الاثنين

الانسان مسير أم مخير؟











كلما وقعت كارثة ما على بشر فيموت الاف الابرياء يبحث المتدين عن إجابة لذلك توافق اعتقاده، فتارة يبحث عن أسباب دعت الى غضب رب الرمال عليهم وتارة أخرى يقول انه قدر الله وابتلاءه عبيده ليختبرهم. وهذا يدعونا الى التفكير إن كان هؤلاء المساكين كان مقدراً عليهم ان يحدث ماحدث أم ان قرارهم هم هو الذي أدى الى هذه النتيجه.



يدور الاسلام وغيره من أديان الكتب السماويه في هذه الحلقة المفرغه..أو بالاحرى الفارغه. هل للإنسان إرادة حرة في مايفعل أم ان الاراده السماويه هي كل شيء؟ هل يحركنا بالريموت كونترول عن بعد، أم لنا قراراً نحن مسؤولين عنه؟

يريد مدعوذي الاسلام ان يصلوا الى نقطة واحدة دائماَ وهي ان الله يخلق الخير ولكننا نحن من يجنح الى الشر. فهو خلق لنا القدره على التمييز بين الخير والشر ولكن للاسف نرتكب الشر عناداَ وطمعاً.

أنا لا أتفق ابداً مع هذا الطرح التبريري والذي ارى أنه يحاول إخفاء عطل رهيب في المنطق الديني. فالاسلام وغيره يقول انه هو فقط الدين الحق والصحيح فأن اتبعته فستخلد في تلك الجنة الرائعة البديعه وتمارس السكس يومياً مع النساء وإذا لم تتبعه وتصدق به فمصيرك العذاب والحرق الابدي. لحظه أي تخير في هذا؟ كيف يكون الانسان مخيراً تحت التهديد. لو أختطفك إرهابيون إسلاميون وقالوا لك ان تغني لهم طلع البدر علينا وإلا كعادتهم سيقطعون رأسك فهل غناءك إختياري؟ هل تستطيع أن تقول لا سوري فأنا سأغني لكم هابي بيرثدي تو يو؟





مثال أخر! أقول لك سأعطيك الف درهم لو أنك عملت الواجب المدرسي، هذا جميل فأنت لديك إختيار ان تحل الواجب وتكسب الف درهم وبإختيارك أن ترفض العرض..ولكن إن زدت وقلت وإن لم تقبل فسأطلق الرصاص من هذا المسدس على رأسك؟ في هذه الحاله انت مجبر على أداء الواجب المنزلي ولست مُخيراً أبداَ.

ومع هذا فالسيناريوهات اعلاه ماتزال أقل قسوة من تهديد هذا الاله الذي سيعذبك للابد ويبدل جلدك كلما احترق بواحد جديد يحرقه ايضاً. اي خيار للانسان في هذا، لماذا أعطانا القدرة على الاختيار إذاً طالما وضع هذا التهديد المخيف؟

حسناً الان تصور أن الاسلام والمسيحيه كل يقول لك أنه دين الحق الصحيح، وكلهم يقول لك بأنك ستتعذب ان لم تقبل به..فأي واحد أتبع؟ سؤال صعب فعندما نقارن بين الدينين نجد ان هناك تقارباً كبيراً بينهما، اترك التفاصيل واللباس ولكن كلاهما يريدك أن تعبد الله وان تمارس طقوس العباده وكلاهما يضطهد المرأه وكلاهما يعترف بالعبوديه وكلاهما يمارس الاباده الجماعيه ضد المخالفين والتعذيب. ثم تقول لي انا مخير ولكن أن طلعت غلطان يابن كريشان فمصيرك..الحرق والتعذيب في نار جهنم. حتى لو قال احدكم ان المسيحيه حسنت أخلاقها في العهود الاخيره تماشياً مع متطلبات العصر ..ولكن لم يسأل أحد الله ان كان راضياً عن تلك التغيرات ام لا فربما مازال يفضل النسخه الاصليه بلا تغيير.

المسأله صعبة جداً فكيف تختاراي شبح سماوي لتعبد، اهو الشبح الاسلامي ام الشبح المسيحي وتأكد انك فاهم كل الامور البسيطه التي تفصل بينهما فواحد ارسل ابنه الوحيد ليموت علشانك والشبح الاخر أرسل لك صلعم وآل البيت والرجل الخفي (المهدي). واحد يقولك عندما تضرب زوجتك تأكد ان لاتكسر فكها أو عظامها، والاخر يقول لك عندما تضرب عبدك يجب أن تتأكد انه يستطيع ان يعود الى العمل بعد يومين...أمممم خيارات صعبه اليس كذلك؟





ولكن مع شدة إراء هذه المحفزات وشدة قسوة المثبطات مالذي بقى لك لتفكر في حياتك؟ الك خيار بأي طريق تسلك؟ هل انت إنسان حر فعلاً بوجود هذين الشبحين الخرافيين؟

لو كان هناك رب وأراد ان يختبرك، لأعطاك اولاً القدره على الاختيار ومن ثم لم يخبرك بوجوده حتى يرى أن قرارك كان سليماً ولم يكن مبنياً على الخوف. فقد يتوقف السائق عند إشارة المرور لأنه رأى الشرطي وقد يكسر الاشاره لو لم يكن موجوداً، هذا هو الاختبار الصحيح. يجب على هذا الرب كذلك ان لايضع رشاوي وحوافز ومغريات ليتأكد من الانسان يستعمل إختياراته بدون ضغوط.





هؤلاء المؤمنون الذين سيدخلهم الرب الى الجنه لم يفعلوا شيئاً يستحق ذلك، فهم لم يستفيدوا من ميزة عقولهم ليختاروا الطريق الصحيح بل اتبعوا القواعد والتعليمات بدافع الخوف من العذاب والرغبة في المكافأه..هذا ليس بأنسان حر التفكير ولايزن الامور من ناحية اخلاقيه.

إن مايفعله رب الرمال، بنسختيه المسيحيه والاسلاميه هنا يسمى قمع ورشوه وليس حرية اختيار. أن اي شخص يعتقد فعلاً بوجود هذا الشبح السماوي ويؤمن به ليس انساناً مخيراً ابداً ولا تنطبق عليه هذه الخاصية. لأن ربه يفرض عليه هذه القواعد ولايخيره فيها.





من هو الانسان المخير؟ الانسان المخير ليس الانسان المؤمن الخواف المرتعد من اشباح السماء وملائكة العقاب وسجن ابوزعبل السماوي. الانسان المخير ليس من تقوده المحفزات وتمنعه المثبطات بل هو من يختار بنفسه أن يخرج من هذه اللعبه. انه الانسان الحر الذي يعرف ان الاشباح وهم وان رب الرمال ليس إلا قصة أطفال.



بن كريشان

هناك تعليق واحد:

فيزيائي مر يقول...

على فكره انت غبي كل كلامك عن العقل ورجعت اصطدمت بالعقل .... كل العلماء حتى الملاحده بيقولوا ان التفسيير الوحيد المنطقي والمنسجم مع العقل ومع نظريات الفيزياء العظيمه لوجود الكون هو فكرة الخلق من قبل قوة خارقة لقانون الكون نفسه ( ويعلق بعضهم على ذلك قائلا مع كرهي للفكره ) نعم يا صاحب العقل الفيزياء تقول لا بد من قوة موجدة لهذا الكون وهذه القوه يجب ان لا تخضع لمفاهيم الزمكان التي نعرفها نحن لا نها لو انطبقت عليها لاصبحت بحاجة لمن يوجدها و عند النظر الى هذه القوه التي لا تنطبق عليها بشروط الزمكان البشرية نجد انفسنا عاجزين عن ندرك ماهيتها لانها من ابعاد اكبر من ابعادنا الزمكانية وهنا لا بد ان ياتي الخبر منها لنعرفها ....الان دورك يا شاطر جمع كل المصادر التي تدعي انها من عند هذه القوه وقارن بينها بصدق واخلاص ودون تعصب ستجد من هو المصدر الذي يزودك بالاجابة الصح .