الاثنين

الله موجود..لأن القرءان يقول ذلك؟



وأنا في السياره أستمعت الى هذا المدعوذ في إذاعة القرءان الكريم من أبوظبي وكان يتكلم عن الإستدلال على وجود الله ويرمي كلاماً لم أجد فيه إلا الغباء والتناقض فمثلاً كان أخينا هذا يقول إننا نستدل على وجود الخالق بوجود المخلوق "وفي أنفسكم أفلا تبصرون". ونستدل من خلق السماوات والأرض على وجود الخالق. أليس هناك من يسأله لماذا أولاً أفترضت أن الأنسان مخلوق؟ وعلى أي أساس قلت أن السموات والأرض مخلوقه ؟(بصرف النظر عن وجود شيء إسمه سماء).

أسخف مافي هذا النوع من الأقناع هوإستخدام القرءان نفسه لإثبات وجود الله، لذا قلت في نفسي يابن يجب أن تكتب تصحيحاً يوضح لماذا من الخطأ أن يعتبر النص القرءاني بأي شكل من الأشكال إثباتاً لصحة وجود الله.

يظن كثير من المؤمنين بأن القرءان كتاب مؤهل ليكون دليلاً دامغاً على وجود رب الرمال. وقد أثبت صحة وجوده من خلال قصص وحكايات المعجزات الغريبه و العجيبه. فلو لم يكن الله موجوداً، فكيف تمكن موسى من شق البحر بعصاته السحريه. و إن لم يكن موجوداً..فكيف طار صلعم على بغله مجنحه أكسبريس من مكه الى القدس؟ كيف حدثت هذه الأشياء الإعجازيه إذا لم يكن أخينا اللي فوق موجوداً.

إنني أجد هذا المنطق مُقلقاً جداً و ضاراً خاصة على الحاله العقليه لسكان أرض الرمال الذين جعلهم المدعوذون يدرون في حلقات مفرغه. وعندما تواجههم بالأمر يكون هناك رد أخر جاهز لديهمً: لو لم يكن هذا القرءان من عند الله فهل سينتشر هكذا بين الناس وفي العالم كله؟

ومن أمثلة المجادله في هذا أن يقولون لك أن هذه النصوص القديمه تنبأت بالعلم الحديث الذي نعرفه اليوم وأشارت الى أحداث وأشياء لم تكن معروفه آنذاك، واصبحت حقيقة اليوم. لو كان من كتب هذا الكلام بشراً فهل ستتحقق هذه التنبؤات؟

هناك من يأتي أيضا فيقول لك : ولكن القرءان كامل لاخطأ فيه وهو معجزة لغوية بمعنى الكلمه، وقد تحدى به الله الناس فلم يقدر أحد على الأتيان بمثله. (بإستثناء صلعم الشارقه)




إن مدى رجاحة هذه الأدعاءات منخفض جداً ولايُعتد به. فكلها تعتمد على إدعاء وجود إعجاز نصي و ماهذا إلا إعادة تغليف لوجود معجزات إلهيه كانت حسب زعمهم تحدث في الماضي. جميع الأديان تتحجج بحدوث معجزات لايمكن شرحها ، ويبني عليها إيمان أتباعها. ولكن ليس هناك من دليل تاريخي واحد على أن هذه الأشياء قد حدثت بالفعل فمثلاً تاريخ مصر القديمه "الفرعونيه" لايشير أبداً الى موسى ولا الى أي من الأحداث التي تناولتها التوراه في مصر. لا بل لم يرد ذكر العبرانيين كشعب أبداً عند الفراعنه. مع العلم أن قدماء المصريين كانوا مدونين جيدين. بعض المؤرخين القدماء مثل هوميروس سبق بعض الأنبياء و لكنه لم يشر مطلقاًالى حدوث هذه المعجزات أو وجود هؤلاء الأنبياء مما يدل على أنها من نسج خيال.

حتى لو أفترضنا ان هذه " المعجزات" قد حدثت فعلاً فإننا اليوم وبما لدينا من علوم حديثه قد نستطيع تفسيرها. صلعم مثلاً لم يستطع أن يفسر لقومه أسباب كسوف الشمس وطلب منهم الدعاء والإستغفار عند حدوثه. اليوم يستطيع طفل في الأعداديه أن يشرح له كيف يحدث الكسوف. وقل ان هناك شيئا قد حدث بصورة معجزه فلماذا نفترض أنه الله، لماذا لايكون إنسانا أو شبحاً ذو طاقة أو قوة غريبه؟ لماذا يجب أن يكون الله وليس الإله راما أو أو زيوس أو عفريت الفول المدمس.

كانت الأديان تتنافس ضد بعضها بأخبار وروايات حدوث المعجزات العجيبه والغريبه فيها، فبدونها لا يكون لذلك الدين قوة ولا مركز تنافسي بين غيره..في المواقع التي يتجادل فيها المؤمنين المسلمين مع أخوانهم المؤمنين المسيحين كثيراً ما نقرأ أحدهم يكتب تعليقاً بأن الرجل الثلاثي الشخصيه يسوع، كان لديه معجزات..فأين معجزات نبيكم صلعم؟

الشفاء من الأمراض كان أهم المعجزات وهو ما أدعته المسيحيه فيسوع رغم هوايته العجيبه في المشي على سطح الماء وتحويله الى نبيذ ..كان أيضاً يشفي المرضى، ويقال أنه كان يشفيهم بإسم إله إغريقي قديم. أما صلعم فقد كان عملياً فقام بسرقة علوم الإغريق الطبيه وأضاف إليها شعوذة الرقيه الوثنيه وهو مايحاول مدعوذي اليوم إثبات إعجازيته مع أنه لاصلعم ولا المسيح أنتجوا حبة أسبرين واحده ولا عرفوا التطعيم ولا المضادات الحيويه. أفلا يجدر بنا أن نسمى هذه أيضاً معجزات كونها تتفوق على أساليب الشفاء الديني القديمه ونعتبر مكتشفيها رسل و
أنبياء؟

أما موضوع إنتشار كتاب قديم بين الناس فليس ذلك دليل على صدقه أو صحته أو مصدره الإلهي. لاتنسون بأن أكثر الأشياء إنتشاراً هي الإشاعات. لقد أنتشر كتاب كارل ماركس بين الناس بصورة كبيره فهل يجعل هذا الماركسيه ذات أصول ربانيه؟ و إنتشار كتاب نوادر جحا، ولو أنه أكثر ظرافة من القرءان لايعني أنه من عند لطيف خبير.

والأن نأتي الى التنبؤات القرءانيه الإعجازيه بما سيحدث في المستقبل. ألا تلاحظون أن التنبؤات الفاشله الخاطئه ينساها أو يتناساها الناس. فالقرءان أخطأ بإعتبار الأرض "بسيطه" بسطها الله كالفراش او السجادة المسطحه التي تميد بكم. كما أنه أخبرنا عن قوم يأجوج ومأجوج المحبوسين خلف سد من الرصاص، ورغم قوقل إيرث والأقمار الصناعيه فلماذا لانعثر عليهم؟ً. هذا يعنى العكس تماما أي أن مصدر القرءان إنساني وليس إلهي. ولكنهم كما قلت يمسحون التنبؤات الفاشله و في نفس الوقت يقحمون عبارات مبهمه من النص العتيق فيما يحدث الأن ولن أستغرب أنهم سيكتشفون قريباً آية تنبأت بالإنترنيت.. أهذا التنبؤ الغبي المتناقض دليل على وجود الله؟


أما إعتبار هذا القرءان كاملاً خالياً من النقص والخطأ، لايستطيع بشر أن يأتي بمثله ، فهذا يعتمد على التفسير الشخصي. فتحرير كتاب هو من قدرة البشر، وليس بمعجزه . كما أنه لايوجد أي كتاب ديني في العالم بدون أخطاء ويشمل ذلك القرءان والكتاب المقدس عند المسيحيين. القرءان بالذات وعلى عكس ما يزعمون ليس بكامل وهو مليء بالإخطاء سواء كانت نحويه أو بلاغيه أو تاريخيه أو علميه ولايخلو من تناقض آيات مع بعضها.

من الكلام الذي يستخدم في الدفاع عن القرءان و أمثاله من كتب النصوص القديمه هو أن جميع هذه الكتب تتفق معاً في الأهداف العامة فكلها تدعو لعبادة نفس الأله وتحث على عمل الخير وإن أختلفوا في التفاصيل.

ولكن هذا يجعلني أتساءل فلماذا لا تتشابه هذه الكتب مع كتاب البوذيه والهندوسيه فتلك أيضاً تدعو للخير ولكن ليس لعبادة نفس الأله. وإذا كانت هذه الكتب الثلاث هي منتج لأديان ولدت في نفس المنطقه من شعوب متجاوره فمن العادي أن تتشابه وهذا أيضا لا يدل على وجود الله.

كما أن التفاصيل هي المشكله فالله المسيحي بشكل رجل أشقر مصلوب وعند المسلمين شبحاً غاضب في السماء وعند اليهود هو الإله الذي يُحرم عليك نطق اسمه يهوه ( لأن إسمه يشبه نباح الكلب هو هو هو) ..أين التشابه في هذا؟ً. وحتى لو أتفق القرءان مع كتب سبقته، فقد


يعني هذا أنه نقل عنهم ، وليس بالضرورة أن يكون من عند الله.




وهكذا نكون قد أغلقنا الباب على أحد الجداليات العقيمه التي يستخدمها المؤمن الضال بإيمانه.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: