الاثنين

سبايدرمان.. يأمرني بقتلك

هل القتل بناء على أوامر الله نوع من الجنون؟






إذا قال لك أحد بأن لديه أوامر من سبايدرمان أو الرجل الوطواط أو الرجل المسيح بأن يقتل، أهو عاقل أو مجنون؟ وإذا قام بتنفيذ هذه الأوامر وقتل إنسانا، أهو في حكم المجنون؟

جميع الناس سيعتبرون هذه أعراض إضطرابات نفسيه و سيكولوجية مريضه. ماذا لو قلت للناس انك تتلقى أوامرك من نبؤة كاهنة جبل أولومبيا نيابة عن الرب ابولو، أوالألهه اثينا؟ سيعتبر الناس هذا بالتأكيد نوع من الجنون. وإذا قتلت مديرك المباشر- أعرف ان كلنا نتمنى ذلك- وتحججت بأن إله الشمس الفرعوني رع هو من طلب منك ذلك، فسيودعونك مصحة الأمراض العقليه. أما في بلاد الرمال فإن إرتكب احد جريمة وقال سمعت صوت الشيطان يقول لي أقتله فسيصدقونه. هذا
خبر نقلته صحيفة الرايه القطريه عن حادثة قتل بإسم الشيطان في ألمانيا، وكأن الشيطان فعلا يعطي اوامر للناس لتقتل.



بما ان الناس تفترض ان رب الرمال والشيطان موجودان فعلا اليوم-على عكس رع و أبولو واثينا و سبايدرمان- فيصبح الأدعاء معقولا. فعندما تراود المسلم افكار الأنتحار فهذا يفسرونه كما ترون هنا بالشيطان الذي يأمرك بقتل نفسك، أو بقتل الغير. وبما أن الله والشيطان موجودان حسب مايعتقد الناس- على عكس بابا نويل وسبايدرمان- فهذا من الممكن جدا، ومعقول طبعا ان يتلقى الأنسان أوامر بالقتل من أحدهما. الفرق في ذهنية الناس هي ماهو الصواب وماهو الخطأ بين نوعين من الأوامر؟ واي تعليمات بالقتل كان يجدر بالأنسان ان ينفذ، تعليمات الله بالقتل وليس بالطبع أوامر الشيطان.

يقوم المؤمن المتعصب بقتل الناس لأنه يرى أوامر قتلهم واضحة في القرءان. او أن كاهن الدعوذه يقول له أن ذلك فعل حميد.اليس ذلك نوع من الجنون؟ كيف يختلف ذلك عن أوامر القتل الأخرى التي يأتى بها الشيطان، ان ذلك يدل على تهتك اخلاقي و فساد و جنون.

يقول الكاتب سلطان الرفاعي:

الحقيقة ليس لها الا وجه واحد. الحقيقة هي الحقيقة، والنفاق هو النفاق، والارهاب هو الارهاب، في هذا العصر . عصر الكمبيوتر والانترنت وبدايات الحرية. يظهرالاسلام الارهابي بأبشع صوره، فلا نجد مجزرة، أو عملية تفجير، أو عملية ارهاب، أو عملية خطف. الا وراءها الارهاب الاسلامي، يمد أنيابه الدموية، ليمتص دماء الاطفال والنساء ، العجائز والصبايا، لا يفرق بين صغير وكبير، بين مسيحي وشيعي، فالكل محلل قتله،. الكتاب موجود، والقدوة يُحتذى بأفعاله، والفتاوى جاهزة، والفؤوس تحز الرؤوس ، والله أكبر

حسنا، فأتّباع تعليمات الله بالقتل مقبوله، بينما تعليمات الشيطان وسبايدرمان غير مقبوله! ولكن لماذا؟ سيقول أحدكم بخلاف سبايدرمان ، فان الشخصيتين الأخريين حقيقيتين، ولكن أحدهما تأمرك بالقتل للخير، والثانيه تأمرك بالقتل للشر...ولكن لو فكرنا مليا فلن يختلف هذا عما لو كان سبايدرمان يأمرني بقتلك أم ذا غرين غوبلين عدوه اللدود، ففي النهايه انت ستموت، والشخصيتان في النهايه خياليتان أيضا مثل رب الرمال والشيطان.






يعني لدينا حالة أنسان عاقل يصدق تعليمات الله بالقتل، وإنسان مجنون يسمح للشيطان ان يوعز له بالقتل. فالشخص الذي يقتلنا حسب ما يأمرنا الله به هو غير مذنب وغير مجنون ، ولكن المجنون هو من يقتل بأسم سبايدرمان.

ماهو الفرق بين هؤلاء الناس الذين يسمعون اصواتا تأمرهم بالقتل ..وبين من يتعامل مع النصوص القديمه بأنها أوامر بالقتل. العامل المشترك بين الأثنان هو من يسمع الأصوات في ذهنه يعتبر مجنونا ، بينما من يعتبر النصوص القديمه كالقرءان أو كتابات الكوميكيس لأبن تيميه في مغامرات الصارم المسلول على شاتم الرسول، يعتبر شخصا عاقلا. الحقيقه ان الحالتين هما نوع من الأضطراب النفسي والتصرفات الغير متوانه. هل نستطيع فعلا ان نعتبر من يقتل إعتمادا على هذه النصوص التي تخالف العقل والعلم و التاريخ غير مجنون؟ إن الجنون والمرض النفسي لايعتمد على كون الأنسان يؤمن بهذه الأصوات او بتلك النصوص البدائيه أم لا فهو في كلتا الحالتين مجنون.

إنني لم اشك لحظة أن مصعب الزرقاوي لم يكن أكثر من مريض مهووس يعاني إضطرابا عقليا ووجد ضالته في تنفيذ تعليمات كتب بن تيميه والقرءان والسنه ، فكانت تلك الأصوات تكلمه في عقله وتأمره بذبح الناس.

تخيل للحظه إنك استبدلت كلمة الله و رسوله بسبايدرمان. اي قلت لك ان سبايدرمان يأمرني بالقتل..فسيقول لك العاقل ولكن اليس لديك مسؤوليه أخلاقيه؟ وسنصحك أن لاتسمع كلام سبايدرمان فهو شخصيه خياليه ومن الأفضل ان تزور طبيبا نفسيا. إنني أشك أن المسلم يستطيع تمييز الشخصيات الخياليه من الحقيقيه، وفي الغالب يسارع الى تنفيذ تعليماتها كقرارات حاسمه.





الم يأت الأوان أن ندرك مدى الشبه بين الشخصيات الخياليه وسبايدرمان؟


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: