الاثنين

فضل الدعاء



في شهر يوليو تصبح مراكز التسوق ملجأ الناس الوحيد من حرارة الجو، ولكن المارينا مول في ابوظبي والذي يعتبر أجملهم في العاصمه بسبب موقعه على كاسر الأمواج ..يكاد يكون خاوياً اليوم. بعد تسوق سريع فيه ،أشتريت تذكرتي لحضور سباق الفورميلا - وان القادم بجزيرة الريم من معرض الفيراري، جلست في مقهى ستار بكس (تعرفونه بالطبع الذي يُمول الجيش الاسرائيلي ) لأستخدم الواي فاي ، وأكتب لكم مقالا خطر ببالي بعد أن إستمعت وأنا أقود سيارتي، الى محاضرة دينيه على محطة إذاعة القرءان من أبوظبي عن فضل الدعاء ، وهذه بعض الصور من مركز المارينا.



يقول لنا المدعوذون إن للدعاء فضل كبير، وأنهم يدعون ربهم رهبة وطمعاً، لأنه ليستجيب لدعائهم ويحقق مطلبهم، ويؤكد رب الرمال على ذلك أيضاً بقوله في قرءانه العجيب: أدعوني أستجب لكم.

وهنا نقطة فارقه، فالدعاء لرب الرمال بالذات عند المسلم هو مايُحقق هذه الإستجابه ..وليس بالطبع الدعاء لألهة غيره. أي أن وجهت دعائك الى بوذا أو يهوه أو راما كريشنا أوالإله راجنيش أبو خرطوم، أو سيدنا المسيح سبايدرمان، أو حتى أم الدويس، فلن يستجيبوا لك. وسيقول لك المُسلم أن السبب هو بالطبع لأن الألهه الأخرى غير موجوده ، فهي لاتسمعك مثلما يفعل ربه هو الله، لأنه وحسب زعمه ،هو الوحيد الموجود. ولكن هل هذا الكلام صح؟

لو حاولنا التحقق من صحة هذا الكلام فسنجد ان فضل الدعاء لرب الرمال في الواقع لايزيد عن فضل الدعاء لزيوس والبوذا وكريشنا أو حتى يسوع سبايدرمان بنفسه..كيف؟




لأن الدعاء لأي شيء أخر سيكون له نفس الفضل، ونفس النتيجه، ونفس قوة التأثير ودرجة الأستجابه. فالنقوم بتجربة صغيره.

أتذكرون مقالة بوس طيز لطفي ، وبخاصة الجزء الخاص بالحصول على المليون دولار؟ فالنقول إننا سنستخدم إسلوب الدعاء للحصول على مليون دولار بدون الحاجة لتبويس طيز سي لطفي ، و بدون حتى أن تشارك جورج قرداحي في برنامجه من سيربح المليون، ولا حتى أن تقدح قريحتك بأشعار العبط من النبط في برنامج شاعر المليون، أو فوازير رمضان أو أي شيء أخر، ستعتمد فقط على قوة الدعاء العجيبه، و يالله قولوا بسم الله :




عند دعائك فإن إحتمال إستجابة الله ستكون دائماً ضمن أحد السيناريوهات الثلاث التاليه:

١─ ستحصل على المليون دولار وسيكون ربما بالفوز بالياناصيب أو كسب صفقة رابحة جداً أو ربما سترث مليون دولار من المرحومه جدتك، أو ستحصل على بونس كبير من رب العمل.

٢─ قد لاتحصل على المليون دولار في حياتك أبداً.

٣─ قد تحصل على مليون دولار ولكن، ليس حالاً ولكن ربما في وقت ما في حياتك.

إذاً فأنت عندما تدعو الله ليعطيك مليون دولار فستكون إستجابته واحده من ثلاثه:



١─ نعم
٢─ لا
٣─ إنتظر

ولنفترض أنني دخلت المطبخ ، وفتحت خزانة وتناولت قدراً أو حلة أوطنجره و وضعتها أمامك عى الطاوله ، وقلت لك إعتبر هذه ربك وأدعو إليها بكل خشوع أن ترزقك بمليون دولار..فماذا ستكون النتيجه؟

١─ إنك ستحصل على مليون دولار فورا
٢─ إنك لن تحصل على مليون دولار أبداً.
٣─ إنك قد تحصل على المليون دولار لاحقا في فترة من حياتك في المستقبل.


إذا فالسيناريوهات لإستجابة قدر الطبخ لدعائك هي نفسها نعم، لا، إنتظر. وربما تحصل على المليون وتضحك علىّ وتقول يابن حصلت على المليون ولكن قدر الطبخ ليس له علاقة بالموضوع فهو ليس إلا مجرد قدر طبخ..حله ، طنجره لايسمع ولا يعي. إذاً فالدعاء ليس له تأثير ، لأنه يحدث دائما ضمن هذه السيناريوهات الثلاث نعم ،لا، إنتظر. فلماذا لاتقول نفس الشيء عندما تحصل على المليون بعد دعائك لرب الرمال؟..مما يعني إن قدر الطبخ يستجيب الداعي إذا دعاه بنفس المستوى، و ذات التأثير الذي يستجيب فيه لدعائك رب الرمال جل جلاله ..وبلغنا كشف ساقه السكسيه يوم القيامه.



وقد تقول لي لحظه يابن، دعوت الله أم لا ، فهو قد قدّر الأرزاق للناس من مولدهم الى مماتهم، حسناً ، إذا كان الأمر كذلك فلماذا تضيع وقتك وتدعو الله ؟ ولماذا يقول الله أنه يحب العبد ان يدعوه وأن حضرة جنابه يستجيب للدعاء؟ فهل سيقوم بتغيير قدرك ومصيرك الذي كتبه لك قبل أن تولد؟ فإن حدث وفعل ذلك فهو غير عالم بما سيحدث في المستقبل كما يدّعون.. وإن لم يفعل ، فهو غير قادر على كل شيء كما يزعمون.

السؤال الأخر هو إن كان رب الرمال هو من خطط لك قدرك ومصير حياتك ورزقك..أفهو أيضاً من خطط كذلك لبعض الناس ان يُقتلون؟ أهو من رسم مصير البعض أن يموتوا في تفجير إنتحاري؟ أهو من يخطط السرقه والإغتصاب والظلم والتشرد والمجاعات؟ فإن لم يكن هو ، فلماذا لايمنع حدوث ذلك على الأقل إن كان قادراً على كل شيء ، ويستطيع أن يعطيك المليون دولار؟




إذاً فنخلص الى أن تأثير الدعاء لرب الرمال لايزيد ولاينقص عن الدعاء للطنجره، أو زجاجة الكوكاكولا أو الأطار الأحتياطي لسيارتك. هل يعزو المؤمن الحظ والفرص العشوائيه في هذه الحياة الى إستجابة الدعاء؟ سيفتح المُسلم فاهه ضاحكاً عندما يحصل البوذي أو الهندوسي أو الكاثوليكي على المليون دولار وسيقول: ها ها ها..إنها مجرد صدفه فذلك ليس إله حقيقي. أنه لايدرك أن ربي أنا الله ..هو بس الإله الحقيقي الذي يستجيب للدعاء ، فنقول له ...وكذلك الطنجره.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: