الاثنين

لماذا تشبه الألهه..أصحابها؟




ماهو سر تشابه المعبود في الشكل، والصفات والمزاج..مع عباده؟







والذي نفس بن كريشان بيده، لن أركب مع منال في السياره مرة أخرى ، أصرت أنها ستوصلني بسيارتها للبيت على اساس أنه لايجب أن أقود السياره بعد الشرب، ومع انها لم تكن إلا ثلاثة من الباينتات الخفيفه من هاينكن إكسترا كوولد بينما شربت هي حوالي أثنين ليتر كابوتشينو، ومع أصرار الشله قبلت و قلت في نفسي : البنت معها حق يابن كريشان لماذا تريد أن تجازف بالمبيت في مركز شرطة المويجعي؟

وياعين ماتشوف الا النور..لقد ظننت أنني في سباق الفورملا وان والأنسه شوماخر على يساري ، البنت تتكلم بالموبايل وتقلب أقراص أغنية تريد إسماعي أياها وتبحث عن العلكه في شنطتها ..وكل ذلك في نفس الوقت الذي تجاوز فيه السيارات من اليمين وعلى سرعة ثلاثه ماخ في الساعه..والله أن المبيت عند الجماعه في المويجعي ، أفضل ألف مره من الموت بتحطم سياره .

وصلت الى البيت وودعتها بسرعه، قبل أن تفتح أمي الباب و تراها ، فتلقي علىّ محاضراتها المعتاده..وأنطلقت منال شوماخر مغادرة بسرعه بصريرأحتكاك عجلات سيارتها بالشارع مخلفة رائحة حريق إطارات..والأن وقد طارت النشعه من رأسي كما نقول بالأماراتي، أي ذهب تأثير كل ماشربته من الرعب بسبب طريقة سواقتها( كنت أظن أن الحريم لايسقن السيارات بهذه الفوضى) ، فأنا بحاجه الأن الى كأس أخر يهديء من روعي، ففتحت خزانتي السريه ، حيث ترقد زجاجة من فودكا إمبريال روسيسكي سوبر إكسترا.. عندما وقع نظري على ..حاجي بوذا !


حاجي بوذا كما اسميه ، يعيش هنا في الخزانه منذ سنوات كلاجيء ، لأن أمي تكسر كل تمثال في البيت على أساس أن الملائكه الكرام لن يدخلوا بيتنا( عساهم يدخلون جهنم الحمرا) وحاجي بوذا هذا تمثال غالي جدا وقد كلفني كثيرا من الوانات الصينيه لا تعد ولاتحصى لذا فأنا أخفيه هنا ، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا وأجد له مكانا يأويه. وهو عباره عن تمثال جميل للرب بوذا على شكل أبريق شاي..عفو أقصد أبريق شاي على شكل بوذا، والله لا ادري بالضبط ولكن..قد أسميته حاجي بوذا بعدما أشهر أسلامه عقب جلسة نقاش حاده بيني وبينه في موضوع الفودكا ،راهنته فيها على أن فودكا سميرنوف ، تتسبب بالصداع لمن يشربها وهذا ماحدث لي اليوم التالي ، فخسر بوذا الرهان ..وتحول للأسلام .

مع انني وعدت نفسي ان لا أكتب بعد الشرب لأنني لا أضمن نتيجة المقال.. ألا أن الليله كان هناك شيء عجيب لاحظته في حاجي بوذا ..قد جذب أنتباهي .

لماذا يشبه حاجي بوذا الصينين؟ سألت نفسي أولا ثم قادني هذا الى أنه في الواقع ، جميع الألهه التي يؤمن بها الناس..تشبههم ، فالبوذا الصيني والتايلندي عيناه مسحوبتان وصغيرتان مثل الصينين والأسيويين عموما . وعندما تنظر الى ألهة الهنود الهندوس..تجد بعضها يشبه في ملامحه راجيش كومار الذي يعمل في قسم الكومبيوتر عندنا بالشركه. ولو بحثت عن إله قبائل الوانغا - دونغو ، وهي وحده ست اي الهه أمرأه تسمي على ما أظن : سويليمينه، كما أستنتجت من أغاني رقصة الليوه الخليجيه ذات الأصول الأفريقيه، فأؤكد لكم بأنه في الغالب يشبه روبرت موجابي ..وليس توم كروز .





أحد أصدقائي -مشلول عقل- ممن يرسلون الأيميلات الدينيه للناس بدون رحمه ، أرسل واحدا فيه صور لمدينة بومبي الرومانيه جنوب نابولي والتي غرقت في حمم بركانيه مما جعلها افضل مصدر لنا عن الحياة الرومانيه القديمه . فقال اخينا - أو قالوا له- انها المدينة التي عذبها الله لأن أهلها يمارسون الشذوذ وينصبون تماثيل عاريه ( الوالده زعلانه على حاجي بوذا ..تخيل كيف لو أخذتها الى هناك) والى أخره من السذاجات والتي أن دلت على شيء فانها تدل على تفكير مُعوق وجهل مُطبق وغباء مُغرق ، ولكنه كان محقا في أمر واحد فقط هو ان الأيطاليون كانوا هكذا دائما..مثل الهتهم تماما.

هل شاهدتم أفلام أيطاليه رخيصه من تلك التي تسمى البي موفيز. ستجد بها الرجل الأيطالي يخون أمرأته ويقفز من حضن امرأة الى أخرى ، وهي تفعل نفس الشيء ..قبل سنوات ضُبط الرئيس اليوناني في علاقة عاطفيه مع أمرأة غير زوجته ، وبينما لوكان هذا في أمريكا لحدثت فضيحه بجلاجل مثل كلينتون و لوينسكي ألا أن الشعب اليوناني أعتبر الأمر عاديا فكل الرجاله هكذا! و عندما تدرسون الميثولوجيا الإلهيه الأغريقيه والرومانيه تجدون الخداع والخيانه بنفس الطريقه فاللألهة الرومانيه والأغريقيه القديمه تخون زوجاتها ،وتخدع وتغش وتزني وكأنك في مسلسل ذا بولد اند ذا بيوتيفول .






الفيلسوف زينوفانيس كان فيلسوفا اغريقا عاش في القرن الخامس قبل الميلاد كان قد لاحظ ظاهره تشابه الألهه مع مؤمنيها فكتب:


" لقد وصف هوميروس الألهه بطريقة مخزيه لاتحدث الا بين البشر. السرقه الخيانه والخداع والزنى وهذا يحدث لأن البشر يمثلون الألهه بأشكال وأجسام مثل الأنسان.

هؤلاء البشر الغير مخلدون يمثلون الألهه على أنها تمشي مثلهم وتلبس ثيابا كما يلبسون. ولها أصوات تتكلم بها مثل كلام البشر. أنظر فالأثيوبيون يقولون أن للأله أنف أفطس ولون جلدته سوداء بينما يقول التراقيون بأنه أبيض وشعره أحمر ولون عيونه زرق. فالكل يصور الألهه مثله هو ولو كانت للبقر والخيول ايادي لرسموا ألهتهم مثلهم ، أبقارا وخيولا
"

صحيح أن الفيلسوف زينوفانيس يتحدث عن شكل الألهه الخارجي وهو غير مخطيء في هذا ألا أنه حتى في الأديان التي لاترسم ألهتها مثل الأسلام واليهوديه نجد أن هناك تشابها كبيرا بين الرب وبين الناس في الصفات مثل الغضب والأنتقام والتهديد والثأر .

رب الرمال قد لايكون له شعر أحمر وأنف أفطس وعيون ضيقه مسحوبه ، وبالتأكيد انه لايشبه الأبقار والخيول والبعران..ألا أنه بالتأكيد يشبه العربي ساكن الصحراء في كثير من تصرفاته ومزاجيته وأفعاله ، فهو رب غيور.. يغار على أمرأته من أن يراها أحد فيحجبها ولا يذكر اسمها..لايوجد لديه ولا حتى ملاكه واحده زغنطوطه ، كل اللي عنده ملائكه رجاله بشوارب ..اقصد ملائكه يحفون الشوارب ويطلقون اللحى
هكذا ، وهو منتقم ، يحب الثأر ويمكر وشديد القساوة كأعرابي الصحراء..ولو قدر ان يكون الرسم مباحا في الأسلام لرسموا الله في شكل..همممم.. بن عثيمين.. أو مفتى السعوديه الذي يخفوّن به الأطفال الذين لايسمعون الكلام.





هذا بالتأكيد لم يأت مصادفة..فهناك سؤال يطرح نفسه: هل تصرفات الناس وردود أفعالها تتأثر بما يريده الأله..أم ان الأله يتأثر بشخصيات ونفسيات أتباعه؟

أن الأخير هو الصحيح.. وإلا فلماذا في هذا العالم هنالك الكثير من الناس يؤمنون بالكثير من الألهه ..كل منها يتشابه و يتقارب بشكل أو بأخر من الأشكال الفسيولوجيه للشعوب التي تؤمن بهم ...أو من طبائعها الأجتماعيه والثقافيه .. وعقدها النفسيه؟

بعض الأديان مثل المسيحيه تقول أن الله خلقنا على صورته أو هيئته ولكن من الواضح ان أحدهم كان ينظر في المرأة عندها! ولكن لو تركنا الأديان جانبا وفكرنا في الفن والرسم بطريقه علمانيه لا أثر للأديان فيها وذهبنا حول العالم فلن نستغرب عندما نجد صور الرسامين المكسيكيين تشابه بيئتهم وشعبهم ، ولو كانوا في أفريقيا فينعكس ذلك على فنهم ورسوماتهم..حتى لو قدر و أن وُلد
ليوناردو دافنشي في أوساكا باليابان فستكون المونوليزا..يابانيه الشكل ، أما لو نشأ دافنتشي في جمهوري إسلامي ايران ، لرسم الموناليزا هكذا ...ولو قدر لبن كريشان أن يولد في أمريكا اللاتينيه فسيرقص السامبا مع حبيبة تشبه أدريانا ليما ..وليس مع موزه المزروعي ( من هي موزه المزروعي اصلا؟) المهم نتابع..فعندما نتحدث عن الدين المفروض أن يكون مقدسا إعجازيا، ولكن و مع هذا يحدث نفس الشيء؟ أفلا يدل هذا على أن ألأمر كله من نسج خيال البشر.






عندما يقال عنه "ليس كمثله شيء " أذن فيجب أن يختلف رب الرمال عنا كلية ولايشابهنا بأدنى شيء، لا يجب أن يشابهنا في تصرفاته، لا يجب أن يشابهنا في أخلاقه..لا يجب أن يشابهنا في مواقفنا و لافي أفكارنا. يجب أن يكون مختلفا عنا تماما بحيث ، لايستطيع أحد منا حتى أن يحاكيه او يقلده.






وهنا بيت القصيد، فكثير من سلاطين وطغاة العالم العربي يشابهون رب الرمال! هناك أحتمالات قويه بأن الناس تسبغ بعض صفاتها وأطباعها على الألهه التي يؤمنون بها، وأن كان هذا صحيحا، فمعنى هذا ان كل المؤمنين حول العالم يقومون بنفس الشيء ..كما رأينا ..وهذا يعني أيضا أن هذه الألهه التي يعبدونها ليست موجوده فعلا.. لذا، فأنه من الصعب أدعاء حقيقة أي إله منهم ، مقابل الأخر...وهذا يجعل من رب الرمال ألها على هيئتنا وطبيعتنا، عربيا مثلنا، فهل هو من خَلقنا ..أم نحن الخالقون؟

السموحه و..تصبحون على خير

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: