الاثنين

الله في دور..صانع الساعات

الكون ليس منظما ولا دقيقاً كالساعه.



تعريف المُسلم هو انه الانسان الذي يؤمن بتعاليم محمد الشهير بصلعم و يقلده في سلوكياته و هيئته و تصرفاته كالأعمى من خلال ما ورد في الاحاديث النبويه القطعيه و مايعرف بالسنه الثابته و يعيش حياته يحاكي عصر النبي و الصحابه و الخلفاء الراشدين.

كيف يستطيع إنسان يعيش بهذا التعريف ، ان يفهم ما يدور حوله في هذه الحياة وكيف يمكن أن يثق بحُكمه احد ؟

يقول هذا الموقع الاسلامي:

أن النظام آية من آيات الله فى خلقه وأن لهذا الكون مدبراً أكبر دبرة وأودعه أسرارة وخفاياه وأحاط بها إحاطة قدرة منزهة عن الغى. ولو وجد فى هذا الكون اختلاف أو عدم نظام لكن من الممكن إرجاع ذلك إلى الطبيعة العمياء أو الصدفة وعليه فالنظام سنه من سنن الكون. وإذا كان الكون منظم كالساعة الدقيقة لا يستطيع عقل أن يتصور أن تلك الساعة الأتوماتيكية التى تدور من تلقاء نفسها قد صنعت نفسها بنفسها أو أخذت تتحرك دون أن يبدأ أحد فى تحريكها ولابد بعد ذلك أن ندرك أن وراء هذا الكون المنظم عقلاً وتدبيرا وبما أن المادة عاجزة عن التفكير والتدبير وعليه فهناك قوة وراء ذلك هو الله.

وهذا
منتدي أخر ينقل لنا هذا الكلام:

دليل التناسق والانسجام في الكون أو دليل "النظام السببي":أما دليل التناسق والانسجام في نظام الكون فهو يقوم على أساس العلاقة السببية في الكون، وهذا يعني أن كل أشياء هذا الكون بالمشاهدة ساكنة مستقرة لا يمكنها أن تتحرك أو تتغير إلا بتأثير غيرها، وأنها محتاجة إلى هذا الغير في تصرفها وانتقالها من حال إلى حال وهذا الغير المحتاج إليه والذي يملك الاستطاعة على تغيير حال الشيء يسمى "سببا".




هناك الكثير من الوصوفات الإسلاميه عن دقة هذا الكون الذي خلقه "ساعاتجي" - صانع ساعات! لا امزح معكم هنا.. فكثير منهم يستخدم هذا التشبيه بأن الكون مُنظم و ثابت و مُستقر لن يتغير شيء فيه إلا إذا قرر صانع الساعات الجالس فوق تغيير الوضع. المُشكله ان صنّاع الساعات سويسريين ، بينما رب الرمال من الصحراء العربيه وهذه إشكاليه كبيره ، فهل تعتمد على بدوي من القصيم ان يصنع لك رولكس دقيقه؟ لايركب هذا الوصف على ربنا ، رب الساعات..عفواً الرمال. و لكن هذا التشبيه لايقتصر على المُسلمين فقط ، فحتى المسيحيون يستعملونه.


تصّور الانسان فكرة ان الطبيعه تعمل "بدقة الساعه" يعود الى الايام الاولى من العلم الحديث والعصر الحاضر وخاصة ، عندما بدأ البشر يصنعون الساعات و الالات التي تعمل بنظام الساعه. الذين إفترضوا بعد ذلك بأن الطبيعه تعمل بنفس تلك الطريقه التي يعملون بها ( صنّاع و معلمين) .. بعبارة اخرى خلصوا الى أن هذه الطبيعه و من خلقها ، يعملون بنفس الطريقه التي نصنع و نبني بها الاشياء.

المُسلمون يقدمون ذريعتهم هنا بأن فكرة هذا الله الذي لانستطيع ان نراه و الذي يبقى مختبأً عن اعيننا ..يمكن معرفته فقط و التأكد من وجوده من خلال ما قام بصنعه ..اقصد خلقه. . انهم يقولون لاداعى ان نرى الله - فتصميم الكون الدقيق كالساعه هو دليل وجوده، وهذا يجب ان يكفينا حجة ودليلاً.



من الامثله التي يقولونها انه يمكنك "ضبط" ساعتك عليه. الدقه تتمثل حسب إدعائهم انه كيف وُجدت الارض في المكان " المضبوط" حيث درجة الحراره ليست بارده و لا حاره بحيث تسمح بالحياة وكأنها مركز النظام الشمسي في مجرتنا.

ولكن هل فعلاً أن نظامنا الشمسي مُنظم بهذه الدقه التي يصنعها الساعاتي السويسري؟ ام انه اقل إستقراراً ودقة مما ننظن.
كتب ستيفن باترسباي في مجلة نيو سيانتيست بتاريخ ۱۳ يونيو ۲۰۰۹ : أن مدارات الكواكب التي تبدو منتظمة وموثوق بها هي في الواقع غير مستقره تماما على المدى البعيد لأنه ، وعلى مر الزمن ، وبسبب التفاعلات الصغيرة لعوامل الجاذبية يمكن أن تؤدي إلى كارثة لا يمكننا التكهن بها.

كوكب عطارد هو بذرة هذه الكارثه و خاصة انه عُرضة لنفوذ كوكب المشتري بسبب مصادفة كونيه صغيره. فقد إكتشف العلماء انه كلما يصل عطارد الى النقطه الاقرب من الشمس، وقبل ان يعود الى مداره، ينحرف ۵‚۱ درجه كل الف سنه بإتجاه الحضيض الشمسي.

وفي نفس الوقت يتحرك المشتري بنفس الطريقه ، و لكن بسرعة ابطأ قليلاً. وهذا يعني انهما و في يوم ما سيتزامنان معاً. وسيؤدي ذلك الى ان تراكم القدرات الجذبيه للمشتري بحيث يسحب عطارد عن مساره.

دراسة أجريت في العام الماضي بقيادة جاك لاسكر من مرصد باريس في فرنسا وجدت فرصة ضئيلة قد تجعل مدار عطارد ينسحب الى ان يصل الى درجة عالية من البيضاويه في مساره الدوري مما سيضعه على مسار تصادمي مع كوكب الزهره( فينوس) .

قام العالم لاكسر و زملاءه بمحاكاة ۲۵۰۰ سيناريو و بعمليات رياضيه دقيقه تحسب التغيرات بالمتوسط لمدارات كواكب المجموعه لإحتساب إحتماليات الاصطدام، ثم بإستخدام عمليات حسابيه معقده لما يمكن ان يحدث على مسارات كواكب المجره و لخمسة مليارات سنه و هو الوقت الذي يُعتقد ان شمسنا ستموت وتصبح من الشموس الحمراء الميته في المجره.



في بعض هذه المحاكاة وُجد ان مدار عطارد سينحرف و يندفع بإتجاه الشمس او انه سيندفع بقوه ليصطدم بكوكب الزهره. ولكن قبل ان يحدث ذلك.. فأن جاذبية كوكب عطارد ستؤثر في مجال جاذبية الكواكب الاخرى مما سيخرجها عن السيطرة ايضاً. وفي محاكاة أخرى سيسبب هذا إصطداماً ما بين المريخ و الارض. و في احد هذه السيناريوهات سيمُر المريخ بقرب الارض. ولكن مُجرد مُروره بهذا القرب سيؤدي الى ان جاذبية الارض ستسحب أصلافاً و قطعاً كبيرة منه وستسقط على الارض مسببة كارثة قد تنهي الحياة على كوكبنا. في سيناريو اخر ستتغير مدارات الكواكب بالدخول في مسارات غير منتظمه.

مما سبق يثبت لنا ان الطبيعه لاتعمل بدقة الساعه كما يقول المسلمين. انها تبدو للعيان كذلك فقط لأنها تستغرق وقتاً أطول مما نختبره نحن البشر في حياتنا العاديه. انه مثل الساعه المعطوبه التي و مع مرور الوقت تنحرف عن الدقه بعدة ساعات. نحن نعيش في لحظة من تلك اللحظات ، و بدون علمنا بأن الساعة معطوبه ..و لانتصور انها ستحيد عن هذه الدقه التي نتخيلها فيها لأن اعمارنا اقصر من تلك الساعات ولا تستطيع ان تكتشف ذلك.




هناك أخطاء في مسارات الكون تتراكم مع الوقت ، و ستؤدي به الى الوصول الى نقطة الفوضى. ان مانظنه دقه مثل " الساعه" ليس سوى ظروف مواتيه الان ..تعودنا عليها ولكنها ليست موجوده في الواقع.

هذا يا إخواني و أخواتي هو الاختلاف الرئيسي بين الدين والعلم : الدين يروي حكايات مُريحه عن كيفية خلق الكون وانه أنشأ من أجل متعة وراحة الانسان، فالليل سباتا و النهار معاشا و الانعام طعاما و المطر سقيا والعاقبة للمُتقون ولكن..العلم يكشف لنا الحقيقه عن قسوة و عدائية النظام الكوني وعدم إستقراريته ، وخطورته اكثر مما كنا في نتصور في السابق ونفترض.. انه لايختلف عن الطبيعه في هذا الكوكب الذي نعيش عليه من براكين و زلازل و اعاصير و تسونامي لم نسيطر عليها حتى الان.

وبينما يقول لنا العلم هذه الحقيقة المُره التي تخلق شعوراً من عدم الراحة و القلق، يحاول المسلمون ان يُريحوا ادمغتهم و عقول اتباعهم بتبسيط الامور بأن الله هو الحافظ و هو الخالق و هو من جعل صلعم اول طيار عندما حلق ببغلته البراق ، و ارسل كابتن نوح والانبياء الذين يكلمون النمل..و هو من يرزق الطير و يجعل من الكواكب و الاقمار لمبّات إناره لنا لأنه صانع ساعات ماهر.



هذا الكون ليس ساعة دقيقه منتظمه بل ، قنبله مُوقوته، انه نظام غير دقيق.. ولكن مامن مُشكل لدي المسلم الذي لن يتوانى عن القول : لا لن يحدث هذا..سيأتي يوم القيامه قبل ان تصطدم الكواكب ببعضها و تنحرف عن مداراتها و سنذهب الى السماء من حيث اُنزلنا..وبركه ياجامع.

بن كريشان

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

ربي توفني مسلما والحقني بالصالحين

سنريهم اياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم الحق

وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك