الاثنين

الرشاقه والكمال الإلهي..و تاي-بو



أتعرفون ماهي العلاقه بين العباده و الرشاقه؟ تابعوا القراءه لتعرفون..تنتشر صرعات الرياضه وتخفيف الوزن بين الناس من أجل الرشاقه والجسم الجميل. المعايير التي نقيّم فيها الرشاقه إختلفت عن الماضي، فلو شاهدت ملكة الأغراء هند رستم في الأفلام المصريه القديمه أو مارلين مونرو أو صوفيا لورين لوجدتهن أشبه بصهاريج المياه ، بمعايير الرشاقه هذه الأيام.


نعم معايير الرشاقه اليوم تتطلب أن نرى تفاصيل الهيكل العظمي والعروق والأعضاء الداخليه للجسم. يجب أن لا تأكل أي شيء لا يكون زيرو- فات..حتى يصبح جسمك زيرو -فات مثل جسم كيت موس الذي لايختلف من الخلف عن جسم ولد عمره ستة سنوات، ويقال أن الموضه الجديده هي أن النساء ..سيبدأن الرجيم وهن في أرحام أمهاتن.




ألسؤال الذي يخطر دائماً ببالي هو كيفية إختيار عارضي الأزياء من الرجالً ، ولماذا يبدو الواحد منهم وكأنه يتلقي علاج كيماوي ضد السرطان.. أو أنه مصاب بالأيدز.

هناك صرعة جديده في الصاله الرياضيه التي أتمرن بها، رياضه جديده إسمها:
تاي- بو. يبدو أنها أحد الرياضات الدفاعيه أو القتاليه "مارشال أرتس" مثل التايكوندو، والكاراتيه والكونغ فو دانسنغ.

عُلقت للتاي- بو البوسترات والمُلصقات لتشجيع أعضاء النادي للمشاركة بها، وقد أحضروا لها مدرباً كورياً حيث يسجل الأعضاء الأن مقابل ٢٠٠ درهما لثلاث حصص فقط. وقفت اليوم أراقب حركات التاي - بو من خلال زجاج إستديو التمرين، فوجدت أنها عباره عن نوع من الملاكمه، نعم تشبه الملاكمه التايلنديه حيث يسمح بإستخدام الأيدي و الأرجل معاً، إلا أن هناك شيء غريب في هذه الرياضه.





المتدربين كانوا يلكمون ويرفسون الهواء..نعم كانوا يلكمون الهواء حسب إرشادات المدرب الكوري. الشيء الذي لا أستغربه هو أن معظم الأعضاء الذين أشتركوا في دروس التاي- بو كانوا من النساء. وهذا ليس بمستغرباً فالنساء هن أكثر من يتمرن على الملاكمه في الصاله وهن يشتركن في دروس خاصه في الملاكمه، وكثير من اللاتي يتمرّن بتمارين الملاكمه عندنا في النادي مُحجبات، ربما بإنتظار يوم يلكمن فيه بالضربة القاضيه وجه الزوج، الذي أجبرهن على الحجاب.



إن الدافع الحقيقي للرشاقه، والرياضه هو محاولة الوصول الى الكمال ، وهي رغبة متأصلة في الإنسان وقد لاتصدقوني بأن الرغبه في الكمال هي الأخرى عباره عن صرعة دينية كانت السبب خلف فكرة عبادة الله..كيف؟ تابعوني.

رب الرمال كما تعلمون هو
كامل الأوصاف وله صفات عديده إلا أن أهمها هي صفة "الكمال" وكثيراً مايردد المؤمن عبارة الكمال لله ، متحسراً على عجزه عن الحصول عليها. ولكن صفة الكمال المطلق الإلهيه تعني ضمنياً أنه مُستحق العباده. أصلاً وجود الله مرتبط بالإنسان ، فلو عرف هذا الإنسان مثلاً ان الله موجود، ولكن ليس له شغل أو تأثير على البشر لماعبدوه أليس كذلك؟ إذاً فالله وصفاته ..هي صفات البشر بالضبط ولكنها كامله، بيرفكت ، وعلى الأنسان أن يسعى للحصول على الكمال بتقليد صفات ربه وهو ببساطه ما نسميه عباده.

نعم فكما أن الرياضه قد تعطيك جسم
أرنولد شوارزنيجر (سابقاً) أو جسم وجمال كارلزينا فإن العبادة قد تجعلك أقرب الى كمال رب الرمال. فالعبادة والكمال هما مفهومان مرتبطان ببعض.

تنطوي العبادة على الإخلاص التام والمُطلق. إذا كنا حقا من عبدة الله ، فسيكون مجهودنا مركز كليا على رب الرمال : فنحن نكرس انفسنا لثناء الله ، وتعظيم صفاته الكامله أثناء العباده فنقول هو العظيم وهو الجميل وهو السكسي و هو العادل وهو أفضل من يعمل شوارما..إنه كامل الأوصاف التي نتمنى أن تكون أوصافنا نحن ..ليس هناك حلول وسط ، يعني أن يتنازل الله شويه عن بعض صفاته ويلاقينا "في منتصف الطريق" شوي من عندنا ، وشويه من عنده، حبه فوق وحبه تحت..لا فهذا مستحيل عند المؤمن ، وهذا يعني تخلينا عن كل ما هو مطلوب ومرغوب من أنفسنا، بحرماننا من كل شيء نحب ..في سبيل الحصول على الكمال الألهي .. ولكن لماذا يستحق الله كل هذا التفاني؟

فالنذهب مرة أخرى للمواقع الإسلاميه..يقول موقع الإسلامي
هنا:


"أنّ الأحاديث الشريفة أوضحت مفهوم القرب من الله، حيث أوردت لنا هذا التعليم المبارك، قائلة: "تخلّقوا بأخلاق الله". لذلك، فإننا نفهم كلمة التقرب بمعنى التخلّق، لا التشابه، ولا التماثل. وعلى هذا، فمفهوم التقرب الى الله في العبادة، يعني أن يكون الدافع منها التخلّق بأخلاق الله. وأخلاق الله صفات معروفة، سامية، يُستثنى منها ما هو مختص بالذات الإلهية، ويقتبس منها الصفات الأخرى، من علم، ورحمة، وعدل، وعزة، وجمال، وغير ذلك.

وهنا يلتقي ركنا العبادة، حيث أنّ العبادة عمل حسن عند الله وتصدر بدافع التقرب من الله. وهذا يعني أنّ العبادة، أي عبادة، خطوة في سبيل الكمال الإنساني. وهي في نفس الوقت، تحرر من الجمود والتخلف. فالعبادات كلها، هي وسيلة للغايات السامية، وهي تُبعد الإنسان عن الغرور، والأنانية، أو البخل، أو الجهل، أو الكسل، أو غير ذلك."

بنغو..أرأيتم الأن ؟ أن العباده فعلا مرتبطة بمحاولة الحصول على الكمال. مع أن هذا الكمال لايفسر وجود بعض الصفات الأخرى السيئه لدى الله ، مثل الغرور والتكبر والغضب والإنتقام والمكر والتباطوء في قراراته ضد الظلم ( يمهل ..ويمهل ويهمل)..التي وصف هو بها نفسه في كتاب العجايب القرءان.

ولأنه كله عند العرب بطيخ..أو بالأحرى دين.. فلا تستغرب إن وجدت موقعاً إسمه
الصيادله العرب إلا أنه مليء بالدعوذات ، وليس فيه من الصيدله إلا التداوي ببول الجمال والبعارين وفضل بلع السبع تمرات، كما كان صلعم يفعل ..وفيه نجد التالي:

"نحن نعلم أن الله عز وجل حكيم لايخلق شيئاً لهواً أو لعباً وأنه لابد من حكمة إلهية بالغة مترتبه على خلق الحياة ذلك ان الله تعالى هو الكمال المطلق المنزه عن كل نقص وقبح" .

ولكن للأسف ، فإن هذا الفهم لكمال الله لا يخلو من إشكاليات. فهي حلقة مفرغه من السذاجه تدور هكذا :

أنه كامل الصفات، فهو مستحق للعباده
وهو مستحق للعباده ،لإنه كامل الصفات

بالطبع ، هناك حجج كثيره دامغه أن طرفي الفرضيه غير صحيحين ولامجال لذكرها الأن ولكن فالنفترض ان سيادته كامل..ولكن هذا لايمنع أن يتساءل العاقل فيقول : ماعلاقة الكمال بالعباده أصلاً؟..يا اخي ان كان هو كامل مادخلي انا به؟ ثم ما أدراك فقد يكون السي كامل هذا ..لايريد مني ان أعبده.



تعود فكرة الكمال الى الماضي السحيق حين كان الأنسان يعدد الإلهه، ويعطي كل منها صفة من الصفات..ثم جاءت موضة التوحيد، فضموا كل الألهه معاً..فخرج ألينا إله جديد كوكتيل مسخ، بداية بيهوا ثم المسيح سبايدرمان بثلاث رؤوس (الأب والأبن والروح) وأخيراً قام صلعم بتوحيد ، ليس فقط ألهة قريش في صنم الله، بل زاد عليه الأرث اليهودي والمسيحي..فصار رب الرمال كامل الأوصاف ..اللي يخوّف ولايخاف.

ومع مرور الوقت كان الفقهاء ورجال الدين يتنافسون في رفع معايير الكمال حتى وصل رب الرمال الى ماهو عليه من سوبركمال وسوبر تناقض بين كل مواصفاته ، وهذا أفرز مزيدا من المشاكل. ونعود نسأل حتى لو أن الله مطلق الكمال ، لماذا يستتبع ذلك بالضرورة أنه يستحق العبادة -- بدون قيود ولاشروط؟ ما هو هذا "الكمال المطلق" الذي يتطلب ، من الناحية الأخلاقية أو من الناحية المنطقية أو العقليه أن نعبده ، وعلينا أن نعطيه أنفسنا تماما ونسلمها له؟ الحقيقة لاتخرج عن كونها أحد أساليب أستعباد الناس والسيطرة عليهم باستخدام الدين. أنها صرعه قديمه بدأت من زمان ولم تنته، ولاتختلف عن صرعات الرجيم والحميه ورياضة التاي- بو.



أنا أفكر أن أخترع صرعة رياضية جديده، اليوم بلاد الرمال ليس بها أي نوع من الرياضات الدفاعيه، فالكونغ فو من الصين والجودو من اليابان والكاراتيه أعتقد انها من الصين ايضاً والتيكواندو والتاي- بو من كوريا..فماذا عندنا نحن العرب؟ ولاشيء.

لاتيئسوا أيها العربان ، لقد حان الوقت أن تكون هناك رياضة قتالية جديده تخص بلاد الرمال، وأنا الذي سأبتكرها، وسأجني الملايين من دروس التدريب وأشرطة الفيديو حيث سيشتريها كل من يريد أن يخسس من وزنه ويصبح رشيقاً، وستحبها النساء خاصة أنها ستعتمد على الملاكمه ، وستكون أفضل من التاي - بو التي يلكم فيها اللاعب الهواء.

سيداتي سادتي - موسيقى تصويريه لو سمحتم- اقدم لكم اللعبه القتاليه الجديده، أخر صرعات الرياضه ..وأفضل خيار للساعين للحصول على الرشاقه إنها: التاي - كش.

في لعبه تاي - كش تُحضر سبع تمرات - أو مضاعفاتها تيمناً بسنة صلعم، وتذهب الى أحد الحدائق العامه في العين..أو أقرب حديقه في مدينتك..ثم قم بشك التمرات بعضها ببعض بخيط جاعلاً منها قلاده ، وقبل أن تلبسها يُفضل أن تغمسها ببعض الدبس..ثم أنتظر.ولن يمر وقت طويل حتى يهاجمك الذباب ..وهنا تبدأ بلكم الذبابات بالبوكس ، محاولاً منعها من الوصول الى التمر المُعلق في رقبتك....ومع كل ذبابة تلكمها ، تصيح بصوت عال: تاي- كش..تاي- كش .

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: