الاثنين

الايمان بالله هو اكبر خطأ يرتكبه إنسان.

التدين ينفي المسؤوليه الشخصيه و الاجتماعيه ويقتل الخلق و الابداع.




عند عودتي هذا المساء الى البيت من النادي الصحي، التقيت مع نسيبي، زوج اختى الكبرى على الباب، فدخلت معه الى المجلس، حيث كان النسيب الاخر، زوج حصه - جالساً هناك فبادره بقوله " تستاهل سلامة البنت". عرفت بعد ذلك ان إبنة أختى الكبرى، قد تعرضت لحادث سيارة صباح اليوم، لم تصاب فيه بأي آذى مع ان السياره قد تحطمت تماماً و اصبحت غير قابله للتصليح.

مع إنزعاجي انني اخر من يعرف هذه الاخبار في هذه العائله، إلا انني إستمعت اليهم هذه الليله يحمدون الله و يثنون عليه لأنه سلّم نجلاء من الموت... كنت اقول في نفسي ان من يستحق الثناء هم مهندسين مصانع الاودي للسيارات الالمانيه وهؤلاء السياسين الذين فرضوا مواصفات السلامه على السيارات التي تستورد الى الخليج.

عندما ننتقد الاسلام نجدنا نركز غالباً على الادعاءات الغير عقلانيه والمستحيله التي يقول بها. صحيح ان هذه الادعاءات لاتترك مجالاً أن لانشك بها لذا هي اول عرضة للهجوم والسخريه، ولكنني اناهنا أتكلم على الطريقه التي يصف بها رب الرمال خلقه للكون، والتي تتصف بالبساطه و السذاجه، اضافة الى قصص الكابتن نوح و قصة يونس كاليبسو مع مومبي ديك والنبي الذي يتكلم و هو بيبي يلبس الحفاظات..الخ. ولكن هناك منحى أخر لهذا الانتقاد قلما نتطرق إليه.



يقول لي بعض القراء انني اقوم بإضاعة وقتي في الكتابة في نقد الدين و المتدينيين، على اساس انه حتى لو كان الدين خطأ كإعتقاد فلاضرر من وجوده فهو يساعد الناس على تحمل اعباء الحياة بدون ان يفقدوا عقولهم . رأيٌ لا اوافقه ابداً، كلما مررت بمسجد جديد يجري إنشاؤه أتأسف على الاموال التي تستنزف على هذا البناء، و على تكاليف الصيانه و المياه و الكهرباء التي ستهدر في المستقبل ، ماذا لو إستغلت هذه المباني في اشياء مفيده نبني بدلاً عنها مختبرات لمدارسنا التي تعاني نقصاً او نبني غرف عمليات تضاف الى مستشفياتنا او دور للأيتام وكبار السن وارسال البعثات التعليميه و رعاية افراد المجتمع.

ان الدين خطأ ايضاً ليس لأنه فقط إعتقاد غير منطقي و متناقض و ساذج..بل ايضاً لأنه ينفي اهمية بعض الصفات الانسانيه المهمّه و يحجّمها، صفات مثل تحمل المسؤوليه والخلق و الابداع. إن مواجهة الدين و إنتقاده من هذه الناحية ليست بفكرة سيئة ابداً.

الايمان بالله قد يكون فعلاً أكثر من مجرد خطأ يرتكبه الانسان بحق بنفسه، إنه عمل لا اخلاقي لأنه يستعمله ليتحوط ضد قرارات و رهانات حياته. على الانسان ان يفتح عينه لما يفعله بنفسه عندما يكون مؤمناً و تأثير هذه التصرفات مُجتمعة على البشر. فالنرى في التالي بعض الامثله الواقعيه التي تمر بحياتي و بحياتكم ايضاً :

أب يأتيه من يطلب يد إبنته للزواج فيقول سأجيبكم، ثم يعود اليوم الثاني و يقول صليت صلاة الاستخاره وتوكلت على الله. ومع هذا فقد تتطلق البنت و ينسى هذا الاب ان تلك الاستخاره لم تنفعه و كان اولى به ان ينظر في امور اخرى قد يكون منها إستعداد الطرفان و رغبتهما و قدرتهما على تحمل المسؤوليات العائليه. لايرجع هذا الاب الى رب الرمال و يقول له لقد كذبت علىّ يالملعون ولن اصدقك مرة أخرى..بل سيستمر بتكرار هذه المقامره الالهيه.




مثال ثاني : تعرفت مرة على فتاة إماراتيه في منتهى الجمال، لم تكن حتى من النوع المحجب، وكانت تحمل شهادة دكتوراه في الهندسيه الكهربائيه من جامعة مرموقه ببوسطن. الان تخيلوا معي إمرأة ذات وجه جميل تخجل العين من النظر إليه لحسنه، عينان عسليتان، رموش طويله، قوام ممشوق، ذكاء و علم..ماذا تتوقع ان يكون إسمها؟ كان إسمها بخيته! لم أقاوم فضولي من فرط الصدمه فسألتها: لماذا سمّاك أبويك بهذا الاسم؟ فقالت: "عندما كانت أمي حامل بي حلمت انها بصحراء بيضاء فرأت رجلاً يمشي قادماً من بعيد..توقف امامها و قال لها، ستأتيك "بخيته" ثم ذهب يمشي مبتعداً حتى أختفى..ثم رأت رجلاً أخر يتبعه حتى مر عليها فتوقف فسألته من كان ذاك الرجل الذي قبلك: فقال لها انه النبي مُحمد صلعم وهو صاحبه ابوبكر وانها بصحراء البقيع" . فلما صحت من نومها قالت للجميع بأنها ان جاءتها بنت فستسميها " بخيته" وهذا ماحدث.

الصوره القادمه إلتقطتها بنفسي لسيده نزلت من السياره لتدخل الى مركز تسوق، وكانت تلبس نقابا شرعياً على الاصول ليس بالقفازات والجوارب و كانها ذاهبة الى آلاسكا..بل فقد ضيّقت فتحة العين و غطتها بشيله..وانحرفت بزاويه عن الباب الاتوماتيكي الى زجاج المدخل فخبطته..ثم صارت تتلمس و تخربش على الزجاج مُحاولة معرفة مكان الباب ، حتى جاء ابنها ليخلصها من محنتها و يوجهها الى المدخل. ماذا لو وقعت على السلم الاتوماتيكي؟ مافي مشكله الله سيحفظها لأنها منقبه.




الخطأ الاخلاقي الذي يرتكبه المُؤمن – سواء كان مُسلماً أم لا- ليس مثل القتل و السرقة والاغتصاب، انه خطأ لأن الايمان بالله هو عباره عن قمع و رفض و إنكار وخضوع للنفس البشريه. انه الصد عن مواجهة الحقيقه و تحمل المسؤوليات الانسانيه. انه يجعل الهدف من حياتنا ان نكون عبيداً للسلطات الالهيه بدل ان نواجه التحديات بأنفسنا.

ان مجرد فكرة إننا نحتاج للمغفرة من فوق، هي اكبر إهانه لإنسانيتنا وعقلنا و قدراتنا و تاريخنا كبشر على هذه الارض. صحيح لقد ارتكبت الانسانيه مجازر فظيعه و أخطاء و حروب، ولكنها ايضاً حققت إنجازات كبيره في التغلب على المرض و السيطره على الطبيعه. يجب ان نتحمل كبشر أخطاءنا و نصلح من إنسانيتنا ونكفر عما فعلناه في الماضي بالعمل لتحقيق السعاده لأجيال المستقبل وذلك بالاستمرار في البحث العلمي و التقدم و في وضع منظومات اخلاقيه جديده تفوق تلك الدينيه البدائيه والتي كانت سببا في اخطاء البشر و تأخر تقدمهم.


قد يصفني احد المتدينين بانني ادعو البشر ان يقوموا بدور الله ..فيستغفر و يدعوذ و يتفل عن اليمين و الشمال..فأقول له فعلاً ولم لا طالما إننا نستطيع ان نقوم بالمهمه احسن منه و نستعمل آليات أحسن على الاقل من صلاة الاستخاره؟

واحد من اكثر الجوانب المُثيرة للقلق في مُعتقدات الناس الدينيه هي الطريقه التي يستخدم بها هؤلاء هذه المعتقدات لتفادي المسؤوليه الشخصيه عما يحدث لهم.



انهم غير مسؤولين عن إحقاق العداله..فرب الرمال يقوم بذلك من خلال تطبيق شريعته. انهم غير مسؤولين ،عن الاخطار التي تتهددهم لأن الله الحافظ سيفعل ذلك لهم. ولاداعي لوضع نظم اخلاقيه قويه.. فالله قد قام بذلك منذ الاف السنين..إنه لاداع ابداً حتى ان يطوروا من حُججهم و دفاعهم عن هذه المعتقدات ضد هجوم بن كريشان و المُلحدين الاخرين، لأن الله قد قام بذلك نيابة عنهم في قرءانه العجيب.. من زمان.

المؤمنين يحرمون انفسهم بأنفسهم من حريتهم لأن الحريه تعني المسؤوليه، والمسؤوليه تعني ان نكون قادرين على مواجهة الفشل. ولنا في البرلمانات العربيه المنتخبه اسوة حسنه:

الكثير من العرب يخشى الديموقراطيه لانها تأتي بنتائج وخيمه..والسبب انها تختلط بالفكر السحري الديني ، فإن لم تتحر الديموقراطيه من قبضته ( علمانية الدوله) فلن تكون الديموقراطيه الا مانشاهده في البرلمان الكويتي او العراقي وهي من اضعف البرلمانات تاثيراً على عملية التغيير في المجتمع ..مع انها برلمانات منتخبة بطريقة سليمه.




يحدث هذا عندما يوكل الناخب امره على الله و ينتخب متديناً ليمثله..النائب المتدين بنفسه لا يتحمل اية مسؤوليه فيلقي بكل شيء على الله اي انه يستمر يحاول ادخال قوانين شرعيه و دينيه و اخلاقيات تقوم على الفهم الاسلامي الضيق ، لتحقيق الرضاء الالهي الذي من المفروض ان يحقق كل اهداف المجتمع تلقائياً..فتكون المُحصّله زيرو..صفر.

تحمل المسؤوليه لايكون فقط في الجانب السيء ، بل حتى في النجاح الذي قام به الانسان.. انه مثل حادث إبنة اختي فالذي سلمها هو الله و ليس المهندس الذي صمم السياره، وعندما تنجح العمليه الجراحيه فالشكر لرب الرمال..وليس للبحوث الطبيه والاطباء الذين إكتشفوا إجرائيات هذه الجراحه..حتى عندما يفوز فريق كرة القدم ، فهو توفيق من الله و ليس جهد اللاعبين و المدرب.

الليبراليه الحقيقيه ليس انفلات الانسان كما يظن المتدينون. إنها الحرية الشخصيه التي هي اساس المجتمع المدني الحديث. فالأنسان الحُر مسؤول عن تصرفاته و مايحدث له عندما يسيء إستخدام حريته، الانسان الحُر يتحمل مسؤوليته امام مجتمعه ايضاً ليس من خلال تصرفاته الاجتماعيه بل حتى في مشاركته السياسيه لأنه في حالة عدم وجود إله ، فلن يكون هناك من يأتي و ينقذنا و ينظف ما أحدثته اخطاؤنا. مشاكلنا نحن هي مسؤليتنا نحن..وليس الشبح النائم في السماء.



احترام الانسان لحريته.. يعني إحترامه لإستقلاليته، وذلك يقود الى مقاومته لجميع اشكال التسلط و الهيمنه التي تفرضها الحكومه او المتدينين عليه. هذه الحريه الشخصيه و إحترامها هي التي خلقت القاعده الرئيسيه للديموقراطيه في الدول الناجحه و ليس إنتخاب المطاوعه و الملتحين و الملالوه. الاحرار يستخدمون الديموقراطيه ليحكموا انفسهم بمسؤوليه..بينما يستغل المتدينون الديموقراطيه لمصلحة الله و تعزيز سلطته عليهم و على بقية البشر. ان هذا يُنتج نظاماً تعسفياً مناقضاً لحرية الانسان و قابليته لتحمل المسؤوليه عن تصرفاته..و بالتالي مجتمعا متخلفاً. ولهذا فالايمان الديني بلا شك هو أكبر خطأ يرتكبه الانسان بحق نفسه ومجتمعه و بلده.

بن كريشان

هناك تعليقان (2):

هَاجَر من يهاجر يقول...

اخوتي في الله ,,
جميــــل أن يكون لكل منــا شعار يمثل عنوانه
والأجمــل أن يكون ذلك الشعار دالاً للخير
وناشراً له ومعيناً عليه ,,

ولكـــن ما يدمي القلب ,
ان ينكر نعم الله عليه
عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
[ مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ, وَالوَاقِعِ فِيهَا, كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ
بَعْضُهُم أَعْلاهَا وَأَصَابَ بَعْضُهُم أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوا مِنَ المَاءِ مَرُّوا
عَلَى مَنْ فََوقَهُم فَآذَوهُم, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فِإِنْ
تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعاً].

بسالك سؤال
لوالله ما مو موجود مين خلقك؟
كم مره ركهت لربك؟
كم مره شكرت ربك على نعمه؟
لا تنكر وجود الله لانك لو نكرت وجود الله فانت ناكر للجميل.
الله يهديك بس

سو تجربه
يوم تكون مسلم
ويوم تكون مسيحيا
ويوم تكون ملحد
في اليوم تكون مسلم
صلى لربك وتوب واقرا القران الكريم
وشف الفرق
الاسلام حفظ كرامة الانسان
شوف العلم والاكتشفات الجديد لكلها ذكرت في كتاب الله (القران الكريم)
يعني قبل 1433 سنة والغرب توهم يكتشفونها
افتح عينك زين وشف الحق
قبل الموت
تر الموت مافيه رجع للحياة بعده
إلا ليوم الحساب

غير معرف يقول...

سلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يااختي الكريمه لاتتعبين نفسك هذا شخص عقله مغسول بالاكتشافات والانجازات التي لولا الله ثم الاسلام ومثل ماذكرتي كلها ذكرت بالقرآن الكريم واحب ان اذكر كم معجزه من القرآن
وهذي ايه لها معجزتين
اول شي نبدأ مع الانفجار الكبير الي يسمونه سوبر نوفا ووافق العلماء انه بداية كوننا او نشأة الارض او الكواكب وهذا دليل بالقرآن الكريم وثاني شيئء علماء اكدوا خلق كل شي حي من الماء

قوله سبحانه وتعالى ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)) اية رقم 30 سورة الانبياء هذي اول معجزة وثاني معجزة

في خبر معروف طبعا علماء ناسا يأكدون انشقاق القمر في زمن من الازمنه

قوله سبحانه و تعالى ((ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ )) وهذي المعجزة الثانيه

وهذا ادلة تكفي من كثير من الادلة بالقرآن وهناك ادلة من الاحاديث لكن اكتفي بهذا القدر وان كان هذا الشخص لايريد بالاساس ان يفهم والله اقول انه مريض والي فيه مرض نفسي