الاثنين

وإن من الأديان..لسحرا


كيف تختلف الأديان عن السحر والشعوذه؟






صور اليوم ليس لها علاقة بالموضوع سوى المكان فقد كتبت مقالي هذا من اجمل شاطيء بالإمارات، شاطيء الجميرا، شاطيء السحر والذي حرارته لا تذوب زئبق التيرموميتر فقط، بل تذوب قلبك معه بسحر جميلاته كذلك. موضوعنا اليوم هوعلاقة الدين بالشعوذة و السحر.

أحتفلت اللغة الأنكليزيه قبل شهرين بإدخال الكلمه المليون الى قاموسها، صحيح أن اللغة العربيه تعاني نفس الجمود و عدم الحراك الذي تعاني منه الثقافة العربيه ولكن هذا لايعني إننا توقفنا عن الأبتكار و التحديث في إدخال مصطلحات جديده في لغتنا الجميله، و ربما إلغاء كلمات قديمه مثل نقاب و برقعكيني و إستبدالها ببكيني.




ومن خلال هذه المدونه و غيرها عالم التدوين ظهرت مصطلحات جديده في اللغة العربيه منها الدعوذه و هناك التفنيس التي إبتكرها الصديق الراوندي ، والذي يرجع اليه الفضل الاكبر في إدخال مصطلح الاباعير الى القاموس الغير رسمي للغة العربيه والذي يصف بدقة الانسان العربي السلفي.

ولكن هنا سأعود الى كلمة دعوذه، لأن سر نجاح هذه الكلمة ، والتي تتكون من مزج كلمتا دعوه و شعوذه معاً هو ان كثيرا من الناس لمسوا مواطن التشابه الكثيره بين الدعوة للدين و الشعوذه.





لقد عرف العالم السحر منذ زمن طويل جداً ولا يستبعد علماء التاريخ الأنثربولوجي أن يكون الدين قد جاء من نفس الجذور السحريه التي تعتمد على إطلاق القوى الغامضه الخفيه من أجل حماية الأنسان أو مساعدته. مع ظهور الأديان الكتابيه الثلاث ربط السحر و السحرة بفكرة الشيطان والتي تولدت بسبب توحيد الألهه في رب واحد، الأمر الذي جعل من الصعب تفسير حدوث الشر في العالم ونسبه الى الإله الواحد مما إستدعي خلق فكرة " الشرير" مثل الأفلام الهنديه فهناك بطل للفيلم يتميز بالخصال الطيبه فقط ولأن الشيء بالشيء يعرف. فيجب أن يكون مقابله، المُمثل الذي يلعب دور الشرير. مع العلم ان السحر لم يكن ابداً مرتبطاً بالشيطان او عبادته وحتى الأن. نستدل من ذلك على بقايا ممارسة السحر في هذا العصر او الأديان التي تم إحياؤها من جديد مثل "الويكان" في امريكا والتي تعود طقوسها الى ممارسة السحر للسيطره على القوى الغامضه و تجنب شرها او تحريضها على مساعدة الأنسان.





حسناً أهناك إذاً علاقة تربط بين الدين، وخاصة الإسلام أو المسيحيه وبين الشعوذه والسحر؟


كما نعلم ينكر أتباع الإسلام والمسيحيه هذا الأرتباط ،و يقولون شتان بين الأثنين. ولكن الناس الذين خارج الأيمان الديني- كالملحدين- لايستطيعون إلا أن يلاحظوا ذلك التقارب و الأرتباط والتشابه بين هذين النوعين من الاعتقادات، الأيمان الديني و الأعتقاد بالسحر و الشعوذه.







لاتصدق المتدين عندما يقول لك انه لايؤمن بالشعوذه، فالمتدينون يتبادلون أدعية طرد الشياطين على سبيل المثال و يصلون و يقرءون آيات من نصوصهم المقدسه لدحر الشر و تجنب حدوثه. جرب فقط أن تستبدل كلمة مقدس..بكلمة سحري و سترى بنفسك وجه الشبه الغريب.

في الإسلام مثلا هناك ما يسمونه " علاج فك السحر و العين بالقرءان" تمتليء مواقع الأنترنيت العربيه به. وقد ذكر السحر في قصة فرعون و الملكان ببابل و في ذكر " النفاثات في العقد" و يقول الحديث " إن من البيان لسحرا". ويعترف القرءان بأبراج الحظ حيث ان هناك سورة إسمها البروج ويصف خلق الله السماء فيقول " والسماء ذات البروج" مع ان المشايخ المدعوذون يناقضون ذلك برفضهم تقبل ابراج الحظ.







يجب ان نلاحظ أيضا ان كثيرا من الناس ايضا يتطيّرون و يتشائمون من أشياء حتى لو لم يكونوا على درجة من التدين، كثير منهم يقرأ الأبراج و يخشي البومه و الغراب، ليس بالطبع صديقنا الغراب الحكيم..الذي أهديه هذه اللقطه.






إن السبب الذي يجعل الناس لاتنتبه الى التشابه بين الدين والشعوذه السحريه هو ان الأخيره قد إرتبطت بالأذهان بمعان سلبيه. من مثل الشر، أو الدجل و الكذب ومن مثل البدائيه وعدم التمدن. بالطبع المؤمن بالإسلام لايريد أن يكون دينه متصفاً بهذه الصفات السلبيه فهو يحب أن يظهره بشكل الدين العلمي المنطقي ( الزغاليليولوجي) وان لا ان يصنفه أحد كدين يقرب كثيرا من الشعوذه بالسحر.

ولكن..يجب أن نقر بأن التشابه ليس بسيطاً ..وليس سطحيا بالمره، بل هو عميق جداً و في صميم فكرة الدين عند الأنسان، كيف؟ أقفزوا فوق هذه الصوره لتعرفوا.





أولاً: نجد ان الدين و الشعوذه لايتعاملان مع الطبيعه بصورتها الماديه أي انها تتكون من ماده وطاقه فقط

ثانيا: الدين والشعوذه لا ينظران للأحداث من حولنا كسلسلة من الأسباب و النتائج المترتبة عليها.

ثالثاً: كلا الدين و الشعوذه يفترضان وجود قوى غير ماديه تتحكم في مجريات حياتنا.

رابعا: هناك رغبة قويه في تفسير الأحداث في الدين و الشعوذه السحريه بصورة مترابطه على عكس الواقع الفوضوي اللامنظم في الكون. مثلا لو مرض ابنك أو ابنتك فهذا سببه الحسد و عين ماصلتش على النبي، او انك لم تتصدق أو أن الذنوب كثرت و لم تكفر بالتوبه والتمتمات..أو أنك رأيت بومه أو غرابا حط على جدار بيتك أو ان قطة سوداء مرت من أمامك. أو لأنك لم تفي بالنذر و لم تقدم الأضحيه أو لم تذبح الديك الأسود للأسياد أشتوت اشتوت..أليس كله نفس الشيء؟



مالفرق بين من يذهب ليعمل له عمل سحري..وذاك الذي يذهب لفك العمل بالرقيه الشرعيه؟ الجواب: أختك مثلك. هناك يا إخواني و أخواتي تقارب شديد و تشابه لايمكن إنكاره بين ما نسميه شعوذه و سحر..وبين فكرة الدين.

نجد الناس المؤمنين بهذه الإعتقادات سواء كانت إيماناً دينياً أم شعوذة و سحراً يقومون ببعض التصرفات لمنع أن يصيبهم شر ما..أو أن ينالوا حظا ومكسبا ما. وهذه التصرفات تأتي على شكل طقوس يؤديها الفرد تتمثل بحركات و تمتمات و أدعيه و تقديم اضحيات و أموال فدية و زكوات. هذه الطقوس المكونه من هذه التصرفات و الحركات في كلتا الحالتين الدينيه و الشعوذيه تكون موجهة لتلك القوى الغامضه الخفيه السحريه و التي قد تكون مرجان شيخ العفاريت والجان ،أو أخيه رب الرمال وابنه وضناه السيد المسيح سبايدرمان.





يتساءل بعضنا لماذا لم يختف الدين وينقرض مع التطور العلمي و العقلي و نقول لهم ولكن هل إنقرضت الشعوذه؟ أما زال هناك ناس تصدق بأبراج الحظ وبالسحر و الجن و العفاريت مثل تلك التي تصدق برب الرمال و اشباحه و ملائكته التي تطرفش و تطير؟



قد يقول قائل أخر ولكن يابن الدين مُختلف عن الخرافه والشعوذه، .ولكن الا يبدو انهما ينبعان من نفس المصدر؟ و من نفس الحاجه السيكولوجيه؟ أهذا ما يفسر تشابهما؟
الخلاصة هي إننا لانستطيع معرفة سر تكون الأديان و إعتقادات البشر بها..بدون أن ندرس أصل الخرافه و الشعوذه .

بن كريشان

هناك تعليقان (2):

aymanandalexis يقول...

فعلا فيه شبه كبير بين السحر والدين لذلك كل الرسل كانوا بيتهموا بالسحر
1- الدين هو الايمان بوجود الله اولا وثانيا اشياء اخرى وراء الطبيعه والماديه, وأن الله له القدره على تغيير الطبيعه والماديات دون اسباب ___
-- السحر نفس الكلام لأن البشر يعيش فى اربع ابعاد هم (طول وعرض وارتفاع وزمن) والجن والذى منهم يكون الشيطان - يعيشون فى ابعاد اخرى لكنهم موجودون حقيقة
وبالتالى علينا ان نؤمن بوجودهم لأن الدين اخبرنا بوجودهم
ولكن علينا الا نختلط بهم (أى لا نتعلم السحر) لأن الدين نهانا عن ذلك

اذن: يوجد اله وشيطان كلاهما خفى \\ ودين وطاغوت كلاهما له طقوس ذبح وصلاه وغيره \\ يوجد قران وتعاويذ \\ لله قدره لا محدوده (كن فيكون) \\ للشيطان والجن قدره محدوده وكلن خارقه بالنسبه لبنى ادم (لأن ابعاد وجودهم تختلف)

يظهر الله قدرته اللا محدوده من خلال معجزات الرسل والتى تبهت السحر مهما عظم ( لأن اكبر حاجه ممكن يعملها الساحر أنه بطير فى الهوا تحملهم شياطينهم أو يسرق فلوس ) لكن معجزات الله اكبر واهمها علم الغيب
والقران ملىىىىىء بالمعجزات بس اللى يقرأ ويتدبر

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"فلا يتدبرون القران أم على قلوب اقفالها"
قبل الحكم على الملوخيه ان طعمها وحش --- (دوئها وجربها)
وقبل الحكم على القران بخلوه من المعجزات والوقوع فى فخ الشيوعيه (أقرأ وتدبر)

Unknown يقول...

صحيت يا ملوخية انت و ربك التافه و رسولك الاتفه