الاثنين

ڤاتيكانيات

قرأت في الصحف قبل اسابيع أن الإمارات والڤاتيكان سيتبادلان التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفراء. لم يشد الخبر إنتباهي بداية، ولكني تذكرت ذلك اليوم وتساءلت: مع ماذا سنتبادل السفراء؟ أهناك دولة إسمها الڤاتيكان؟

الڤاتيكان كلها ليست سوي كيلومتر مربع يتكون من مباني كنسيه في وسط روما. ولكن ليس هناك شعب ڤاتيكاني على وجه التحديد. فمع من سنتبادل السفراء؟ إذاً هناك دولة ليس بها شعب و مكونة من قساوسه ورهبان وراهبات يرأسهم ذلك البابا الذي يلبس ملابس مضحكه.




لو فكرت بالأمر فستجد انه لولا الدين الكاثوليكي..لما كانت هناك حكومه في الڤاتيكان، فبالتالي الڤاتيكان ليست سوى دين.

في الواقع ان السفير الڤاتيكاني لن يكون سوى ممثل البابا الرسمي. والبابا هو من يرأس الكنيسه الكاثوليكيه في العالم، فبالتالي نكون نحن في الإمارات قد تبادلنا العلاقات الدبلوماسيه مع "دين" وليس مع دولهاليس كذلك؟

وهذا دعاني للتفكير العميق. فنحن لانرسل سفراء الى الأديان عادة بل نرسلهم للدول. فلماذا لا نتبادل التمثيل الدبلوماسي مع الأزهر او مع البابا شنوده الثالث أو مع المرجعيه الشيعيه في قم او النجف؟ و نتبادل التمثيل الدبلوماسي مع رئيس حاخامات اليهود في إسرائيل! هل الدين الكاثوليكي على راسه ريشه من دون بقية أديان العالم؟



السفير يجب ان يضطلع بمهام سياسيه، وهذا هو عمله ولكن..ماذا سيفعل سفيرنا في الڤاتيكان؟ ألن يصيبه الملل والنعاس من حضور تلك الصلوات اليوميه في الڤاتيكان؟ الن يتعب من "أبانا الذي في السماوات ليتَقدّس إسمَك، ليأتي ملكوتَك، أعطنا خبزنا وكعكنا وبعض الدونت " كل يوم؟

هل من الممكن ان تحدث أزمة سياسيه لو أننا ارسلنا سفيراً شيعياً الى رئيس الحاخامات اليهودي و سفيراً كاثوليكياً الى روح الله اية الله الأكبر في النجف أو قم وسفيراً يهودياً الى الأزهر؟



ماذا لو ارسلنا سفيراً مثلي الجنس ليمثل الدوله لدى الكرسي الرسولي" الڤاتيكان"؟ أعتقد ان هذا قد يولد أزمة سياسيه بين الإمارات والڤاتيكان بالتأكيد. اتعرفون لماذا؟

الأديان جميعها بلا إستثناء هي مصدر رئيسي للكراهيه والعنصريه، وهذا كان موقف الڤاتيكان من قرار للأمم المتحده مؤخراً.


ستصوت الأمم المتحده على قرار دولي يطالب الحكومات بإنهاء قوانين " تجريم المثليه الجنسيه". هذا القرار يأتي توضيحا لإعلان حقوق الإنسان العالمي ولكن هناك ٨٥ دولة في العالم- أغلبها إسلاميه- تعاقب المثليه الجنسيه و تصل هذه العقوبات الى درجة الإعدام كما في جمهوري إسلامي إيران.



الڤاتيكان أعلن بأنه سينضم لهذه الدول الإسلاميه في معارضته لهذا التصويت. بعبارة أخرى أن البابا وحكومته الدينيه ستدافع عن حق هذه الحكومات بقتل البشر لأنهم فقط مثليين! أي انه دفاع عن عنصرية وتفرقه وظلم. وفي تبرير لها قال ممثل "دولة" الڤاتيكان في الأمم المتحده بأن الدافع وراء هذا الأعتراض هو أن هذا القرار سيشجع الدول على القبول بزواج المثليين! يعني قتل الناس أهون عنده من " الزواج المثلي" ماهذا؟ أليس هذا ماكانت تقوم به الكنيسة فعلا اثناء حكمها لأوروبا في العصور الوسطى..أتغير شيء؟

هل من المعقول ان تأتي احد الدول مثل امريكا مثلاً وتلقي في السجن مليوناً من البشر على أساس انهم مثليون؟ لو أخذت بلدا مثل مصر بها سبعين مليون فيبلغ الرقم نصف مليون على الاقل يزج بهم السجن او يعدموا بقذفهم من المباني العاليه والجبال"شاهق" حسب الشريعه الإسلاميه السمحاء؟



المسيحيون في أمريكا يريدون إعادة التعليم الديني للمدارس وإلغاء تدريس نظرية داروين وإستبدالها بالإعجاز العلمي في الانجيل " نظرية الخلق الذكي". الملك عبدالله يدعو لحوار الأديان لتتحد الأديان الثلاث ضد الإلحاد. والمتطرفون اليهود في إسرائيل يجوبون الشوارع داخل الأحياء في دوريات للرقابة على الحشمه في اللباس " السيطره على المرأه". انه التطرف الذي تنتجه الأديان بسبب خوفها من التغيير و التقدم وهذا ما يحدث عندما نقبل ان يكون للدين دوله.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: