وأفعل كما يحلو لي.هل سأصبح إنسانة شريره بدون الاسلام لا استطيع السيطرة على نفسي..بدون الوازع الديني

لم يحدث اي من هذا أبدا، لقد تعلمت ان الاخلاق ليست مرتبطة بالدين، تعلمت ان القيم،ليست مرتبطة بالدين، أحسست انني بدون دين اريد ان اساهم أكثر في مجتمعي أريد ان بأن اكون مسؤولة عن نفسي، نعم الدين لايحفظني و لا الله يحميني.. بل انا التي احفظ نفسي وقيمي و اخلاقياتي

لم أندم ابدا على رؤية النور تلك الليله، وسأظل ممتنة لمن هو وراء أرض الرمال ، سواء كان اسمك بن او لم يكن، انا لم اعد غاضبة من ابي و لا امي و لا صديقاتي ولا ما فعله بي المجتمع وانا صغيرة أتلقى هذه الخرافه، انا أعرف كم هم خائفون ولكني أعلم كذلك انهم ضحايا.. كما كنت انا ضحيه

أنا لا اخفي تقززي من المتدينيين فجل همهم هو ما يفعله الاخرون وليس ما يفعلونه هم بهم. ان افعالهم تساهم بجرح المجتمع والاضرار بأفراده فهم عندما يغسلون ادمغة الاطفال..فأنهم يخلقون أجيالا من الخائفين المذعورين و من المخدوعين بالكذب و الخرافه







انني احب هذه الحياة ، لأني أدرك انه ليست هناك حياة بعدها في السماء، فهذه فرصتي الوحيده لأكون من أكون فسأخدم هذا المجتمع وساعمل افضل ما استطيع لنشر السعادة فيمن حولي بين اصدقائي، وبين ابنائي عندما اتزوج ، وسأتيقن من ان هذا النور سيضيء ظلمات عقولهم ..كما اضاء قلبي


لك كل المحبة والسعاده




- شُطب الاسم للخصوصيه -

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

طريق الخلود الوحيد للناس في هذه الدنيا هي أن تترك ارثا رائعا للبشرية تستفيد منه أبد الدهر مثل ما فعل اينشتاين ، جاليليو ، داروين أو فان جوخ.

العسل الأسود يقول...

استطيع ان اتخيل الابتسامة التي علت على وجهك بعد قراءة هذا المكتوب .. استحق التعب .