الاثنين

هل الكريسماس عيد مسيحي فعلاً؟






كثير من المسلمين يمتعضون من رؤية شجرة عيد الميلاد و بابا نويل في هذا الوقت من السنه، الكريسماس. إن سبب إمتعاضهم ليس لأن بابا نويل لم يقدم لهم هديه، ولكن لأنهم يظنون ان الكريسماس هو مناسبة مسيحيه لايجدر بنا نحن المسلمين أن نحتفل بها بل يجب ان نمنع مظاهرها من مجتمعاتنا الاسلاميه المكشره خالص.



من ناحية اخرى فأن اخواننا المسيحيين يسعدون كثيراً بيوم الكريسماس و ينتظرون قدومه ليحتفلون به فهو بالنسبة لهم مولد الرب يسوع سبايديرمان. ولكن أهذا صحيح؟ هل الكريسماس هو عيد مسيحي فعلاً؟ هل من الممكن ان يكون الاثنين، المسلمين و المسيحيين غلطانين؟




اليوم يا أخواني و أخواتي سنأخذ إجازه قصيره من الكلام عن المسلمين و صلعم بمناسبة عيد الكريسماس..لنطيح في المسيحيين و ربهم اليسوع سبايدرمان. وإن كان احدكم مازال يتساءل لماذا نسميه يسوع سبايدرمان، فذلك لأنه يأتي كالبطل الخارق ليخلص المساكين و المحتاجين من الاشرار.



في بعض الدول الغربيه اختفى تقريباً المسيح من عيد الميلاد و حتى في امريكا ففي الولايات الشماليه يكاد لايكون له ذكراً حتى تهنئة ميري كريسماس التي تعني عيد ميلاد مسيح سعيد، قلبت بالقانون و أصبحت مجرد امنية بإجازة سعيده " هابي هوليدي".



الناس في الصين و اليابان و غيرها من الدول الغير مسيحيه تحتفل بالكريسماس ايضاَ و لكن على أساس أنه وقت للمرح و الفرح و ليس للصلاة في الكنائس. وهذا يزعج بعض المسيحيين المؤمنيين الذين صاروا يريدون إرجاع المسيح الى شجرة الميلاد. يجدر ان نذكر أن بعض الطوائف المسيحيه ومنهم المولودون الجدد لايعترفون بالكريسماس كما ان هناك طوائف كالأرثودوكس مثل الكنيسه الروسيه و المصريه تعتبر ان يوم ۲۵ من ديسمبر/ كانون الاول ليس يوم مولد يسوع سبايدرمان بل هو السابع من يناير/كانون الثاني.





الحقيقه يا إخواني و أخواتي ان الكريسماس ليس مناسبة مسيحيه، بل هو بالاصل مناسبة وثنيه. فعندما وصلت المسيحيه الى اوروبا و خاصة الى روما، عانت بسبب شرقيتها و عدم تلائمها مع الجو الروماني المفعم بالالهة و المناسبات و التماثيل و الصور، و هنا قامت المسيحيه بسرقة و أقلمة بعض الشعائر الوثنيه و إدخالها داخل الدين المسيحي الجديد في اوروبا..لاتستغرب إن وجدت تماثلاً في الصور بين زيوس أحياناً و المسيح في اللباس و طريقة المشي على الماء.



كان يوم ۲۵ ديسمبر قبل المسيحيه عطلة رومانية وثنيه تسمى نتاليس سوليس إنفيكت. و كان هذا مهرجان ولادة الشمس التي لاتقهر في روما. سرق كذلك المسيحيون مهرجان منتصف الشتاء من القبائل الجرمانيه في الشمال (المانيا الأن) و المسمى ساتورناليا و الذي يحتفل ببقاء الأشجار دائمة الأخضرار في فصل الشتاء ( لأن اوراق الاشجار تتساقط في الخريف و لا تبقى الا شجرة الصنوبر واقفة – عفواً جدر التنويه لأن هناك عرباً يعيشيون في اقاليم لا توجد بها فصول اربعه مثل الأمارات).



وبابا نويل جاء من هذا العيد الالماني الأصل و كان يحضر الهدايا للأطفال الذين حبسهم البرد و الثلج. ان اسمه القديم كان أبو الشتاء. والأن اخواني و اخواتي الاعزاء..اين المسيحيه من كل هذا؟ هذه الاعياد سبقت المسيحيه و اليهوديه كديانات في الوجود، فكيف اصبح عيد الشمس التي لاتقهر عيد ميلاد يسوع سبايدرمان؟ انه تزوير بالطبع، اترون في اغلب الأحيان لا يأتي دين بشيء جديد و انما يسرق ماقبله و يغير فيه و هذا ما فعله صلعم في طقوس الحج. فقد قام بأسلمتها فقط ، فالحجر الأسود لابد انه كان احد هذه الاصنام المقدسه ( كان العرب يقدسون احجاراً منحوته و غير منحوته ) و الذي مازال الناس يسلمون عليه و يقبلونه حتى اليوم. أخ عفواً فقد نسيت انني قلت ان اليوم مخصص لأنتقاد المسيحيه و ليس الاسلام، عادت حليمه لعادتها القديمه.



إذاً فقد استنتجنا بأن شجرة عيد الميلاد وثنيه... وكيف هذا وهي الرمز الأكثر إستخداماً للكريسماس انه هو شجرة عيد الميلاد نفسها، وهي رمز وثني مأخوذ من تقاليد القبائل الجرمانيه البربريه. كان هؤلاء يقطعون شجرة الصنوبر و يذهبون بها الى البيت و يزينونها بالذهب المتألق و الفضه و غيره من الحُلي. أن زينة الشجره و تعليق الحلي عليها عادة وثنيه و ليست مسيحيه. لقد لعنت المسيحيه نفسها هذه العادات و حرمتها، ممايدل على وجود رفض مسيحي آنذاك لتغيير منحى الدين المسيحي لمجاملة و إستقطاب الوثنيين اليه. و الدليل على هذا موجود في سفر أراميا و الذي يقول بكل وضوح:



۲־۱۰ هكذا قال الرب لا تتعلموا طريق الامم و من ايات السماوات لا ترتعبوا لان الامم ترتعب منها

۳־۱۰ لان فرائض الامم باطلة لانها شجرة يقطعونها من الوعر صنعة يدي نجار بالقدوم

٤־۱۰ بالفضة و الذهب يزينونها و بالمسامير و المطارق يشددونها فلا تتحرك

۵־۱۰ هي كاللعين في مقثاة فلا تتكلم تحمل حملا لانها لا تمشي لا تخافوها لانها لا تضر و لا فيها ان تصنع خيرا



حسناً مالذي بقي للمسيحيين من الكريسماس؟


في الواقع ان المشهد الوحيد المتبقي للمسيحيه من كل هذا هو مشهد المهد، والذي يسميه مسيحيي المشرق العربي " المغاره" و هو صور المسيح البيبي و امه و الرعيان يأتونهما و الملوك الحكماء الثلاثه يهدونهما..ولكن لحظه؟




كنت مرة بالفليبين في فترة اعياد الميلاد، والفلبينيين شعب كاثوليكي متدين وقد اجتمعوا حول عمود من الحديد يمثل شجرة الميلاد ، في اعلاه اسلاك تتعلق عليها الأضواء و وضعو اسفله كثيراً من القطن ليرمز للثلج. نعم فالثلج و البرد هو الوقت الذي الذي ولد فيه المسيح سبايدرمان و لكن..اين ولد اخينا لو كان فعلا حقيقياً؟ حسب النصوص المسيحيه لم يكن بالطبع في اوروبا و لكن ببيت لحم.



قام علماء الارصاد بعمل دراسة بالكومبيوتر لمعرفة إن كان يوم الخامس و العشرين من ديسمبر قبل الفي سنه يوماً مُثلجاً في بيت لحم بفلسطين؟ ولم يكن كذلك، نعم لم يسقط الثلج ببيت لحم و لا بفلسطين كلها في تلك السنه و لا حتى في السابع من يناير من السنة التي تعقبها. كما ان شجرة الصنوبر شجرة جبليه لاتنبت بفلسطين ونواحى بيت لحم.

ومع هذا تقول الترنيمه المسيحيه المارونيه:


مْلوك المجوس بْليلة الميلاد والتَّلج مغطّيلن تيجانُن



لحقوا عالطَّريق بنجمة الميلادْ لعند الطّفل اللي اسمو يسوع



مَعْهُن بَخّور ودَهَب وحَرير وأساميهن كتبوها فوق سْيوفهُن



جايي الليلة مْلوك المجدْ لعند الملك اللي اسمو يسوع



شافوا طفل عَ كومة قش وحدّو إمو عَمْ بتْصَلّي



تركوا السَّيف وشالوا التّاج وحنيوا روسُن للملك الإله



والنّجمة تْضوّي فوق الباب والمغارة صارتْ تشبه سَما صغيرِة



وقفوا على بابا الرّعيان يصلّوا يصلّوا للمَلك الإله

تصور هذه الترنيمه الملوك الحكماء الذين اتبعوا النجمة التي ظهرت مولد المسيح و هم على الجمال و البعارين..والثلج يتساقط عليهم. هل يعيش الجمل في هذه المنطقه من العالم في الثلج؟ ( اتساءل لماذا يرسمون هؤلاء الرجال الحكماء يلبسون الغتره و العقال العربي طالما كانوا من المجوس، ففي الغالب سيلبسون مثل اية الله بنتشرجي). اي ملوك هؤلاء الذين تركوا ممالكهم و حاشيتهم وذهبوا كل على جمله برفقة ملك مملكة اخرى يتبعون نجمه؟ هذه قصة مُختلقه واسلوب معروف في الاساطير لأضفاء اعتراف بعظمة شخص ما.



اليوم ، وعندما تفكر بذلك تجد انه لا الشجره و لا البابا نويل ولا طوق الغارلهم اصول مسيحيه، و طالما انقرضت الوثنيه الحاضنه لهذه الرموز فقد تمت علمنة هذه المناسبه لتصبح مناسبة للتسوق و صرف الفلوس و الشراء و شرب بعض الكؤوس.



ان الأحتفال بعيد الميلاد "الكريسماس" لم يكن بهذه الأهميه حتى في العالم المسيحي القديم. لقد كان عطلة صغيره، وفي بعض الاحيان لم يكن المسيحيون يحتفلون به. اما اليوم فقد تغير الحال و انتصر فيه الأصل "بابا نويل"، على النقل "يسوع" سبايدرمان، ان كاريزما بابا نويل لتطغى بشكل واضح على المسيح في هذه الاحتفاليه، بابا نويل الذي يعيش حسب الراويات التي تحكى للاطفال في القطب الشمالي ليس له علاقة بالمسيح لامن قريب و لا من بعيد..انه لايذهب حتى للصلاة في الكنيسه في هذا اليوم ولايهتم ببشارة المسيح لسكان الأسكيمو و الفقمات والبطاريق الدبب القطبيه.




أن تحرر سانتا كلوز او بابا نويل من المسيحيه التي اختطفته، اعقبه تحرره من الوثنيه ، لأنها انقرضت فبقي رمزاً علمانيا ًللأطفال ليس له طقوس و لا صلوات. لقد اصبح من الصعب ان نجد العناصر المسيحيه في لكريسماس الأن. لاحاجة ليسوع في الكريسماس..عندنا بابا نويل يأتي بالهدايا للاطفال ولا يعطى الاولاد الاشرار مثل هذا اية هديه.



الكريسماس كما نعرفه اليوم "كمؤسسه تجاريه" بدأ في امريكا بعد الحرب العالميه الثانيه، حيث كان الناس يتدافعون مبكراً لشراء هدايا للقوات و الجنود الامريكان على الجبهات، وكانت فترة كساد من الصعب ان يجد فيها المشترى مراده، اصبح بعدها عادة امريكيه للشراء و التسوق حتى بعد انتهاء الحرب و انتشر منها الى انحاء العالم مع انتشار علم التسويق " الامريكي المنشأ" في العالم. لقد اصبحت اعياد الكريسماس هي موسم البيع الذي يحدد نجاح المؤسسات الاستهلاكيه فهو اعلى موسم في المبيعات خلال السنة كلها في العالم الغربي.



إن ماقلته حقيقه اعلم ان كثيراً من اخواني المسيحيين العرب الذين احبهم لن يقبلوا ما اقول، وسيقولون اترك يسوعنا بحاله و اذهب انت واكتفي بالحديث عن صلعمك ورب رمالك. ولكن و بينما المسيحيين العرب ينتهزون هذه للصلاة و تذكر يسوع وولادته العجيبه فهناك ملايين حول العالم لن يفكروا به ولا بالصلاه له وسيذهبون للاحتفال والرقص والاستمتاع بدون مشكله. ممايدل على ان الكريسماس من الممكن ان يكون بدون الرب يسوع..مافي مشكله ايضاً.



حقيقة ان يسوع ليس هو سبب عيد الكريسماس و ان ليس هناك مكان خاص به بعد ان ازاحه السيد بابا نويل عنه.. لايعنى ان جميع المُلحدين يحتفلون به. سنجد ان الملحدين من اصول مسيحيه يتجنبونه و قد ينامون في هذه العطله و هو افضل و اكثر فائدة بالطبع من الذهاب للكنيسه و الانتحار ضجراً، ولكن بعضهم من الذين يكتبون الي عن هذه التجربه المُمله يقولون انهم يفعلون ذلك حتى لا يُغضبوا اسرتهم و اقاربهم.


اما الملحدين من اصول اسلاميه فماذا يفعلون بهذه المناسبه و خاصة ان منهم من لايحب ان يكون هنالك اي شيء متعلق بالدين وطقوسه فيما يفعل. انا كنت اضع شجرة ببيتي عندما كنت طالباً بلوس انجليس و لكنني اعلق عليها دميه صغيره حمراء بهيئة الشيطان ..اقول لهؤلاء المُلحدين كما لاحظتم فأن الكريسماس كما نعرفه اليوم يتكون من ثلاثة عناصر:

الأول: عنصر من اصل وثني وهو يشكل الجانب الاكبر من شكليته. الشجره و الزينه و بابا نويل.



الثاني: العنصر التجاري و هو يشكل الجانب الأكبر من ممارسته و هو الهدايا و الاحتفال و ارسال بطاقات المعايده



الثالث: العنصر المسيحي و هو اقل هذه الجوانب تأثيراً مثل الشخير في الكنيسه وانت تستمع لترانيم القداس بعد سهرة البارحه.


إذاً انت حر و الأمر راجع لك..احتفل و اشرب و ارقص..او تجاهله تماماً



بن كريشان

ليست هناك تعليقات: