الاثنين

حمار وحمير




لا ادري كيف ستكون حياتي من بعده، كيف سأمر على هذه القفار بدون أن اراه مرة أخرى، لقد وافته المنيه وهو في عمر الزهور، مات جيف. كنت قد رأيته قبل شهر تقريباً وكان يبدو طبيعياً، اللهم ان وجهه كان أطول قليلا ..وأذناه أقصر مما كانتا عليه- إلا أنه كان يبدو بصحة جيده. و قد تناول الشعير الذي احضره له كل مره ازور فيها هنا عند محطة الإرسال في قرية ناهل. أتذكرون جيف الذي ورد ذكره بمقالي الجميله والجحش؟

لا أعرف مالذي جرى له؟ كان مستلقياً كالملاك الوديع على جنبه، شعرت بغصة تخنقني وانا أراه قد فارق الحياه..فقد عرفته على مدى سنة كامله وكان بيننا مودة ورحمه. حتى الباشمهندس خالد خنقته العبرة فقال لي:


ماهذه المصيبه؟
فأجبته بحسرة: أرأيت يا باشمهندس ..جيف مات.
جيف مين يابنى..قال الباشمهندس: كيف سنفتح باب المحطه واخينا متلطلع هناك؟
صحيح إنتبهت عندها ..أن جيف كان نائماً أمام باب المحطه كعادته في الظل.
اتعتقد انها سكته قلبيه مثل تلك التي اصابت مايكل جاكسون؟ قلت للباشمهندس خالد.
يابن كريشان صح صح معايه ، كيف سنحرك الحمار من امام الباب..من الذي سيشيله؟ أجابني
نتصل ببلدية الهَير فقد يرسلون سيارة الإسعاف؟ قلت له.
اسعاف ماذا يابن كريشان قال باشمهندس خالد وتابع : الحمار مات وشبع موت..لازم يبعثوا سيارة نقل الزباله. هذا كله منك ومن شعيرك الذي جمّع كل هذه الحمير عند محطتنا.
اسمع ياباشمهندس قلت: البلديه مسكره الساعه الثالثه الظهر، وحتى لو طلبت منهم سياره فسيأتونك بعد ثلاثة ايام..انا عندي فكره..سأسحب جيف بالقصواء وازيحه عن باب المحطه..مارأيك؟
أعمل الذي يريحك ..ولكن لا تتوقع مني ان المس جيفة الحمار. قال الباشمهندس.
أجبته بإحتجاج: جثمان لوسمحت..هذا جيف وهو عزيز على قلبي.


نزل الباشمهندس من السياره ووقف بعيداً وقد أمسك أنفه بين سبابته وإبهامه وكأنه يريد ان يغطس في حوض سباحه. رجعت بالقصواء الى الخلف، ونزلت ومعي القلص ( الحبل الذي اجر به السيارات المُغرّزه في الرمال) ثم لبست قفاز العمل وكان قصدي ان أربط رجليه الخلفيتين معاً ، ثم اسحبه ولكنهما..كانتا متباعدتان عن بعضهما، فحاولت أن اقربهما من بعض، ولم يفلح ذلك فقد تصلبتا كقطعة من الخشب ..أو كدماغ شيخ سلفي. فأوثقت الرجل الخلفيه السفلى منهما فقط بالقلص، وركبت القصواء..وبدأت بجر جيف بمنتهى الرفق والرقه، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان.

لم انتبه إلا وعلى صراخ الباشمهندس ..والذي رأيته في المرآة العاكسه يقفز وينط ويخبط بيده على صلعته اللامعه ، تحت شمس العين الملتهبه. فأخرجت رأسي من السياره وقلت له: شو فيك ياباش مهندس ؟؟ يعنى لاتعين ولاتعاون ..بس تصرخ علىً من بعيد .


صاح بي الباشمهندس : انزل وشوف الهباب اللي عملته..وكان شكله وكأنه شاهد عفريتاً أو طارق سويدان.


نزلت من السياره..ويالهول مارأيت؟

آآآه... لقد أنفصلت رجل جيف عن جسده..لقد تسببت بحالة من الصرع للباشمهندس الذي لم يتناول عشاءه تلك الليله ، وحلف بانه لن يخرج معي مرة اخرى في دوريات الصيانه . أخواني لا انصحكم بمحاولة سحب حيوان ميت من رجله بالسياره، فهي عمليه صعبة جداً ومرعبه في نفس الوقت ..صدقوني.

المُهم قمت بالحفر وإزاحة الرمال من تحت جيف ، وربطته مرة اخرى من وسطه ..أي من جيده مثل زوجة أبي لهب.. والذباب يهاجمني ..والباشمهندس خالد مازال يصيح بي: جتك قرف يابن كريشان.. المهم ، نجحت في سحب جيف الى مكان قريب يسهُل على عمال البلديه ان يجدوه، وهذا هو جثمانه الطاهر مُسجى حيث تركته، برجل مفقوده والتي دفنتها قريبا من المحطه:

أدعو معي رب الرمال ان يدخله فسيح جناته..آمين.

موضوع اليوم سيكون عن حمار اخر إسمه طه عبدالبصير، وهذا لو مات ..فلن أتكفل حتى بسحب جثته لأنه لايستحق الرحمه والعطف..مثل عزيزي جيف.

كلنا نعرف أن الإسلام هو دين الرحمه الذي يعاقب من يتركه بالقتل، والذي يُفضل أن يكون قتلاً رحيماً رقيقاً بقطع الرأس بالسيف، وهو إثبات دامغ لأعداء الإسلام بأنه لم ينتشر بالسيف..فالسيف كان يستخدم فقط لقطع أعناق المرتدين عنه.


الإسلام يبقى الدين الوحيد في هذا العصر الذي يُصر على قتل المُرتد عنه، العجب ليس أنه الدين الوحيد اليوم الذي ينشر الخوف والأرهاب؟ ولكن العجب هو أن المسلمين المُقيمين في الغرب ، يدعون كذلك لتطبيق حد قتل المرتد عن الإسلام عندهم.

عادةً هذا ليس بالشيء الذي يقوم المدعوذون بقوله علناً وخاصة في الغرب، فهذا سيطفش المسلمين الجدد، ولكنهم يضمرونه في أنفسهم ويعتبرونه حكماً عادلاً...وراءه حكمة لايدركها إلا العليم الخبير ذو العرش المجيد قابل التوب و رفيع الدرجات مانح الحوريات والسيكس للمنتحرين.


الناس التي تعيش في الغرب محظوظه لأن المسلمين ، وحتى الأن ليس لديهم سلطه تنفيذيه تستطيع تنفيذ هذا الفعل الشنيع، اللهم ألا عن طريق تحريض الدهماء والفوضويين لذبح الناس وتهديدهم- كما ذكرت ، فهو دين الرحمه والسلام- السلطات العلمانيه في هذه الدول لاتتقبل أن يقتل إنسان لدينه أو لرأيه كما يحب المسلمون.. وهذه قصة فضيحة جديده لمُدعوذ أخر في الغرب، كتبت من قبل عن الحمار سمير ابو حمزه في استراليا..و هذه المره..حمار جديد يدعوذ في أمريكا.




طه عبدالبصير هو إمام يرأس جمعية الطلبه المسلمين في جامعة هارفارد، هذه معلومة عنه. والذي أثار فضيحة في المجتمع الأكاديمي في بوسطن بقوله أن هناك حكمة عظيمه في إنهاء حياة المرتد عن الإسلام.

كتب الحمار ..اقصد الإمام طه عبدالبصير في إيميل خاص لأحد الطلبه بأن هناك حكمة جليله في حكم قتل المُرتد، و رغم أنها تبدو بربرية في نظر قانون حقوق الإنسان الوضعي، ولكن هذا لايهم.

المصدر: صحيفة هارفارد كريمسون الجامعيه.

دعوني أسأل كل مسلم سؤالاً صريحاً،لماذا غضب المسلمون وتظاهروا ضد الرسوم الدنماركيه؟ ماهي الفكره التي حاول رسام تلك الكاريكاتيرات أن يقولها؟ ألم يكن يقول أن الأسلام يستخدم القتل للأرهاب وأنه يقتل الناس المخالفين؟ إذا إعتبر المسلمين ذلك تجنى وتشويه للإسلام، فلماذا لايخرجون متظاهرين ضد هذا الأمام الذي قال نفس الشيء الذي عبر عنه الرسام؟ أما إذا كان رأيهم متفقاً مع الأمام عبدالبصير، فهذا يعنى أن رسام الكاركاتير الدنماركي كان على حق ايضاً. من الذي يشوه صورة الأسلام، الرسامين الدنماركيين أم المسلمين انفسهم؟


أنا لا أفهم لماذا تسمح هارفارد بوجود مدعوذي الأديان لديها. ماذا لو جاء كذلك النخام..أقصد الحاخام اليهودي يفتى بقتل كل طالب يهودي لايلبس طاقية الأخفاء اليهوديه.. ثم من بعده القس الذي يعمل في هارفارد وقال يجب على أن نقتل كل مسيحي يتحول لديانه أخرى ولا يؤمن يسوع سبايدرمان؟ .. ستصبح العمليه هيصه وزمبليطه، كل يذبح من لايتفق معه.




لماذا لايحق لأحد أن يهاجم حقوق الأنسان في الإسلام " أو ضياعها فيه" بينما لايحترم الإسلام نفسه حق الأنسان في الحياة. يا اخى واحد ماعجبه الأسلام، يمكن الرجل يكون غلطان، خلوه في حاله .. يا أخي قد يغير من رأيه مرة أخرى ويعود للإسلام..فلماذا تريد قتله وماهي هذه "الحكمه الجليله " في ذبح الناس؟

عندما تقرأ المقال الذي نشرته الصحيفه الجامعيه، تجد أن الحمار..عفواً أقصد الأمام طه عبدالبصير، ليس لديه أدنى شك بأن هذه سنة صلعمية مؤكده ليس عليها خلاف ولا اعلاف. وليس هناك مجال في أن تتغير أو ان تصدر فيها فتوى بنقضها.. فهناك إجماع تام وإتفاق كامل بين جميع المسلمين بإختلاف طوائفهم ، ومذاهبهم، ومشاربهم ..سواء كانوا من شيعه من فصيلة الأثنى عشريه أو من أم أربعه و أربعين .. أو سُنه وهابيه نفاثين في العقد أو إخوانجيين متخلفين..كلهم أجمعوا على وجوب قتل تارك الإسلام. لا أدري كيف ينظر المُسلم في الغرب الى هذا؟ الا يقارن ذلك بالتسامح الذي تقدمه له تلك النظم الغربيه العلمانيه الراقيه بإنسانيتها..لاتقتله ولا تذبحه ولا تسجنه لإختلاف رأيه ودينه..بل تحترم إختلافه وتحميه من قتلة مثل هؤلاء المُدعوذين الأشرار؟ لماذا يظل المسلمون في الغرب يدافعون عن هذه الهمجيه المخالفه لقيم الأنسانيه والعصر؟ إن ذلك لهو شأن الحمير.. تحمل اسفاراً.

ألا يحيركم أنتم هذا الشيء يا إخواني وأخواتي؟ ألا تتسائلون مثلي أحياناً كيف يفضل إنسان سوي عاقل قوانين همجيه من العصور الوسطى على قوانين المدنيه الحديثه - إن لم يكن حماراً- كيف يتمنى المسلمون هناك تطبيق الشريعه البربريه ولا يقدرون قيم المجتمع الليبرالي الحديث؟ مالذي يفعلونه هناك في بلاد التنوير بهذه العقول المغلقه، تعالوا هنا الى جنة الغباء؟



إن تجاهل مطالب مثل دعوة الأمام طه عبدالبصير، من شأنه أن يؤجج العنف والفوضى، وكم من حمار مثله لدينا هنا في بلاد الرمال يقول هذا الكلام، ولكن هنا للحمير أجهزة تنفيذيه وحكومات تحت تصرفهم . هناك حمير كثيرون في الإسلام يتفوهون بأشياء شاذة وغريبه وساذجه.. إلا أنها خطيره ، ومن الأفضل أن لا تنتشر حتى لانصبح نكرة الشعوب ومحط سخريتها.


بن كريشان

هناك تعليقان (2):

aras111 يقول...

كلام معقول ويطابق العقل , ولكنني لا افهم لماذا لا يرجع هذا الحمار اقصد الامام طه عبد البصير الى بلاد الرمال لينشر افكاره مع الحمير الاخرين.

كلمك منطقي جدا يابن كريشان العظيم

Hellfire_2040 يقول...

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيئ قدير و أشهد أن محمدا عبده و رسوله بلغ الرسالة و أدى الأمانة و نصح الأمة و جاهد في سبيل الله حق جهاده
و أنا على ما أقول من الشاهدين