الاثنين

سرطان البحر الأقرع المقدس

وجود الله إستحاله بدون وجود الدليل



عندما انتهى سباق الفورميلا ون حوالي الساعه السابعه مساءً، كان اخر شيء افكر به هو حضور احتفال عيد الهلاويين والذي تصادف ان يكون بنفس الليله. كنت مُقرراً العوده الى العين، عندما اقترح ظافر ان نذهب الى دبي و نحضر جزءً منه، وخاصة ان السباق رغم كل شيء كان خاليا من البيره في منطقتنا-- وكما قلت لكم في البوست السابق فأن الوقت مجاني و ملكنا نحن..اليس كذلك؟

وصلنا دبي الساعه التاسعه و النصف . هالويين هذه السنه تميز بإستخدام بعض الحضور مكياج محترف مثل ذلك الذي نراه في السينما، بعض الوجوه كانت مرعبة حقاً و لا اعرف اين عملوا مكياجهم او كم كلفهم ذلك. الشيء الظريف انني وجدت عجوزاً ايرانيه تجلس على كرسي بمنتصف الحفل. ظننت اولاً انها احد هؤلاء المتنكرين..ثم اتضح انها ليس كذلك. كانت المسكينه مرعوبه من الناس و لا تستطيع ان تتكلم لا انكليزي و لاعربي ، و كلما اقترب منها احد تفزع و تهوّش عليهم بشنطتها ليبتعدوا عنها..ربما كانت حماة احد الحضور احضرها معه ليعمل فيها مقلب و يفش خلقه.



بقينا ساعه و نصف قبل ان نعود للعين، وكانت هذه الصور لبعض الوجوه المرعبه في الحفل. وقد ذكرني هذا بالرعب الحقيقي الذي سيخلفه الاسلام عندما يطبق في بلاد الرمال، فأن كان هنا اناس يتظاهرون بأنهم زومبي، فالاسلام سيحول البشر الى زومبيون، لا يفقهون ما يفعلون.

من قصص الرعب الاسلاميه هذا الخبر الذي نشرته صحيفة الامارات اليوم في الصفحه الثامنه من عدد يوم الاحد الثامن من نوفمبر تحت عنوان رجم حتى الموت:

قال مسؤولون إن "حركة الشباب الاسلاميه" الصوماليه المسلحه رجمت رجلاً بالحجاره الى ان لفظ انفاسه الاخيره لأرتكابه جريمة الزنى في مدينة ماركا الساحليه. وقال المسؤول في الحركه الشيخ سولدان علاء محمد لمشاهدي عملية الرجم في وقت متأخر يوم اول امس" اعترف عباس حسين عبدالرحمن (٣٣ عاماً) بجريمته امام المحكمه الاسلاميه، واليوم ننفذ جزاءه امام الناس و فقاً للشريعه الاسلاميه". ويسيطر الاسلاميون على معظم مناطق جنوب و وسط الصومال.

يطبق المسلحون احكام الشريعه الاسلاميه في المناطق التي يسيطرون عليها و ينفذون عمليات جلد و اعدام. وفرض الاسلاميون حضراً تاماً على الحفلات الموسيقيه و الرقص حتى في مناسبات الزفاف. و اتهم عباس بإقامة علاقة جنسيه في مزرعة مع امرأة متزوجه و التي افادت التقارير انها رجمت هي الاخرى حتى الموت و قال شهود عيان ان الامر استغرق١٠ دقائق حتى مات الرجل. وقال عبدالقدير على كولونبي ان " الرجل توفى في اقل من عشرة دقائق بعد ان رجمه عشرات الشبان بالحجاره و توقف عن التحرك في نهاية المطاف حيث سالت الدماء من رأسه و من صدره" .




فالندعو سرطان البحر الأقرع (بوركت مقاريفه المقدسه) ان يحمى بلادنا من هؤلاء المسلمين المهوسيين و ان ينحسر الايمان و الدين من عقول البشر اجمعين اما بعد، فقد خطرت لي خاطرة و هي ان اكتب لكم اليوم عن احد اوجه التشابه بين الملحد و المسلم. فهما و على عكس ما تظنون لا يختلفان كثيراً عن بعض، وعندما اقول المسلم فأنا اقصد المسلم الموحد الاله و قد يكون مثله المسيحي و اليهودي فهذه الاديان تعبد الهاً واحداً فقط، لذا تسمى بالديانات التوحيديه.

لو قرأت في تاريخ الاديان و اعتقادات البشر بها لوجدت ان البدايات كانت دائماً بالديانات المتعددة الالهه، فكانت كذلك ديانة الرومان و الاغريق من قبلهم و حتى المصريين القدماء قبل مجيء اخناتون الذي ادخل فكرة توحيد العباده في اله واحد و التي يرجح المؤرخون انه الاصل الذي نقل منه اليهود فكرة التوحيد في دينهم و من ثم الى المسيحيه فالاسلام. لم يتبق من الديانات متعددة الالهه اليوم سوى الهندوسيه وقد زاحمتها الاديان التوحيديه كالاسلام و المسيحيه في عقر دارها.






عندما يتساءل بعض المؤمنين عن السبب الذي لايجعل المُلحد يصدق بوجود رب الرمال يبررون ذلك لأنفسهم بأنه ربما عميل صهيوني و يمنّون النفس لو انه كان كذلك، و بعضهم الاخر يقول ان الملحد تعرض لتجربة اليمه ادت الى فقدانه الايمان او إنكاره له و الاخيره بالطبع مضمونها أنه يعلم بوجود الله و لكنه يكابر.

ولكن الحقيقه ان المسلمين لايلتفتون الى ان السبب الاساسي ليس كل هذا الكلام الفارغ بل ببساطه هو إنعدام الدليل على وجود الله. فإن لم يكن هنالك من دليل جيد واحد على الاقل على وجود الله ، فالإيمان به يصبح استحاله، والالحاد تحصيل حاصل..فلاعاقل يصدق بوجود ما ليس له دليل ولا اثبات.



إن مسؤولية ابراز هذا الدليل تقع على كاهل المُؤمن و ليس المُلحد، فالأخير لم يدّعي وجود الله ، والبينة على من ادعى. إن ادعيت أنا بأنني رأيت سرطان البحر الأقرع يحلق ( بورك جناحاه المقدسان) في سماء العين ☺☺..فلا يحق لي ان اتحداك ان تثبت بأنني لم اراه، بل انا الذي علىّ اثبات ما ادّعيه..اليس كذلك؟

الناس الغير مؤمنه بالله لاتبحث عن دليل لتؤمن، انها لاتحتاج ان تفعل ذلك فهو ليس بالأمر الضروري لها، انهم هؤلاء المؤمنين الراكعين الساجدين الذين عليهم اثبات انه هناك مُتلقى لهذه الطقوس يستمع اليهم في مكان خفي فوق السحاب او خلف كوكب المريخ او في السماء السابعه بإفتراض ان هناك سماء اصلاً.



ان هناك كثير من الاسباب الوجيهه التي تبرر عدم الايمان و تلقي بظلال الشك على ادعاءات هؤلاء المؤمنين بوجود الله و هي تثير التساؤلات حول صحتها و حقيقتها، انها السبب الحقيقي لترك الكثيرين للاسلام او غيره من الاديان .

بالمقابل يفترض المؤمن بالاسلام او بالمسيحيه وجود اسباب تبرر إيمانه بالله، ولكنه يفترض ايضا بأن هذه الاسباب صحيحة فقط بالنسبه لدينه هو و مذهبه هو ..ويعتبر بقية المؤمنين بالاديان المخالفه كلهم على خطأ. انه يستبعد وجود اسباب تبرر صحة الاديان و المذاهب الاخرى و في نفس الوقت يظن ان هناك سببا لديه يجعل من دينه و مذهبه بس هو الصحيح ..وهنا نلاحظ أن رأي المؤمن هذا و منذ البدايه يشوبه تحيز ضد المؤمنين الاخرين..فمابالك بتحيزه ضد الملحد.

حالما يتخطى المؤمن هذا التحيز المسبق في الرأي، سيدرك ان إثبات وجود الله هو مسؤوليته هو وحده-- و ان عبء اثبات عقلانية الاعتقاد الديني الذي يؤمن به تقع على كاهله. عندما يفشل الانسان المؤمن بالتخلص من هذا التحيز، فسيفشل بالتالي في ادراك هذه المسؤوليه التي يقع عبئها عليه ، بالتالي سيفشل في تقديم اثباته على وجود من يؤمن به.




هنا أريد منك ايها القاريء أن تفكر معي، كيف يستطيع شخص مُتحيز لرأيه منذ البدايه أن يعطي اي سبب مقنع لأختياره هذا الدين؟

تخيل معي هذا السيناريو:

المؤمن: لماذا لاتؤمن بالله؟
الملحد: لم أرى اية اسباب مقنعه بوجوده؟
المؤمن: اتحداك ان تثبت لي انه غير موجود؟
الملحد: هذه ليست مشكلتي انا.

أترون يعود النقاش دائماً الى نقطة البدايه و هي مسؤولية هذا المؤمن في أن يثبت للملحد وجود ربه و ليس العكس. وعادة عند هذه النقطه ينتقل المؤمن الى السب و الشتيمه او توجيه إتهامات الخيانه و العماله... ولكن هذا لاينفع و لا يغير من حقيقة موقفه هو الذي بحاجة الى دفاع و ليس موقف المُلحد.

فأن كان هذا المؤمن لايستطيع ان يقدم دليلا واحداً يثبت به لماذا ان دينه و مذهبه هو وحده الصحيح امام بقية الاديان و المذاهب الاخرى- - فكيف يستطيع ان يثبت للملحد وجود ربه؟



لماذا لايتوقف المؤمن بالاسلام برهة و يفكر برب اخر في دين اخر، فالنقل بوذا او الاله الهندوسي غانيش ( ابو زلومه) او حتى و الرب وانغادونغا اله قبائل اللوّا بجنوب السودان.. ويسأل نفسه : لماذا لا أؤمن بهذا الرب؟

بالطبع سيقول بعض المؤمنين ان ديننا يمنعنا من التصديق بهذه الالهه..(وهنا نقول له العب غيرها) ولكن كذلك منهم من سيقول ليس لدينا سبب او دليل يثبت لنا ان بوذا او غانيش ( ابو زلومه) او وانغادونغا و غيرهم، الهة حقيقيه.

آها..انه نفس السبب الذي يجعل المُلحد لايصدق كذلك بوجود الله رب الرمال، نفس اسلوب البحث عن دليل و اثبات. اترون يا احبتي ليس هناك فرق كبير في التفكير بين المُلحد و المؤمن، فكلاهما يستخدم نفس المنطق، و لكن المشكله التي يعاني منها المؤمن هي تحيزه المُسبق لإعتقاده. المؤمن بالاسلام يعتبر "مُوحداً" اي انه يرفض جميع الهه في العالم و يقبل الا واحداً منها فقط..بينما يرفضها الملحد جميعاً. ..هذا هو الفرق بس.



الاختلاف بين المُؤمن و المُلحد هو في استخدام المنهجيه التي يتبعها كل منهما. فبينما يستثنى المؤمن الها واحدا فقط من دون بقية الالهه-- يقوم الملحد و غير المؤمن و الانسان ذو التفكير الحر بتطبيق المعيار بدون استثناء على الجميع فلا يستثنى احدا منهم و يعاملهم جميعا (الالهه) بنفس الطريقه، بدون واسطه و لا تحيز مسبق.

ان الامر ليس ما يؤمن به المؤمن او مايؤمن به الملحد بل صحة الطريقه و المنهجيه التي يستخدمها كل منهما للوصول الى اعتقاده.



إن كانت الاديان التوحيديه هي مرحلة تطور و انتقال من تعدد الالهه..فهل يكون الالحاد المرحلة التاليه للبشريه..وهي التخلص من اخر واحد فيهم؟..وهنا لا أقصد سرطان البحر الأقرع المقدس.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: