الاثنين

لماذا ننتقد الأعتقادات الدينيه؟

يستنكر البعض من قيامنا في هذه المُدونه بإنتقاد الإسلام والدين عموماً، وهذا يأتي من فهم خاطيء بأن الدين لايجب أن يوجه له نقد مثل الأفكار الأخرى فهو يهدف الى أصلاح المُجتمع ونشر الخير فيه..وبينما أقوم بتجفيف دموعي من فرط التأثر، سأشرح لكم الأسباب التي تجعل الأيمان الديني شيئا خطيراً على الأنسانيه، ولماذا أنه من حق الناس أن ينتقدوه.

أولاً: أهمية فهم تأثير الإعتقاد الديني:

إن مايؤمن به الناس حولنا سواء كان حقيقة أم خرافه ، مهم جداً لأنه يؤثر علينا. فأنت لاتستطيع أن تقف على الحياد وتقول كل حُر بما يؤمن، فذلك صحيح فقط لو كنت ستسلم أنت وأولادك ومجتمعك من التأثر بما يفعله المؤمنين بمجتمعك الذي تشاركهم فيه.

كل تصرف أو سلوك يقوم به أي إنسان من الممكن تتبعه وستجد أن أغلبه مصدره الأيمان الديني. عادات الشراء وتربية الأطفال وتعليمهم والأقبال على شيء والنفور من غيره والأكل واللباس وتصور العالم الخارجي كلها تعود الى مايؤمن به الإنسان. فإن أردنا أن نحسن من سلوكياتنا ونطورها للإفضل وأن نتخلص من السلبيات ونشجع الإيجابي فيها ، فلا مناص من إنتقاد مصدر هذا السلوك الخاطيء وإن كان الإيمان الديني.

إن إعتقادات الناس بوجود حياة بعد هذه الحياة مايظنون أن سيحدث لهم بعد أن يموتوا – وإن بدا سخيفاً- شيء مهم جداً لفهم إختلاف الثقافات عن بعضها ، وفهم طبيعة التأثير السلبي لذلك الإعتقاد على المجتمع والشعب وسياسة الدوله بأسرها.

ثانياً أهمية الأديان:

الأديان عبارة عن منظومات إعتقاديه، يعتقد بها الناس حتى وإن كانت لاتحتكم الى العلم أو المنطق. وبما أنها إعتقادات ، فهي بالتالي تترجم نفسها الى سلوكيات وردود أفعال يقوم بها الإنسان. هذا يجعل الدين شيئاً مُهماً ، له تأثير على حياتنا حتى لو لم تؤمن أنت به.

إن الكثير من المعتقدات الدينية ليست بريئة أو مجرد "خاطئة" ، لكنها في الواقع ضارة -- وحتى إلى درجة قد تهدد بقاء البشرية. سلطة الدين على عقول الناس لا يمكن إنكارها ، ولكن الدين كما يمكنه تحفيز الناس لعمل الخير ، فهو أيضاً مُحفز لإرتكاب الشرور العظيمه.

يظن معظم المؤمنين بالأديان وبخاصة الإسلام والمسيحيه بأن هناك صراعاً كونياً أزلياً زبرجدياً بين الخير والشر وأنهم-أي المؤمنين- جزء من هذا الصراع. لذا فإن ما سيقدمونه من خدمة لرب الرمال خدمة لهذه المعركه سيجزون ويكافئون عليه. وهذا في منتهى الخطوره، فإن من قام بإرتكاب جريمة ١١ من سبتمبر هم مؤمنين تحت تأثير هذه الفكره وهذا الإعتقاد... فمابالك بالقاعده أو منظمه منخوليا مثلها تضع يدها على قنبلة ذريه أو سلاح مدمر؟ فسيفتكون بمدن كاملة بدون أي وازع أخلاقي، لاتفكر أنهم سيستهدفون أمريكا أوإسرائيل ، فقد تكون قنبلة نوويه شيعيه تستهدف الرياض ..أو قنبلة سنيه تضرب كربلاء وقم. كل شيء وارد وممكن في وجود هذه العقليات المؤمنه بهذا الصراع الخيالي.

ثالثاً : إنتقاد الدين ضرورة وليس خياراً:

ماورد أعلاه يعني أن إنتقاد الدين صار ضرورة حتميه مُهمه. المشكله في بلاد الرمال أن نقد الدين يعتبر جريمة خطيره يعاقب عليها حتى القانون. فبإمكانك أن تنتقد وبكل قسوه أي أيدولوجيه تحب ، ولكن إن طاوعتك نفسك وتجرأت و إنتقدت الدين - ولو كان ذلك بصورة ناعمة رقيقه وغير مباشره - فسيُعتبر ذلك شتيمه، إستهزاء، كفر ، تكبر، عمالة صهيونيه وخيانة للأمه أيما خيانه.

ولكن كيف يكون هناك شيء مهم مثل الدين يؤثر فينا ويهددنا بكل هذه الأخطار ولاننتقده. بالعكس يجب أن يتعرض الدين بالذات لكل أنواع الأنتقادات والتمحيص والتحديات وأكثر من أي شيء أخر.

رابعاً :عدم التسامح مع المعتقدات الدينيه الغبيه:

إن اي شخص يقول اليوم بأن هندسة التيكتونيك هي مجرد نظريه لم تثبت صحتها، سيعامل على الفور كأحمق..ولكن لماذا لا يعامل كمعتوه أيضاً من يقول أن نظرية التطور لم تثبت علمياً حتى الأن؟ ألأنه مؤمن بالدين؟ مارأيك بواحد يقول لك أن الأخلاقيات الأنسانيه لايمكن ان توجد بدون سبايدرمان؟ ستعتبره أخرقاً أليس كذلك؟ ولكن لماذا لايعامل كأخرق من يقول أن الأخلاقيات الأنسانيه ليس لها وجود بدون رب الرمال؟ أشياء كهذه مُضرة تسبب التخلف وحرمان الناس من العلوم الحقيقيه وتلويث أدمغتهم بكذب الأعجاز الديني.

أن موقف الدين من هذه الأشياء ليس فضيلة أبداً ، بل هو شيء مُخزي ، وبالتالي يجب أن لايُسمح لهؤلاء المؤمنين أن يتفوهوا بأشياء كهذه بدون التعرض لهم وفضح سذاجتهم. لايجب علينا أن نخجل من نقد الإسلام والعقيده بل يجب عليهم هم أن يخجلوا من إعتقاداتهم المؤذيه.

خامساً: ماذا عن الإسلام المعتدل أوالأعتدال في الدين:

هؤلاء قد يظهرون لنا كبديل جيدً للتعصب الإسلامي وربما يساعدون في إنتقاد التصرفات السلبيه للمتعصبين. أنا لا أتفق مع هذا الطرح لأنني أجدهم يزيدون الطين بله ، فهم يقومون بتزويد المتشددين بغطاء وخاصة بقيامهم بالدفاع عن النص الإسلامي القديم وقدسيته، وهو كما نعلم نفسه ، مصدر إلهام المتعصب في إرتكاب العنف والأرهاب والسعي لإقامة نظم سياسيه دينيه متسلطه. إن مقولة أن الإسلام أختطفه المتطرفون تثبت بأن المعتدلون هؤلاء، لافي العيرولا في النفير.. ولا أحد يستمع إليهم وخاصة المتعصبين الذين يستهدفونهم بفتاوي التكفير.

سادساً : دور الأسلام كدين قديم في هذا العصر:

كل الأديان تستحق الأنتقاد، إلا أن الأسلام على وجه الخصوص يجب ان يحظى بنصيب الأسد منه. صحيح أن كل الديانات مارست العنف على مر التاريخ وكلها أعتمدت على نصوصها القديمه في تبريره. إلا أن أكبر مصدر للعنف في العالم اليوم هو الأسلام وحده.
الأسلام لم يصل بعد الى تطوير منظومته الأخلاقيه بما يتناسب مع تطور الثقافه البشريه، الأسلام اليوم يجبر العالم كله على الدخول في حرب معه لأنه يعادي كل أحد وكل شيء ولايرحم الصغير ولا الكبير ولا المرأه ولا حتى المسلم من شره.

الأديان ليست مصدر الأخلاقيات بل هي هادمة الأخلاق ومدمرة للعقل. الأديان تضحي بالمعاناة البشريه في سبيل عبادة النص وتقديسه ..هذا يجعل الأديان ليست فقط لا أخلاقيه بل ، ضاره لأنها تولد سلوكيات سلبيه خطيره على البشر..وإنتقاد ما يضرنا هو حق من حقوقنا؟

بن كريشان

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

كلام ابداع يا بن كريشان