الاثنين

ما تيّسر من سورة الجسد



حملت الصحف أمس خبر ارتيكا ساري ديفي المتسابقه الاندونيسيه في مسابقة جمال الكون التي تتعرض لهجوم من الاسلاميين المتشددين و تهديدات برفع دعاوى قضائيه ضدها و ضد منظمي مسابقات الجمال لأنها استغلال لجسد المرأه...ولكن الا يقوم الاسلاميون بأستغلال جسد المرأة ايضا؟

يشتبك الاسلام السياسي منذ ظهوره في العقدين السابقين مع النظم الاتوقراطيه في بلاد الرمال بمعركة حاميه ميدانها جسد المرأه . خلال هذه الفتره من المواجه نجد ان اعدادا متزايده من بنات الطبقات المتوسطه و المتعلمه يتجهن للتحجب و التنقب على عكس ما تتمناه الاحزاب الحاكمه " الدكتاتوريه العلمانيه" في مصر و الجزائر و غيرها

يذكر أن النظم السياسيه الاتوقراطيه في بلاد الرمال بذلت جهدا كبيرا في توفير التعليم المجاني لجميع الطبقات خلال فترة حكمها و الذي وصل الي نصف قرن في بعض الحالات، و لا ينكر احد نجاح هذه الانظمه في تحديث مجتمعاتها من حيث نشر التعليم و تشجيع دور المرأه . ان متابعة الانتاج السينمائي و الفني و الادبي فقط لتلك الحقبه يجعلك تستغرب التقدم الاجتماعي الذي تحقق آنذاك . شاهدت على قناة روتانا طرب منذ مده حفلا لأم كلثوم ولم يكن بين جمهورها الغفير، امرأة واحده محجبه، والكثير منهن في الاربيعينيات و الخمسينيات من العمر

لو ركبت مركبة زمن و عدت الي تلك السنوات الخوالي و طفت عواصم القاهره و بيروت و تونس و الجزائر و بغداد لم تكن لتجد امرأة محجبة في شوارعها، الا النذر اليسير من نساء القرى والارياف الغير متعلمات. تأثير تلك الموجه وصل الي أطراف الخليج في الكويت و البحرين و التي لم تكن اي فتاة متعلمه فيهما تلبس حجابا حتى بداية الثمانينات

كانت فترة رومانسية جميله للتحرر من الاستعمار، التحرر من تحكم الطبقه الاقطاعيه و الملكيه و التحرر من العادات القديمه الباليه، و حلم بناء دول عربية قوميه حديثه

ولكن.. فشلت هذه النظم الاتوقراطيه في اجندتها السياسيه و برامجها الاقتصاديه و استفحل فيها الفساد و استئثرت الطبقه الحزبيه بالمنافع و حرمت شعوبها و عاملتهم بطريقة قهريه استلابيه..و نتيجة لذلك أوجدت حالة شاذه ،هي عباره عن أعداد كبيره من المتعلمين و المهندسين و المدرسين و الاطباء من الرجال و النساء، اغلبهم عاطل عن العمل ..وأغلبهم حاقد بسبب الفشل، السياسي و الاقتصادي لحكوماتهم مما ادى الي تردي الطبقه المتوسطه الي خطوط الفقروبدل الاصلاح ، قامت هذه الاحزاب الاتوقراطيه بقمع الاصوات بمخابراتها و سطوتها العسكريه متجاهلة ما قد يؤدي اليه الوضع

ظهر الاسلام السياسي كثورة بطيئه في الشارع احتجاجا و تعلقا بأمل حل أسلامي يستبدل الحل القومي القديم الذي تحطم على صخور اليأس

كان التعبير عن هذا الاحتجاج هو جسد المرأه و هو ميدان المعركة بين الطرفين ، فكلما تحجبت أمرأه ، رأي الاسلاميون انتصارهم و رأي القوميون و اليساريون والاحزاب الحاكمه .. خيبتهم و فشلهم . فالنساء اللاتي يتحجبن و يتنقبن اليوم لسن نساء الريف و القرى كما كان الحال، بل هن المتعلمات من اهل المدن و من ابناء الطبقات الوسطي. و تتناقض هذه الصوره بسخرية رهيبه مع صور الماضي حين تجمعت النساء في ميادين القاهره و الجزائر و تونس و بيروت و حرقن احجبتهن رمزا لتحررهن وخلاصهن من الجهل والاستغلال

أن تمكن الاسلام السياسي من عقلية المرأه المتعلمه في بلاد الرمال لايستهان به و ان تركنا جانبا تأثير بروباجندا الارهاب الفكري الاسلامي على النساء- من اختاه و الاكفان..و تذكري يا أمة الله.. و تنبيه الناس بشأن اللباس- فأن التأثير الحقيقي سببه الزخم الكبير لعدد المحجبات الذي يجعل الامر يبدو طبيعيا و غير شاذا كما كان ينظر اليه في بداياته ، سبب هذا النجاح هو فشل الاخر و الهزيمه التي أوقعت فيها هذه الانظمه الاوتوقراطيه و احزابها الحاكمه نفسها فيها

منذ سنوات في أبوظبي دعيت لأحتفال رأس السنه في بيت احد موظفي شركة البترول ادنوك و كان جزائريا. هذا الرجل و زوجته و كثير من الجزائريين في تلك الحفله كانوا شديدي التعاطف مع جبهة الانقاذ الاسلاميه و قتالها الوحشي ضد قوات الحكومه و كانوا يلومون الحكومه و الحزب الوطني على كل ماحدث في الجزائر..بينما كانوا كلهم يشربون الشامبانيا و يرقصون مع نسائهم ..تساءلت عندها : ماهي درجة اليأس التي تلقي نفسك الي التهلكة بعدها؟ هل نحن نستبدل الدكتاتوريه الاتوقراطيه العلمانيه بالدكتاتوريه الثيولوجيه أو الدينيه..كالمرتجيء من الرمضاء بالنار....ياله من تفكير اعوج

في جميع هذه البلاد أصبحت الطبقه المتوسطه المتعلمه تتأسلم بالتدريج من الاحياء السكنيه الي مدرجات الجامعات و مكاتب العمل و مع كل جسد يتحجب، يتراجع و يتقهقر النظام الاوتوقراطي القديم و تنهار لصالح الخرافه، كل مكتسبات السنوات السابقه

يعتمد التيار الاسلامي على العاطفه في تسويقه لأفكاره بينما ادبياته خاويه من اي انتاج حضاري على مستوي نظريات الحكم السياسيه او نظريات الاقتصاد او الفكر أو التكنولوجيا..و لا شيء في الجعبه اللهم الا شعارات

لذا يحاول الاسلام السياسي تغطية سوءته هذه بأعادة انتاج الحياة الغربيه بأسلوب جديد هو أسلمة مكتشفاتها و صبغها بصبغة الاسلام و ادعائها لنفسه..فاسلمة المؤسسات و البنوك و التأمين و تقنين حياة العائله المسلمه كلها مستحدثات و مستجدات مثلها مثل الحجاب كلباس حديث لم يكن موجودا قبل اربعين سنه .. و كل هذا لأخفاء ضعفه الفكري وهشاشة محتواه..ولكن كل هذا بالتدريج يسحب البساط من تحت اقدام الانظمه الاتوقراطيه تمهيدا لتأسيس الدوله الاصوليه..ولكن هناك ايضا عدوا اخر في الشمال.. يحمل مرآة تكشف العورات

النظم الغربيه نجحت في تطبيق العلمانيه - بعكس جمهوريات العسكر و المخابرات الاتوقراطيه في بلاد الرمال- و اخرجت الدين من دائرة الحكم و تركته وحيدا في دهاليز الخرافه، ولديها حريات كثيره و لكن اخطرها على الاسلام السياسي حرية التفكير و التعبير. و هذه ان انتشرت في بلاد الرمال او بين اهله لأصابت فكر الاسلاميين بمقتل

كان لزاما مهاجمة الحضاره الغربيه باستخدام ملكة المطلقيه و السطحيه في الاحكام الخاصة بنا. و هكذا وصموها بشتائم مستورده من تاريخ الصحراء الوهمي ، فنبشوا من القرءان عداء النصارى و اليهود لمحمد صلعم و استخرجوا من التاريخ الحروب الصليبيه و اطلقوا عليها الغرب الكافر و الشيطان الاعظم حماية لأتباعهم من التأثر بهم

صارت الدول الغربيه اليوم تراقب بتوجس و استغراب قيام مواطناتها المسلمات بلبس الحجاب و الاصرار عليه..فالحريه موجوده و مكفوله في مجتمعاتهم و و أكثر قدسية من اي دين..في الغرب تستطيع ان تسب ابو سنسفيل اي دين و ملا و قسيس و لكنك لا تستطيع ان تسب الحريه و حق الانسان في التعبير و التفكير..لذا فالغربيين اليوم لا يفهموا سبب الغباء الرجعي الطاغي على عقول مواطنيهم من المسلمين؟ و لماذا يتأثرون بأفكار رجعيه قادمة من قلب الصحراء، بدل النهل من روافد الحضارة و العلم و التمتع بحرياتهم الجديده

ان الغرب لم يدرك حتى الان ان الاسلام السياسي لا يحاربهم بالعقلانيه بل بالعاطفه من خلال جسد المرأه

اصبح الحجاب الان هو الهويه الوطنيه التي يتعصب لها هؤلاء المسلمون المهاجرون في الغرب، و التعصب كما تعلمون يلغي التفكير، و يفوت فرص التعلم من التراكمات الحضاريه التي أوجدت حريات و مدنيات وحضارة الغرب الانسانيه..ومعركة حجاب فرنسا مازالت ماثلة في الاذهان. في القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين رجع مفكرونا بشعلة من الحضارة من دراستهم و معيشتهم في اوروبا مثل طه حسين و توفيق الحكيم و محمد عبدالوهاب وغيرهم..أما اليوم وبهذه العقليات فالذي سيرجع من الغرب فسيكون في الغالب نسخا من قرود بلاد الرمال الموجوده لدينا
الخلاصه



أثناء قراءتي عن الديانه اليهوديه مؤخرا صدمت بأكتشاف ان كلمة طهاره منقوله عن العبرية و موجوده في التلمود و ستجدها هنا في هذا الموقع الديني اليهودي بمعني غسل الميت و تطهيره و كذلك تعني نظافة المرأه من النيداه و هي نجاسة الحيض بالعبريه .. ان شعائر الطهاره و الكتب التي تتناول هذا في الاسلام ماهي الا مخلفات و ارث ديني يهودي غابر... الحجاب و تغطية الشعر ايضا منقول عن طقوس الديانه اليهوديه، لاحظ كيف تغطي نساء اليهود المتشددين شعورهن..احيانا بباروكه! ..الخبثاء الذين ادخلوا طقوس اليهوديه المتخلفه على دين بلاد الرمال، كانوا يريدون اخضاع امرأة الصحراء العربيه الحره... و في الذهنيه العربيه عندما نكره شيئا نحجبه حتى لا نراه، مثل موقعي هذا المحجوب في الامارات..مثل ما كانت المقاطعه العربيه تحجب كل معلومات عن اسرائيل حتى اصبحنا اجهل الناس بهم و هم اخبر الناس بنا..يرى الاسلام السياسي ان جسد المرأة عوره و نجاسه فيحجبه ايضا...و يحوله الي قضية استغلال سياسيه و ميدان معركه.. و رمزا لأنتصاره الذكوري..وكما ترون فالاسلام هو اول من أستغل جسد المرأه..و مازال



هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

نعم ، ان كل هده القيم نقلت عن اليهود . فلما لا تنتقدون اليهود بذات الشراسة ؟ لما الانتقاد للاسلام فقط؟

Unknown يقول...

معشر الملحدين يدّعون العلم و لا نرى منهم غير النباح و النقيق على الإسلام هههههههه أشفق عليهم ...