الاثنين

نملة سليمان الناطقه





اثناء مقابلتي الحواريه في شبكة الملحدين العرب، التي آمل ان تكونوا قد تابعتوها . كانت هناك مجموعة اسئلة من عضوين من المؤمنين واحد يسمى "المستثير" والاخر يتلقب "بأنا مؤمن" يسألان اسئلة مختلفة عن الالحاد العقلي مقابل الايمان الديني وكنت اركز في إجاباتي الى ان هناك إدعاءات لاتعقل في الدين و منها قصة كابتن نوح و يونس كاليبسو الذي يعيش في بطون الحيتان وبالذات قصة نملة سليمان الناطقه التي لم تدخل دماغي ابداً

لقد خصص رب الرمال سورة كامله للنمله العجيبه في قرءانه قال فيها: وورثنا سليمان و داود وقال يا ايها الناس عُلمنا منطق الطير ( والغنم) واوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين. وحشر لسليمان جنوده من الجن والطير والانس فهم يوزعون. حتى اتوا على وادي النمل فقالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لايشعرون.

ولأنني طالبت في المقابلة في كل مره أن يشرح لي السائل كيف تكلمت النمله؟ وعلى ما اذكر ان الأخ "أنا مؤمن" قال ان النمله العجيبه لم تتكلم بالعبريه و انما باللغة النمليه ( ليست من مجموعة اللغات اللاتينيه) وإن الحقيقه إن سليمان هو الذي يتكلم لغة النمل وليس العكس! ..وهو الذي يجيد ايضاً لغة الدجاجه و الهدهده وطير الحمامي وليس فقط اللغه النمليه وتفسير هذا - حسب قوله- هو انها معجزه والسلام.

ثم جاء اخر ردود المستثير يقول:

لماذا لاترى في الاسلام غير موضوع نملة سليمان الناطقه؟ لماذا لاترى جوانب ثانية في الاسلام مثل مكارم الاسلام وحسن الخلق والاستقامه وعدم التكبر والعداله وغيرها؟

في الواقع لو إننا أخذنا إعتقادات الاسلام أو المسيحيه وغيرهما من الاديان واخرجناهما من "الحيثيه الدينيه" أو التقديس لفقدت إحترامها واصبحت موضوع سخرية وضحك. لو اخذت قصة سليمان الناطقه على سبيل المثال وقلت لأحدهم انها موضوع مفيد في علم الحيوان الزولوجي، فسيضحك عليك الناس ويقولون هذا كلام جهّال وسذجه.

ان الثقافة الدينيه تتحصن خلف الجديه واحترام المعتقدات مهما بدت هذه المعتقدات و القصص سخيفة عندما نضعها في سياق اخر. أن هذا يحصل لنا بدون ان نحس والدليل على ذلك إنك عندما تسمع او تشاهد إعتقادات ديناً أخر تضحك عليها و تستهجنها و تسخر منها. هذا واضح في سخرية السنه بمعتقدات الشيعه و العكس او سخرية المسلمين من معتقدات المسيحيون و الهندوس والعكس.( كل دين له حصانه دبلوماسيه بين اتباعه)

ولكن الغريب إن المؤمنين يتقبلون تلك الادعاءات الغريبه ويأخذون على محمل الجد ان هناك نملة تكلمت مع النبي سليمان...تخيلوا أن سليمان يطارد دجاجة في الصباح لتبيض له بيضة ليفطر عليها ويعمل منها اومليت مقدس وهو يناديها غاضباً باللغه الدجاجيه: كآآآآآك كآآآآك...لو لم تتوقفي سأرسل وراءك طباخي العفريت.

المُدهش ان هناك متعلمين واصحاب شهادات بشنبات يأخذون هذه الادعاءات على محمل الجد بسبب ثقافة إحترام وعدم إنتقاد اي شيء يقوله الدين مهما كانت سخافته.

أن هذا يعني إنك لو اخرجت إدعاء رب الرمال، بأنه خارق للطبيعه، يحب ويكره و يمكر وينتقم و يغفر ويفرح وازلته من سياقه الديني الثقافي الذي يعطيه تلك الحصانه من الاحترام ومنع الانتقاد والشك..فستجد ان امامك ليس فقط شخصية وهمية بل واحدة مصابة بالجنون.

عودة الى النقطة التي اثارها المستثير (لذلك يسمى نفسه هكذا)، وفي قصة بوس طيز لطفي يقول هاشم:

ان فقره اثنين تقول: اشرب الخمر بإعتدال، وفقره اربعه تقول: كل الطعام بطريقه صحيحه وفقره ثمانيه تقول: إغسل يدك بعدما تخرج من المرحاض. كل واحد يعرف ان هذه الاشياء صحيحه..فبالتالي لابد ان تكون باقي الاشياء صحيحه ايضاَ..ومن ضمنها ان القمر يتكون من الجبنه البيضاء.

يأتي بعض المسلمين المتطورين فيقولون يجب أن لانتوقف عند هذه القصص فهي حدثت في الماضي وفي لحظة إعجازية واحده ولكن يجب ان نتعلم ونستفيد منها. هل ياترى لو طلع واحد وقال انه صار يفهم كلام النمل ويفسر عن طريقه حظ الانسان، وادعى انه حصل على هذه القوه الخارقه ببركة من الله بعد ان قرأ سورة النمل مليون مره. كيف تنكر عليه ذلك ..أنصدقه؟..ماذا عن ذاك الذي ذبح ابنه لأن الله قال له ذلك في الحلم او تكلم اليه..كيف سنتعامل مع هؤلاء الحمقى والمجانين في وجود نصوص مقدسه مفروض احترامها تروّج لهذا الكلام الفارغ؟

المؤمنون لا يستطيعون تحمل فكرة ان هناك اناس عقلاء في هذا العالم لايصدقون هذا الهراء. الملحدون من ضمنهم ويطالبون ان تكون هناك ادلة على إدعاءات مثل هذه. طبعاً ليس هناك من إدلة سوى " كان ياما كان من زمان..زمان المعجزات". انا متأكد ان مؤمنين مثل "المستثير" و"أنا مؤمن" مطمئنين تماماً من صحة كلام سليمان مع النمله ..عفواً تصحيح قصدي انه هو اللّي يتكلم بالنملي وليست النمله تتكلم عبري..فعليه السلام كان يفهم مايقوله النمل وخصوصاً عندما يتحدث النمل في السياسه وينتقد ملكة النمل الدكتاتوريه.

ان هؤلاء المؤمنين يتطلعون للعلماء ليثبتوا لهم ان هناك لغة بين النمل يتفاهم فيها ( ارسلوا لي يوتيوب سخيف عن لغة النمل التي تحدث بها سليمان)..وذلك حتى تصبح قصة النمله الناطقه قصة حقيقيه. ولكن عندما يأتي العلم بأدلة على ان النمل لايتكلم يزعل ولايقبلون ... فيبحثون عن الدجالين المتخفين على هيئة العالماء ( علماء الاعجاز العلمي في القرءان) انه كما ان يزعل القاتل من القاضي ويرفض في المحكمه ان تقدم ادلة ضده..فيقول لا لا انني ارفض هذه الادله..روحوا جيبوا ادله غيرها اتطلعني براءه.

لماذا يجب ان نستثنى الدين وحده من التحقق والأتيان بالأدله على ادعاءاته الغرائبيه الشاذه؟ انك ترفض تصديق الحكايات الغريبه ولا تعتقد ان قصة على بابا والاربعين حرامي حقيقيه او ان جنى المصباح موجود..إلا انك تصدق ان النمله تتكلم..اليس هذا تناقض؟

إن اراد احدٌ ان يستثنى بعض الاعتقادات الغريبه من الانتقاد، فلماذا على الاقل لايقدم اسباباً مقنعه لهذا الاستثناء؟

هل تختلف قصة نملة سليمان عن كثير من إعتقادات المؤمنين الذين يأخذونها على محمل الجد..مثل ان الحمّامات مسكونه بالشياطين ..وقد يدخل فيك شيطان وانت ذاهب للحمام ان لم تقرأ تمتمات و ادعيه ..لذا وجب ان تخطّى بالرجل ال....؟ ياترى هل كانت اليمين ام اليسار؟ لا يهم طالما لايوجد نمل ناطق.

بن كريشان

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

اريد الدخول الى قصة الفار و النملة

مسلم عاقل يقول...

بالمنطق الذي تتحدث به سننكر الحقائق الدينية مثل يوم القيامة والثواب والعقاب وسننكر وجود الله اصلا وهعود الى عصر الجاهلية ونقول من خلق الانسان ولماذل خلق فهل ترى ان الانسان خلق من تلقاء نفسه دون خالق وان كل ما يحدث في الدنيا من ظلم وقتل سيترك دون حساب للاسف هناك عقول ظالة مظلة حتى لو كان اصحابها لديهم اعلى الشهادات العلمية فتدبر في الكون ايها الجاهل فسترى كل شيئ يدل على وجود خالق لهذا الكون كما ان بصمة اليد تدل على صاحبها بالضبط فالكون يدل على الخالق كونه منظم بنظام دقيق لا يحيد عنه ولو كان خلق هكذا دون خالق لما كان بهذا التنظيم ولما كان هناك حقائق علمية ثابتة نستدل عليها لنتعلم كل شيئ حولنا فهذا يدل ان هناك خالق يسن هذه القوانين ويحافظ عليها كي ناخذ بالاسباب ونتعلم , فمن خلق هذا الكون الفسيح الا يستطيع ان يسمع احد عباده صوت النملة ولغتها , كما انني رايت ان الغرب اكتشف ان النمل يتحدث , فكثير من معجزان التي تحدث عنها القران منذ اكثر من الف واربعمئة عام تم اكتشافها في العصر الحديث وعلى يد غير مسلمين وهذا يدل على قول الله عز وجل وما اوتيتم من العلم الى قليل فعلم الله كامل اما ضغف العقول امثالك عندما يجهلون امر يسارعوا بالكفر بالذي خلقهم وعندما يتبين لهم هذا الامر يفسروه على هواهم تكبرا وجحود بربهم واتباعهم لشياطينهم وينسون ان قدرة الخالق ليس كقدرة المخلوق