الهباب، في لجوء المؤمن للشتيمة والسباب




تفاجأت بإيميل يأتيني يقول مُرسله: لابد أنك مغتبط هذه الأيام على مايحدث في غزه؟ لماذا يكون المُلحد سعيداً بما يحدث في فلسطين؟

الإستنتاج: إذا هاجمت الإسلام إذاً فأنت عميل صهيوني وخائن للشعب والوطن.

واحد اخر علق على بوست
لمن الحكم لله أم للأنسان، للشرع ام للعقل فقال :

عندي اقتراح لك يا بن، بما أنك فاضي أشغال و أعمال و اسرائيل بتنهزم شيئا فشيئا في غزة الآن.بما أنك فاضي: تيجي تاخوذلك كوع مص ؟ ههههههه أو سلمني العهدة و أنا باجيك شخصيا أخليك تمصّلي، شو رأيك ... والله أنا سمعت من عدد من أصحابك السابقين انك(
غاي) شاذ و هذا السبب الحقيقي وراء كل هذا الحقد على الإسلام لما له من نقمة على الشواذ.

الإستنتاج: إذا هاجمت الإسلام، إذا فأنت شاذ ولوطي وابن كلب؟

هناك أمثله لاتنتهي على بذاءة لسان المؤمن المسلم. ولكنها في نفس الوقت مصدر دعابه وضحك. حاول أن تكتشف ماهي الشتائم الأخري التي لم نسمعها بعد؟ جرّب هذه؟ رافضي ملحد صليبي؟ أو هذه: قوّاد صهيوني ديوث؟ وأترك الباقي لخيالكم الخصب. يتنتشر السب في بلاد الرمال اليوم وبالذات بين المنافقين ..عفواً اقصد المؤمنين الجدد ، ممن إستبدلوا ثوب القومجيه والإنقلابيه الثورجيه ، باللحية والتدين ، وهم غير مدركين انهم بهذا مناقضين حديث صلعم: المسلمُ ليس بالطعّان ولا اللعّان ولاالفاحش ولا البذيء.







ماهو سر ذلك ياترى؟ لماذا يلجأ المسلم هذا الى السباب؟ هل لأنه، وكما يقال بالمصري لايحل ولايربط أو بعبارة أخرى "خيخه" لايستطيع ان يجيب أو يعلق على ما يُكتب؟

يشرح لنا الكاتب السعودي تركي الحمد هذه النفسيه المريضه في كتابه "من هنا يبدأ التغيير":

على مر سنوات من تاريخ الخطاب السياسي العربي الحديث والمعاصر، كان الأخر دائماً هو العدو. وهو "الأخر المختلف هذا" السبب الأوحد في التخلف والهزيمه وعدم السياده العالميه، ونحو ذلك من أشياء تتغير مسمياتها من خطاب الى اخر إلا أنها تبقى عند تحليلها ذات معنى واحد فتارة هو الإستعمار، وتارة هو الغرب، وتارة هي أمريكا وتارة هي الإمبرياليه ..ويبقى هذا الأخر الشريرعدوا حاقداً متأمر دائماً ساعياً الى كبح جماح هذه الأمه (السوبر) فقط من دون الشعوب الأخرى على هذه الأرض.

طوال هذه السنين ، وكلما واجه هذا العربي المسكين في بلاد الرمال قولاً مختلفاً عمّا ألفه وتعود على سماعه ، إعتبر قائله على الفور عدواً ، وأضافه الى القائمه وفضفض عن نفسه بسبه وذلك حسب ماتلقنه من حتميات أيدولوجيه و ثوابت إسلاميه. أنظر الى كمية السباب والشتائم في المواقع الإسلاميه ضد المسيحيه وضد الشيعه والسنه .الإنسان عندما يستخدم لغة بذيئه ظاناً أنه يشفي غليله يفقد إحترامه بين الناس اليس كذلك؟ فمن هو المحترم بين الأثنين؟ المُلحد أم الشوارعي المؤمن الفاقد لعقلانيته؟







كونك ملحدا أو ليبرالياً في بلاد الرمال أو حتى مجدداً إسلامياً فأنت ستقع في خانة هذا "العدو" وتصبح مشبوهاً ينظرون أليك بعيون الريبه والشك فيقوم المؤمن وبعقله السطحي المحدود المعرفه يُقلب في قاموسه الضحل ليفهم من أنت ولماذا تقول ما تقوله؟ هل ذلك لإن كافر، أم أنك من منافقين يثرب؟ هل أنت شيوعي من عبدة الصليب أم صليبي من الرافضه الشيعه؟ هل أنت صهيوني يهودي من أكلة لحم الخنزير؟ أم إنك شاذ من أتباع النبي لوط الذي يشجع النساء على الجنس والإباحيه؟ هذه اللخبطه والأسلاك المضروبه في دماغه بسببك أنت أيها الملحد. أنت مثير للشغب محطم لحتمياته الايدولوجيه وثوابته الدينيه التي نشأ عليها. وبهذا تصبح ايها الملحد وبجداره أخطر إنسان على هذا الكوكب.

هناك مثال حيّ على الجهل والبلطجه الإسلاميه على الإنترنيت بالمسبه والشتم فهناك شخص أطلق مدونة إسلاميه للسب والشتم( لن أنشر اللينك إحتراماً لمن تعرض لهم هذا الجاهل ظلماً وبُهتاناً)
. المُضحك أن صاحب هذا البلوڠ قد كتب فوق صفحة البلوغ بسم الله الرحمن الرحيم ثم آية قرءانيه هي لو لا دفع الناس بعضهم ببعض.. وتحتهما مباشرة كتب: كشف النقاب عن اولاد القحاب حتى ليخال الإنسان أن الأخيره أيضاً من كلامه سبحانه وتعالى . مُدونه هايفه جداً ولاتعبر عن اي شيء سوي هيافة مستوى صاحبها ، الذي يقدم نفسه كبطل مُدافع عن الإسلام، فيكتب وهو نكرة يسمي نفسه من وحيّ ثقافته الإسلاميه الجلاد:

صفحة رئيسيه سنعرض بها بيانات لإعداء الإسلام والمنافقين على الإنترنيت والذين قمنا بإختراق بريدهم الألكتروني لتعرية وجههم القبيح. أما وكأنه قد عرىّ مؤخرته هو قبل حتى أن يكمل جملته؟ أيحاول صاحبنا هذا ان يظهر بمظهر الهاكر الجبار الخطير؟ وكل ما قام به سعادته ليس سوى سرقة صور من
الفيس بووك للناس الذين لايعجبه كلامهم صور وضعها اصحابها بأنفسهم ، ثم بغرور الجاهل ينشر صورهم في مُدونة أنشأها للسباب والشتائم الرخيصه خدمة للإسلام العظيم... حد يفهمني كيف يفكر هؤلاء الغشم الهباب؟

أتساءل احياناً ..أين هذا الإسلام العظيم الذي لايهش ولاينش؟ الا يستطيع جلاديه وصناديه أن يردّوا بالقلم على مجرد فكره..بعض هؤلاء الذين يشتمهم هذا المدون هم في الواقع مسلمين كما يبدو لهم رأي مغاير لرأيه. ولكن هذا لايهم فدور المسلم المجاهد الحقيقي، هو شتم ولعن وسب أعداء الدين. أي دين هذا يقوم على لعن الأعداء ومسبتهم ..الى درجة ان دعاء المسلم ليس إلامسبات : اللهم دمرهم..اللهم أقتلهم ..اللهم يتم أولادهم ورمل نسائهم اللهم خرب بلادهم زلزلها يارب العالمين..رقصها عالوحده ونص وأجعل عاليها سافلها...بلا بلا بلا؟

هذه الصفه غير مقترنه بالمؤمن المسلم فقط ، بل نجدها كذلك في كل المجتمات المهووسه بالدين والخرافه ومنها المسيحيه المتدينه ، وقد وجدت هذا الخبر هنا من أمريكا.

السيده ريبيكا هانكوك مطلقه ، وعضوه مسجله في أحد الكنائس في مدينة جاكسون فيل بفلوريدا. تعرفت ريبيكا على شاب بعد وحدة طويله عانتها بعد طلاقها من زوجها .. فصارت بينهما علاقه، وذهبت في يوم أحد كعادتها لتعترف للكاهن فأخبرته بأنها تواعد شاباً. طلب منها الكاهن أن تستغفر وأن تنهي علاقتها به على الفور. فحسب إعتقاد هذه الكنيسه بأن كل العلاقات خارج الزواج هي من الذنوب المُميته. ترفض السيده هانكوك ان تنهي علاقتها مع صديقها، فماذا ستفعل الكنيسه إزاء ذلك؟
تقرر الكنيسه ان تضعها امام خيارين، فهي إما ان تضحى بحُبها وسعادتها وأملها بالزواج مرة اخرى وإلا فستفضحها الكنيسه وتشهّر بها وتخبر المصلين في القدّاس عن ذنبها وما إعترفت به للكاهن. هنا تخيلت في لحظة أن يقف هذا الكاهن ويصيح في القداس: كشف النقاب عن اخبار القحاب ..ومنهم السيده هانكوك الخنزيره عدوة الإسلام اقصد المسيحيه! ما اشبه الشيء بالشيء؟ هدد الكاهن كذلك بأنه سيقوم بتوزيع رقم هاتفها على المؤمنين المصلين ليتصلوا بها ويضايقوها، كما فعلت مملكة الرمال الكبرى بالنساء اللاتي سقن سيارات في التسعينيات، فقد أرسلوا أرقامهن لجميع الناس مع فتوى بجواز سبهن كعاهرات وسب ازواجهن كذلك..فما اشبه هباب اليوم بمؤمنين البارحه.

مثل صاحبنا الجلاد الهايف والكاهن الهباب هذا الذي لم يحتفظ بأمانة السر فانهم يوعون الناس يوما بعد يوم على ان الأديان ليست اكثر من هباب كما يقول المصريون. هذه السيده تركت الكنيسه وستترك المسيحيه قريباً، وآمل أن الناس الذين قام بسبهم جلادنا الهايف أن يفعلوا الشيء ذاته. انهم يدقون مسامير نعشهم.

مسبات مثل صهيوني وشاذ وخنيث وشيوعي مجرد كلام هايف وهباب يتلفظه المؤمن لإن تساؤلات المُلحد تسبب له الصداع. تساؤلات الملحد حول الأخلاقيات الدينيه ودور الدين السلبي على الأسره والأطفال وعلى العلاقات الأجتماعيه وحرية الرأي وحرية المرأه تقلقهم..تزعجهم..تؤرق نومهم . المُلحد يشجّع غيره كذلك على التساؤل في ثوابت المؤسسه الدينيه ويحطم خرفتات الحتميات الأيدولوجيه و الثوابت الإسلاميه المتراقصه. أنه يهز كرسي الهيمنه على العقل ..من تحت رجل الدين. إن هذا مايجعلهم غاضبين يسّبون كالثور الهائج.

الخوف يولد الكراهيه. هؤلاء المؤمنين السبّابين الشتّامين يخافون أن نكشف غبائهم. أنهم يعرفون ضعف حجتهم وأنه ليس لديهم ولا حتى دليل واحد ، مادي أو منطقي مُقنع لمزاعمهم. لقد حشرهم العلم والعقل في زاوية ضيقه ، ولم يستطع حتى رب الرمال بجل جلاله.. ان يأتي لنجدتهم.

بصراحه انا لايؤثر بي السباب والشتيم لقد أصبحت عندي مناعه لكثرة ما إستلمت من إيميلات على مدى الخمس سنوات الماضيه التي هي حياة هذه المدونه، فهل توقفت؟ ابداًَ. هل تأثرت؟ بالمره..طز..دعهم يسبون على راحتكم، هل سارد؟ هل ساقول الله يسامحكم.. لا بل سأكتب أكثر وأكثر.





أقول للمُلحدين والليبرالين وأحرار الفكر، لاتعيروهم إنتباهاً ، فمهما شتموا وقالوا فمن يهتم؟ عيشوا حياتكم و بكل سعاده على هذه الأرض، فمن يريد الذهاب الى جنتهم
الوندرلاند المليئه بالشتّامين وبذيئي اللسان؟

بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات