الاثنين

مسيرة عربيه من اجل العلمانيه

فهل هناك أمل؟

في بلاد الرمال ...المعتاد هو ان تظهر مسيره تطالب الحكومه بفرض النقاب ومنع تحديد سن للزواج أو تطبيق المزيد من قوانين الشريعه مثل بتر الاطراف والجلد ومنع اي مظهر للحريه..إلا انه وفي ابريل الماضي حدث شيء غريب وفي بلد عربي..فقد خرجت مسيرة ضخمه ضمت اكثر من خمسة وعشرين الف مواطناً لبنانياً مطالبة بتطبيق العلمانيه في الجمهوريه.

نادى قادة المسيره الحكومه بأن تنهي النظام الطائفي الديني المعمول به و الذي يفرق بين المواطن اللبناني واخوه اللبناني واستبداله بقانون علماني عادل.

"لقد حان الوقت ان نكون كلنا لبنانيون" صرح احد قادة المسيره- " لقد تعبنا من كوننا مارونيين و سنه و شيعه وارثدوكس وغيره... نحن نريد ان نكون لبنانيين فقط". حمل المشاركون في المسيره الاعلام اللبنانيه متوحدين تحتها رغم اختلاف اديانهم و مذاهبهم و طوائفهم.

حاصرت جماهير المسيره مبنى البرلمان اللبناني وهي تصيح " علمانيه". ثم القى قادة المسيره خطابات اثناء تجمعهم امام البرلمان.

"التغيير يجب ان يبدأ منا نحن اللبنانيون ". كان احد خطباء المسيره يصيح بالمايكروفون بينما حاصر رجال الشرطه المسيره ليمنعوها من الوصول الى مبنى البرلمان." شعبنا يريد ان يغير هذا الوضع المرزي". قال احد المشاركين بالمسيره حسب ما اوردته وكالات الانباء.

صرح كنده حسن احد منظمي المسيره لوكالة رويتر " لانستطيع الحياة في بلد يقسم كراسي الوزاره حسب الطائفه كذا للماروني و كذا للسني وكذا للشيعي...كراسي الوزاره يجب ان تكون حسب الكفاءه و الجداره و ليس بحسب الدين و المذهب"

في لبنان من المهم اولاً ان تكون مارونياً او شيعياً أو سنياً او ارثودوكسياً او درزياً ..واخيراً ان تكون لبنانياً علمانياً. هناك ثمانية عشر دين و طائفه في حكومة تعتمد على نظام طائفي ديني معقد فيه الحقوق المدنيه للمواطن اللبناني مُهدره ، لأنها كلها بيد القاده الدينيين والمشايخ و المُطران و شيوخ العقل الدروز وغيرهم من ممثلي الالهه..إنها ليست بيد الحكومه. الحكومه اللبنانيه عباره عن سَلطة فتوش دينيه بكل معنى الكلمه...بس بلا طعم.

اذا كنت لبناني او لبنانيه، فأنت لاتستطيع ان تسجل زواجاً مدنياً..شهادات الزواج و شهادات الميلاد و شهادات الطلاق و حتى شهادات الوفاه تصدرها السلطات الدينيه فقط. قوانين الميراث كذلك بيد السلطات الدينيه مما يجعل اللبنانيون غير متساويين في الحقوق. فأنت وحظك..مذهبك و دينك هو مايحدد لك نصيبك من ميراث ابيك.

المسلم في لبنان ممنوع من تبني اي طفل لأنه مُحرم في الشريعه الاسلاميه، المسيحي الماروني يقدر ولكنه لايستطيع ان يحصل على طلاق مثل المسلم. كما انه ممنوع على اي تابع لأي دين او طائفه الزواج من شابه او شاب من طائفة اخرى..حتى لو كانا يحبان بعضهما. هناك بيزنيس كبير في قبرص لتزويج اللبنانيين من الطوائف المختلفه والذين يجدون هناك ملجأهم الوحيد.

تخيل ان لبناني يريد ان يتزوج مواطنه لبنانيه مثله لايقدر ان يقوم بذلك في بلده حتى لورضي الاهل من الطرفان و رغبا بذلك ، فيذهب الى بلد اجنبي ليتزوجها؟

الحكومه نفسها مُقسمه بين الاديان و الطوائف، الرئيس لازم يكون ماروني..رئيس الوزراء لازم يكون سني..رئيس البرلمان لا زم يكون شيعي..يقول مؤيدون هذا النظام الديني العقيم ان هذا يعطي الناس حرية في دينهم..فهل كانت لبنان في تاريخها مانعة لحرية التعبد؟ هي اصلاً صارت هكذا لانها جنة الاديان ولأن اهلها متسامحين.

اغلب من شارك في هذه المسيرة من الشباب. انهم يرون وطناً اضعفه التدين وانهكته الاديان و نخره الانقسام الطائفي وهو ما ادى الى حرب طائفيه في الماضي اكلت الاخضر واليابس.

اللبنانيون في الخارج شعب واحد من الصعب ان ترى الفرق بينهم. خاصة اذا كانوا في الامارات او الكويت او في اي مكان اخر. يعلقون ملصقات علم لبنان على سياراتهم وشجرة الارز على محلاتهم. في الامارات يتعارفون و يتزاورون...ولكن في لبنان هم ليسوا لبنانيون، انهم مارونيون و شيعه وسنه و دروز وغيرها. نحن نعرف ذلك لأننا نراهم هنا و نراهم هناك. كلهم يحبون اطباقهم اللبنانيه و كلهم يحبون فيروز هنا..ولكن هناك لا يحبون لبنان ..بدل ذلك هم يحبون نصر الله و نبيه بري والمطران صفير و الحريري وجنبلاط..الغريب ان العوائل التي تمتلك لبنان حاربت بعضها بدماء الشعب ثم عادت من جديد الى نفس المكان و الى السُلطه..والشعب اللبناني ليس فاهماً لليوم مالذي حدث ولماذا تحاربنا اصلاً؟

اللبنانيون من الداخل شعب متنوع دينياً بشكل لايصدق. لذا لايعقل ان يكون نظام الحكم الذي يجمعهم هو نظام ديني، هذا منتهى الغباء والمجازفه.

ان الكلام عن نظام علماني في لبناني هو كفر وهرطقه عند رجال الدين ولكن للاسف هذا هو الشيء الوحيد الذي تُجمع عليه الحكومه اللبنانيه وتختلف في اي شيء اخر. الحكومه اللبنانيه في الواقع ليست الا حكومه دينيه مبعثره بين اطياف الاديان المختلفه..لا تصدق ابداً ان لبنان بها حريه او ديموقراطيه..هذه مجرد سُمعه قديمه ماتزال تدور من الماضي.

هذا الوضع الشاذ خلق تفرقة دينيه في لبنان، خذ مثلا الخطوط اللبنانيه " الميدل ايست" على راسها لبناني شيعي اليوم وهو لايوظف الا شيعه مثله فيها. ..وهو ليس الوحيد فكل وزير وكل سفير وكل مسؤول حكومي يفكر ان دينه و مذهبه يأتي اولاً..وطز في لبنان اخيراً.

طالما تقسيم المناصب والحقائب الوزاريه يعتمد على نظام ديني طائفي فمن الطبيعي ان يحدث هذا ..و من طبيعي ايضاً ان يتسبب بتفرقه دينيه بين افراد الوطن الواحد.

ان اكثر ما يُعزز الطائفيه و التقسيم في بلاد العرب كلها- اقصد بلاد الرمال- هو تلك القوانين الدينيه، فطالما لاتستطيع ان تتزوج الا من خلال قانون ديني، لأنه ليس هناك مكان لقانون مدني في بلادك.. فبالتالي ليس هناك فرصه لزواج مختلط بين الاطياف المختلفه للبلد الواحد. وليس هناك فرصه ليعملوا مع بعض ويتعارفوا على بعض ويبنوا ثقتهم ببعض. النظام الديني يكرس التفرقه بين مواطنين البلد الواحد. العراقيين مثل اللبنانيين كلهم يتكلمون نفس اللغه و نفس اللهجه ونفس التقاليد و العادات و لكن قانون المذهب والدين وسلطة المشايخ ورجال الدين تجعلهم الاكثر عداوة لبعضهم بعضاً. مره واحده فقط..كانت مرة واحده عندما حاول رفيق الحريري تطبيق قانون للزواج المدني واتذكر مسيرة قام بها رجال الدين في لبنان ضد القانون مما اجبر الحريري على التراجع عنه..اتذكر صورة تلك المسيره في الصحف وفيها تكاتف القساوسه بالايادي مع مشايخ السنه و ملالي الشيعه وشيوخ الدروز وهم يهتفون مع بعض.

اترون كم هي هذه الاديان مقيتة وبغيضه..انها الشيطان بعينه، انها الظلم. هؤلاء الذين شاركوا في هذه المسيره هم ممن تعب منها، من ذاق المر بسببها و ممن عاني ولم يبق امامه الا ان يتغير الوطن..ويا إما ان يهرب هذا المواطن ويُهاجر للابد و لا يعود. اتستغرب الان كثرة المهاجرين اللبنانيين في الخارج؟

العلمانيه تزود المجتمعات المتعدده دينياً بالحمايه و بالعداله. ان نظاماً انتخابياً وحكومياً يعتمد على الدين لايؤدي الا الى حكومة استبداد ديني. لبنان ليس بأمان، مادام هذا السيف معلقاً فوق رأسه.

اللبنانيون يحتاجون الى ان يبذلوا الكثير ليتوحدوا تحت العلمانيه و ينبذوا التفرقه الدينيه بينهم. النظام العلماني سيحمى الاقليات الدينيه و سيمنع طغي بعضها على البعض وسيضمن المساواه و العداله في الحقوق والفرص لكل لبناني...والا سيظل كل مواطن لبناني يبكى على صوت فيروز وهي تغني يا لبنان بحبك ياوطني..بينما هو في نفس الوقت يكره كل لبناني اخر ليس على دينه او مذهبه او طائفته .

بن كريشان

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

اهبل وبسيارة جيب
صار يزمرري بيب بيب

بييييييييييييييييب

غير معرف يقول...

ابحث عن تجار الدين و انت تعرف من المستفيد من الوضع الحالي