الاثنين

برج العذراء


Like A Virgin







تشتهر تونس إضافة الى سياحة الشواطيء و الشمس كذلك بالسياحه الطبيه ، حيث يقصدها المرضى للعلاج من كل من ليبيا والجزائر، إضافة الى بعض الأوربيون الذين يأتون بسبب إنخفاض تكاليف العلاج فيها مقارنة ببلادهم ولكفاءة مستوى الطب فيها. ولكن مؤخرا إزدادت شعبيتها لعمليات جراحيه من نوع خاص: جراحات ترقيع غشاء البكاره.

أن تأثر مسلموا أوروبا بالمشاعر الدينيه الملتهبه التي يشهدها العالم الأسلامي ، بسبب إستهداف مجتمعاتهم من قبل مذهب متخلف هو الوهابيه والتي أضحت اليوم ، المعيار الذهبي للإسلام الحقيقي..صار ينعكس بوضوح على تصرفات الغريبه عند الشباب والشابات . فرأيناهم يقبلون على الحجاب و الأنتحار والعداء لمجتمعاتهم..الأن أخر في تقليعه صارت النساء عندهم يحاولن إستعادة بكارتهن الضائعه.

في الواقع أن تونس جاءت الى الصورة متأخرة جدا، فبداية هذا الأمر ظهر في ڀاريس أولا و التي غدت قبلة عمليات ترقيع البكاره لمسلمى القاره الأوروڀيه حيث صارت الأعلانات عن هذه العمليات والعيادات التي تتخصص بها تظهر في الصحافه بشكل يومي..ثم جاءت تونس لتنافس في سوق إستعادة العذريه بأسعار تنافسيه وخصومات رائعه

خطر ببالي موقع صديقتنا مريم المو عذراء وتساءلت إن كان الأسم يعكس ثورة على فكرة العذريه؟ هل أحلام إستعادة العذريه ...مثل العذريه الحقيقيه؟ أو ربما لايهم الأمر طالما كان ذلك شيئا مُرضيا لزوج المستقبل المسلم، أو هو لتجنب بطش الأهل وإتقاء ردة فعل المجتمع.

هذا على الأقل مايدور في خيال الاف النساء اللاتي يخضعن لهذه العمليه في أوروڀا و التي تسمى" هيمنوڀلاستي" بشكل يومي. لإعادة الشعور بالعُذريه الطبيعيه من خلال إعادة بناء الأنسجه. هذا البيزنيس الجديد جعل العيادات الفرنسيه ُتعلن بأن عمليات الترقيع التي يقومون بها من الدقة والجوده، بحيث يصعُب حتى على طبيب أن يعرف الحقيقه، وذلك فيما لو أصر أحد من أهل العريس على فحص البضاعه..أقصد الفتاة. قرأت مرة أن فتاة باعت عذريتها في بريطانيا عن طريق أي باي..ولكن في وجود إمكانية هذه العمليه، لا استبعد أن يكون المشترى قد تعرض لعملية إحتيال

بالبحث في الأنترنيت وجدت كثيرا من الأخبار التي غطت هذه الظاهرة، فمؤخرا مثلا في نيويورك تايمز نشر هذا:

يقول أطباء النساء، بأن السنوات القليله الماضيه شهدت إقبالا مكثفا من النساء المسلمات في أوروڀا على الحصول على شهادات العذريه من العيادات الخاصه ، والتي تستخدم لأجل إثبات عذريه الفتاه للعريس المتقدم لها ولعائلته كما صاحب هذا زيادة الطلب على إجراء عمليات ترقيع غشاء البكاره وإعادة بناءه، بحيث يخرج الدم عند الأيلاج في ليلة العمر. ذكرت كذلك الديلي ميل البريطانيه في مقال لها بأن هناك تكنولوجيا جديده تستخدم بزرع كبسولة من الدم تعطى أنطباعا حقيقيا لحدوث فض البكاره.


ذكر الدكتور هاشم المعلم ، وهو طبيب ممارس لهذه العمليات في لندن: لوكنت فتاة مسلمه تعيشين في أوروڀا فهناك إحتمال كبير أن تمارسي الجنس قبل الزواج. وكنت تتطلعين الى الزواج من شاب مسلم بدون المرور في مشاكل كثيره، فليس أمامك من حل الا إستعادة عذريتك مرة أخرى.

هذا من الأسباب التي تجعل الأسلاميون يحقدون على الغرب. نعم، أنها الثقافه الغربيه الشريره التي توفر للأنسان حرية الخيارات، حتى لحرمه ( إمرأه) مسلمه. خيارات عده أكثر من تلك التي لديها في مجتمعها الأصلي، وخاصة بما يتعلق بحقها في جسدها و كيف تختار أن تعيش حياتها. إلا أن هذه الحريه والأختياريه، ليست شيئا متقبلا أو يمكن بَلعه في بلاد الرمال . المرأه في هذه البلاد هى محور الثقافه الأجتماعيه والسياسيه والدينيه التى تبنى منظومتها على إستلابها لكل إرادة لديها..فأن فقدت عذريتها، فيعنى تمردها على تلك المنظومه ، فلا تتوقع أن يسامحها المجتمع أو حتى أن يتقبلها كأنسانة كما هي.

إنه شيء محزن أن تضطر المرأه لأن تخضع لهذه العمليه المؤلمه المكلفه لتتظاهر بأنها مازالت كما كانت طاهرة حسب نظرة الأسلام و المجتمع والرجل الشرقي.

دعوني أطرح رأيا مثيرا للجدل ، ولو كان على حساب إثارة بعض مشاعر الغضب هنا وهناك في بلاد الرمال- فأن لم يقل بن هذا فمن يستطيع- وهو بشكل تساؤل بسيط

ماهي خيارات المرأه التي نتحدث عنها هنا؟

في الظاهر ، خيارها أن تمارس الجنس كأنسانه..ومع مع من تحب. إنه خيار الأنسان في إختيار أسلوب حياته و التعامل مع الجنس وجسده. إلا أن مطلب العُذريه هذا ينتزع هذا الحق من المرأه ، ويعطيه للمجتمع .

العُذريه تقوم بالسيطرة والتحكم بسير حياتها تماما ، تأخذ حريات أختارها وتضعها بيد أهلها، حتى يتم تسليمها لزوج المستقبل ..والذي بدوره ، تنتقل إليه مقاليد التحكم بماتبقى من حياتها ورغباتها الجنسيه.




تحت مبدأ العذريه ، المرأه ليس لها الحق في أن يكون لها مشاعر جنسيه ولا رغبات، مالم تكن تحت السيطرة الكامله للمجتمع وتحت الوصايه الذكوريه. وهنا يأتي دور الدين في إحكام هذه السيطره وإعطاءها التشريع الكافي الذي يكفل للرجل هذا التحكم الكامل بالأنثى بكل الصور الممكنه.



على المرأه أن تغض من بصرها
وعليها هي أن تخفض من صوتها ولا تتحدث بلين فيطمّع الرجال بها
لاتتعطر ..ولا تضرب الأرض برجلها
لاتبدى لأحد زينتها الا بعلها ..من دون البغال
ليس لها حق تطليق نفسها ولا تزويجها
وتلعنها الملائكة أن تمنعت عن السيكس مع زوجها
الذي من حقه شرعيا إن هي فعلت.. ضربها
ثم ُترجم حتى الموت أن هي بعد ذلك خانته

لا يخفى على الذكي الخبير، أن كل هذه الأوامر والنواهي هدفها منع المرأه من إظهار أي شكل من الأستقلاليه الجنسيه عن الرجل.

صيحات أختاه..أختاه من المؤسسه الوهابيه التي تسمع تذكرنا بالأرهاب الفكري للنساء هدفها فقط تعزيز الشعور بالخوف والرعب لدى المرأه المسلمه.. وتعميق الدونيه لديها وإحتقار النفس..فتظل مجرد عورة ملتفة بنقاب أسود تعيش في كنف سيدها الرجل وتحت تصرفه..فقد كاد رب الرمال أن يطلب منها حتى السجود لزوجها..قبل أن يغير رأيه – خشية من أكتشافهن أنه رجل أيضا.




في مقال نيويورك تايمز قالت أحد الطالبات التي كانت في السرير على وشك إجراء هذه العمليه يوم الخميس الماضي:

في ثقافتنا أن لا تكوني عذراء هو كأن تكوني زباله. اليوم إستعادة عذريتي هو كأن حياة أخرى وهبت لي .

لا أستغرب قولها هذا ، بسبب ثقافة العنف والكراهيه ضد المرأه في بلاد الرمال. أن إحتمال تعرضها للثأر و الأنتقام من أهلها لأقدامها على ممارسة الجنس قبل الزواج هو أمر وارد جدا. لذا جاءت هذه العمليه كمنقذ لهن.

أن سخرية القدر هو أن عذريه الفتاة..أصبحت أهم من حياتها، يفضل الأهل موتها، على فقدانها أياها.

أنه أمر مخيف، كما أنهت صحيفة الديلي ميل البريطانيه مقالها : أن نفكر بمصير الفتيات اللاتي لايتوفر لهن خيار هذه العمليه الجراحيه.

أجل يا أخواني وأخواتي، فعندما يتم تقديس العُذريه" الطهر" الى هذه الدرجة من الهوس والجنون..تصبح بالطبع أكثر قيمة من حياة أنسان..وأهم حتى من الأنسانيه والرحمه. وهذا ما أفرزته الثقافة الدينيه الأسلاميه على مر العصور ففي ألأديان تعطى الطهارة قيمة أكبر من حجمها..فعدمها يؤدى الى غضب الله وعدم قبول الصلوات والعبادات و تجنب لمس الأشياء المقدسه( مثل المصاحف المطبوعه على ورق مصنعُ من أخشاب غابات الدنمارك)..حتى مكافأة رب الرمال للرجال فيما بعد الحياة..هي نساء الحور العذراوات. والمسيح تلده عذراء





في بلاد الرمال، عندما تفقد المرأه عُذريتها خارج إطار الزواج، تعتبر كالعاهره ، فيحق عليها العذاب وتستحق مايحدث لها، وتتعاطف القوانين أو المشرعين والقضاه بحق من يقتلها من أهلها..وحتى المجتمع " يتفهم" موقف القتله بصورة بشعه، لاتمت للأنسانيه بأي صله.

وهكذا يتم تقييم المرأه المسلمه، فأن تم أخضاعها تماما و إلزامها بما يريد المجتمع والدين منها ، خاصة رفض إستقلاليتها وحريتها و إعتبار تحررها في عبوديتها وحجابها ..إذا فهي الطاهرة النقية وإنسانه فاضله..وأما أن خالفت مايريده مجتمعها الذكوري ، فهي مجرد زباله قذره لا تستحق حتى الحياه مثل البشر

الحجاب والنقاب والعُذريه ماهم الا أشكال الطهاره الدينيه

في الثقافه الشعبيه في بعض بلاد الرمال ينتظر أهل العريس خارجا ليخرج لهم بقطعة قماش ملطخة بدم فيزغردوا و يهللوا بفرح لأن ولدهم حصل على عذراء. في بلاد العالم الأخرى حيث لاتعنى عذرية المرأه وبكارتها أي شيء تعيش نساء محترمات يصبحن سياسيات وعالمات وحاملات أعلى الشهادات ..لاترتبط إنجازاتهن بعذريتهن قبل الزواج او بهذه الأفكار الشاذه

ثم في ماذا نتوقع؟ ماذا لو لم يتقدم أحد لخطبتها..أتظل محرومة من الجنس مدة ثلاثة عشر سنه، خمسة عشر سنه..عشرين؟ أنتوقع ذات الشيء من الرجل؟ أن يبقى يصوم و يتحمل حتى يستطيع الزواج، بعد خمس وعشرون سنه؟ ثم عندما يتزوج أحدهم إمرأه سبق لها ممارسة الجنس ..أهو كمن يشترى علبة حليب مفتوحه؟ كمن يشترى سياره مستعمله..موديل قديم؟



الجنس حاجة لا تختلف عن الأكل والشرب و الحرمان منها يؤدى الى أمراض من إختلال هرموني ، طفح جلدي ، وعدم أتزان الشخصيه والقلق والأمراض النفسيه.

المرأة التي لاتلتزم بالمعايير الأسلاميه ذات الثقافه الذكوريه الطاغيه التي تستدعى منها العفة والطهارة والعُذريه، هي العاهره والشرموطه والقحبه والزانيه والمذنبة والعاصية الفلتانه الضائعه..كل هذه تسميات تهدف الى التحقير من قدرها والتبرير لعقابها والأعتداء عليها..لأنها أظهرت إستقلاليتها عن الرجل وتحكمه بها. خطوتان بسيطتان للسيطره على المرأه المسلمه:

١- أولا بألزامها بمعايير الرجل المسلم من " الحشمه" وغض البصر وخفض الأصوات والسير بأحتشام وأن تهدف المرأة في كل حياتها الى تربية أطفالها وطاعة زوجها

٢- ثانياعندما يفشل الأسلوب أعلاه بالسيطرة على المرأه ، فهي الأهانه بالشتم والمسبه وإطلاق الألقاب المهينه عليها. في مجتمعات بلاد الرمال يتعمد هؤلاء- الذكور الغيورون- إثارة الأشاعات الكاذبه عن الفتاة لأستثارة أبوها وأخوانها وأهلها ليعتدوا عليها أو يقتلوها حتى لاتقتدي بها نساؤهم ، هم فيفقدون تحكمهم بهن..عندما قادة مجموعه من النساء السيارات في الرياض إحتجاجا رمزيا على حظر قيادة المرأه للسيارات، كانت ردة فعل المؤسسه الوهابيه الدينيه هو قيامها بنشر أسماءهن واسماء أزواجهن وأرقام هواتفهن وهواتف أزواجهن آبائهن وتوزيعها بالفاكس كمنشور يحرض الناس على الأتصال بهن، وسبهن وإهانة أزواجهن وأبائهن وإتهامهم بنقص الرجوله ، لأن بناتهم وزوجاتهم ..عاهرات زانيات

وكما وصف طيب الذكر نوافكو في تعليق له" بأنه أسلوب الذكر في التحكم بمصدر الأخصاب والتكاثر" وكان قد أصاب كبد الحقيقه.. أنه أسلوب خبيث للتأكد من توافر النساء للرجل وتسلطه.




أن عذرية المرأه هي رمز المحافظه على مركز الرجل الأجتماعي و السياسي في المجتمع – عذرية المرأه ليست ألا عذر لتسلط ذكوري عنصري ، لا يختلف عن غيره من أنواع العنصريه المقيته في هذا العالم.

بن كريشان

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

لعنك الله على هذا المجهود الشيطاني