معظم الملحدين يستمعون الى الوان متعدده من الموسيقى و الغناء.. وقد يستمع الإنسان لنوع من الموسيقي كتسليه و هي مثل الاغاني الرائجه و الراقصه، والأغاني المعبره عن المحبة و لوعة الحبيب، وقد يستمع الى الموسيقى كفن مُعقد مثل الموسيقى الكلاسيكيه و التي سادت مابين القرن السابع عشر الى بداية القرن العشرين.
التذوق الموسيقي يعتمد على تفهم عناصر المقطوعه الموسيقيه من تشكيلها، و نوعها،وتاريخها و الثقافه المنتمية لها و صلتها بالموضوع الذي تقدمه او العاطفة التي تعبر عنها. لاتحتاج ان تكون موسيقياَ لتتذوق الغناء و الموسيقى، بل تحتاج الى اذن رهيفة الحس و ذوق يقدر العمل الموسيقي المعروض.
ليس هناك شيء إسمه موسيقى إلحاديه كما انه ليس هناك موسيقى علمانيه و لكن هناك بالتأكيد موسيقى دينيه. الأخيره لا أجد لها تعريفاً واضحاً ولكن الأقرب هو ان اسميها موسيقى ذات رسالة دينيه. ماهو إنطباعك عندما تستمع الى هذه الموسيقى الدينيه؟ هذه الموسيقى لاتدخل المنافسات العالميه و لاتتسابق عليها شركات الأنتاج و في الغالب توزع مجاناً، فليس لها سوق رائجه ، فهل سمعت ان اغنية اسمها : حبك يسوع ..خلاني مصروع وصلت الى التوب تن في تشارت الاغاني العالميه؟ ابداً ونفس الشيء عندنا فهل نافست اغنية " الا صلاتي" اغنية "بوس الواوا" ..وهل سيقارن عشاق الموسيقى بعد عشرين سنه من الان احد اغاني العفاسي بفيروز؟ ابداً..تستطيع ان تستمع الى هذا الغناء الديني هذه الايام في القنوات الدعوذيه الاسلاميه مثل نور دبي، واذاعة الشارقه الوهابيه بالمجان وكل ما استطيع ان اصفه بأنه غناء هابط المستوى من الناحيه الذوقيه و كأن احدهم يتصارع مع الكلمه و المعنى و اللحن ليخرج بشيء دون المستوى ..هذه سيداتي سادتي الموسيقى الإسلاميه؟ هل إستمعت الى هذا اللون الجديد المُسمى "
كنت اتنقل بين المحطات التلفزيونيه عندما رأيت اغنيه مصوره بالفيديو كليب للمنشد الأماراتي الشاب احمد بوخاطر ، وبينما انا اشاهد وجهه المنكمش و قد اغمض عينيه و صار يميل برأسه يميناً و شمالا ليخرج هذه الأصوات من بين منخاريه، وبكل حذر حتى لايخرج خيط من المُخاط مع انفعاله الايماني..فقلت في نفسي أهناك حقاً جمهور يستمع الى هذه الزباله؟
تحاول هذه الموسيقى الجديده ان تغطى على مستواها الهابط بعرض فيديو كليب من المفروض ان يكون هادفاّ او يعبر عن رساله إجتماعيه. اتذكر واحد قدمه
هناك المطرب الأماراتي محمد المازم و الذي اشتهر بأغنيات خفيفه، ولو تغاضينا عن حواجبه الكثيفه المقوسه التي تشبه أقواس حرف الإم لمطعم مكدونالدز، فقد كانت اغانيه يرددها الناس في الخليج و سوريا و لبنان و حتى تونس..شيء عظيم لمطرب من عجمان، إلا انه قرر ان يزداد مجداً و يدخل في سلك الإنشاد الاسلامي و يعلن توبته من الغناء المحرم ..فماذا كانت النتيجه؟ إختفى تماماً من الساحه و قضى على مستقبله الفني، لاتفهموني غلط انه مازال يغني او بالأحرى " يُخني" على إعتبار ان هذا الانشاد هو اقرب للخناء منه الى الغناء كونه ينفث الأصوات من خلال المناخير.. وللاسف فقد جمهوره الذي لم يعد مهتما بهذا اللون الهابط.
قمت بمتابعة هذا اللون من الغناء او الأنشاد في إذاعات الشارقه و إذاعة نور دبي " الهادفتان" الى نشر الدعوذه، فاكتشفت ان هناك برنامجاً عندهم مثل برنامج مايطلبه المستمعون مخصص لهذه الاغاني. لابد ان مهارات السمع عند المسلمين مُعوقه ومختلفه عن بقية الناس، لأنه كما يبدو انهم يحبون الإستماع لهذا النوع من الموسيقى. هل في آذانهم قطن؟ ام ان آذانهم من الشمع وفيها وقر ..لا افهم كيف يتذوق احدٌ هذا الهراء؟
مالذي يمكن ان يفسر الطبيعه المُروعه لهذه
لماذا لايتدخل رب الرمال لتحسين صورة موسيقته بحركة إعجازيه فيخرج لنا بقدرة قادرعباقرة في هذه الموسيقى العجيبه مثل محمد عبدالوهاب ( الموسيقار وليس المعتوه صاحب الوهابيه) و فريد الاطرش يخلدهم التاريخ، هؤلاء الذين يخنون بواسطة مناخيرهم لن يبلغوا اي درجة من الفن او حتى متعة التسليه في عالم الموسيقى.
ان الفن المتواضع الاداء لايخلد و لايبقى في ذاكرة الناس، فمابالك بفن الإنشاد الاسلامي الحديث هذا الذي
ربما يظن هؤلاء بأن كون هذا العمل الموسيقى " هادفاً" فهذا يُغني عن توفر الموهبه في الاداء الصوتي او اللحن او العزف او الشكل النهائي للأغنيه. انا من متابعتي لهذه الأذاعات و القنوات إستنتجت بأن ليس هناك شيء مختلف بين نشيد و اخر في هذا الفن الاسلامي الجديد فكل شيء باهت لاطعم له، انت لاتستطيع حتى ان تتذكر اللحن لتميزه عن لحن المُنشد التالي. ان الناس التي تتحمل الدعوذه و الوعظ و تتقبلهما..مامن شك هي الناس الوحيده التي تستحسن هذا الأنشاد و تعتبره فناً.
ولكن العرب لهم ذوق في الموسيقى و منهم خرج عباقره من الملحنين و الموسيقيين، ولو قارنا هذا الإنشاد بأعمال عوض الدوخي و ناظم الغزالي و السيده فيروز و الأخوان الرحباني فسنجد انه مثل شخصين، اعطيت كل منهما نفس المُكونات فواحد عمل سلطه او تبوله رائعه.. و الثاني عمل نفيعه غنم اي طعام للماعز. كلاهما استخدم مكونات مماثلة ، ولكن توصلا إلى نتائج مختلفة تماما.
الواحد قد يصلى ليل نهار و لكن هذا لن يجعله يبدع لوحة مثل المونوليزا، حتى لو اعطيت الرسام نفس الصباغ و نفس الفرشاه التي إستخدمها دافينشي. الناقد الموسيقى عندما يستمع لهذا الإنشاد الإسلامي لا يستطيع إلا ان يجده فن تافه ساذج خالي من الموسيقى الحقيقية..وبعبارة أخرى ، لا طعم له ابداَ.
المسلمون يعتبرون الموسيقى العاديه التي نسمعها
وهنا و في الختام اود المشاركه بأنشوده اسلاميه قمت بتاليفها وآمل ان اجد منكم من يستطيع تلحينها لي، وساقدمها الى احد هؤلاء المنشدين ومن يعلم فقد تصبح احد اغاني التوب في الفيديو كليب:
ياليتني براق يطير في السماء
يحمل صلعم اخر الأنبياء
ياليتني عنكبوتا يحرس غار حراء
ياليتني صحابي..ممسك بخطام القصواء
ياليتني مسلما..سعيد بالغباء
قمت بإستبدال غار ثور بغار حراء لضرورة الوزن الشعري
بن كريشان
هناك تعليقان (2):
أسوأ ما يمكن أن تسمعه هو مايسمى بالانشاد الاسلامي
من صغري، وحتى عندما كبرت ودخلت الجامعة وابتليت بالزملاء المنضمون للتيارات الدينية وانتخاباتهم في الجامعة، وتوزيع منشوراتهم لانتخابهم في حملاتهم الانتخابية وما يتخللها من فواصل غنائية (أناشيد اسلامية) مثيرة للاشمئزاز، وأنا أحاول على قدر المستطاع الهروب من ذاك الجو المقرف، الجو الفاسد. لاأدري لماذا كان ينتابني ذلك الاحساس بالذنب لتأففي واشمئزازي من تلك الأناشيد المريضة السقيمة، كمن اقترف إثماً لمجرد الهروب من تلك النغمات المريضة الكريهة! الآن عرفت بأن فطرتي كانت ولازالت سليمة بأنها تنفر من هذه العلل المستعصية.
سؤال ما هو السبب الحقيقي الى الحادك يا بن # 1 # 2 # 3
إرسال تعليق