الاثنين

جرثومة الدين في كل مكان

مثال من بلاد الهند

عندما يلبس الانسان ثوب الكاهن والملا والشيخ، ويشتغل بصنعة الاديان يكون قد دخل فعلياً في شغلة النصب. خلال العشر سنوت الاخيره أو أكثر قليلاً سادت جرثومة التدين العالم، وليس فقط في بلاد الرمال، فعاث هؤلاء في روسيا وافريقيا والهند والشرق الاوسط ينشرون أكاذيبهم التي يسترزقون منها. في بلاد الرمال اندفع الكثير منهم للبحث عن الشهرة والمال من خلل الفضائيات الدينيه، والبرامج التلفزيونيه الشبيهه بما يقوم به الانجيليون في امريكا، فترى بوسترات عمرو خالد تعلن عن برنامجه الجماهيري الجديد بينما عايض القرني يدعوذ بكتابه لاتحزن ويقدم عروضاً من الدمدمات والادعيه.

لاعجب أن كتاب لاتحزن يتصدر قائمة أكثر الكتب مبيعاً في بلاد الرمال فهذا هو الدليل على ماوصل اليه العقل العربي والحريه من تقهقر وتراجع.

كنت قد قد رأت وتابعت اللوثه الدينيه الحاصله في افريقيا حيث تتنافس الكنائس على البيزنيس بزيادة اعداد اتباعها حيث تسلبهم عشرة بالمائه من دخولهم وهم الفقراء بينما يرسل هذا الماهن المالك للكنيسه وفروعها اولاده الى الدراسة بالولايات المتحده ويبدل سيارة فاخرة كل سنة لزوجته على حسابهم، ويحتفظ بخليلة على جنب.

وجدت هذا المقال الذي يتحدث عما حدث في الهند ايضاً، وهو امر شبيه بما لدينا ولكن عند الهندوس، فرأيت انه من الحكمة أن نرى التشابه في السلوكيات النصبيه لرجال الدين..فرغم إختلاف اديانهم فالهدف هو السلطه والمال والنساء.

خلال السنوات العشر الماضيه إنتشر في الهند رجل الدين الذين يسمونهم سوامي ومعناه رجل الله وهؤلاء تحولوا الى مافيا تتحكم برجال السياسة والمال ، ليس في الهند فقط بل لهم أتباع من خارجها ايضاً. ساعد على تعزيز هذا فترة حكم الحزب الهندوسي اليميني بهارتيا جاناتا. حتى صر ملايين الهنود يضعون ثقتهم العمياء في ايدي نصابين الايمان هؤلاء.

يلجأ الى هؤلاء كل من يبحث عن حل إلهي لمشكلته او ضائقته، فيذهب الى الكاهن الذي يربي لحيته ويلبس اللون الاصفر ويعلق مسابح الخرز في عنقه.

مثلما ينادي المسيحي الكاهن ابونا، ينادي المؤمنون الهندوس هذا السوامي بابا. هؤلاء يدعون بأن لديهم كرامات وقدرة على التواصل مع الله، والتنبؤ بمستقبل الانسان. ولكن هؤلاء يعيشون حياة سرية من غسيل اموال المخدرات وتجارة الجنس المقننه دينياً.

يبنى كل متنافس من هؤلاء السوامي معبداً يسمونه أشرام. حيث يأتيه الناس للصلاة وحل مشاكلهم ثم يضعون من بين يد نجواهم صدقة. هؤلاء السوامي يتمتعون بحماية سياسيين ذو نفوذ كبير ومن خلفهم احزاب قويه. من هؤلاء السوامي الخاص لرئيس الوزراء السابق ناريسما راو واسمه تشاندراسوامي. في الاشرام الخاص به والذي يبلغ الاربع طوابق تنتشر كاميرات تراقب الانسان الداخل والخارج. من الذين يتبعون نصيحة هذا السوامي المليادير السعودي عدنان خاشوقجي و سلطان بروناي والممثله اليزابيث تايلر.

بنى هذا السوامي ثروته الهائله بإستغلال الاغنياء من هؤلاء الجهله الذين يعطونه المال بدون ان ينتبهوا الى انه لم يقدم لهم شيئاً بالمقابل. سوامي اخر اسمه ﭙايلوت بابا (كان طياراً في السابق) ويقوم بخدع اليوغا وهو غاطس تحت الماء لايتنفس لفترة طويله ويأتي له المؤمنين من كل حدب وصوب ليستفيدوا من قدرته المباركه على الشفاء.

سوامي بارامهماسا نيتاندا الذي يدعي عذريته وترفعه عن ملاذ الدنيا ظبط بفيديو كاميرا على السرير يمارس الجنس مع ممثله سينمائيه تاميليه. هذا السوامي يدير المنظمه العالميه للتأمل والسلام.

واحد أخر مشهور عندهم هو شيفا مورات دويفيلي الذي بنى اشراما على هيئة كهف، القي القبض عليه بتهمة استخدام الدين لغواية النساء ودفعهن الى الدعاره. كان يحصل على ملايين الروبيات من خلال اقناعه اتباعه من النساء بممارسة الدعاره مع زبائنه. من النساء اللاتي غرر بهن مضيفات طيران، طالبات جامعه وربات بيوت.

في احمد اباد تم توجيه تهمة لسوامي اسمه ساي بابا لقيامه بإستخدام التنويم المغناطيسي ليسلب اموال اتباعه الذين وصفهم احد المحققين بأن تسعة وتسعين بالمائة منهم يعانون من "شعور نفسي بالقصور"

يقوم هؤلاء السوامي بدفع البنات من خلال الايحاء والتلاعب بعقولهن الى الثورة على عائلاتهن ليصبحن في خدمة معبد هذا السوامي يستغلهن لجلب وتحصيل الاموال والتبرعات ولو على حساب بيع اجسادهن.

سوامي نيمي تشاند تحت التحقيق بعد ان اكتشفت السلطات التي اقتحمت معبده اوراقاً تشير الى تورطه في عملية اغتيال رئيس الوزراء راجيف غاندي. وصفه احد الصحفيين، سوامي نيمي ليس مقدسا ابداً فهو يسعى للفلوس بأي شكل وكان ينفق عشرة ملايين روبيه على فاتورة اسفاره فقط كل سنه.

سوامي نيتاناندا من بانغلور بثت احد القنوات التلفزيونيه فيديو له وهو على السرير يتلمس جسدي امرأتين من اتباعه مما حدا بالكثيرين مطالبته بالتنحى ومغادرة سلك الدين.

سوامي سانتوش مادافان من كيريلا اصدر اانتربول امراً بالقبض عليه لإحتياله على إمرأة وسلبها مبلغ خمسه مليون روبيه ثم القي القبض عليه وحوكم وهو يقضي الان ستة عشر سنة في السجن.

سوامي اسارام بابو القي القبض عليه لمحاولة قتله احد اتباعه واستيالئه على أرضه.

من ثقافة الهند الشعبيه ان يلجأ الناس الى الانسان المقدس والطاهر العفيف الذي يصبح رجل الله سوامي يبحثون عن اجابات وحلول وشفاء لمشاكل وعلل تواجههم. يلقون انفسهم على أقدا هؤلاء يرجون منهم العون. هؤلاء الذين يؤمنون بوجود الله من الطبيعي ان يؤمنوا بقوة وقدرة رجل الدين. اليس رجل الدين هذا من يستطيع ان يقنع مسلماً بالانتحار وقتل الابرياء. ان قوة رجل الدين وسلطانه ليس لها وجود إلا في وجود البيئه المتدينه من حوله.

لماذا يحتاج رجل الله الى المال؟ لماذا لايعطيه الله المال بدل أن يسلبه من الفقراء والمساكين؟ لاتقولوا لي ان مشايخ المسلمين لايفعلون ذلك، انه الخمس الذي يدفعه الشيعي اينما كان "لسوامي" معمم يدعى انه من آل البيت، انه المبلغ الذي يقبضه الكاهن المسؤول عن فتاوى البنومك الاسلاميه حيث يضع هؤلاء الجهال اموالهم. انه " والقائمين عليها" انهم المدعوذين في القنوات في كل مكان..انهم جماعة ارسل رساله نصيه بالدعاء لأخوكم المسلم، بينما يقبض السوامي صاحب القناة الاسلاميه نصف المبلغ الذي احتسبته شركة الاتصال على موبايل المؤمن الذي ارسلها.

رجل الدين ينجح بخداع المؤمن لأنه يبيعه آمالاً زائفه، بالشفاء والنجاة من العقاب. يبيعه وهماً ويأخذ فلوسه. ليس هناك شيء مقدس في الدين يا أخواني واخواتي هناك فقط تجارة وبيزنيس تكون انت فيها الخاسر دائماً.

بن كريشان

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

صح لسانك لكن هل من معتبر في بلاد الرمال؟ لا أظن فقد سلبت ارادتهم قبل عقولهم من تجار الدين و الوهم.