الاثنين

قفص الخداع

هل المثليه الجنسيه هي سبب إنتشار الإيدز؟



كان للفيلم الكوميدي الفرنسي الإيطالي لا كاج أو فولي والذي ظهر في سنة ۱۹۷۸تأثير كبير في تقبل الناس في العالم للمثليه الجنسيه وتفهمها كظاهرة إنسانيه طبيعيه. الفيلم الذي أخرجه الإيطالي إدوارد مولينارو يحكي عن رجلين مثليين في أواسط العمر. يدير احدهما" ريناتو" نادي ليلي إسمه قفض الطيور" لاكاج او فولي" وهو على علاقة حب بالممثل الإستعراضي الرئيسي في ناديه الليلي " البين" وتظل الأمور هكذا حتى يظهر أبنه من علاقة سابقه مع إمرأه ويخبره انه ينوي الزواج بفتاة من عائلة محافظه. هنا تدور الأحداث المضحكه وبطريقة هيستيريه. الفيلم رغم انه يعرض العلاقات المثليه بصورة تقليديه، إلا انه كسر كثير من التابوهات في عصره.


المعروف هو ان الأديان وعلى مر التاريخ بأنها هي مصدر رئيسي للتفرقه وعدم المساواة بين البشر. وفي هذه الأيام حيث ينشط المؤمنون والمدعوذون في محاولة لإستخدام الإسلام كبديل عن النظام السياسي وكأسلوب حكم، يجب أن نتذكر بأنه ومايزال يمارس انواعاً عديده من التفرقه بين البشر. .هؤلاء البشر هم ايضاً..."مواطنيه."

سبق وان كتبت عن التفرقه في الإسلام واللامساواه في معاملة المرأة، وتفرقته ضد المختلف في المذهب والدين، وعن تلك الاحكام في شريعته التي تفرق بين العبيد والأماء والأحرار ليومنا هذا، هناك احكام دراكونيه جائره ضد الملحدين، وهناك ايضاً تفرقة وتحيزعنصري واضح ضد المثليين جنسياً.

في تعليقات لمقال سابق كتبته عن انفلونزا الخنازير، كان هناك تعليق بالأنكليزيه يطلب مني ان اكتب عن موضوع يشيع بين الناس ..وهو ربط الإيدز بالمثليين جنسياً.

ان النظام السياسي السوي هو النظام العادل، وعدل النظام يتمثل في المساوة التامة بين مواطنيه بصرف النظر عن اديانهم وجنسهم كونهم ذكورا أم إناث، وإعتقاداتهم وأفكارهم...وبصرف النظر كذلك عن ميولهم الجنسيه.




الانسان المثلي جنسياً هو ايضا مواطن، ذو حقوق و واجبات اليس كذلك؟ فكيف يحرم من حقه كمواطن ويعامل بطريقة تقل عن غيره؟ أخذت هذا التساؤل وذهبت ابحث في عالم الإنترنت العربي المختطف من قبل المدعوذين والجماعات الإسلاميه.


وهذا غيض من فيض:

هذه فتوي من موقع إسلام أون لاين:

الشذوذ الجنسي بين الرجال أو النساء حرام،ولكنه بين الرجال أشد ،والرجل يأخذ حكم الزاني ،وقال بعض الفقهاء بالقتل،أما المرأة فإنها تعذر .


ويقول الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر :

الشذوذ الجنسيُّ بين رجلينِ يُسمَّى "لِواطًا" وهو أشدُّ من الزنا جُرمًا وأعظمُ منه خَطرًا، ومثله تمامًا الشذوذ الجنسيُّ بين امرأتَينِ ويُسمَّى "سِحَاقًا" وذلك بأن تَعلوَ المرأة على المرأة كما يَعلو الرجل عليها ويَلتَقِي بَظْرُها ببَظْرِها. وحُكم مَن يُمارس اللواط كحُكم الزاني؛ إنْ كان لم يَسبق له الزواج يُجلدُ مائةَ جلْدةٍ، وإنْ كان سبَق له الزواج رُجِمَ بالحجارة حتى يموت، وقيل: يُقتل الفاعِل والمَفعول به بالسيف. وقيل: يُلقَى كلٌّ منهما من شاهِقِ جَبلٍ. أما المرأة مع المرأة فإنهما يُؤدَّبانِ بالضرب والتعيير؛ حتى يَمتنِعَا عن مثل هذه العادة السيئة، وعلى وَلِيِّ أمر كلٍّ منهما أن يَعِظَها ويُذكِّرها بعذاب الله، ويَشغلها بعملٍ شريف يُلهيها عن هذه العادة.وعلى الله قصد السبيل.


والله أعلم

ولنذهب عند الشيعه لنجد انهم متفقين تماماً مع رأي السنه بل يزيدون عليه بأن "المفعول به" يجب أن يقطع بالسيف ثم يتم حرقه بعد ذلك. المصدر موقع الشيخ حسن الصفار هنا.

هناك مدعوذ يسمى الشيخ
زياد عزام من يدير ومقعاً تحت إسم " الطب النفسي" يقدم علاجاً للشذوذ الجنسي، بالطبع بعد أن يصفه بأنه مرض شيطاني يصيب حتى الإنسان المتدينعلاجه هو مجموعه من الأدعيه تقرأ في مواعيد قبل شروق الشمس وقبيل صلوات معينه ولمدة خمسة أيام..يشفى "المريض " بعدها بإذن رب الرمال.

ولكنني وجدت علاجاً أخر في موقع إسلام ويب
هنا. ويذكر مدعوذ الموقع في فتواه بحالة قوم لوط الذين حملهم جبريل " في قفص دجاج" الى السماء ثم رماهم على الأرض على رؤوسهم. نسأل الله العافيه..فعلى المثليين جنسيا أن يتحصنوا بالأحتفاظ ببراشوت لكل واحد منهم. وتستطيع ان تقرأ هنا من موقع الأخوانجيه رأي الشيخ يوسف القرضاوي في المثليه الجنسيه.



ولنخرج شويه خارج صحارى بلاد الرمال، الى الدول المتقدمه ونرى رأي المسلمين الذين تأثروا بالحضاره والرقي:

يقول الشيخ مزمل صديقي رئيس الجمعيه الإسلاميه لأمريكا الشماليه : " الشذوذ الجنسي" هو مرض أخلاقي، فلا أحد يولد لصاً أو كاذباً أو قاتلاً، ومثل ذلك فلا أحد يولد مثلي الجنس. هؤلاء المثليين اصبحوا اشرارا لأنهم لم يتلقوا التوجيه والتعليم ( ياعيني على الرحمه، رغم ان الشيخ مزمل يحاول ان لايبدو عنصريا إلا انه يبطن اتهاماً خطيراً حيث يقارن ميلا جنسياً، بجرائم السرقه والقتل ومخالفة القانون، اي بعبارة اخرى المثلي الجنسي هو خارج عن القانون).

الشيخ الشرقاوي ايضا وهو رجل دين مسلم مرموق من بريطانيا في اهم مسجد هناك وهو مسجد لندن المركزي بريجنت بارك ، يقول أن "الشذوذ الجنسي" هو ورم سرطاني. ويقول يجب حرق جميع المثليين جنسياً لأنه لا أمل لهم بالمغفره وحتى نمنع البيدوفيليا وانتشار مرض الإيدز.

وجدت وانا ابحث كذلك معتوهاً مسيحياً اسمه جيم كارلو وهو قسيس امريكي كان قد صرح بأن :إنتشار المثليه الجنسيه في أمريكا ، سيكون له عواقب وخيمه مثل إنتشار الإسلام. حلوه هذه. ولنتركه ونذهب الى ام المعارك، اقصد بابا المعارك البابا بينيدكت السادس عشر، والذي صرح بأن الأيدز يتهدد العالم بالفناء وانه إنتقام من يسوع سبايدرمان الذي يمشي على الماء..ولذا امر اتباعه في افريقيا ان لايستعملوا الواقي الذكري..فيسوع هو الحافظ. ومؤخرا صرح بأن السماح بزواج المثليين سيهدد السلام العالمي وسيجلب الدمار على الأرضفالمثليه الجنسيه مثل القنبلة الذريه. في افريقيا يعامل المثلي الجنسي بتفرقة وقسوة اصلا ويعتبر ذلك مساً من الأرواح الشريره..وجاءهم هذا البابا المدعوذ ليزيد الطين بلة.

ان استخدام الشريعه والقرءان كعذر لتبرير التفرقه ضد المثليين لايكفي فلابد من ربطهم بشر معين، فكما يربط الملحد بعبادة الشيطان والعماله لليهود والنصارى ويأجوج ومأجوج، يربط المسلمين المثليه الجنسيه بإنتشار الإيدز..فهل هذا صحيح؟

في سنة ١٩٨٢ تقريبا ظهرت حالات الإيدز وارتبط ظهورها بكثر من الأشاعات الغير صحيحه، فمثلاً ربط المرض بفيروس يأتي من القرود الأفريقيه وينتقل الى الأنسان، لذا فقد انتشر في افريقيا اولاً..وربما قد اطلق هذا الكلام بعض البيض العنصريين فقد تأكد علميا الأن ان فيروس اتش اي في بدأ في العالم الغربي ودخل افريقيا بسبب التجاره والأختلاط . القس السناتور جيسي جاكسون اطلق اتهامات بأن اليهود طوروا هذا الفيروس المخصص لقتل السود حتى يتخلصون منهم. اثارت تلك الأتهامات حنق جماعات حقوق الأنسان ..وضحك الكثيرين.




بلاد الرمال التقطت نفس الأشاعة ايضا على ان الفيروس قد صنعه اليهود للفتك بالعرب، هل تذكرون عندما وجهت اجهزة إعلام مصريه إتهامات بأن إسرائيل قامت بنشر الفيروس في مصر، إتهامات وصفتها إسرائيل بأنها مشاعر معادية للساميه ليس لها اساس من الصحه.

ولكن اليوم الغالب في آراء العرب بأن المثليه الجنسيه مرتبطه بإنتشار الأيدز، وعندما تسأل احد المدعوذين لماذا إذاً لاينتشر بين النساء المثليات يكون الجواب ان الجنس بين الذكور هو اخطر وأعظم. فدعونا اليوم نتعامل مع هذا الإفتراض.

هذه إشاعة شديدة الأنتشار بسبب التغطيه الأعلاميه المضلله لمدة سنوات وحتى عندما يأتي واحد مثلي ليقول كلاماً أخر فسيطلع الف من الجهله المضللين لأعادة نشر الفكره الخاطئه، هؤلاء المتزمتين المتعصبين دينيا هم من وراء نشر هذا الكذب في إعتقاد انه سيصرف الناس عن الميل الجنسي هذا والذي عرفته البشريه منذ بداياتها. انه خوفهم والفوبيا التي تعتريهم من عقاب الله بسبب الجنس.

الإتش اي في ليس فيروسا يهاجم المثليين جنسيا فقط، بل يصيب جميع الناس. حسب إحصائيات منظمة الصحه العالميه يصيب هذا الفيروس ما معدله ١٦٠٠٠ إنسان في العالم يوميا، اغلبهم ليسوا مثليين جنسياً. في الولايات المتحده ارقام انتشار الفيروس في تناقص ولكن الرقم المقدر بأربعين الف في السنه تشكل النساء منه ٤٢٪ و الغالبيه ليسوا مثليين جنسياً.




كيف يكون الايدز هو إنتقام رب الرمال من المثليين، طالما ان اغلب المصابين به هم ليسوا من المثليين اصلا؟ أين العدالة في هذا؟ اي واحد فينا معرض للإصابه بال إتش أي في عن طريق نقل دم أو إبره..ماعلاقة ذلك بمثلي الجنس وماعلاقته بالأنتقامات الإلهيه؟

الأن إستمع الى الحقيقه، لايوجد اي دليل علمي على وجود إرتباط حقيقي بين فيروس ال إتش أي في والأيدز. ليس هناك اي دراسه معترف بها تثبت إرتباط هذا الفيروس بالأيدز. هناك اناس مصابين بال إتش أي في ولم يصابوا بالأيدز، كما ان هناك مصابين بالأيدز بدون ان يكون الفيروس متواجداً بأجسامهم. العلماء مختلفين في الأمر وهناك من يعتقد بأن ال إتش أي في هو فيروس غير ضار بينما الأيدز- نقص المناعه المكتسبه هي حاله غير فيروسيه مثلها مثل السرطان أو السكري. وسواء كان ذلك الرأي صحيحاً أم لا فهو مايدور في الجورنالات العلميه والطبيه وعند أهل التخصص، لكن هناك نقاط يجب الأشارة إليها:

١─ الأيدز ليس مرضاً جديداً، إنه إعادة تسميه لظاهره معروفه سابقا هي نقص المناعه.

٢─ فيروس ال إتش أي في ليس بالضروره مسببا للأيدز .



٣─ لم يثبت ان فيروس الأيدز مرض معدي لذا لايوضع على قائمة كوتتش الطبيه.

٤─ الأيدز لاينتشر بواسطة الجنس. لو كان ذك حقيقة لأصيبت به كل المموسات والعاملات في تجارة الجنس.

٥─ الأيدز لايصيب الناس لكونهم مثليي الجنس. اسباب إصابة بعض مثليي الجنس به تعود الى تعاطي مخدرات مثل الكراك والهيروين او إستخدام عقاقير مثل باكتيريم وأي- زد- تي.

٦─ من الممكن علاج بعض حالات الأيدز على عكس الشائع بين الناس و في الأعلام. يعالج بتجنب العقاقير السامه والمخدرات وبأتباع نظام غذائي خاص.

٧─ معايير إختبارات ال إتش أي في غير دقيقه ومختلفه وهناك سبعين سببا لتكون النتيجه خاطئه حتى لو جاءت إيجابيه.

٨─ اغلب وفيات الأيدز حدثت بسبب العقارات التي تستخدم في علاجه – مثل الأيزيدوثايمندين- وليس الأيدز بنفسه.

أن مايقوم به الإسلاميون من إستغلال للعنصريه والتفرقه ونشر الأشاعات والمعلومات المضلله ضد المثليين جنسياً، هو موضوع إنتهاك لحقوق مدنيه وإنسانيه، لاتختلف عمّا يقومون به ضد النساء، وضد الملحدين وضد المختلفين دينيا عنهم.

الثقافه العامه في بلاد الرمال وإن كانت لا تحترم المثليه الجنسيه ولكنها تبدي كثيراً من التسامح و التقبل في مواطن كثيرة من بلاد الرمال، وهذا مرتبط ربما بدرجة ما بالتمدن الذي طرأ على المجتمع وإبتعاده عن البداوه. والمثال الذي أوردته سابقاً لهو دليل مكرر في كثير من بلاد العرب. ولكن الثقافه التقليديه لم تدع يوماً الى قتل المثليّ أو حرمانه من إرثه او حقه في الحياه. انه الدين من يفعل ذلك.

في بدايات القرن العشرين وفي سنة ١٩٣٠ زار عالم الأنثروبولوجيات والتر كلين واحة سيوه في الصحراء الليبيه شرقي مصر. وكتب" جميع الرجال هنا يمارسون اللواط ويتحدثون عنه علناً". زار نفس المنطقه عالم الأثار الكونت بيرون بروروك فوصف الظاهرة" بأنهم يتعاطونها بحماس يفوق ذلك الذي كان بمدينة سدوم".


إن السبب الحقيقي الذي يجعل المتعصبين دينياَ يعادون المثليّ الجنس وينتهكون حقوقه كإنسان ليس له علاقة بما يدعونه، من انه السبب في مرض الإيدز، إن كراهية مثليّ الجنس تنبع من التعاليم والعقائد و النصوص الدينيه فقط. ليس لديهم ما يدعم هذا من حجج واقعيه غير الكذب والزيف.


عندما يخرج المؤمنون من قوقعة عالمهم السحري الديني ونصوصه، لايجدون في عالم الواقع ما يدعم منطقهم. قد يكون أشرف لهم ان يقولوا ان تعاليمنا تقول كذا..بدون الكذب والتزوير، ووضع اتباعهم داخل قفص من الخداع.

بن كريشان

هناك تعليقان (2):

Mohamed_CJ يقول...

It's absurd to state that there is no relation between HIV and AIDS. Your writings are very good, but please double check with a specialist before writing scientific information. HIV has higher chance of being transmitted by unprotected sex if it is anal, and more so if it is between two men. This is no homophopia, real info. The solution is to use protection during sex such as condom.

Mohamed_CJ يقول...

The public perception about the relationship between AIDS and homosexuals is that the first caese discovered in the USA in 1980s were associated with gay men. It is true that this is now more common in heterosexuals. Countries in Africa are the most sufferers of this disease, not Europe or USA. By prohibiting use of condom, the Catholic Church is making the situation worse.