الاثنين

حكم شرب الخمر

هل هناك اسباب تطوريه وراء إنجذاب الإنسان لشرب الكحول؟




المبالغه في تخويف الناس من اخطار شرب الكحول، او مايسمى بالمُصطلح الديني " خمر" كان دائماً جزءً من الثقافه الدينيه و العربيه في بلاد الرمال. كنت قد وعدت صديقنا فلايمانيان من البحرين ان اكتب عن هذه الموضوع المشحون بالتشويه و المبالغه.

التخويف من خطر الشرب يتشكل بصور مُرعبة في ذهنية الانسان العربي منذ طفولته ، يكاد ان يصبح نوعاً من الرهاب أو الفوبيا. كانوا يقولون لنا إنك إن شربت فستفقد عقلك وستزني بأمك واختك وخالتك، وما إليه من تصوير الخمر كبعبع . قال صلعم الخمر ام الفواحش واكبر الكبائر ومن شرب الخمر ترك الصلاة و وقع على امه و خالته و عمته – اخرجه الطبراني و في رواية ابن عباس وقع على عمته ( بن عباس كان سكران يومها عندما اكد ان من يشرب الخمر يزني بعمته فقط و الحمدلله) و هكذا فقد تفنن مدعوذوا الاسلام في تخويف الناس من عقوبته و تهويل أمره للبُسّط السُذج كما ترون في
هذا الكلام المكرر. فهل تجني الفقهاء على المسلمين في مسألة الخمر؟ إقرأ هذا.




في مقال طويل وجدته على الأنترنيت عن مضار الخمر الصحيه، وكتبه طبيب دكتور يُعرّف نفسه كالأتي: الطبيب الاستشاري الدكتور محمد جميل الحبّال- باحث في الاعجاز العلمي و الطبي في القرءان و السنه-الموصل- العراق. وقد غطي هذا الدكتور الطبيب الاستشاري الخطير موضوع الصحه و الطب تماماً.. فلام المشروبات الكحوليه بالتسبب في عسر الهضم و الاصابه بالذبحه الصدريه وإضطراب تنظيم القلب و زيادة نسبة الكلوسترول ، و إرتفاع ضغط الدم و شرب الكحول هو مسبب الأمراض الجنسيه ويؤثر على الأنتصاب عند الرجل ويضعف الرغبه الجنسيه و يؤثر على الدوره الشهريه للمرأه ويتسبب في الاجهاض، و تؤثر الخمر على الجهاز البولي و الجهاز الهضمي ( سيبوني اخذ نفس..) والجهاز الدموي، والجهاز المناعي و الجهاز التنفسي و الغدد الصماء..وهذا بس غيض من فيض بمقال سيدنا الدكتور الحبّال. ولكن لحظه.. دعونا نذهب الى نهاية المقال لنقرأ اسماء المراجع والمصادرالعظيمه التي إستند عليها هذا الطبيب الدكتور الإستشاري الفذ..فستجدون هذا:



۱– القرءان الكريم
۲– الموسوعه الذهبيه للاحاديث النبويه
۳–السيوطي- الأكليل في إستنباط الزنجبيل
٤– السيوطي- الجامع الصغير
۵–حسان شمس باشا مقالة الزيتون اسرار و إعجاز
٦– عبدالحكيم عبدالله اعجاز الطب النبوي
۷– عبدالغني عبدالخالق حجية السنه
۸– محمد جميل الحبال ( حضرة جنابه يجعل من نفسه مصدرا ايضا ، مفيش حد احسن من حد) الطب في القرءان
۹– محمد جميل الحبال( مرة اخرى) و مقداد الجواري العلوم في القرءان
۱۰– محمد على البار- الأعجاز العلمي في احاديث منع التداوي بالخمر
۱۱– محمد فؤاد عبدالباقي المعجم المفهرس لألفاظ القرءان الكريم

تعمدت ان اضع جميع مصادر المقال لترون انه كله كلام فارغ و ليس فيها لا مصدر طبي و لا علمي واحد..فالأمرلايعدو ان يكون إلا نوعاً من "الأرهاب الصحي" الذي يشنه الإسلاميين على المؤمنين المساكين. بمعنى اخر ما في داعي نفتح كليات طب و لا مستشفيات، فالإمتناع عن الشرب يكفي طالما ان امراض الدنيا كلها تحدث بسبب الخمر فقط.


المثير للسخريه ان المدعوذين والمشايخ يقولون لك إذا شربت الخمر في الدنيا فستُحرم منها في الأخره، و لكن ان سمعت الكلام وصرت ولداً مطيعاً و لم تشربها في الدنيا.. فسيفتح الله لك البارات السماويه على مصراعيها ..بعد ان تموت طبعاً. انظر هنا.

انا اشرب البيره عادة ثلاث مرات بالإسبوع وفي كل مره اتناول ثلاث باينت من البيره بالضبط ( الباينت تقريباً ٤۵۰ ملم)، وانا هكذا منذ عشرين سنه على هذا المنوال. واقوم بفحص دوري شامل لصحتي مره كل سنه على الأقل..كان آخرها قبل ثلاث شهورو جاءت نتيجة الفحص ممتازه و من ضمنها فحص الكبد الذي كان سليماً جداً.




كلنا عندما كنا صغاراً تأثرنا بهذه الدعايه الاسلاميه الموجه ضد شرب الكحول و كثيراً منا، بعد ان كبر و جربها إكتشف إنها لاتسبب الضرر لأي احد. إن شرب الكحول ليست "جريمه" كما يصوروها الناس لك، ولكنه فعل عادي يتطلب بعض المسؤليه.

كثير من الناس في بلاد الرمال يفرطون في إستهلاك الكحول لانه ممنوع ويقومون به و هم مختبئين عن الانظار، وكأنه قد يكون اخر قطره يتمتعون بها. شرب المشروبات الكحوليه بإعتدال شيء عادي جداً و جزء من ثقافة شعوب كثيره في العالم. الأنسان العربي عندما يجد الكحول يتصرف و كانه جائع محروم قد وجد طعاماً فيفرط في كمية الأكل.

ثقافة المنع التام التي يقوم بها او يطالب بها الاسلاميين والتي تنفذها الحكومات العربيه هي سياسة مستحيلة التنفيذ و تؤدي الى اضرار أكبر مما يعتقدون. في هذا العالم شرب الكحول في معظمه مجرد عادة عاديه جدا، بل الغريب ان الدول التي تمارس انواعاً من الحظر تجد فيها مدمنين و مشاكل مثل بريطانيا التي كانت و حتى سنوات قليله تجبر الحانات على التوقف عن تقديم المشروبات بعد الساعة الحاديه عشر ليلاً، مما ادى الى ان الناس تشرب بسرعه و بكميات كبيره قبل ان تدق الساعه.. من ناحية أخرى في ايطاليا و إسبانيا و فرنسا حرية تامه في بيع و إستهلاك المشروب و من النادر ان تجد من هؤلاء شخص سكران في الشارع. في اسيا كذلك بيع المشروبات و إستهلاكها حر و مفتوح و لاتجد ظواهر سلبيه.



هناك ثلاثة مفاهيم خاطئه عن المشروبات الكحوليه في بلاد الرمال:

المفهوم الخاطيء الأول: إن شرب الكحول هو نفسه الإدمان على الكحول لافرق بينهما.

المفهوم الخاطيء الثاني: شرب الكحول هو المتسبب الأكبر في حدوث الجريمه.

المفهوم الخاطيء الثالث: المبالغه بأخطار شرب الكحول ستجعل الشباب يجتنبونه.



ليس كل شخص يتمتع بالمشروب فبعض الناس لايناسبهم الشرب أو بعض انواعه او قد لايتلائم معهم .لاتوجد معلومات صحيحه باللغة العربيه للإنسان الذي يختار ان يشرب. أقصد بها معلومات سليمه خاليه من تأثير المدعوذين و المشايخ الذين يطنبون في تعزيز إحساس الإنسان المسكين بالذنب لمجرد انه شرب مشروباً كحولياً. المعلومات التي يحتاجها الإنسان عندنا ليست دعوذات الكبائر و الفواحش و الزني و نبش القبر و صلب الشارب كما يقول حديث ابن مسعود بل معلومات مثل:

۱- توفير معلومات دقيقه و صادقه و غير متحيزه دينيا عن الكحول و إستهلاكه.

۲- التمييز بين شرب الكحول وتعاطيه كإدمان.

۳- شرح الوضع القانوني و المسؤوليات القانونيه و الاجتماعيه المحتمله لشرب و حيازة المشروبات الكحوليه و خاصة لمن هم اقل من السن القانوني.

٤- شرح الطرق الفعاله للحد من اية اضرار مُحتمله قد تنجم عن شرب الكحول ( تناول الطعام- عدم السواقه).

ليس هناك اية معلومات حقيقيه تشرح الكميه الممكنه للشخص ان يشربها، و لا أهمية الأكل و تناول الطعام اثناء الشرب وتاثيره على قدرة الأنسان في القياده. أن شارب الكحول ليس بشخص شرير و لاسيء و هذا يعني إن اباك او ابنك الذي يشرب بشكل عادي و مسؤول ، هو إنسان طبيعي جداً.

هناك كثير من الشعوب التي تعلمت من خلال ثقافتها كيف تستهلك الكحول بدون اضرار و لامشاكل، كاليونانيين و اليهود و الطليان و الأسبان و الهولنديين والفرنسيين وهي ثقافة تعتمد على هذه الأساسيات:

اولاً: المشروبات الكحوليه ليست سُماً زعاف و لاهي دواء يستطب به ( كما كان العرب يظنون).

ثانياً: عملية الشرب تعتبر طبيعية وعادية. في حين أن ليس هنالك أي ضغوط الاجتماعية على الإنسان ليشرب ، ولكن ليس هناك ايضاً تسامح إجتماعي او تقبل للشخص الذي يسيء إستخدامه.

ثالثاً: التعليم عن الكحول يجب ان يبدأ في وقت مبكر ، ويبدأ في المنزل. ويتم تعليم الشباب -- عن طريق والديهم كمثال جيد وتحت إشرافهم -- انهم اذا قرروا الشراب ، فيجب أن يفعلوا ذلك باعتدال ومسؤولية.

بدلا من ثقافة وصم الكحول بكل الشرور في هذه الدنيا ومحاولة تخويف الناس منه - الذي لايختلف بالمناسبه في بلاد الرمال عن تخويفنا من الجنس للامتناع عن ممارسته - علينا أن ندرك أنه ليس الكحول نفسه هوالمشكله ، وإنما إساءة استعمال الكحول.

الإعتدال في شرب الكحول او الأمتناع عنه تماماً يجب ان يكون خياراً للإنسان البالغ الحر الواعي المسؤول. ان محاولة تخويف الناس و المبالغة بالتهويل لا يفيد و يؤدي كما نرى الى نتائج عكسيه.



إن إستهلاك الكحول كما يقول العلماء شيء قد تطور الإنسان عليه، ويعود الى بداية ظهور الأنسان. التخمير كان يحدث بشكل طبيعي وكان يجذب إهتمام كثير من الحيوانات و من ضمنها الإنسان. فالتخمير و تكون الخمور من السهل شرحها علمياً بدون الحاجه الى الأفكار الدينيه و الدعوذات الخرافيه.

يقول البروفيسور روبيرت دادلي أستاذ الميكانيكا الحيويه في جامعة بيركلي بكليفورنيا: ان البشر قد يكونون مجذوبين للكحول بواسطة عامل فطري..الإيثانول موجود بشكل طبيعي في الفواكه البريه الناضجه، وعندما تقع بكتيريا الخميره الطبيعيه على هذه الثمار البريه لتتغذي من سكرها يحدث التخمر. وكانت كثير من الكائنات والحيوانات - بما فيها القرده العليا و اسلافنا من الإنسان الأول - تقتات على الفاكهه. دلت التجارب ان الحيوانات من خلال الرائحه صارت تجد هذا المصدر الغذائي الذي يحتوى على الايثانول. يقول بروفيسور دادلي ان هذا يقودنا الى فرضية ان الأنسان و اسلافنا من البشر الأوائل ومن وجهة نظر تطوريه كانوا ينجذبون الى الإيثانول الذي صار جزء من غذائهم الطبيعي.





دوغ ليفي عالم البيئيات في جامعى ولاية فلوريدا يقول: هناك في كثير من الأحيان مكافأة تغذوية كبيرة مرتبطة بانجذاب الإنسان إلى الإيثانول وذلك يفسر الفوائد الصحيه المرتبطه بإستهلاك منخفض لمستويات معتدلة منه.

المصدر
هنا.

نحن بحاجة الى الطعام من اجل البقاء ، ولكننا قادرين ايضاً على الأفراط فيه مُسببين لإنفسنا إدماناً يؤدي الى السمنه و المرض. وهذا لايعني ان تناول الطعام شيء سيء، بل الإفراط فيه. فالإفراط و المبالغه هي المشكله و ليس الشيء نفسه. كما رأينا مما سبق فأن الحيونات تنجذب ايضاً الى هذه الفاكهه و الى كميات صغيره من الكحول و لكنها لاتفرط بإستهلاكها كما نفعل نحن البشر، إن ما يمنعنا يجب ان يكون قوتنا الذاتيه و ليس الإرهاب الديني.





الأفراط في اي شيء مضر لصحتك، سواء الطعام أم الكحول ام حتى القهوه لأنه يصبح امراًغير طبيعي.. ولكن من الصعب جداً ان تشرح هذا لشخص يعتقد ان شرب الخمور حرام فقط لأن كائناً سماوياً خارقاً قال له ذلك.


بن كريشان

هناك تعليقان (2):

محمدي ولله الحمد يقول...

الله ينتقم منك ياكافر ياملحد

Unknown يقول...

يا مسكين !! تعتقد بأنك ذكي ومفكر ومتنور !! سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه أنفاسك وتبلغ روحك الحلقوم !! ويتركك أهلك وأحبابك وأعوانك حينها دع إلحادك ينفعك !! ولو ان زعمك الباطل حق مثل ما تتدعي أمنع عن نفسك الموت حين يأتيك كما تريد يا مغرور (فادرءوا عن أنفسكم الموت ان كنتم صادقين) ولكن هناك رب وإله شاء وتحداك يا ملحد (إنك ميت وأنهم ميتون)!! أين كنت قبل عدة سنيين (هل آتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شئيا مذكورا) لم تكن ولا شي يذكر.. من نطفة قذرة الى جيفة نتة.. لم يكن لك سن يقطع ولا يد تبطش ولا رجل تسعى طفل صغير بلا حول ولا قوة فحنن عليك والديك ورباك وغذاك حتى عندما اشتد عودك وقوي ظهرك ونطق لسانك بارزته بالالحاد والتكبر والعناد فيا سبحان الله ماأحلم ربي على من عصاه..