الاثنين

بين المسلم و المُلحد

كيف نعرف إن كان الأيمان أفضل من الألحاد؟


يظهر عندي رقم غريب على الموبايل، يبدأ بصفر صفر ثم ۲۲۱ فأجيب:

بن: آلو نعم

رجل بلهجه افريقيه: السلام هليكم و رهمة الله و بركاتووه انا أخوك موهاماد

بن: محمد من؟ من اين تتكلم يا أخي

رجل: انا اخوك موهاماد من السنغال

بن: مرحباً أخي محمد..تفضل؟

رجل: لقد هداني الله للإسلام

بن: ماذا؟ كيف ..ماذا تعني؟

رجل: أن كنت كافراً يا اخي..الله هداني للإسلام

بن: ولكنك غلطان يا اخي محمد

رجل: (صمت)

بم: اخي محمد لماذا فعلت ذلك..كان من الأفضل ان تبقي كافراً

رجل: اخي انا اقول انا اصبحت مسلما و لله الحمد

بن: لا كيف فعلت ذلك بنفسك غلط..غلط..كان يجب أن تبقى في الكفر فهو احسن الف مره


رجل: تووت..تووت ..تووت ( سكّر الخط)

طبعاً عرفت إنها أحد محاولات الأحتيال و سيطلب مني ان أرسل له مبلغاً من المال لأطفال المسلمين أو ليبني مسجداً في القريه يصلى به هو و المسلمين من مثله فقطعت عليه الطريق و لخبطته.

بعد يومين يظهر نفس الرقم عندي

بن: آلو نعم

موهاماد: أنا نفس الشخص الذي كلمك من يومين

بن: أهلاًً موهاماد

موهاماد: لا أنا لست موهاماد الأن..أنا رجعت لديني اصبحت مسيحياً و نحن نريد نبني كنيسه

بن: لا ..انت غلطان يا اخي انا لا احب الكنيسه و لا المسجد لماذا فعلت ذلك؟ انت غلطان

طولت المكالمه و تحدثت ببطء حتى يخسر اكبر قد من الوقت و الفلوس تكلفة الاتصال الخارجي.

موهاماد سابقاً: انا تركت إسلام الا ترى؟ اصبحت نصرانياً مثلك و اريد مساعده نبني فيها كنيسه لأخوان نصرانيين.


بن: و من قال لك انني مسيحي، أنا لا مسلم و لا مسيحي و لا احب ان ابني لا كنيسه و لا مسجد.
موهاماد سابقاً: يا اخي ماذا تريد مني؟ انا لا اعرف من تكون

بن : أنا كافر و اريد ان ابني معبد للكفار في مدينة العين...و نحن هنا نحتاج مساعده بالفلوس ..هل عندك نصف ساعه اشرح لك؟


موهاماد سابقا ، نصراني حالياً : تووت... توووت.



ليس اظرف من واحد عبيط يحاول ان يكون خبيثاً..المهم الهمني صاحبنا السنغالي مسلم سابقاً نصراني حالياً..موضوعاً عن الملحد و المؤمن..ومن هو أفضل من الأخر ياترى؟

ان التفاعل الذي نراه بين الملحد و المؤمن يأتي دائماً بشكل نقاش ( هذا إذا كان المؤمن متحضراً) و لكن الأغلب أنه يكون بشكل سجال و جدال. وهذا طبيعي فالأيمان و الالحاد هما خياران حصريان فأنت يا إما أن تكون مؤمن بالأديان أو أن تكون ملحدا لا تؤمن بالغيبيات و القوى الالهيه. أن لاتستطيع ان تكون الشيئين في ذات الوقت، مثلما لاتستطيع ان تتجنب أن تكون واحد من هذين، يعني يا إما مؤمن يا إما كافر. اترون ليس هناك خيارات هنا.





اترون لا الأيمان و لا الإلحاد إختياري- ليس على كيفك و مزاجك أن تختار أن تكون هذا أو ذاك. تبني الإلحاد أو إختيار الأيمان بالله يتم بناء على معطيات من الأدله و الاثباتات التي تكون أمام الأنسان و التي يقتنع بها.

يصبح الفرد منا ملحداً لأنه إقتنع مثلاً بسبب إطلاعه على منتجات العلم أو من خلال معرفة تاريخيه أو منطقيه و يصبح كذلك مؤمناً بناء على تربيته و نشأته طفلا و ماتعلمه من والديه و مجتمعه و مدرسته. صحيح إذاً ان الأنسان لايستطيع إلا أن يكون واحد من اثنين، ملحد أم مؤمن و لكن هذا لايمنع من أن يقوم بإختياره بناء على وعي و معرفه خالية من التحيز و التأثير الخارجي عليه. ولكن كيف تعرف إنك قمت بالأختيار الصحيح بينهما؟




هناك كثير من الحجج و البراهين و الأدله بعضها علميه و بعضها نفسيه و عقلانيه و منها ماهو مستمد من الأثر القديم و الكتب الدينيه و بعضها من الكتب الحديثه و إكتشافات العلم..فكيف تختار؟ كيف تقييم كل منها و تزنها و تنتقدها لتصل الى إختيارك الصحيح.

هنا نجد أن الأنسان يصبح مسؤولا عن إعتقاده، لأنها مسؤوليته هو وحده ان يقوم بالأنتقاء و التفضيل بين كل هذه الأدله و الأثباتات، فهي في النهايه ماتؤدي الى تشكيل إعتقاده ليكون مؤمنا أو ملحداً. على الأنسان أن يكون صادقاً مع نفسه و لاينجرف للعاطفه و التحيز اثناء تقييمه لهذه الأدله و الأثباتات، يجب أن يكون منهجياً في بحثه و ان يكون اميناً وصادقاً مع نفسه و ان يبذل الوقت الكافي الذي يحتاجه هذا التقييم من قراءه و تفكر.



يقول المؤمنون و المتدينون بأن الدين مهم جداً لهم و لمجتمعهم ولايمكن أن يعيش الأنسان بدونه..وهذا سبب كافي لأن يقوم هذا المؤمن بإستثمار وقته و جهده لتقييم هذا الشيء المهم و العزيز على قلبه حتى يضمن أنه صحيح. تخيل انك تملك عقداً من الماس تعتقد انه ثمين و قد يكون فعلا كذلك و لكن هناك من يقول أنه مزيف او فالصو..هنا يجب ان تجد خبيرا بالألماس ليفحصه و يطمئنك انه فعلا حقيقي.

وبنفس الطريقه يجب ان تتأكد من ان الهك و ربك سواء كان رب الرمال و غيره هو إله صحيح و غير مزيف و غير متناقض و أن إسلوب عبادتك له منطقيه و سليمه و تؤدي غرضها من التواصل و الأتصال بهذا الإله كما ينبغي. ان عدم إستثمار الوقت و الجهد لتقييم هذا كله قد يجعل إعتقادك في خانة الأعتقادات الضعيفه او المشبوهه.



السؤال الأول الذي يجب أن تسأله لنفسك هو ليس مالذي اعتقد فيه بل كيف اتوصل الى إعتقادي؟ وهنا يبدأ الأنسان وبمنهجيه بأخذ الأدعاءات و تمحصيها من حيث معقوليتها و قربها من الحقيقه، فيفصل الغير معقول عن المعقول. إننا وفي حياتنا اليوميه نتعرض لعددٍ لايُحصى من الأدعاءت والأفكار و لايمكن أن تكون كلها صحيحه..تأتي هذه على شكل إتهامات الخيانه و العماله التي يشنها السياسيين، وإدعاءات جماعات دينيه بإمتلاك الحقيقه المطلقه في مذهبهم و إعتقادهم و إدعاء بأن مايكل جاكسون اشهر إسلامه قبل أن يموت وهو الأن يرقص مع الزومبي في في جنة النعيم..وأن ديفيد كوبر فيلد جعل الفيل يختفي و موسى شق البحر بعصا.

على الواحد منا هنا أن يقوم بعمل جيد بفصل ما هو من غير المحتمل وغير صحيح من بين هذه المعتقدات عن تلك المعتقدات التي هي أكثر عقلانية وأكثر احتمالا وحقيقية.

لدينا مسؤولية فكرية وأخلاقية لبذل قصارى جهدنا للفصل بين الأدعاءات و الأعتقادات الكاذبة عن تلك الحقيقية. نحن مدينون لأنفسنا ولمن هم حولنا لمعرفة كيفية التفريق بين الواحد والآخر انها مسؤوليتنا ان ننقي إعتقاداتنا من الشوائب الكاذبه و الغير معقوله بتطوير قدرتنا على التفريق بين الدليل الكاذب الغير معقول و الأخر الصحيح الأكثر إحتماليه.



إن لم يكن عندنا هذه المقدره البسيطه، فإحتمال أن نكون على الأعتقاد الكاذب هو إحتمال كبير جداً. والعكس صحيح فلو إمتلكنا هذه المقدره على التمييز فستصبح الأجابه على تساؤلي سهله و ستعرف انك قمت بالأختيار الصحيح. عندما تتبع منهجية البحث السليم سيقودك الى ماهو أكثر معقوليه و ماهو أقرب الى الواقع ..فأنت لن تختار بعدها بين اللأحاد و الأيمان لأن الأمر سيصبح بمنتهي الوضوح .

عندما نقوم بذلك فلن يكون هناك إختيار.. ستجد ننفسك تتبنى إعتقادك تلقائياً و بصورة طبيعيه لأنك أعتمدت على أفضل البيانات المتاحه و اكثرها معقوليه.




والأن ...أهناك من يريد ان يبني معبد للكفار بالسنغال؟


بن كريشان

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

انت متعرفش اي حاجه عن الاسلام يوم القيامه هتبقي من غير ملابس كما ولدتك امك و ستشهد عليك جميع اعضائك ايها الكافر