الاثنين

التفجير الانتحاري

هل من المهم لمجتمعاتنا ان تتصدى لمشكلة المُفجر الإنتحاري؟




تفجير الإنتحاري المسلم لنفسه موضوع حسّاس ، انه احد أصعب مواضيع النقاش في بلاد الرمال. لقد تخاذل الساسه و تأمر رجال الدين ثم ساهمت اجهزة إعلامنا بتهويل بطولة الإنسان المنتحر ..حتى تفشي كمرض نفسي يُضاف الى قائمة أمراضنا العقائديه و الدغومائيه التي لاتنتهي.

عندما بدأ مرض ال- إتش ون إن ون- فرح المسلمون أولاً كالعاده و قالوا ان الله اخيراً استجاب لدعوات اللاعنين المسلمين في الخطب والمحاضرات فأصاب الذين يأكلون لحم الخنزير بالمرض..ولم تكن إلا برهة حتى وصل المرض الى اعتاب مكه و المدينه. وسجل اكبر حالات وفيات في السعوديه. لو قارنت عدد هؤلاء الذين ماتوا بسبب فيروس إتش ون إن ون بعدد السعوديين الذين يموتون بالانتحار التفجيري.. لوجدت ان الأخير يحصد منهم عدداً اكبر من انفلونزا الخنازير، ومع هذا فليس هناك قلق و لا طواريء و لامشكله. لماذا؟



الاتهتم المملكه بحياة مواطنيها و خاصة ان اكثر من يموت من المفجرين الانتحاريين هم من الشباب؟ لماذا يكون بعض الناس على استعداد ليصبحوا مُفجرين انتحاريين اكثر من غيرهم؟ -- لماذا الانتحار في محاولة لقتل اكبر عدد من الابرياء في سوق او شارع مزدحم او مجمع سكني؟ حسناً ، ربما يقول قائل : ولكن في حالة الحرب هناك بعض الجنود على استعداد للذهاب للقيام بمهمات انتحارية. ولكن هل هناك حالة حرب تستدعي ان يأتي انتحاريون من العراق ليفجرون أنفسهم في حفل زفاف بالأردن؟ اقصد الحادثه التي قتل بها المخرج العربي مصطفي العقاد و ابنته..اي حرب هذه بين الاردن و العراق؟ ليست هناك حرب بينهما، ممايدل على انه فيروس مرضي يسبب الجنون و الهذيان.

ألا يستدعي ذلك منا نحن العرب ان نقلق من تفشي هذه المشكله؟ الاينبغي على كل واحد فينا ان يفكر ويقول ماذا لو أصيب اخي او إبني بفيروس الإستشهاد التفجيري؟ وحتى لو لم يكن قلقك على أخيك و ابنك او ابنتك ان ينتحروا بإسم الإسلام ..الا يجدر بنا ان نهتم لمصير ابرياء قد يموتوا في الأسواق و الشوارع و المباني العامه بسبب مهابيل المنتحرين؟

الا يجب علينا نحن العرب بالذات ان نهتم بهذه المعضله و نعود الى جذورها لنعرف مُسبباتها؟ اوليس اغلب المنتحرين هم من الشباب العربي؟ ..الانتساءل لماذا بعض الناس على استعداد لقتل الناس الأبرياء ، بمن فيهم الأطفال ، في أعمال إرهابية؟ (أما كأني اليوم فيصل القاسم يتساءل في الإتجاه المعاكس)




أغلب الناس في بلاد الرمال يعتقدون بأن هؤلاء الأنتحاريين هم مقاومون من الابطال الشهداء... البعض الاخر يقول انهم مجرد فئة ضاله منحرفه قليله لاتمثل الإسلام. أهذا يكفي لشرح "سلوكهم" الشاذ؟

المفجر الإنتحاري المُسلم اقرب مايكون الى المجرم الذي يقترف فعله لأسباب نفسيه سيكوباتيه


الجنود الذين يموتون في الحرب لاينتمون الى جماعات متعصبه دينياً، الجنود يموتون دفاعاً عن بلدهم و قد يكونون من مُختلف الأديان والمذاهب و الإنتماءات، ولكن هذا المنتحر الذي يذهب لقتل ابناء بلده او ابرياء لاحول لهم ولاقوه هو متعصب ديني ، إذاً مقارنته بالجندي المحارب غير مقبوله، فماذا يكون هذا المفجر المنتحر؟




أن محاولتنا السابقه للبحث عن إجابات تفسر هذا السلوك المرضي المقيت بالعقل و المنطق لا تأتي بنتيجه ولاتساعد بشيء. فالاحرى بنا ان نبحث في منطقة و مجال خالي من العقل و التدبير و المنطق..هذا بالطبع يقودنا الى اين؟ ...الى الدين طبعاً.

الدين يبدو اقرب شيء ممكن ان يُعطينا تفسيراً يشرح لنا هذا السلوك. لو فكرت ملياً فستجد ان جميع هؤلاء المُنتحرين، هم شباب مؤمنين و كلهم قد جاءوا من خلفيات دينيه ويتصرفون بالنيابه عن عقيده دينيه تقودهم. حسناً ولكن أهناك أكثر من ذلك؟..تابعوا معي.

الدين هو النظام الوحيد الذي يضعف العقل البشري

كلنا نعرف ان الدين، أي دين بما فيه الإسلام يقول بخزعبلات غير معقوله، كما ترد في قصص القرءان والسيره مثل طيران صلعم على البغله ابولو الى الفضاء الخارجي ووصوله إليه قبل يوري غاغارين رائد الفضاء السوفييتي..كلنا نعرف قصة النبي يونس كاليبسو الذي يعيش في بطون الحيتان و كذلك قصة كابتن نوح و المسيح سبايدرمان وامه السوبرفيرجين التي تهز النخله بيد واحده..ولاننس طبعا عمنا سليمان و نملته الشهيره وعلاء الدين والمصباح السحري وهؤلاء المؤمنين الذين ناموا مع كلب نجس في الكهف لقرون ثم صحو من النوم على صوت المنبه . ولكن قد تقولون ولكن يابن..ماعلاقة هذا بالمفجر الإنتحاري؟



اليس المفجر الإنتحاري بمسلم؟ اليست هذه هي القصص الموجوده في كتابه المقدس، اليس المؤمن من المفروض ان يصدق كل هذه القصص بدون تفكير، اليس هنالك فتيات سكسيات تنتظرن المجاهد االذي يموت؟ اليس هذا المجاهد هو شخص متدين؟ الايضمن له الإسلام حياة اخرى بعد ان يموت؟ حياة سيتمتع بها اكثر بكثير من حياته الأن؟ الايقول له دينه ان حياته مجرد رحله ليعيش في عالم خيالي بعد ان يفنقش و يموت و تتبعثر اشلاءه؟

القصد يا إخواني وأخواتي إننا لايمكن ان نغض النظر عن وجود هذه الأشياء في دين هذا المنتحر المسلم..فهذه الوعود الدينيه ذات صلة مباشرة بالفعل الذي يرتكبه..والتي لولاها ولولا أحلام السيكس مع العذارى والحياة في قصور السماء، لما كان اخينا قد إنتحر. احياناً اتساءل هل هناك علاقة بين الحرمان الجنسي في بلاد الرمال والانتحار..وانا اصدق ذلك، فأغلب الطلبه العرب الذين كانوا معنا في امريكا الذين لم يحصلوا على قيرل فريند..يصبحون متدينيين...في الواقع هناك دراسة امريكيه ان اغلب النساء الامريكيات المتدينيات صرن كذلك بسبب حرمان جنسي يتم التعويض عنه " بالاشباع الروحي".

لماذا يتجاهل أهل السياسه و اصحاب الدين والاجتماعيين والنفسانيين و اهل الإعلام المُسبب و الدافع الحقيقي للإنتحار التفجيري والتحول الى شخصية أخمد الانتحاري الميت:




أووه لقد عرفت السبب الأن، عفواً يا إخواني ما كان يجدر بي ان اتساءل في هذا المقال. السبب ان كل هذه الحكومات و الحكام و السياسيون والأعلاميون و غيرهم في بلاد الرمال..يشاركونهم نفس الإعتقاد.

صحيح انها ليست وجهة نظر متطابقه و لكنهم كلهم اجمعين يصدقون بأن هناك جنة تنتظر الشهداء الميتيين و كلهم يؤمن بمعجزة سليمان و نملته الناطقه و جنياته و عفاريته وكلهم يؤمن بأن حكاية صلعم و القمر المشقوق صحيحه بدون ادنى شك..إذاً فأن اوجه الشبه قوية بمافيه الكفايه بين الاثنين ، فلاعجب انك تراهم لايحركون ساكناً حيال انتشار هذا الفيروس الخطير.

إن إنتقادهم لهؤلاء المنتحرين سيضرب في الصميم إعتقاداتهم هم. إعتبار الانتحاريين مجرد فئة قليلة ضاله اساءت فهم التعاليم الاسلاميه ينقذهم من هذا الإحراج؟ انه يجعلهم يحسون أنهم على الاقل لاينتمون الى ثقافة الموت مثل هؤلاء المنتحرين ..فيبدون بصورة أحسن " مظهرياً " من منظمة القاعده.




اتعرفون ان السعوديه و غالب الحكومات العربيه عموماً لايختلفون كثيراًعن منظمة القاعده ، فالقاعده إستغلت هؤلاء الشباب و جندتهم للإنتحار خدمة لمقاصدها..بينما تستغل الحكومات المنتحرين ايضاً للوم القاعده و ليتنصلوا من مسؤوليتهم هم تجاه حماية المجتمع من هذا الخطر الذي بات يفتك بشبابنا.


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: