الاثنين

وقفات إيمانيه

في بيتنا..غريب



كان الوقت متأخراً ليلة البارحه حين وصلت البيت، و بدا حيٌنا و قد خلا من الناس و كأن مركبة فضائية حطت هنا و اختطفت اهل الحيّ كلهم اثناء غيابي..فكرة لابأس بها ولكن ، ماكل ما يتمنى المرء يأكله ..أقصد يُدركه ( سوري ..رمضان آثر على كثيراً). نزلت من السياره وانا اتمتم باغنية
زيديني عشقاً والتي كنت اسمعها على إمارات إف. إم ، ثم ذهبت الى خلف القصواء لأخذ شنطة الرياضه، و شنطة العمل..واللتان ما تزالان هناك ، عندما لاحظت عينان ترمُقاني في الظلام .

كان كائناً قصيراً و كأنه احد افراد
سلاحف النينجا..هل ترك الفضائيون احداً خلفهم ينتظرني ليختطفني ايضاً مع بقية سكان الحيّ؟ تنفست الصُعداء عندما إتضح انه مجرد خروف، لا اقصد كبش .. ليس مهما فأنا لا اعرف الفرق بين الاثنين، إلا أن هذا الكبش المربوط بكراجنا له قََصّة شعرٍ ..تُذكرني بإحدهم؟..قصّة شعر قصيره من الامام..آه انها تسريحة كاظم الساهر الاخيره ، فاطلقت عليه إسم كاظم : قلت له انت من اليوم اسمك كاظم، وبما انك سهران مثلى ياعزيزي حتى هذه الساعة المتأخره ، فليكن اسمك إذا كاظم الساهر ، ولكن مالذي يفعله خروف ببيتنا؟

كان هذا السؤال المُلحّ الذي سألته امي على الافطار اليوم.

اخبرتني امي بأنه هديه من جارتنا..بسلامة نجلا ( بنت اختي! حادث السياره..مقالي السابق) ، وانها ستذبحه "إنشالله" في عيد الاضحى القادم..لم تفيد توسلاتي لها بأن تطلق سراحه او تهديه لأحد اخر. امي قلت لها :
لايمكن ان اسمح لك بذبح كاظم الساهر، صحيح ان صوته ليس كذلك و لكن من يعلم فقد يكون لديه مستقبل جاء ليحققه هنا في بلاد الرمال..مالذي يفعله هذا المسكين هنا في حر العين.. بدل ان يسرح على ربوع السهول الخضراء في نيوزلندا..أو استراليا او رومانيا او الدنمارك من حيثما جاء؟

نظرت الىّ بدون كلام..و كأنها تقول ماهو الصنف الذي تدخنه؟ او إن كنت قد إنضممت الى
بريجيت باردو في حربها الضروس ضد المسلمين الذين يذبحون الخراف المسكينه ويقدمونها قرابيناً و اضاحي لرب الرمال الشرير.




يظن المسلمين انه ليس البشر فقط هم من نزلوا من السماء،فهناك بعض الاشياء الاخرى التي نزلت من السماء كذلك. سمعتهم مره في برنامج ديني للاطفال ( أظنها قناة المجد او الرساله) يسألون الاطفال عن حل فزورة تقول: ماهو الحيوان الذي يمشي على أربع و يطير؟ لم يعرف الاطفال المساكين الجواب..حتى قال لهم المذيع: انه البراق يا حلوين!!. ادعوا معي له بالشفاء العاجل.

ويقولون ان من الاشياء التي نزلت من السماء الحديد و الحجر الاسود..و
الفيراري جي تي. وليس هذا فقط فمنهم من يظن انه انزل إلينا بعض الحيوانات بقوله في سورة الزمر من القرءان العجيب: "وانزل لكم من الانعام ثمانية أزواج" وشرحها ابن كثير بأنها ماذكر في سورة الانعام و هي: الأبل و البقر و الغنم و المعز. من كلٍ زوجين اثنين فهي ثمانيه. ولكن هذا ليس كل شيء، فقد انزل الكبش او الخروف ايضاً من السماء ليفتدي ابن ابراهيم و ليمنع هذا النبي السيكوباتي المجنون من ذبح إبنه وهذه، قصة مُهمّه ايها الاخوان و الاخوات في تبيان الخلاف الاساسي بين العقل و بين الايمان في الاديان. ( لحظه ماذا عن النعجه زوجة السيد خروف؟ هل نسي ان ينزلها ..فإسمها ليس من ضمن الإنعام)



يقول المدافعون عن الاسلام بأن الله عرفناه بالعقل، ولايقصدون اي عقل بالطبع ، بل في الغالب عقل الكبش. ويصرّون على انه ليس ثمة صراع بين العقل و المنطق و الايمان ..ولكن بداية هذا الصراع تتجلي في قصة النبي إبراهيم في القرءان حين أمره رب الرمال بذبح إبنه إسماعيل ( هنا خلاف علميّ خطير فحين يقول اليهود و المسيحيون انه كان ابنه إسحاق يقول المسلمون أنه إسماعيل ومازال الخلاف بينهم دائراً أي من الشخصين الوهميين كان النبي الوهمي إبراهيم يريد ان يذبح تنفيذا لامر الإله الوهمي رب الرمال).

السؤال هو ان رب الرمال رزق ابراهيم ابناً وهو شيخ كبير يناهز المائة عام –لاشك انه إستخدم معه جرعة فياغرا ۵۰۰ مم على الاقل. " فبشرناه بغلام حليم" اي إنها مُعجزه، فكيف يطلب منه بعد ذلك ان يذبح " مُعجزته"؟

يقول رب الرمال على لسان إبراهيم : يا بُني إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين‏...ومثل الافلام يأتيه ملاك في اللحظة الاخيره ( نزل من السماء ايضا) و يقول له لاتذبح ابنك يا ابراهيم، ربك كان يتمسخر بك فقط، انه برنامج الكاميره الخفيه في رمضان..و بدلاً منه خذ إنحر هذا الكبش العظيم.







ان كان الخروف قد نزل من السماء، حسب الحدوته فهذه يعني انه انزل ذكراً واحدا.. و ليس زوجاً مثل بقية الانعام ، وإن قام حضرة جناب إبراهيم بذبحه ، فمن اين اتت كل هذه الخراف النيوزلنديه؟ هل إستنسخها لهم ياترى البروفيسوران
ايان ويلموت و كيث كامبيل اصحاب النعجه دوللي؟

ولكن المعنى و العباره هنا ان إبراهيم قد نجح في إختبار الايمان، وذلك بتغليب الايمان على العقل. هذا هو الاختبار النهائي الذي تسعى اليه الاديان. فالطلب الالهي كان لاعقلانياً و لا أخلاقياً و مع هذا اطاع إبراهيم ربه. والان أريدكم أن تتفكروا وتقارنوا هذا بالسلفيين و الوهابيين و عموم المسلمين الذين يرون ان الايمان هو إتباع كلام الله بكل حرفيه، بدون تشكك او تردد او عقلانيه.



هذه القصه من سورة الصافات تريد ان تقول لنا شيئاً مهماً وهو : ايها الناس الغوا عقولكم و عطلوها و تمسكوا بالايمان مهما كان لاعقلاني و سخيف و غير معقول.

هذه ليست قصة تمر مرور الكرام، فهذا ابراهيم ابو الانبياء، اساس الدين الحنفي، ليس للمسلم ان يقبل او يرفض هذه القصه ، بل عليه ان يؤمن بها و يتلوها كالببغاء. ابراهيم هو نموذج التعصب الديني و التطرف العقائدي في الاسلام و المسيحيه واليهوديه، انه السلفي الحقيقي. لقد رمى جانباً بكل واجباته الانسانيه و الاخلاقيه و كل الاعتبارات العائليه و الاجتماعيه والتي تناقض هذا الامر الالهي. هذا معنى الاسلام ، وهو أن تستسلم للخرافه و تخضع لها متجاهلاً عقلك و ضميرك - ففي النهايه انت لست بأحسن من أبو الانبياء.

قرأت مرة أن إمرأة قتلت طفلها لأن الله أمرها بذلك. اتضح انها مُختلة عقليا، وطبعاً فمن يقتل اولاده لابد ان يكون كذلك، ويجب ان يُحجر عليه في مصحة عقليه، و مع هذا يتقبل المؤمنون فعل إبراهيم وكأنه حلاوه بقلاوه. وبعد هذا يقولون أن دينهم متوافق تماما مع العقل و ان الايمان بهذه الاشياء لا يناقضه. أفهل تستغربون منهم بعد ذلك ان هم رفضوا نظرية داروين العلميه الموثقة بالادله من اجل خرافات ايدولوجيتهم الايمانيه هذه؟ إن إنكار واقع التطور هو مجرد مسألة صغيره، في نظام ديني غير اخلاقي يؤهلك للإنتحار و ذبح اولادك ان تطلب الامر.




إذهب و أذبح ابنك، لا إذبح الكبش، لاتشربوا الخمر عند الصلاه، لا تشربوا الخمر ابداً، خذ هذه الايه، لا مسحتها و نسختها ، تزوجوا متعه، لا تتزوجوا بالمتعه ..الايفسر هذا دورانهم و لفهم حول الحجاره المقدسه..وورميهم الحصى كالمهبولين على تلك الاعمده..ما معنى هذا كله؟

معناه بما ان الله خلقك فأنت مدين له بالطاعة العمياء ، حتى لو اقتضى ذلك ان تضحي و تريق دماء ابناءك ..فهو من يملكك و يخيفك ولا يمكن ان تعرف مالذي يريده و بإستطاعته ان يغير رأيه تماماً و في اي وقت، فقد يأتي يوم القيامه و يقول فجأه ايها المؤمنون غيرت رأيي سأرميكم انتم في النار..وسأدخل الجنه بدلاً عنكم الخرفان التي ذبحتموها كل هذه السنين مع بريجيت باردو، كله جائز اليس كذلك؟

عندما نقول ان هناك رباً خلقنا لنطيعه فقط و نعبده و نسلم امرنا له..يصبح ليس هناك مجال للعقل و ليس من حدود للإيمان ، فنرتكب المجازر و المذابح من اجله..ننتحر مُفجرين الابرياء في الاسواق من اجله..نصطدم بطائرات مختطفة بمباني سكنيه من اجله..ننحر رقاب الناس بالسكين كما نفعل بالخرفان من اجله. نعم هذا هو حال من يستبدل العقل و المنطق بالايمان.




يقول المسلمون بأن الارهاب ليس من دينهم و إنما فهمه غلط هؤلاء جماعة الفرقة المارقه و المتطرفين..ولكن الواقع و الحقيقه ان هؤلاء ينهلون من تعاليم و شعائر و معاني تغذي العنف و الارهاب بقصص مثل قصة إبراهيم عن التضحيات الكبيره بالعقل و بالحياة و الموت من اجل ..الله و رسوله.

انظروا يا اعزائي، الانسان المؤمن لايمكن ان يشجب او يدين إبراهيم على مافعل، مثلما لايدين و لايشجب اسامه بن لادن والقاعده على ما يفعلون. المؤمن يحس بالتقصير لانه لايستطيع ان يمشي مثلهم بهذا الطريق. ان تعريف المؤمن الحقيقي بناء على قصة إبراهيم هو انه الشخص المستعد للتخلى عن العقل و عن الاخلاق و عن القانون و عن الواجبات للتقرب من الله.




هذا هو الكبش يا إخواني..اقصد ، هذا هو المؤمن الحقيقي.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: