الاثنين

طاعة الوالدين

هل اتباع ملة الاباء من بر الوالدين؟



لقد نعى القرءان على المشركين اتباعهم دين آبائهم كما نعلم و اعتبره من جنس الضلال. يقول رب الرمال في مذمة هذه العاده، وهي اتّباع دينُ ابيك او امك في سُورة الزخرف" إنا وجدنا آباءنا على امةٍ و انا على آثارهم مقتدون" ويقول ايضاً في سورة الشعراء "بل وجدنا أباءنا كذلك يفعلون" ويقول الامام احمد"من قلة علم الرجل ان يقلد غيره في دينه".


كونك ولدت مسلماً ام مسيحياً، سُنياً ام شيعياً، قبطياً ام كاثوليكياً لايعني بالضروره ان تصبح انت مثلهم كذلك. إن هذا مانستدلُ عليه من هذه الايات الكريمه اليس كذلك؟ فلماذا تتبع دين عائلتك؟ اذا كنت انساناً حراً، وتسمح لك حريتك ان تقرأ هذا المقال، وغيره من المقالات الناقده للدين فأنت انسانٌ حُر تستطيع عمل ماتشاء بما فيه التخلص من هذا الدين الذي وجدت نفسك عليه.


كُل الاديان تكذبُ على الناس. انها تقولُ لهم ان من لايتبع هذا الدين بالذات فهو انسانٌ شرير. افتح عينك صديقي العزيز فهناك اناس طيبون في كل مكان، سواء كانوا مؤمنين بدين او بغيره ام بدون دين، هناك أناس طيبون من البوذيين ومن المسيحيين و من الملحدين، ان هذا يثبت ان الاديان لا تحتكر طيبة الناس. كونك مُسلم او مَسيحي لايجعل منك طيباً ، فهناك من حولك ايضاً كثيرٌ من المؤمنين الذين يصلون في المسجد والكنيسه و لكنهم اشرار.



بيل غيت و زوجته و وارن بافيت من اكبر المُحسنين في العالم، ان جمعيتهم الخيريه تساعد البشر بكل اديانهم و الوانهم و بمبالغ ضخمه بدون دين. لأنهم ثلاثتهم لا يؤمنون بالاديان، وهم لايريدون جزاءً ولا شكورا فهل تساءلت كيف هذا؟ المسيحيه والاسلام تستغل حاجة الناس لدفع اجندتها الدينيه التبشيريه الدعوذيه لأن اصحابها يؤمنون بالمكافأه التي تأتي بعد الموت، المحسنين اللادينين من خلال ايثارهم يثبتون ان الانسان من الممكن ان يكون طيبا بدون ان يكون له دين وحتى لو لم يحصلوا على مكافأة مابعد الموت، فلماذا تتبع دين اباءك؟


لا احد منا ولد بالاصل مُسلماً ولا مسيحياً و لا درزياً ولا شيعياً، الطفلُ يولد بلا فهم و بلا ايمان بدينٍ. اننا نولد بذهن مدفوعٍ بالفضول للتعلم و الرغبة في الفهم. يقوم الاهل بالتلاعب بهذه الرغبة الفطريه لإدخال قصص الدين السحريه الى عقل الطفل الغض. في هذه الفترة بالذات يُمارس الاهل غسيل المخ عليك وانت صغير لتصدق ان الناس تعودُ للحياة بعد الموت و ان هناك محكمة الهيه يترأسها شبح عفريت يعيش في السماء اسمه رب الرمال او يسوع سبايدرمان وان هناك رجلاً مختفياً في كهف منذ قرون سيعود لينتقم لمن قتل عائلته قبل نهاية الزمن.


تلك القصص السحريه مثل قصة سُليمان و نملته الشاطره التي تتكلم بالعبري، او كابتن نوح صاحب السفينه العجيبه و برج بابل الذي بناه النمرود ليصل الى السماء، و الحاج يونس كاليبسو الذي يعيش في اعماق البحار ويسوع سبايدرمان الذي يُحيّ الموتى وموسي الذي يشق قناة السويس وصلعم الذي يطير على البغال المجنحه الى السماء بدون اكسجين..المصيبة ان هذه القصص لاتموت وتنتهي بمرور الوقت، فنحن ننسي قصص علاء الدين والفانوس السحري والسندباد البحري والبساط السحري و التنين والذي خطف الاميره.. لأنها كلها تتبخر عندما نكبر ونعرف انها كانت مجرد خيال غير واقعي.. اما القصص الدينيه و التي لاتقل عنها غرابة فلا تموت لأن هناك الية تحصنها من الشك والانتقاد و العقل. هذه الاليه هي تكريه الطفل بمن يشك بهذه القصص، واخباره انهم الاشرار الذين درس عنهم في درس الدين بالفصل ومن يتجرأ على انكار هذه الخرافات فهو ليس بكافرٍ فقط، بل هو مـُلحد وصهيوني وعميل لإسرائيل و اسرافيل وامريكا وكثيرٌ من هذه المصطلحات التي تستخف باللذين لايشاركونهم اعتقادهم.



لقد طـوّرت الاديان اساليباً تمنع الاختلاط الاجتماعي مع اصحاب الديانات الاخرى المختلفة عنها، ومع من لا يؤمن بدينهم. طُـرق تجعل من الاندماج مع الناس المختلفين عنهم صعباً جداً. انها تأتي بشكلِ شروط في الاكل الحلال مثلما هو عند المسلمين، او الكوشر عند اليهود والنباتيين و السيخ الذين يحرمون اي طعام قُرىء عليه قبل الذبح اسم اله ديانة اخرى كذبح المسلمين واليهود..الاشتراك في الطعام هي احد طرق البشر في التعارف و التآلف لذا يمنعها الدين فيضع فاصلاً يمنع احتكاك اتباعه بالاخرين. هذا الامر لايختلف عن ان يقوم الانكليز بتحريم اكل البيتزا و الباستا حتى لا يختلط الانكليز بالطليان..طبعاً للمساعدة في ذلك يطلع عليك عبد الدايم كحيل المعروف بماما الاعجاز العلمي، ليُثبت لك علمياً ان اكل لحم الخنزير يتسبب بالامراض للمسلمين مع ان صحة الغربيين الذين يأكلونه افضل من صحة اهل بلاد الرمال. هل تعلمون مالذي من الممكن ان يأكله الدجاج؟ جربوا بأنفسكم ان تلقوا صرصوراً بين الدجاج او بُرصاً وراقبوا كيف سيقطعنه الى ارباً فتات بمناقيرهن و يلتهمنهّ هنيئاً مريئاً. هل تعرف مالذي من الممكن ان تتغذى عليه السمكه او المحاره؟ من الافضل ان لا اسُد شهيتكم.


هل ستكونُ انساناً سعيداً عندما يفرض عليك اهلك اشياء ضد رغباتك؟ فأنت تحبُ فتاة معينه و لكنهم يفرضون عليك غيرها- او ان تُحبي شاباً ولكن اهلك يزوجونك بمن يختارونه هم مع انك لا تريدينه- أتحب ان يفرضون عليك دراسة تخصص معين بينما انت كنت تحلم بأن تدرس شيئاً اخر؟ مارأيك لو انهم يتحكمون بما تلبس واين تعيش وماذا تفعل كل يوم؟ بالتأكيد فأنت الاتعس ان قبلت بهذه الحياة.



يتم فرض الدين عليك طفلاً بواسطة الاهل قبل ان تبلغ الحُلم و تدرك الصَح من الغلط مثلما قد يفرضون عليك الزوج و الزوجه و نوعية الشغل والدراسه و الاشياء الاخرى. عندما تم ارغامك او خداعك بهذا الدين سواء بقصد او بنية صافيه لم تكن انت واعياً ولا مُـدركاً ولم تكن في السِن المناسب الذي يجعلك تعرف ان هذا هراء. القانون يحمى الاطفال في بعض الامور قبل بلوغهم السن القانوني، فأنت كطفل لايقبل القانون ان تجبر على التوقيع على اتفاقيات قانونيه تبيع بها املاكك التي ورثتها مقابل دراجه او لعبه. ولكن هذه القوانين لا تمنع من ان يتم غسل مُخك والعبث به واخافتك من تهديدات هذا البُعبع السَماوي مع انك طفل صغير اقل من السن القانوني.. هذا مايفعله الاهل بك وهكذا اكتسبت دينك.


ليس هناك تبرير لهذا، سوى هكذا وجدنا آباءنا يفعلون. لقد خسرت فرصة ثمينة كإنسان ان تتعلم الوصول الى قناعاتك بالعقل والنقاش واستعمال التحليل و المنطق السليم و مع هذا استغل اهلك هذه الفرصة و دعـوذوك. اليس من حق الطفل الصغير ان يُحمى من التهديد والتخويف و الارهاب هذا؟ الايعتبر هذا التلقين الديني شكلاً من اشكال الاعتداء على الطفوله؟


يظن رجال الدين ان هذا التخويف بالكائنات الخياليه و بكلام صلعم و عقوبات الاله الغاضب هي التي تجعل الناس اخلاقيين و مُلتزمين، او هكذا يقولون. ان هذا الاعتقاد مثير للضحك والسخريه، ان الاطار الاخلاقي موجود بدون الدين من خلال رغبتنا ان نكون جزءً من مجتمعنا، لأننا كائنات اجتماعية بطبعها لانستطيع العيش منفصلين. ان الايثار المتبادل بين الناس والاخلاقيات لها قيمة واضحة و فائدة لنا ندركها بأنفسنا و لا نحتاج الى اله ولا رسول منه ليعلمنا ذلك.


ان فعل الخير هو مكافأة بحد ذاته، انت تشعر بالسعادة لأنك ساعدت شخصاً، انه من طبيعتنا البشريه الاجتماعيه. ايذاء الناس من ناحية اخرى يجعلنا نحس بالذنب . نحن لانحتاج المخابرات الالهيه كالملاك الجاسوس الجاثم على كتفك الايمن و زميله المـُخبر السري الجالس على كتفك الايسر، هذا كلام عواجيز لا يصدقه انسانٌ عاقل، نحن نفعل الخير كبشر بدون الخوف من كاميرات المراقبه التي يسلطها علينا رب الرمال من الفضاء الخارجي. يكفي اننا نخسر ثقتنا بأنفسنا بأحساسنا بالذنب والخطأ.

عندما نُلقن اطفالنا بأن هناك اله يراقبنا في السماء نقتل الحِس الاخلاقي الانساني الطبيعي بداخلهم. الدين يقول للطفل منذ صغره بأننا لانعرف الخطأ من الصواب، انه هو الذي علمنا هذا وهو الذي يعاقبنا ويكافأنا على التزامنا بما يقول. نعم الدين يقول لنا ان الخطأ والصواب هو فقط ماهو مكتوب في كتابك المقدس، سواء كان القرءان او الانجيل او غيرهما من كتب الخـُرافه القديمه، انه يقول لنا اننا غير قادرين كبشر على ان نكون اخلاقيين بدون وجود الرب الشبح في السماء.


ولكن الانسان الذي يستعمل دماغه و يفكر يصبح قادرٌ على ان يكون اخلاقياً بدون الخوف من ان يضربه بالفلقه بعبع السماء هذا. ليس هناك من هو اكثر تعاسة من انسان يظن ان هدفه الاوحد في الحياة هو الذهاب الى الجنه و تجنّب العِقاب، وهذا مايقود كثير من هؤلاء الذين نشأوا تحت هذه النفسيه المريضه الى ان يصبحوا عدميين بعد ان يدركون ان دينهم ليس الا خرافه، فقد اعتاد الواحد من هؤلاء ان يعتمد في اخلاقياته على المراقبه الدينيه و الخوف من النار للذهاب الى الجنه.



انه من الضروري لصحة مجتمعاتنا المريضه بآفة التدين ان نُدرّس الاخلاقيات العلمانيه بالمدارس وليس الدينيه. انها النظام الاخلاقي الذي يشرح القواعد والقوانين بصورة عقلانيه لا تعتمد على التخويف من كائنات خياليه خارقة للطبيعه مُختبئة عن اعيننا خلف الغيوم وفي السماوات. ان هذا سيُفشل حتى محاولات الاهل في تخويف الطفل بالتهديد الديني من عقاب وثواب من رب الرمال لأنه ومع الوقت سيدرك هذا الانسان تفاهة هذه التعاليم.


ان والديك لا يملكانك، وليس لديهم اي حق في ان يقولا لك كيف عليك ان تُربي وتنشىء اطفالك. ان استخدام الضغط كسلاح ضدك لأنك لاتعتقد بدينهم كمقاطعتك او حرمانك من الثروه هو من اخس الاشياء واقلها اخلاقية ويجب ان لاتجعلك تحزن او تتأثر، اغفر لهم فهم ليسوا الا ضحايا والديهم ايضاً.


على هؤلاء الاباء والامهات الذين يرون ان الحاد ابنهم ورفضه لدينهم يقف بينهم و بينه ان يسألوا انفسهم بجد، هل حـُب هذا الدين اهم من حُبِهم لإبنهم او ابنتهم؟ اذا كان حب هذا الدين اهم من ابنهم فاليذهبوا الى قصة النبي الاهبل ابراهيم الموجوده في كتابهم و ليتسائلون هل هم مستعدين لذبح ولدهم او ابنتهم من اجل اله ليس على وجوده دليل مادي ولا منطقي؟ واذا كانوا يوافقون ذلك فهم ليسوا الا اشخاصاً اعمتهم فكرة غبيه عن انسانيتهم و اصبحوا لايستحقون هذا الابن او الابنه.


اي سلطة تستحق الاحترام ان كانت تفضل ان تضحى بأبنك، هذا هو السؤال الاهم، لأن العبرة التي نستقيها من قصة النبي ابراهيم هو انه وربه اوغاد سيكوباثيين او مَـرضى نفسيين. لاهـذا اله يستحـق ان يُـعبد ،ولا ذاك نبي يستحــقُ ان يُتبـع.




وليتذكر كل منا ان الخوف من شيء لايجعل منه حقيقة فكثير من الناس تخاف الاشباح و السحر والجن و العفاريت مثلما تخاف من الله و ملائكته مع انها اشياء غير موجوده.


في النهاية يا احبائي ان تمرد الانسان على اساليب والديه هو جزء من تطورنا كجنس بشري وهو مُهم جداً لإستمرارنا كنوع. الافكار الجديده تقهر الافكار القديمة و تطغى عليها، فيما لو نجحت الافكار القديمه وكبحت الافكار الجديده يصبح هذا المجتمع متديناً وتقليدياً. هذا مايُفرق المجتمعات المتطوره عن المجتمعات المـُحافظه، وهو الذي يجعل تلك الغير محافظه اكثر نجاحاً. اليمن وافغانستان و الصومال، ام الولايات المتحده و المانيا و سنغافوره؟ فكر بنفسك.


ان التعصب للافكار القديمه مثل الاديان و التقاليد الباليه ليس الا من باب الحماقة و الغباء، ينجح الجيل القديم بعناده ثم يموت ولكنه يدفن ابناؤه و مجتمعه معه.



انه من اجل الخير لنفسك ولمجتمعك ومن اجل مستقبل افضل لك ان تقوم بمُسائلة نفسك في كل شيء علمك اياه والداك. لا اقول لك اعص والديك، بل اقول احبهما و كُن لهما الاحترام والتقدير وستجد ربما ان كثيراً مما علماك به من الحكمة شيء.. ولكن احتفظ بحقك في الحُكم على الامور،استخدم عقلك انت وليس عقلهما في تقييم صِحة وخطأ الادعاءات التي قيلت لك وانت طفل.. تحدى كل هذه المقولات و جميع وجهات النظر و المواقف ولكن بكياسة و لطف.


بن كريشان


ليست هناك تعليقات: