الاثنين

طاعة أحمدي نجاد من طاعة الله

كيف يستخدم الدين للنصب على الشعوب؟





يوم امس دق عندي الموبايل وظهر على شاشته رقم دولي غريب يبتدء ب +۲۲۱ فأجبت، فظهر لي صوت يتحدث العربيه الفصحى بلهجة مضحكه


فقال: السلام عليك يا أخي ..أنا مُحمد من السنغال
قلت له: مرحبا الساع..وماذا تريد؟
محمد: اخي لقد تاب الله على من الكفر و اصبحت مُسلماً
هنا عرفت انه احد هؤلاء النصابين فقلت له على الفور:


لماذا يا اخي؟ انت غلطان..كان يجب ان أن تبقى كافراً أحسن لك
هنا اخذ اخينا بالصدمه و لم يعرف ما يقول فقال : أنا كنت كافراً و دخلت في الاسلام..فقاطعته: ما كان يجب ان تفعل ذلك فأنا كافر ايضاً و لا أحب الذين يدخلون في الاسلام..أخينا اغلق الخط قبل ان اكمل جملتي.

اليوم دق نفس الرقم مرة اخرى فأجبته: اخي انا رجعت للمسيحيه الان و نحن نريد ان نبني كنيسه..فقاطعته قائلاً: قلت لك انا كافر لا احب الكنيسه و لا احب المسجد ، وهنا زل لسانه فقال: ولكن..ماذا تريدني ان أكون؟ ماهو دينك ؟ أجبته: دين البقره الضاحكه بارك الله في حوافرها المقدسه؟ أغلق أخينا الخط..ولم يعد مرة اخرى.

الأديان تُستغل للنصب على الناس، اللعب بمخاوفهم من اشباح الالهه السماويه و عقوباتها الوهميه ، ولكن اكثر عمليات النصب في الواقع فيها هو النصب السياسي حين يستخدم المدعوذون و الكهنه الدين للإستيلاء على حق الشعب في حكم نفسه.

التعاليم الدينيه تدعو الناس الى الولاء الكامل و الطاعه التامه للنصوص الدينيه و "لرب الرمال" ، ومتى ماتملكت الخرافه الدينيه الإنسان ، وسرت مخاوفها و تهديداتها في عقله ستؤدي في النهاية غرضها بتحويل هذا الولاء و الطاعه للقاده و الزعماء الدينيين.

وكما نعرف، فليس كل واحد يستطيع الكلام مع رب الرمال مباشرة و بدون واسطه، فيتحول الرضوخ و الإذعان من الله الى هؤلاء الذين يتحدثون معه و بالنيابة عنه. عادة لايقول لك رجال الدين هذه الحيله..ولكن بعض هؤلاء يفشي هذا السر سواء بقصد ام بدون قصد و يعترف بذلك.


في جمهوري إسلامي إيران..بلاد الملالوه الملتحين يوجد رجل دين بارز من أكبر هؤلاء الكهنه وهو آية الله محمد تقي مصباح يزدي قد فعل ذلك بالضبط و اعترف بهذه الحقيقه عندما قال: طالما كان الرئيس محمود احمدي نجاد ( معروف بالبنتشرجي ايضاَ) يرأس الحكومه الإسلاميه ، إذاً فطاعته هي طاعة لله.

رجل الدين المتشدد آية الله محمد تقي مصباح يزدي هذا يؤكد بأن سلطة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي تأتي من الله ، وليس من الشعب.



لنفهم كيف يمشي النصب في هذا النظام السياسي الاصولي المتشدد نجد أن خامنئي يترأس نظاما معقدا متشابك الخيوط بين الوظائف السياسية والكهنوتيه ، هذا النظام يسمونه ولاية الفقيه ، أو الحكم الديني نيابة عن الله يقوم فيه رئيس الدوله بإدارة شؤون حكم البلد وهو من إبتكار السفاح آية الله خوميني .

نقلت الصحافة تصريح مصباح يزدي هكذا : عندما يقر نظام ولاية الفقيه رئيس الجمهوريه تصبح طاعته مثل طاعة الله.

المصدر رويتر
هنا.

في زلة اللسان هذه رفض واضح للديموقراطيه، اي ان كل هذه الأنتخابات التي تجريها الحكومه لامعنى لها. في النظام الديموقراطي سلطة الحكومه في اخر المطاف تأتي من الشعب الذي إنتخبها و ليس من مصدر سماوي.




ولكن آية الله محمد تقي مصباح يزدي يعلن أن سلطة الرئيس الايراني تأتي من الله و ليس من الشعب. هذه وسيلة مريحة تبرر للرئيس البنتشرجي أحمدي نجاد تجاهل ما يريده الناس -- إذا كان الناس في هذه الديموقراطيه الأسلاميه ليس لهم حق و لا سيادة ، فبالتالي مصالحهم ورغباتهم ليست ذات صلة هنا.

إقرء
هذا.

يتخذ مصباح يزدي ومنذ زمن طويل موقفاً يقول فيه بأن الديمقراطية والانتخابات تتعارض مع الإسلام. حلفاء أحمدي نجاد نفوا أن الرئيس يتلقى الاوامر من رجل الدين هذا الذي هو ايضاً أحد أكبر المدافعين عن السلطة المطلقة للزعيم الاعلى " خاميئني".


وقال مصباح يزدي:

"عندما تكون سلطة الرئيس قد تم... أقرارها من قبل الزعيم الاعلى فيصبح هو وكيلا للزعيم ..فالزعيم الاعلى بتسليطه الضوء على رئيس الجمهوريه فقد أوكله المهمه وعلى الشعب طاعته.



كشّاف مسرح هذا الزعيم الأعلى يسلط الضوء فيصبح الواحد رئيسا نيابة عنه..ينبغي ان نتذكر يا اخوان و أخوات ان هناك تشابه بين هذا و مواقف الجماعات الاسلاميه السنيه كذلك مثل السلفيه و الأخوانجيه ودعواتهم الى إقامة خلافة او إمارة إسلاميه، فحتى لو لم يصرحوا بنظام مثل " ولاية الفقيه" إلا أن المحصله النهائيه هي الشيء ذاته : أن يكون الحكم للمشايخ " العلماء" وليس للشعب.

أي ان سلطة الشعب ستنتهك في ديموقراطية مزيفه و تستبدل بطغيان و دكتاتورية النص، و من يمتلك هذا النص الخرافي. ليس هنا للشعب من إراده ..فليس عليهم إلا الأنصياع لله، من خلال ممثلينه المُلتحين.



المدعوذون و المشايخ و رجال الدين في جميع أنحاء العالم متشابهون جدا في جميع مواقفهم الأساسية ؛ ما يختلف فقط هو تسمياتهم للاشياء..وهو لزوم النصب .

إستيقظوا انهم يكذبون عليكم


بن كريشان


ليست هناك تعليقات: