الاثنين

الإسلام الحقيقي


ان أول منتقدي الإسلام هم.. المسلمون أنفسهم




عندما ننتقد الأسلام، ماهو الشيء الذي ننتقده بالضبط؟ هل نحن فقط نهاجم صورة من الأسلام الخاطيء ..الذي لايمثل الأسلام الحقيقي؟ والذي يجب ان يكون مُحصنا من أي إنتقاد .

أن هذا هو مايعتقد المؤمنون بالأسلام إننا نفعله، هو إنتقاد الجانب السلبي أو الخاطيء للإسلام. وهذا يعني أنه بالتأكيد لو كنت "علماني ملحد متساهل منحل " يجب أن تحُط في في بالك أي نوع من الأسلام تقصد عند إنتقاده، لابأس إن كان ماتنتقده هو الأسلام الضال والخاطيء أو الرافضي أو الناصبي أو إسلام" أهل البدع" الصوفي وغيرهم..ولكن أياك أن تتجرأ وتنتقد الأسلام الحقيقي.

ولكن من أين لنا ان نعرف أي من هذه السَلطات هو الأسلام الحقيقي ؟ والذي يجب ان نحترمه ونبجله ونقدم له فروض الطاعه.. ولا ننتقده؟ انه مثل سوق الخضره كل بائع منهم ينادي على أن مالديه هو البطيخ أقصد ، الأسلام الحقيقي ، ويدرّس تعاليم مخالفه للأخرين ، ويدعّى أن المختلف عنه خارجي ومبدع و ضال و مخالف لتعليمات البلديه ..إذا كان المسلمون أنفسهم لايعرفون ماهو الإسلام الحقيقي، فمابالك بنا نحن؟


رسالة جديده جاءت على الأيميل من صديق للمدونه:

تحية طيبة عزيزي بن ،


انا من اشد المعجبين بكتاباتك على مدونة ارض الرمال... زميلك المتحدث اليك يكتب لك من مملكة الرمال الكبرى حيث الحر فيه كالقابض على الجمر


كنت ازور بعض أقربائي.. وبعد فترة الصلاة جلست لوحدي قليلا وتصفحت جريدة عكاظ وانزعجت بشدة من احدى المقالات... بالرغم ان الموضوع اساسا كان عن موقف الارهابيون من الذين يسمون انفسهم علماء، الا انهم تطرقوا الى امور بالجد مزعجة... ارجو ان تقرأ بنفسك وتحكم... اردت كتابة مقالة لكن ارتأيت ان الجأ اليك كونك تحظى بشعبية واسعة ولديك اسلوب رائع في الكتابة... وسأطرح هذه المقالة في يوم لا حق في شبكة الملحدين العرب (بالرغم من ان الموقع محجوب بالمملكه، الا انه غير محجوب في شبكة الشركة) وهذا نص المقال:




علماء المملكة: لا ينتقد أهل العلم إلا ، خارجي متطرف أو متساهل منحلّ

في بيان وزارة الداخلية السعودية الأخير ، ذكر فيه أن قادة الإرهاب والفئة الضالة يزرعون في نفوس أتباعه التشكيك في مواقف علماء المملكة، وفي قدرتهم العلمية، في محاولة بائسة منهم للحيلولة دون إقبال الشباب والمجتمع للنهل من علوم علماء المملكة( بدون أدنى خجل) .


ملحق(الدين والحياة) اتجه إلى هيئة كبار العلماء في مدينة الطائف، والتقى بمجموعة من أعضاء الهيئة ، وتساءل منهم عن سبب الحملات عليهم من قبل صبية القاعدة والمتطرفين، فأكدوا جميعا أن وقوف العلماء ضد المنهج الخارجي الذي عليه الفئة الضالة احد اكبر الأسباب، في ما وصف الشيخ صالح الفوزان: بأن من يشكك في العلماء أما خارجي متطرف أو متساهل منحلّ ، بينما قال الشيخ عبدالله المطلق إن الفئة الضالة تحارب كبار العلماء لإضعاف من يقف بوجوههم، والى تفاصيل هذا الاستطلاع. أكد فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء بأن الواجب احترام العلماء والأخذ بفتاواهم عملا بقول الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وقال في تصريح خاص (للدين والحياة): أهل الذكر هم العلماء والأمر بسؤالهم يوجب الأخذ بفتاواهم. ولا ينتقد علماء الأمة إلا أحد رجلين. إما خارجي متطرف وإما متساهل منحل. وأهل العلم هم ورثة النبي صلى الله عليه وسل وقال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء) فالواجب احترامهم واحترام أقوالهم لأنهم قدوة الأمة ومرجعها. قال تعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن او الخوف أذاعوا به ولو ردوه الى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) والرد الى الرسول يكون بعد وفاته الى العلماء الذين هم ورثته




وعن الذين يتلقون العلم من خلال مواقع الانترنت المشبوهة وينشرون الفكر الضال قال فضيلته: العلم يتلقى عن العلماء في المدارس النظامية وفي حلقات العلم في المساجد ولا يتلقى عن الكتب ولا عن الأشرطة والتسجيلات ولا يتلقى عن المتعالمين ولا يتلقى في الخلوات المشبوهة البعيدة عن المدارس وحلق التعليم لأن هذه الطريقة هي التي تنبت التطرف والخروج على ولاة الأمور وتنبت المتعالمين الجهال الذين يفتون بغير علم فيضلون ويضلون فيجب الحذر من هذه الطريقة وما ضل الخوارج في السابق إلا لما اعتزلوا مجالس العلماء وانحازوا الى المشبوهين ( والشكوى إليك ياربي) .




هدي السلف الصالح:





وشدد فضيلة الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء في تصريح خاص لـ (الدين والحياة)على أن الواجب على المسلم أن يحترم العلماء ويقدرهم فقد رفع الله شأنهم وأعلى منزلتهم قال تعالى: (يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقوله صلعم: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم( تسويق بضاعتهم ، أنهم أجمل الموجود ) فلذلك على عموم أبناء المسلمين أن يعرفوا حقوق علمائهم فقد قال صلعم:(ليس منا من لم يعرف لعالمنا قدره) وعليهم أيضا ألا يقبلوا أن ينال من منزلتهم ومكانتهم أحد واستطرد فضيلته قائلا: ليس معنى احترامهم انه إذا وجد خطأ او زلل يكون مدعاة للتصيد فيبقى العالم بشرا يخطئ ويصيب لكن المسألة في كيفية معالجة الخطأ فلا يكون بالتشهير او بالفضيحة ولا بسؤال الأسئلة التي فيها اغلوطات سعيا في إيقاعهم في الخطأ كما جاء في الحديث (أن النبي صلعم نهى عن الأغلوطات) وان كان الحديث فيه بعض الكلام لكن يستدل ويستشهد به لأن معناه يتماشى مع أصول الشريعة فلا ينبغي للمسلم أن يحرج أخاه المسلم ويسعى الى أن يضع العلماء في الأخطاء ويكون معه في حال من الاحترام والتقدير وإذا وجد من الزلل والخطأ فإنه يناصحه ويبين له ويذكره كما كان ذلك هدي سلفنا الصالح مع علمائهم وهناك ابن عباس رضي الله عنهما مثال وهو المعروف بنسب ومنزلته العليا والذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم تلك الدعوات المباركات فكان مع علماء الصحابة على قدر كبير من الإجلال والتقدير لهم والروايات في هذا الباب كثيرة فيما ينبغي على طلاب العلم وعموم المسلمين تجاه علمائهم والصلحاء منهم مما يوجب اقتفاء أثرهم في ذلك



معارضة مقاصد الشريعة: ( مقصد الشريعه واحد هو الحكومه)






من جهته أوضح فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء أن الله عز وجل رفع مكانة علماء الشريعة كما قال سبحانه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون( غيرهم لايفهم شيئا فهم الو العلم مثل آينشتين) وقال: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وأمر بالرجوع اليهم وسؤالهم كما قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وخصوصاً في أوقات الفتن وأوقات الهوى قال تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن او الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) ومن هنا نعلم أن الرجوع الى علماء الشريعة إيمان وأن التزهيد فيهم والدعوة إلى نبذ أقوالهم مضاد لمقاصد الشريعة ودليل على النفاق وهو نوع من أنواع الصد عن دين الله, وخصوصاً إذا كان ذلك من أجل جعل الناس يقدمون على المعاصي والذنوب التي من أعظمها الاعتداء على الآخرين سواء باستحلال سفك دمائهم او أخذ أموالهم أو الكلام في أعراضهم تكفيراً وتفسيقاً قال تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات " وعلماء المملكه" بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثما مبيناً)

وأضاف فضيلته في تصريح خاص لـ (الدين والحياة) : من ذلك ما يقوم به بعض أهل الضلال بالتشكيك فيما يصدر عن العلماء من بيانات تحث على ائتلاف الناس واجتماع كلمتهم على ولاتهم وذلك لأن من مقاصد الشرع أن تكون الأمة قوية مرهوبة متماسكة متعاونة على الخير ولا يكون ذلك إلا بوجود ولاية يجتمع عليها الناس ولذا قال النبي صلعم : من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق كلمتكم فاقتلوه كائنا من كان) أخرجه مسلم، ونحن في هذه البلاد ننعم بفضل الله تعالى بخيرات كثيرة فلابد من شكرها ومن أسباب شكرها تفويت الفرصة على أولئك الذين لا يدركون عواقب الأمور ممن استولت عليهم الشبه الفاسدة ومن هنا فإنني أدعو وسائل الإعلام الى الاعتناء بإبراز علماء الشريعة الموثوقين وإتاحة المساحات الكافية لنشر أقوالهم وبياناتهم وفتاواهم لنحقق بذلك نشر العلم الصحيح من جهة حيث يوجد علماء يعرفون فيرجع اليهم ونقطع الطريق على شبهات أولئك التي لا قيمة لها ويتمكن أدنى طالب علم من ردها ومعرفة عوارها







أذا كانوا هم مختلفين على هذا، فماذا يجب أن يكون موقفنا نحن المنتقدين للإسلام؟ تابع معي.

في واقع الأمر من مقال صحيفة عكاظ نجد أن الشيخ الفوزان ساوى بين المنحل المتساهل و المتطرف المتشدد. ولكن هل نستطيع القول بأن النظام الذي يعمل فيه الفوزان و غيره طبعا في مملكة الرمال الكبرى، هو وسط؟ ابدا أنه كذلك متشدد جدا ويطبق قوانين الشريعه القديمه بكل جور وظلم على الناس. الفرق الوحيد بينه و بين ""صبية القاعده"" و هؤلاء "" الفئه الضاله"" هو فرق النهج السياسي فقط...كل يغني على أموّرته.

ليس هناك خلاف عقائدي بين المؤسسه الدينيه الوهابيه وبين حركة السلف الجهاديه و لا حتى مع الأخوانجيه، فليس منهم من يصلى أو يصوم او يؤذن بطريقة مختلفه عن الأخر، أن الفرق الوحيد ان هناك جماعات إسلاميه أتخذت لها خطا سياسيا معينا و تهدف من خلاله الى الوصول الى السلطه..وعندما يتولون زمام الأمور، فلن تتغير شريعة قطع الرؤوس بالسيف( إبتداء بالعائله السعوديه الحاكمه قطع اعناق الأمراء وسبي نسائهم) ثم سيسيرون على اثرهم ، وبدل هيئة الأمر بالمعروف ورجالها ستكون هناك ..هيئة الحسبه و رجال فرقة حسب الله ( من مقالة عكاظ يتضح بأن الأسلوب الذي تنتهجه مملكة الرمال الكبرى في مكافحة الأرهاب هو اسلوب فاشل لأنه يستخدم الأسلام الحقيقي ضد حبابيبي ..الإسلام الحقيقي)

الأديان عموما تتأثر بمحيطها المجتمعي والسياسي والظروف الثقافيه والعرقيه و التاريخيه والأقتصاديه. الأعتقادات الدينيه تتشكل حسب ذلك وتتكون خلطه جديده، شكل جديد يتحول الى ""الأسلام الحقيقي"".

لاحظ علماء الأجتماع ومنذ زمن بعيد ان الأديان تتأثر بأحداث التاريخ والأقتصاد رغم أن أهل الأديان والمؤمنين بها في إنكار دائم لذلك. فيصرون على أن عقيدتهم صافيه و نقيه لاتشوبها الشوائب والأخرين هم الكفرة وهم الخوارج والضالين المارقين. دراسة الأسلام من الزاويه التاريخيه بعد الفتوحات يشير الى سيل من التأثيرات الثقافيه و الأجتماعيه والتاريخيه التى لم يصمد أمامه الشكل الموحد للأسلام الذي أراده ألخليفه ابابكر. التاريخ يعيد نفسه فليس هناك سحر ولا معجزات ولابساط الريح.


وهنا نجد حالة غريبه، المؤمنون ينتقدون بعض ويهاجمون بعض، فلماذا يزعلون عندما نشارك معهم في اللعبه؟ إن أول منتقدي الإسلام هم المسلمون أنفسهم ، كل مذهب ينتقد الأخر وكل طائفه تهاجم رأي الأخرى..كل يرى انه الأسلام الحقيقي او الدين الصحيح. لقد صور المسلمين لأنفسهم بأن رب الرمال سيحفظ الأسلام من التحريف الى يوم القيامه..ولكن لانعرف أي إسلام منهم؟ واي شكل منه السنى ام الشيعي أم الزيدي ام الأباظي ام القاعدي الطالباني ام الوهابي أم السلفي الجهادي ..(خلوني أخد نفس)..أم الأخوانجي ام السروري أم المزاهري ..أم هذا الاسلام المُستجد المارقي.

الا يدل ذلك على أن الأسلام دين مثل غيره.. لايستطيع ان يمنع نفسه من التأثر بمحيطه ؟

الخلاف الذي يجرى حاليا في مملكة الرمال هو دليل على أن الأديان تتأثر وتتشكل بمحيطها..ومايحدث هناك ماهو إلا مثال على أن نسختهم للأسلام الحقيقي ، صارت تتغير تحت ضغط ألتاثير الذي صاحب ظهور حركات الأسلام السياسي.




لماذا يلومونا إذن ! أليس أدعاء احد منهم بأنه يمثل الإسلام الحقيقي، في حد ذاته.. إنتقاد للاسلام؟

فطوبى للملحدين


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: