الاثنين

المرأه و الدين










بعدما قرأت هذا الخبر هنا قلت ان من واجبي ان اكتب مقالاً يكون مُوجهاً للمَرأة العربيه لما فيه من التشابه مع واقع الحال في بلاد الرمال، كما إخترت ايضاً ان اضع صور "وندور ومان" المرأة العجيبه لترافق هذا المقال، لأنها جاءت الى عالم الكوميكس (القصص المصوره) في وقت كانت تهيمن فيه شخصيات الابطال الذكوريه مثل سوبرمان و باتمان و سبايدرمان ، فكانت اول بطله للقصص المُصوّره و اشهرها على الاطلاق. هذه الشخصيه التي اقتبسها مؤلفها من الاسطورة الاغريقيه عن الامازونيات النساء المحاربات. اصبحت وندرومان رمزاً لحرية و استقلالية المرأه فهي اجمل بطلات الكوميكس على الاطلاق كما انها لاتعتمد على قواها الخارقه فقط ، بل على قدرتها العقليه و على هدفها السامي وهو نشر القيم الامازونيه من محبه و سلام و المساواة الجنسيه في عالم يسود فيه الرجال.

عزيزتي المرأه،،

إن الفرص التي تتمتع بها المرأة اليوم ما كانت لتأتي اولا نضال شاق ضد الاديان و التقاليد الباليه، لقد وقف الدين دائماً كعقبة ضد تحرر المرأه وإعتبارها كإنسان مثلها مثل الرجل. إن كل المكتسبات الحديثه و القيم الليبراليه العصريه كانت بفضل كفاح الفكر تنويري الذي جعل المرأة في اكثر دول العالم ، تتساوى مع الرجل في جميع الحقوق بما فيها حق تولي مراكز في السلطه السياسيه.لقد تحقق ذلك بواسطة كثير

من التضحيات والعمل الشاق وكفاح المتنورين ضد رجال الظلام. الدين ينتمي الى ذلك العالم المظلم الكاره للمرأة المحارب للتقدم، انه عالم من القرون الوسطى ، لو بقينا على الاديان لما تقدمنا و لا اخترعت ولا اكتشفت الانسانية شيئاً، لقد تسببت الاديان بإبطاء عجلة التقدم في العالم بما يقدر بألف عام و لو استمروا لكنُتِ اليوم تبكين على طفل فقدتيه لسبب تافه مثل إنعدام التطعيم.


الاديان في كل مكان هي ذات الشيء وتتصرف بنفس الطريقه فالمسيحيه تحارب مساواة المرأه بالرجل و لكنها رضخت لأمر واقع بسبب هزيمتها في اوروبا، اما الاسلام فمازال ينوح بإسطوانته المشروخه مُصوراً بالكذب والبهتان ان حُريتك هي مؤامرة على العرب لهزيمتهم..نعم في كل الاديان ظلم على المرأه والسلاح الذي استخدمه التنوير و الفكر الحر كان دائماً تعليم المرأه و مخالفة الاوامر الدينيه التي تحجر على حريتها بعلمنة الدولة و قوانينها.

و هذا مثال من اليهوديه:

رغم ان كثير من اليهود في اسرائيل قد تبنوا العلمانيه و الليبراليه الا ان المتشددين اليهود يعارضون تماماً الحركات النسويه و يتصرفون وكأنهم يعيشون في القرون الوسطى حيث ينعدم دور المرأه في المجال المهني والسياسي وهم في هذا تماماً مثل مشايخ المسلمين.


الحاخام اليكايم ليفانون إستلم رسالة من إمرأه تسأله إن كان يجوز للمرأه ان تشغل الوظائف العامه؟ وهذا كما يجب ان تعرفين اكبر خطأ، لاتسألي ابداً رجل دين عن شيء ، فهو بالتأكيد سيمنعه و يحرمه كأسلوبهم المعروف للتحكم بالبشر، فما الدين الا اداة لهذا، ولناعبرة في ما عندنا في بلاد الرمال من بهائم المشايخ و الملالوة و المدعوذين و فتاويهم المليئة عنصرية تجاه النساء. فهل تعتقدين ان هذا الحخام قال نعم يجوز؟ وهو من بلد سبق الكثير من بلاد الغرب في تولي امرأه منصب رئاسة الوزاره؟ استمعي لترجمة لإجابته:

" ان المُشكلة الاولى التي تكمن في منح المرأة السلطه وتوليها وزارة يعني ان السلطة ستكون بيدها. اما المشكلة الثانيه فهي إختلاط النساء بالرجال وكما تعرفين ففي الوزارات تعقد اجتماعات متأخره في الليل بما لا يجوز للمرأة المحترمه ان تكون متواجدة بصحبة الرجال في هذه الحالات."

أما وكإنك تسمع احد المشايخ على قناة الرساله؟


واضاف الحاخام ليفانون ان المرأه التي تريد ان تؤثر في الرأي العام يجب ان تفعل ذلك من خلال زوجها فقط. وقال: "يجب ان يطرح النقاش على مستوى العائله و عندما تتحد الاراء ويقتنع الزوج، عندها يقوم هو كرجل بتقديم رأيه للمجتمع، وهنا نتجنب ان تصوت المرأة على رأي او تنتخب احداً بينما يصوّت زوجها في الجانب الاخر و لمرشح مختلف".


إقرئي هنا عن هذا الخبر الذي اثار حفيظة كثير من النساء فأجابته سيدة اسمها دانيلا ويس بأن النساء اليهوديات كن في فترة ما نبيات في المجتمع اليهودي، لقد حصلت المرأة على مكتسباتها بالكفاح و اثبات نفسها في الاوقات العصيبه. بينما قالت نوريت تسور التي ترأس اللوبي النسائي في الكنيست: "هذه ليست ديموقراطيه ان يقول الحاخام شيئاً كهذا، اننا لم نعد نعيش في القرون الوسطى، انني اتوقع من قادة الجمهور الديني ان ينددوا بما يقول ليفانون ويوضحوا مكانة الانثى اليهوديه في المجتمع بما فيه دورها المباشر في المناقشات السياسيه و الوطنيه."



عزيزتي المرأه لابد انك تعلمين كذلك ان قدرة المرأه على تولي المناصب السياسيه هى ظاهرة حديثة نسبياً و السبب تأخرها هو مقاومة الاديان لها. اي دين في العالم يقول بأن المرأه تستطيع المشاركة في الحكم؟ صدقيني ولا دين، وماعليك من خريط المسلمين الذين يبدؤون جملتهم بأن الله ساوى المرأه مع الرجال الا في….ثم يملئون الفرغ بتبريرات رخيصه لا تدخل العقل. الاديان كلها اعتبرت المرأه ادني مرتبة من البشر الذكور وبناء عليه رفضوا توليها القيادة وهذا مايفعله الاسلام بكل وضوح فلا تنخدعي.


ان هناك علاقة قويه بين حريتك كأنسانه والحركات العلمانيه و التفكير الحر المضاد للاديان، هذا لايعني انه يجب ان تكوني مُلحده و لكن لاتضعي مصيرك وسعادتك بيد مدعوذ او شيخ بل بالعكس يجب ان تكونين من القوى المعارضه لهؤلاء ليس من اجلك انت اليوم فقط ، بل من اجل بناتك وحفيداتك في المستقبل.


إن انتقاد الاسلام لا يجب ان يكون مقصوراً على المُلحدين بل يجب ان يشمل كل اطياف المجتمع العربي التي تهدف الى تحقيق تقدم و تحسن في معيشتها و سعادتها، الاديان نظام فاشل لايؤدي الا الى إبقاء الحال كما هو عليه . إن دعم حق المرأه في العداله و المساواه ليس مؤامرة غربيه و لاصهيونيه كما يخوفكم هؤلاء الطفيليون،انه جزء لايتجزء من حق العداله الانسانيه.

إن الحاخام ليفانون هو صورة نعرفها جيداً، انه الشيخ العريفي وبن باز والعثيمين، انه نسخة الثنائي العوضي انه السيستاني بعينه. اننا بوضع المرأة في الوظائف العليا إنما نثبت خطأهم وخطأ مايقوله دينهم عنها. ان دعم المرأه هدف مهم جداً لمن يريد دور تقويض المؤسسه الدينيه في بلاد الرمال و التقليل من تأثيرها و سلطتها على عقول الناس.


قد لاتتفقين عزيزتي المرأه مع آرائي الإلحاديه ولكن يجب ان تعلمين انه كلما نجحت في إضعاف حجة الدين ومؤسساته ومشايخه كلما اقتربت المرأة اكثر من مساواتها. إن تحرير المرأه لايكون الا بالخلاص من الثقافه الابويه الذكوريه ، و هذا لا يمكن ان يحدث بدون إنتقاد الدين.



بن كريشان

هناك 4 تعليقات:

Ram يقول...

رائع في كل كتابة

غير معرف يقول...

الاسلام ينظر الي المرأة على انها مهبل له رجلين، تلك الحقيقة يا عزيزي كريشو

shams يقول...

اوافقك على ما تقول اخى بالرغم من انها الحقيقة المرة
مقال رائع و يعرض الحقائق بكل سلاسة
بالتوفيق و اتمنى ان يزال الغمام عن اعين المتدينين

Unknown يقول...

tjiw lmaghrib na7iw mkom