الاثنين

الله…في شخصية مالك العبيد






تخيل ان هناك سيداً يملك عبيداً، ثم اعتقهم قائلاً بأن لديهم الان الحريه في تقرير مصيرهم، ولكن كلما قام هؤلاء العبيد بفعل لايُرضي هذا السيد يضربهم بوحشية ويعتدي عليهم، فهل قام بتحريرهم؟ أنعتبر هؤلاء احراراً فعلاً؟ هل يعتبر هذا من الاخلاق من بعد ان اعتقهم ان يُحاسبهم لأنهم لم يعملوا في حقله ولم يكنسوا له بيته؟ هذا مايفعله الله بنا بالضبط.


ليس هناك اي اساس اخلاقي يعطي الله اي حق بمعاقبتنا على افعال قمنا بها قبل ان نموت، اصلاً مالفائده من هذا العقاب وخاصة ان الدرس الذي ستتعلمه لن يفيد بشيء كونك لن ترجع للحياة مرة اخري. ليس هناك عذر لهذا التصرف الالهي اللاعقلاني الذي اقل مايـمكن ان يوصف به هو الوحشيه و القسوة. ان عقوبة الانسان لأنه لم يفهم او لم يستوعب او لم يقتنع هي عقوبات مرفوضة في عُرف القيم الانسانيه. ولكن سيقول قائل لاتنس يابن ان القيم الالهيه غير تلك الانسانيه، وان ماينطبق علينا ليس مثل ما ينطبق على رب الرمال. صحيح وهو في هذا كالوحش الذي لانستطيع ان نحاسبه وهو من القوة بأن لايوجد من يقدر ان يردعه، فإن لم تمنعه اخلاقه فمن يستطيع.


الله هو ذاك السيد الظالم الذي لايجروء احدٌ على مُحاسبته. الله لم يتعرض يوما لمحاكمه وليس له حساب وعقاب مثلنا ولا يوم قيامةٍ يخافُ منه. انه كالوحش الذي لا يعترف بالقيم ابداً. إن الإحتجاج على الله لاطائل منه وهو لاينفع مثل ماهو الحال مع إسرائيل فليس هناك مايردعها من الظلم لأن لديها القوة والقدرة على ذلك. ان الله كالوحش الذي لديه القدرة والقوة ولكن ينقصه الضمير والقوة الخارجة عنه القادرة عليه.


بالطبع انا هنا اتخيل سيناريو يفترض ان الله موجودٌ فعلاً على عكسِ قناعاتي وذلك لأصل الى صُورة مُعينه، فلو كان هذا الله كما يصفونه فلا محالة من الانصياع له رغم انعدام اخلاقياته، انه كالدكتاتور الظالم المُتسلط الذي يفرض نفسه عليك او كالمُجرم في غياب الشرطة و القانون.



إنني اكاد ان اسمع احدهم يقول لي وبعد ان قرأ ماكتبت اعلاه: الله هو العدالة..مابالك الا تخاف من سُخطه و عذابه لتتقول عليه هذا؟ بالضبط ، فهذا ما اقصده. يجب ان يكون الواحد منا واقفاً الى جانب البشرية ضد هذا الظلم، انها طبيعتنا نحن التي تقاوم الظلم وتنشد العداله وليست طبيعته. لماذا أكون مؤيداً لمن يمتلك السلطة المطلقة التي ليس لك فيها اي حقوق؟ الله مثل الحكومات العربيه، يستأثر الحاكم فيها بكل الصلاحيات والسلطة فيا إما ان يُسلح و يجيش الشعب كله حتى تفتقر الامه .. او ان يخص اهله وطبقة واحدة بكل شيء .. حتى تفتقر الامة أيضاً. فلماذا تؤمن بالدكتاتور ولا تؤمن بحقك في الحرية؟ الله و الدكتاتور والمدير الظالم سَيّان يُسيطران عليكَ بالخوف والترهيب.



لا بل الله اسوء من الدكتاتور لأن الشعوب تُسقط حُكامها الظالمين او انهم ينتهون بسبب طبيعة افعالهم ولكن الله "باقٍ خالد" جالس على قلبك للأبديه. لا انت ولا غيرك له لك امل بأن تكونون مكانه. في الحياة نحن نستبدل الادوار فأنا آخذ مكان ابي او مكان مديري في العمل رغم علاقتنا التي قد لاتكون سلسة دائماً، ولكن الله هو ذلك الاب القاسي او ذلك المدير المتحيز الذي لن يذهب ابداً ويجعلك هدف عقابه الدائم. طالما هذا الله لديه هذا القوة الخارقة التي لا ينازعه عليها احد، فهو لن يذهب بعيداً وستظل انت تحت رحمته، وستظل انت عبده وفوق هذا يجب ان تشكره لأنه خلقك بقدرته وجعلك عبداً له يحاسبك بلا انتهاء، ليس في حياتك بل حتى بعد ان تموت، ليس هناك فرار من اغلاله.



لا انا ولا انت اخترنا ان يكون لله هذه القدرة علينا، وانا لم اطلب منه ان يخلقني ولا احبذ فكرة ان اكون له عبداً يعذبني كيف يشاء وليس لي حق في الاحتجاج ولا التظلم الى اية محكمة او هيئه او سلطة اخرى. مشايخ الاسلام و رجال الله هؤلاء الذين يعملون من اجل هذا الظالم يقولون لك انت ولدت عبداً لله ويجب ان تكون شكورا وفرحاً راضياً بحكم الله عليك وممتنا لهذا الوضع الذي تفوح منه رائحة الظلم.



الاسلام لايخفي عنك هذه الحقيقة فهو يخاطبك ياعبد الله و يا أمة الله..المسيحية زودتها شويه فقالت انت خروف الله، وانتي نعجة الله ( المسيحيين الخراف الضاله بآآآع). تفكر بهذا الكلام ملياً وتمعن بكل كلمة منها : الحمد(الشكر) لك ايها السيد مالك الرقيق على جعلي عبداً عندك ايضاً، اشكرك لأنك جعلتني عبداً ليس له امل بالعتق. شكراً لك يارب الرمال كذلك على استعباد ابي وامي و استعباد اولادي وبناتي. انا عبدك و ابن امتك يا الله فعاقبني كما تحب، ولن احلم بأن ارد عليك او ان احتج فأنا قابل بعذابك و حكمك وارجو رحمتك من بطشك وظلمك، وعندما اقف امام محكمتك الالهيه، فلن احصل حتى على محامي مثلما هو الحال في محاكمنا الانسانيه( ولا حتى محامي مثل ناصر بن حبتان الشامسي) ولن تسمح لي بتقديم اي دليل لأثبت به برائتي، بينما سيكون من حقك انت وحدك ان تكون المدعي العام و انت وحدك تقدم الادلة ضدي ثم تعتلي المنصة من بعد ذلك و تصبح القاضي لتصدر الحكم النهائي علىّ وليس لي احقية في اي استئناف.



رجال الدين يتظاهرون بأن لديهم الوسيلة (الواسطه) التي ترضي هذا الله الظالم وهي التضحية بالاغنام و الكباش او أخذ فلوسك عن طريق الزكاة و الصدقة او تعذيب جسدك بطقوس من التمتمات والادعية التي تترجاه متبوعة و مرفقة بحركات واوضاع جسديه من خلال صلوات او الحرمان من الاكل اثناء طلوع الشمس. سيَذكُرون لك ان رأس الحكمة مخافة الله، سيقولون لك بأنه قضاء محتوم عليك ان تعيش عيش العبيد تحت مالك الرقيق هذا.


السؤال الذي في بالي هو ماهو الافضل لك؟

أنت تكون عبداً لسيد ظالم قاسي…أم

أن تكون حراً سيد نفسك.



ماهو رأيك في الحاكم الذي يستغل سلطته لأهوائه ومزاجه؟

ماهو رأيك في سيد الرقيق الذي يأتي بعبيده فيضربهم اطفالاً و يستغلهم كباراً؟

ماهو رأيك في الأب الذي يشجع ابناؤه على قتل اخوانهم وتعذيبهم و اغتصابهم لأنهم يعتقدون بطريقة مختلفة؟

ماهو رأيك في سيد العبيد الذي يقتل عبده، لأنه لايتفق معه في الرأي؟

ما رأيك في اب بإمكانه ان يوفر كل شي لأبنائه من راحة و تعليم وسكن و مال، ولكنه يختار العكس ليتعذبوا ويُعانوا؟

ما رأيك بكل هؤلاء وهم يرفضون مُجرد شرح السبب الذي يجعلهم يقومون بكل هذا؟


هذا تلخيص لشخصية الله في مجموع كل هؤلاء.

أنا حرٌ ليس لدي سيد يمتلكني ضمن عبيده . لذا فأنا وغيري في وضع افضل من كثيرٍ من المساكين العبيد امثالكم، إننا نكتب لكم لعلكم تستطيعون الخلاص والانعتاق من سيد العبيد والاماء هذا. لو كان عندك طلب او رغبة للهروب من هذه العبوديه فلا تتردد بزيارتي هنا.. فأنا بخلافه، لا اريد منك جزاءً ولا شكورا.


بن كريشان


هناك 6 تعليقات:

nafal يقول...

انت توضح وتلخص من مدوناتك عن الله والاله والمؤمن الذي يستشعر السعادة بهذا الايمان انه وهم فإذا كان وهم عزيزي الملحد (وبكل فخر لك طبعا) فما أجمله من وهم الذي يجلب راحة البال والهناء وهو أفضل بجميع المراحل من وهم عدم وجود الاله الذي يكمن داخل عقلك وكيانك فهنيئاً لك بوهم الالحاد وهنياً لنا بوهم الاله والايمان

وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ

AL7KMA يقول...

سؤالي لصاحب هذه المدونة المحترم والذي أتفق معه في أمور ,وأختلف معه في مسألة عدم وجود خالق لهذا الكون.

كلنا يعرف الحواس الخمس عند الإنسان

سؤالي هو : هل تستطيع أن تلمس الرائحة بإصبعك ؟ وهل يمكنك أن تسمع طعم الليمون الحامض بإذنك ؟
هل تقدر أن تتذوق الأفكار بلسانك ؟ وهل حاولت يوماً أن تشم مقطوعة موسيقية بأنفك ؟

بن كريشان .. بالعقل السليم والمنطق البسيط وبالتحليل البدائي .. أنت في ورطة كبيرة

تحياتي لك

kawther يقول...

صدقني كلما قرات مقال لملحد اتمنى اشوف منطق
اتمنى اشوف نفس حرية
ما اشوف
غير ناس شهوتها طغت عليها
لدرجة يعترض على كل شي في الدنيا يريد ان يعيش بانحلال
دون ان يعترض احد

اقول عيش مثل ما تبي ...واترك الملتزمين والمسلمين بحالهم
ما ناقصهم بلاوي مثلك .........

alabri يقول...

يا ابن كريشان مهما فعلت فإن اصحاب الاديان قد غسلت ادمغتهم جيدا ولكن لعل وعسى يوتي هذا بثمار في المستقبل

غير معرف يقول...

غبي

mkg.abu fatmah يقول...

يا صاحب المدونة إن الإله ليس في حاجه إليك ولكن أنت في أمًس الحاجه إليه في كل وقت وفي كل مكان فأنت لم تعقل ولم تفكر في إلحادك وكفرك به إلا عندما كبرت وإشتد ساعدك فهل تستطيع أن تجيبني إين تفكيرك عندما كنت نطفه من ظهر أبيك ومضغه في رحم أمك ثم جنين ضعيف سجين لا يقدر علي شئ فمن الذي أوجدك وأوجد أباك وأمك وأوجد هذا العالم المظلم الذي أظلم في عينيك وأوجد النور الذي منعه عن ناظريك ومن جعلك حكما وقاضيا علي إله حكيم قدير إن إستطعت أن تفعل شئ واحدا مما يقدر عليه فأرنا ولكن أنت لا تستطيع أن تصف الروح التي تسري في جسدك أو تمنعهاعنك أو تمنحها لغيرك فكيف تحاسب من صنعك من الطين وأوجدك من العدم ونفخ فيك من روحه فقد أوجدك لتحيا بعالمك وإبتلاك ليعلمك ويطهرك وأماتك ليحررك ويحاسبك وتجني ما زرعت يداك وفي الجنة أو النار يسكنك فهو خالقك ولست بخالقه ومحاسبك ولست محاسبه والقادر عليك ولست بقادر عليه فأرح قلبك وعقلك وفكرك وإرجع إليه وكفاك عبثا وضلالا وإلا فبإستطاعتك أن تنهي حياتك فورا وتنظر ماذا يفعل بك إن كنت تملك الشجاعه ولا أظنك تعرفها وتدًبر معي ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) ليس كل شئ يؤخذ بالعقل والمنطق والإستدلال بالماديات فأنت بني آدم ومجرد إنسان