الاثنين

أرهاب... سان فرونتير

قرأت اليوم مقالة في صفحة وجهات نظر في جريدة الاتحاد اسمها البحث عن جذور الارهاب لكاتب بريطاني اسمه باتريك سيل عرّف نفسه على انه متخصص في شؤون الشرق الاوسط ، الخص مقالته ببساطه ،في ان رأيه ان التدابير الامنيه ليست كافيه لصد الخطر الارهابي ، وان الحل الوحيد هو الامتثال لما يريده الارهابيون من الانسحاب من العراق و تسويه عادله للقضيه الفلسطينيه ، لأن كل مايحدث في رأيه هو بسبب السياسيه الغير عادله للغرب في الشرق الاوسط.

في رأيي المتواضع ان رأيه الساذج.. هو سبب نشر مقاله في الاتحاد.

ان الاذعان للارهاب سينتهي بكارثه، سيدفع ثمنها الالاف من الأبرياء المدنيين، اريد ان اقول هنا ، ردا على مستر باتريك سيل، ان الارهاب الاسلامي هو واجهه لأرهاب عالمى يتخطى كل الحدود، و يستهدف اشعال حرب عالمية ، هؤلاء ليسوا وحدهم..اي ان هذه المنظمات و الجماعات الاسلاميه خلفها دول داعمه بالتأكيد، وهي حرب مقنّعه، اساس ايدولوجيتها ليس الاسلام السياسي فقط ، بل احداث فوضي عارمه في العالم، لأنقاذ ماتبقي من الدكتاتوريات و الفاشييات و دول الاستبداد. انه تحالف مرحلى بين دول الاستبداد في العالم و منظمات و جماعات الاستبداد الاسلاميه لأفشال المخطط الامريكي بمحوهم من خريطة العالم للأبد...انه النفس الاخير بعد ان سقط الاتحاد السوفيتي

يراقب العالم ضغط امريكا على من تبقي من دول الفاشيه، كوريا الشماليه، زيمبابوى، السودان، ليبيا ، ايران ،سوريا ، السعوديه، كوبا..انهم يعرفون الان ان السقوط بات محتوما...ولكنهم شاهدوا سقوط الدوله الطالبانيه البنلادنيه ثم سقوط طاغية العراق.. و ادى ذلك الي ربط مصالحهم المتناقضة مع بعضها، يتسأل البعض عن ما وراء التحالف القومي البعثي الفاشي مع الاسلامي الوهابي السلفي في العراق، كيف اجتمعوا و ماهو العامل المشترك؟ كيف تحول الجيش الجمهوري وفلول فدائي صدام الي جيش محمد و جيش اهل السنه و غيره...الجواب هو الاستبداد و كراهية الحريه. انه النفس الاخير للفاشيه في العالم، حرب وجدت ضالتها في مذهب خطير اسمه السلفيه الوهابيه المتحالفه مع الاخوان المسلمين في شخص الظواهري القاعدي ، مذهب مبنى على الكراهيه و المقت و العنصريه و السطحيه، و يعتبر نفسه الفرقة الناجيه الوحيده

يقول الشيخ ابن باز في مجموع فتاويه "
نشرت الصحف اننا لا نكن العداء لليهود و لكن عدونا هو الصهيونيه و اننا نحترم جميع الاديان، وهذا الكلام شطط يخالف صريح السنه المطهره، و يخالف العقيده، فقد دل الكتاب و السنه و الاجماع على انه يجب على المسلمين معاداة الكافرين من اليهود و النصارى و سائر المشركين و ان يحذروا مودتهم و اتخاذهم اولياء، و الايات في هذا المعنى كثيره و تدل دلالة صريحه على و جوب بغض الكفار من اليهود و النصارى و سائر المشركين"

كان ارهابيوا السبعينيات ممولين و مدعومين من قبل سيوز سوفييتكييه سوستيالستك ريسبوبليك * و دول اوروبا الشرقيه بخاصة جمهورية المانيا الديموقراطيه و يوغسلافيا، والان استمر الدعم من الدول التي تعلمت منهم..بنفس الاسلوب..لأرهابيي الالفيه الجديده من ابناء بلاد الرمال المستغفلين..انه ارهاب جديد يتعاون فيه مع الجريمه المنظمه..فيهرب الحشيش مثل طالبان و حزب الله ، و يبيض الاموال مثل القاعده و شبكة الجمعيات الخيريه و البنوك الاسلاميه .. انها حرب بلا اخلاق ..بلا قيم

خطاب الجهاد خطاب عنصري طائفي يحرم ابناء الوطن الغير مسلمين او الغير مؤمنين بخرافات الوهابيه من المشاركه ببناء وطنهم او حتى من الكفاح للتحرر..لاحظ خطاب حماس..الجهاد و المقاومه و الاستشهاد حق للمسلم، بينما المسيحي الفلسطيني ..عليه الهجره الي امريكا و ترك ارضه، لايريدونهم، انهم كفره ليسوا مواطنين انه بحد ذاته خطاب فتنه

تحالف انتقامي رهيب..مدفوع بالكره لكل الحياه، يمتص دماء البشر المخدرين بنظريات المؤامره..قطرة..قطره بداية بتسميم الفكر

نشر الرعب و عدم الامان ، اثارة الحنق و اليأس لدى مواطنين دول العالم في حكوماتهم ، و ابراز فشلها و فشل الديموقراطيه في تحقيق الامن، فشل الحريه .. ان الامن هو تحت دول الاستبداد فقط ، هذه الرساله التى يريد الارهابيون توصيلها ..بعض الدول التى تمد الارهابيين بالدعم و تسهل لهم عملياتهم تعرف انها منتهيه لامحاله..و لكن كما قال شمشون : على و على اعدائي

السؤال لماذا وجد العالم المستبد ضالته في الاسلام؟ وجده في الخطاب الاسلامي الكاذب ، مثلما يحاول الفاشيون ارجاع الدكتاتوريه الي العالم فالاسلاميون يريدون ارجاع دولة الخرافه..عفوا..الخلافه..وهي نظام استبدادي
، لا بل استعبادي في تعامله مع البشر..العامل مشترك بينهما..لابد من الاتحاد للقضاء على امريكا التى تريد محوهم من التاريخ نهائيا

الدين يخاطب الانسان من علياء، الدين مستبد، فعندما تجلس و تستمع الي خطيب الجمعه، وعندما يطرح رأيا، هو ليس من العبادات..فلاتستطيع ان تناقشه في خطبة الجمعه..هو مثل كلام الله ، من السماء الي الارض..و من المنبر الي الجموع المتقرفصة خشوعا على سجادة المسجد المصنوعه من الموكيت الامريكى، يستمع الي ممثل اله الرمال الوهابي الغاضب..فوق المنبر..مثله مثل ستالين او صدام او كاسترو..من يستطيع ان يجادل او يعترض؟

الاستيلاء على الخطاب هو اول الجذور لهذا الارهاب ، فيبدأ هؤلاء بخداعك هكذا

بعد ان يرمى امام سمعك و بصرك بعض الايات و الاحاديث ، يطرح رأيا، و لكنه مدسوس، فيقول مثلا" ان فلول الصليبيه و الصهيونية اليهوديه تغزو بلاد المسلمين" ثم يطرح كلاما و قرأنا مبهما و يقول بين ذلك " فحق بذل النفس و المال ؟؟" اي انتحروا جهادا..بارك الله في فيكم..كما تعلمون ان جل امة الرمال هم من الدهماء، الذين تغسل عقولهم شيئا فشيئا، بهراء الغزو الصليبي ، و استهداف ديننا، و يجب ان لا نتقاعس عن الجهاد..بدون ان يلاحظون انهم امام ابواق اعلام الجهاديه التكفيريه، و ليس الدين

اخذ هؤلاء الائمه و الخطباء راحتهم في غياب و نوم الدوله، فوزعوا الاشرطه التى تحمل هذا الغش و الدس، وطبعوا الكتيبات اللماعه و كلها تحمل نفس السياسيه ، اطرح الايات، وضع الفكره بينها، فتصبح مقدسة مثلها، لتغسل عقل الامه..فتحصل على التأييد و التعاطف..و أكباش واكباش.. من المنتحريين

لقد باعوا نظرية المؤامره، القومية الاساس ، و طلوها بسكر...مقدس

ستسمعونهم يزايدون على قضية فلسطين و سيخرج الفلسطينيون للشارع كعادتهم عندما يظهر من يبيع قضيتهم و يهتفون لصدام الذي سيحررهم بعد ان ينتهي من الكويت و بن لادن بعد ان يفجر امريكا و عرفات المقامر الخاسر الرهان كل مره و ليحيا كل مستبد، انه تحرير العراق، كان مهرج الاعلام العراقي المقيم بضيافتنا الان، محمد الصحاف يقول في برنامجه الفكاهي ان الامريكان سينتحرون على اسوار بغداد..ولم نرى الا ابناء العربان من كل مكان ، ينتحرون على اسوارها لقتل اخوانهم العراقيين.. لا.. انها افغانستان، لا بل انها الشيشان، انه ارجاع الاندلس و تحريرها من الدوله المصريه الكافره المواليه لأسرائيل..بتفجير شرم الشيخ ، لا انه المغرب الكافر الذي لا يريد اخراج المشركين من الجزيره، لذا وجب خطف سفير الجزائر في العراق و ذبحه، وذبح اي انسان جاء لمساعدة فقراء ومرضي العراق و افغانستان، لا بل اغتيال و قتل اطباء و متطوعي المنظمات الانسانيه.. انه الجنون اخواني ..جنون و غباء مستعر

في سبيل ذلك فليموت الناس، فليموت الجميع..فليموت اطفال العراق لأنهم بحثوا عن حلوى و ماء في سنين الحرمان، فليموت المصريون و لنقطع ارزاق فقرائهم..فليموت الابرياء الساعين الي اعمالهم في قطارات لندن و مدريد...فليموت الجميع، ليس اسهل من قتل العزل


انه صراع الحياة ..مقابل كهنة الموت ..عزيزي باتريك سيل : هذه هي جذور الارهاب الحقيقيه ، لاتقع في فخهم و تفعل مايريدون، هذه هي الحرب العالميه الثالثه....فهل ستنتصر الانسانيه و الحضاره و الحريه وقيم العداله.....ام سينتصر الظلم و الاستبداد؟

بن كريشان

سان فرونتير بالبلوشي الفرانكفوني تعني بدون حدود..وكم اكره المقالات الجاده التي اكتبها
الاتحاد السوفيتي كما كان يسمى باللغه بالروسيه *







ليست هناك تعليقات: