الاثنين

المكارم الأخلاقية

كتبت آيا تعليقاً تجدونه هنا وفي معرض ردها على الصديق "خايف عليكم" التالي:

"الاخلاق ضرورة إجتماعيه على عكس الاديان. لايهم الدين في المجتمع ليعيش افراده في سلام ولكن لامفر من الاخلاق الطيبه في التعامل. المقصود بالاخلاق ليس عدم شرب الخمر ولا السفور والحجاب فهذه امور شخصيه والتدخل بها يعتبر من عدم الاخلاق وليس العكس.

الاخلاق بإختصار هي التعامل الراقي بين الناس بحيث يتقبلون بعضهم بعضاَ ويتحملون بعضهم بعضا ويحترم الواحد الاخر ويحترم اختلافاتهم بدون القيام بفرض رأيهم على الاخرين
.
القوانين اذا لم تكن منصفة للجميع فهي ليست اخلاقيه وبذلك لايمكن ان تكون القوانين الدينيه الاسلاميه منصفه وعادله لأنها تخص فئة من الناس المؤمنين بها دون غيرهم، فلذلك تعميمها ظلم بحد ذاته وليس من الاخلاق في شيء."



إن تعليق آيا يثير قضية اكبر في الذهن، ولنسميها صلاحية الاخلاق الالهيه لتصنف كأخلاق. فبينما نعرف نحن ان الاخلاق هي منظومه بشريه ضروريه للتعايش مع بعض كوننا كائنات إجتماعيه نعتمد على بعضنا البعض وهو ماقالته آيا هنا. ولقد سبق لي وأن اعطيت مثالاً على إنسانية الاخلاق ونفيت كونها تنزيل من السماء من لدن الشبح الاكبر وهو ان الانسان الذي يعيش لوحده في جزيره لايحتاج الى الاخلاق، وهو أمر لايتطلب الكثير من الذكاء.




ولكن المؤمنين بالاسلام يظنون أن هذه الاخلاق جاءت من عند رب الرمال لذا تسمعهم يرددون قولهم بأن الملحدين ليس لديهم أخلاق طالما ليس عندهم رب يعبدونه. عندما يعتقد الانسان بأن اخلاقه تتنزل من السماء فهذا يعني ان الصح و الغلط مرهونان فقط برغبة و مشيئة الكائن الشبحي الذي نسميه الله. فإذا استحسن الله شيء فهو أخلاق حسنه، وإن كره شيئاً اخر فهي الاخلاق السيئه. الخير والشر ليسا إلا رؤية الله للأمور ولايوجدا مستقلان عن المشيئه الالهيه. إذاً الاخلاق الدينيه هي مشيئة الله وليس قواعد ولا مباديء هادفه. هل نستطيع بناء على ذلك ان نقول إن هذه المشيئه فعلاً تصنف من ضمن الاخلاق ،أم أنها مشوبة بإعتقادات وهفوات ورغبات أناس أقدمين عاشوا في الماضي البعيد؟

يعتبر المسلمون أن الله يقسم الاخلاق كما يقسم الارزاق، فيجعل للبعض أخلاقاً أكثر من غيره. يروي الامام أحمد في مسنده أن النبي صلعم قال:إن الله سبحانه قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم. وفي هذا إشكاليه فطالما أن هو من يعطيك الاخلاق فأنت غير مأمور بإكتسابها والتحلي بها كونها هبة وهدية يخص بها البعض ويحرم البعض الاخر منها.
من خطبة بموقع خطب دوت نيت. وجدت هذه الخطبه لحسين آل الشيخ بالمسجد النبوي بالمدينه قال فيها:

أخلاقيات الاسلام هو إعتبار عقائدي ينبع من وازع ديني. أخلاقيات الاسلام لم تنبع من البيئه او الاعتبارات الارضيه وهي لا تستمد ولا تعتمد على إعتبار من أعتبارات المصالح. فالتمثل بمحاسن الاخلاق في الاسلام غير مقيد ولامحدد بحدود بل هو ثابت لايتغير بتغير الزمان ولابتحول المكان.






وهذا تأكيد على جمود الاخلاقيات الاسلاميه وعدم قابليتها للتطور والتحسن مع مرور الوقت وتغيير المكان. مع ان الاخلاق الانسيان تتطور وتتعدل مع تطورنا. اليوم العبوديه شيء لا أخلاقي بينما كانت شيئاً عادياً في الماضي، العبوديه غير أخلاقيه اليوم لأنها إستغلال وظلم ضد الانسان، بينما لم تمانع الاديان بما فيها الاسلام من وجودها وهذا بالضبط مايقوله هذا الشيخ فإن لم تتغير اخلاق الزمان منذ ذلك الوقت فلا حرج على الانسان المسلم أن يتخذ عبيداً اليوم وفي هذا العصر.

هل نستطيع القول فعلاً بأن هذه نظريه أخلاقيه؟ أهذه اخلاقيات مقبوله؟ بالطبع لا وهذا لايجعل الاخلاق الاسلاميه خطأ بل يجعلها غير قانونيه ومخالفة للاعراف والمواثيق الدوليه.

وهنا يجب أن ننتبه الى أن هذه النظريه الاخلاقيه لاوجود لها خارج المعتقد الاسلامي، وبالتالي لاتسري على من لايعتقد بهذا الدين. ولكن المشكله أن هؤلاء المؤمنين بالاسلام يريدون ان يفرضوا علينا وعلى غيرهم هذه الاخلاقيات القديمه البائده والمرتبطه بأعراف الصحراء و ماساد في الجزيره العربيه قبل أكثر من الف سنه، فهل هذا الفرض أخلاقي هو الاخر؟

إننا عندما نقول ان التصرفات والاعمال لاتعد أخلاقيه إلا من حيث مشيئة هذا الاله وإنها تفرض على الناس فإننا نجعل من الله ديكتاتوراً لايختلف عن ستالين وصدام حسين و معمر القذافي. وهذا بالتالي يلغي مبدأ واخلاقيات الرحمه التي يدعيها المسلم في هذا الدين. هذا يجعل من المؤمن يسبح بحمد دكتاتور ظالم تخلو أخلاقياته من العداله والمساواه بين البشر. نعم فالمتسلط برأيه الفارضه على الناس ليس إلا كذلك.
ان الذي يثير الدهشه بأن هذا الاله لايفسر هذه المشيئه ولايشرح لنا تناقضها. فمشيئته في الباس النساء النقاب والحجاب ليس لها تبرير وتتعامل مع الانسان سواء المرأه او الرجل كبهائم وحيوانات لاتتحكم في غرائزها. وهو أمر غير قابل للنقاش والمداوله لأنه محض مشيئة ورغبة الهيه واذهب واضرب رأسك بالحيط إن لم يعجبك الحال.

من هذا المثال السابق وغيره كثير نتحقق ان الهدف من هذه الاخلاقيات ليس تنظيم المجتمع بل ترويضه ليستمع الى كلام الدكتاتور و يطيعه ، فطاعته من طاعة ولي الامر، والعكس هو الاصح. أن الخبيث الذي ابتكر أخلاقيات الاسلام لم يكن له هدف سوى تحقيق الطاعة التامه من قبل الاتباع والمؤمنين بدليل وجود هذه الصفات الدكتاتوريه الفارضه نفسها بالقوه والمهددة بالعقاب.
لا تستغربوا أحبائي في هذا، اليس هو من يصف نفسه بالجبار المهيمن المتكبر؟ إنه شبح الدكتاتوريه المتحلي بأخلاقياتها الظالمة والصارمه. وبالمقابل ماذا يتوقع منك هذا الإله؟ التسليم والخضوع، فالاسلام ماهو إلا الاستسلام لمشيئه الله كاملاً بدون نقاش ولاتفكير، وهنا ترون الطبيعه الحقيقيه لمنظومة الاخلاق الاسلاميه والتي ليست من الاخلاق في شيء سوى تكريس مبدأ الخضوع والقمع للدكتاتور المتسلط في النفسيه العربيه.

هدف الاخلاق الانسانيه هو إسعاد البشريه ورفع الظلم عنها ولكن ماهدف الاخلاق الالهيه؟ الاخلاق الاسلاميه تنحكر في القيام بالفضائل واجتناب الرذائل، وهذا يخلق إشكالية أكبر فقد يرى الاسلام أن حك المرء لخصيته اليسرى قبل اليمنى يؤدي الى غضب الله وبطلان الصلاه فتصبح فعلاً ينافي الاخلاق. ولكن هل يؤدي هذا الى اهتزاز الكواكب في المجره؟ هل ستسقط النجوم علينا لو ان الانسان ارتدى زياً او أكل طعاماً معيناً ؟على سبيل المثال يصنف الامام الشيرازي
الغيره من ضمن الاخلاق الاسلاميه، فبالتالي يعتقد المسلم بخرافة تقول ان أكل لحم الخنزير يفقد الرجل هذه الغيره فيصبح من يأكل ساندويتشة هام مع الجبنه عديم الاخلاق. وهنا تلتبس امور ليس لها علاقة بالاخلاق الحقيقيه التي تنظم علاقة البشر ببعضهم. المرأة النامصه وهي من تحف بين حواجبها وتجملها عاهرة، بينما تلك التي تحتفظ بحواجب بحجم تلك التي كانت لدى بريجنيف هي الخلوقه.


متى اصبحت الاخلاق مجرد طقوس عباده وتساوت مع طاعة الاله وصارت عدم الاخلاق هي ذنب حاصل بسبب إنتفاء تلك الطاعه عند الانسان... فقد نسفت المنظومه الاسلاميه للاخلاق تماماً.

نحن نعرف بأن الاسلام يرفض ان يُنتقد، او ان يتساءل احد في اي حيثية صغيرة فيه او ان يتحدى احد سلطة المؤسسة الدينيه وفتاوي مشايخه او سنة صلعم فهو في الحقيقة ليس دين فحسب بل نظام للقمع في خدمة الحاكم المتسلط سواء كان دينيا ام غيره فيجد فيه الدكتاتور مالايجده في غيره من النظم التي تخضع الانسان وتأسر عقله وتمنعه من المساءلة والتفكير لأن ذاك هو الحرام.


الخلاصه ان اخلاقيات الاسلام هي الطاعة المطلقه لسلطة الهيه او لمن يمثلها. لماذا؟ لأنها تأتي من "سلطة" غير قابلة للنقاش، اخلاقيات الاسلام ليست قواعد مبنيه على مباديء تهدف الى المساواه والحريه وتجنيب المعاناة والشقاء للانسان.

إذا لم يكن هناك أي مبدأ انساني سامي خلف تلك المشيئة الالهيه، فتصبح مشيئة بلا مباديء. ومن ليس لديه مباديء فليس لديه أخلاق، ففاقد الشيء لايعطيه. إن عبادة الله هو نوع من عبادة السلطه. أن تعبد الله فأنت لاتبحث عن قيم ومباديء واخلاق بل تسلم فقط للقوه. وهذا لايختلف عن ان تتبع ملكاً او رئيساً دكتاتورياً.


وهنا فالنتذكر أن المسلمين يقولون إن المُلحدين بلا أخلاق لأن ليس لديهم مايردعهم...ياله من امر مضحك، الان فالنسألهم طالما طلع ربكم بلا أخلاق ..فمن اين تستمدون انتم أخلاقكم؟


بن كريشان

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

يا ايها الذين لاتمتلكون عقول الي عمل هذا الموقع التافه الي ما اله اي واقع من الحقيقة سارلكم يوم القيامة امام الله وساضحك عليكم باذن الله