الاثنين

هل يزيد التقدم العلمي الناس ..علما؟





بعد الخطاب المفتوح الذي كتبته للدكتور زغلول النجار و الذي لم استلم منه ردا حتى الان ، خطر لي ان اكتب ايضاعن الاسباب التي تجعل الناس يصدقونه ، بالطبع هناك اناس لهم قدرة على قلب الحقائق..خذ مثلا المحامون الذين يلعبون بتفسيرات القانون و يخرجون مجرما من السجن و يضعون الضحيه مكانه، مثل محامي زوجتي السابقه..فالكثير من الناس مثل د.زغلول يقوم بهذا بكل مهاره.. و لكن مالذي يجعل الناس في بلاد الرمال يصدقون بسهوله كذب الاعجاز العلمي ، هل هو جهلهم بكيفية عمل العلم المختلفة عن الدين؟

يتصادم الدين مع العلم دائما و قد كان اشد هذا التصادم في التاريخ في قضية جاليليو مع الكنيسه ثم داورين و نظريته التي قلبت الطاوله على فكرة الخلق، ولكن كل هذا لم يزد الناس معرفة؟ فها هم مازالوا يعتقدون ان الكون خلق بلحظه.. او في ستة ايام و ان هناك سماء بلا اعمده فوق رؤسنا و مازالوا كذلك يرون ان النشوء و تطور الاجناس هو مجرد نظريه او مؤامره يهوديه اسقطها العلماء المسلمين المعاصرين..من امثال العبقري زغلول افندي

يتميز العلم على الدين بأنه يبحث عن الادله و الاثباتات، بينما الدين ،على طرف نقيض، يطالب بالايمان الاعمي بدون دليل. قال الفيلسوف برتراند رسل عندما سئل عن الفرق بين العلم و الدين : عندما يختلف رجلا علم على امر ما ، فهما يلجئان الي الاسلوب العلمي و منهجية البحث للحصول على الاثبات و لا يتعصبان لرأيهما و يتقبلان النتيجه المدعومة بالدليل الاثباتي ، و لكن عندما يختلف رجلا دين على موضوع فليس للأثبات و الدليل مكان، فيلجئان.. الي الكراهيه و العنف

كان الدين هو مصدر المعرفه الوحيد للأنسان في الماضي، فقد ملأ الدين مساحات معرفيه في ادمغة الناس بأمور مطلقه ليس لها اثبات و تنافي العلم . مازال النظام التعليمي في بلاد الرمال يغرس هذه المعارف المطلقه في اذهان الاطفال في المدارس بدل تعلم المنهجيه العلميه في التفكير، هذه المعرفه الدينيه المطلقه شديدة التبسيط و بالطبع خاطئه ، بالمعايير العلميه ، و لا تختلف عن ايمان سكان ادغال نيجيريا بأن الانسان خلق من براز النمله، او الهندوس الذين لديهم تصور مختلف عن كيفية تكون الكون عن تصور فكرة الخلق اليهوديه.. و التي يؤمن بها كذلك المسيحيين و المسلمين

هذه المعارف تؤخذ دائما على انها كانت مخفيه عن عالم الانسان حتى ظهر اشخاص تمكنوا من الاتصال بالعالم الاخر و ادعوا ان المعرفة المطلقه.. تكشفت لهم وحدهم فقط..بما يسمى بالنبوات

الانسان العادي في بلاد الرمال يعتاد على هذه المعرفة المطلقه والمتلقاه من مصادره الدينيه و يتعامل معها كمسلمات او كبديهيات، غير واع الي تناقضها المفرط مع العلم.لماذ؟

من المفترض ان العلم يزيد في معرفة الانسان، وخاصة في ما يتعلق بالعالم و الطبيعه و الفضاء ، لكن ذلك لا يحدث هنا ..فالعلم في بلاد الرمال يقلل من معرفة الانسان ، لا يزيدها... كيف هذا؟

كلما تمكن العلم من اثبات خطأ معرفة مصدرها الدين اعتمادا على الادله ، كلما ادي ذلك الي خلق فراغ في الدماغ مكان تلك المعرفه ..و لكن بدون ان يملأ العلم هذا الفراغ.. بمعرفة اخري تحل محلها... و هو امر لا يستطيع العقل في بلاد الرمال ان يحتمله ، فنحن نحمل معرفة دينية قديمه في بلاد الرمال تعشعش في اذهاننا و الغائها بدون بديل من الامور الصعبه التقبل


خذ مثلا المعرفه بالروح وسكنها الجسد ..وهي من معارف الدين الاساسيه الواجبة الايمان بدون الحاجه لدليل. يأتي العلم هنا فلا يجد اثباتا على وجود هذه الروح، فتصبح علميا غير موجوده لأنعدام دليل مقبول علميا

ولكن عندما ينكر العلم وجود الروح ..يبقي انسان بلاد الرمال يبحث عن بديل ليملأ الفراغ الذي خلّفه العلم في مجموعة معارفه..هنا يتجه عقله للتبرير بالاستماع الي رجال الدين و مشعوذي الاعجاز العلمي..الذين يأتون له ببديل يشبه العلم و يتوافق في نفس الوقت مع المعرفة الدينيه التي افتقدها.. و من هنا تظهر هذه التبريرات السطحيه من مثل ان الروح مثل الكهرباء لا نراها بينما هي تشغل التلفزيون و تبعث في الاجهزة الحياه..أو ان هناك عالما فذا في جامعة جورج واشنطن بولاية كاليفورنيا اسمه توماس استخدم اجهزة خاصة استطاعت ان تكتشف هالات ضوئيه لا تظهر الا عند الانسان الحي و تختفي عند موت الانسان.. يتقبل الناس في بلاد الرمال هذا القول كحقائق علميه و لا يبحثون ان كان توماس هذا له اسم عائله وان هذا عالما فعلا ام مجرد موصل لطلبيات البيتزا.. .أو ان كانت جامعة جورج واشنجتون.. في كالفورنيا اصلا؟

ما يحدث لهؤلاء الناس هو انه متى أزال العلم احد المعارف الايمانيه..تعود اليه بشكل أخر، مغلفة بطريقه تجعلها هذه المره في توافق مع العلم ..فيزول التناقض في الاذهان.. و تتحول بقدرة قادر.. الي حقيقة مطلقة جديده تحل محل القديمه

لذا نرى ان العلم لا يزيد المعرفه بالضروره في بلاد الرمال ، فالعقول هنا مبرمجه لتبحث عن حلول ايمانيه مطلقه تملأ بها الفراغ المعرفي الديني الذي يخلقه التطور العلمي ..فنحن كما يبدوا لسنا الا امة يزيدها العلم..جهلا

بن كريشان
***
الصوره لزيزبونه و هي تقوم بتجاربها العلميه ..

ليست هناك تعليقات: