الصور في هذا المقال من سباق الفورميلا وان بالبحرين. المقال ليس له علاقة بذلك .. فإن كنت مُؤمناً فالرجاء لاتقرأ هذا المقال، واكتف بمطالعة الصور..قلت لك لاتقرأ؟
أنت مازلت تقرأ!
توقف عن القراءه الان.
لا تريد ان تتوقف
حسناً.. قد لايعجبك ، وقد اعذر من انذر. عندما نشرت مقالة لماذا تشبه الالة أصحابها هنا. كنت احاول فيها توضيح ان البشر هم من يخلقون الهتهم وليس العكس لذا فهي تكون دائماً على شاكلتهم وتشبه تصرفاتها، تصرفاتهم.
اليوم أريد ان اضيف على ذلك فكرةً غير مستبعده وهي أن هذه الالهه، اياً كانت، وربما كان الله منها، قد تكون في الاصل إنساناً.
عندما تنظر الى الاديان نجدها مليئة بشخوص البشر فمن القديسيين أو الانبياء الذي حظوا بكرامات ومعجزات أكتسبوها من خلال ايمانهم والتصاقهم بالله الى كائنات ملائكيه وشيطانيه لها صفات جسديه تماثل البشر من حيث الايادي والعيون او التصرفات . يقوم هؤلاء الاشخاص بممارسة قدرات إعجازيه خارقة للطبيعه والقانون الكوني علمياً ..هذه القدرات والمعجزات تعتبر بحد ذاتها الهيه، لايقدر عليها البشر حسب زعمهم. إلا أن هذا البشر الذي تمكن من ذلك هو انسان مُصطفى وقد إختاره وأعطاه رب الرمال بعضاً من قواه الخارقه. فتجده أصبح يعلم الغيب، أو يلعن فيحل الدمار أو يبارك فيزول الشر ويُشفي الامراض.
إذاً هناك إلتصاق غريب بين الله والانسان، ولو لاحظت أن هذا الله رغم انه يقول أنه يختلف عن البشر ..إلا أن شغله الشاغل هو البشر ومايفعلون، الا درجة أنك تستغرب هوسه بهم وكأنه واحد منهم فيريد أن يحدد علاقاتهم ببعض وبغيرهم من الشعوب والاديان ويقرر مايأكلون وكيف يمارسون السكس وينظم لهم طقوساً محددة لعبادته. ..لماذا؟ أهو واحد منهم؟
عندما تعود لتنظر الى الاديان القديمه كتلك التي سبقت الاسلام والمسيحيه مثل الهندوسيه او مثل أديان روما والاغريق، ستجد أن بها بشراً أو ملوكاً أصبحوا ذوي قدرات خارقه فصاروا يعبدون ويرتجون لتحقيق مآرب البشر.
المسيحيه مهوسة بفكرة الرب الانسان، فيقول الكتاب المقدس في يوحنا" والكلمة صار بشراً وعاش بيننا" والقصد ان الله اصبح بشراً مثلنا يعيش بيننا، وستجدون نفس الفكره في هذه الاغنيه لجوان اوزبورن "ماذا لو كان الله واحداً منا؟".وكانت هذه هي اغنية الفيلم الذي يحكي عن القديسه جوان اوف ذا ارك او جان دارك كما يقال لها بالفرنسيه ويصورها على انها فتاة تتلقى كلمات الله من اشخاص مختلفين وتتساءل ان كان الله احد من البشر.
يردد المسيحي ترانيمه بدون ان يفكر كيف ان الله من الممكن ان يعيش على الارض ويكوّن له صداقات (الحواريين) وتدمى قدماه من المشي ، وتتقطع شفتاه من البرد، ويتسخ جسمه وتنبعث من روائح كريهه ..ويضطر ليعمل ليكسب قوته..هذه ليست مجرد فكرة غبيه؟ بل إنها تمثيل ودليل على أن الالهه ابتدأت بالاصل بشرٌ تم تأليهه..ولا ادرى مالذي منع النجوم من السقوط على الارض عندما قرر الله ان يصبح بيبي يرضع الحليب من امه؟
خذ مثالاً أخر من التاريخ الاسلامي، فعندما يشرح لك المسلمون عن تلك الاصنام التي عبدها العرب وحطمها صلعم عند فتح مكه يقولون لك هذا:
أظهرت الدراسات الانثروبولوجيه للانسان ان اول اشكال العباده كانت هي عبادة الاسلاف، فهل يدل هذا على ان رب الرمال كان أحد هؤلاء الاسلاف ايضاً. إننا نجد ان السلفيه (الوهابيه) تظهر نفسها بأنها محاربة للخرافات والتقديس للبشر من خلال الائمه والاولياء إلا أنها نفسها تحمل بذور عبادة السلف..كما يستدل من اسمها. السلفيه تحمل بين طياتها مرضاً نفسياً يعاني منه العقل العربي وهو حب العوده للماضي بتقديس ما فعله وقاله الاسلاف من صحابة صلعم ومن كان بقربه وإعتبارهم اصنام والهة الزمان، فكل ماقالوه وذكروه هو الصحيح وماخالف ذلك هو الغلط. السلفيه ماهي الا تقديس وتآليه لماضي بعيد ، واحد الطرق المؤديه الى خلق الالهه البشريه.
بعض الاديان والمذاهب كالبوذيه والهندوسيه والصوفيه الاسلاميه والشيعه المسلمون والكاثوليك مبنيه على قدسية الافراد من شخصيات وابطال هذه الاديان..والتي تختلط احياناً كثيره بالرب او الاله المعبود ذاته. إن بعض العابدين في الهندوسيه يصبحون فيما بعد ماسترز أي اساتذه في حقل التأمل واليوغا ومن ثم يعتبرون مقدسين كالألهه.
عندما يذهب الشيعي الى مقام احد الائمه، أو يزور احمدي نجاد ( الرئيس البنتشرجي) البئر التي يختبيء بها الامام المختفي فهم على يقين بأن هذا السيد له قوى سوبرمانيه الهيه خارقه. يحدث الشيء ذاته على الصوفي الذي صار يقدس احد افراد الطريقه مثل عبدالقادر الجيلاني أو السيد البدوي..وعندما يزور احد القرويين مزار السيده زينب بالقاهره ويتضرع لها..فهذا اعتراف بأن لها قوة سحريه. وهذا مايفعله الكاثوليك عندما يصلون الى أحد القديسيين كل منهم في مجال تخصصه حتى لتظن ان هؤلاء ليسوا إلا الهة روما القديمه.
هؤلاء الرجال او النساء الذين اصبح لديهم قوة خارقة اعجازيه، توحدوا مع الرب او مايسمونه التوحد او الاندماج مع الذات العليا هو التفوق على الطبيعه من خلال لمسة الإله الاكبر. يصبح هؤلاء اعلى من غيرهم درجة. حتى ان رب الرمال يضعهم يوم القيامة في منزلة أعلى فيدخلون الجنه درجه اولي وليس درجه سياحيه." يحشر مع الصديقين والشهداء والنبيين" فيصبحون قريبين من الله ويشاركونه ببعض قواه وقدراته.
وهكذا يصبح بعض الافراد في أديان ومذاهب كثيرة وبمرور الوقت بمكانة الرب او أكثر أهميه. يصبحون هم ارباباً صغاراً وفي الطريق لأن يصبحوا مستقلين في يوم ما. وهذا ما حدث مع الرجل الذي أصبح يسوع سبايدرمان، فقد اختلط مع الاله فصار ابنه، وثم صار هو نفسه ابيه وابن نفسه..حتى ظن اتباعه انه هو الرب الانسان.
فمن عبادة الاسلاف، الى تخيل ان ارواحهم سكنت الشمس والقمر ندخل عبادة الكواكب( كان العرب في تلك المرحله يتسمون بعبد شمس ويرمزون لأصناهم رموزاً دخلت في طقوس الاسلام نراها في صلاة تتبع الشمس او صيام يتبع القمر.. واعتلت تلك الرموز رؤوس المنائر المُزينة بالقمر) ومن ثم ننتقل بكل هذا الى ديانة توحيديه تحدد احد هؤلاء فقط المستحق للعباده..فيصبح هذا الله؟
انظر الى اشعار المديح في محمد صلعم، لاحظ الصلاة التي تمجده وتمجد اهله " اللهم صل على محمد وآل ومحمد" ثم استمع الى الشاعر يقول:
اشرقت انوار محمد...واختفت منها البدور
مثل حسنك مارأينا...قط ياوجه السرور
أنت شمس انت قمر...أنت نور فوق نور
اننا مازلنا نعيش عادة بشرية قديمه مثل تآليه الأفراد..أليس كذلك؟
بن كريشان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق