الاثنين

الاسلام والمسيحيه : بين الايمان والتسويق


كنت أحد أمنياتي أن أحتفل بالكريسميس في موسكو ، ولكن أخر شيء توقعته أن أذهب الى روسيا بدون المرور بعاصمتها. وها انا في مدينة رستوف - نادنو الروسيه ، التي وصلت إليها من تونس وعن طريق مطار إسطنبول

أما لماذا جئت الى هنا؟ ولأي غرض؟ فهو أمر لا يعرفه الا رب العالمين..ولكن ركوب طائره سوفيتية الصنع بمقاعد متقابله ككراسي القطار، خبرة يجب أن يتمتع بها الأنسان، قبل أن تتوقف هذه الطائرات عن العمل بالقانون الدولي..أو بعد تحطمها كلها بالسقوط ..يومين وأذني مازالت تطن ، من ضجيج محرك طائرة التوبولوف



السيد پيتشكين الذي دعاني لرؤية هذه المنطقه تكرم هو وزوجته كذلك بدعوتي لحضور مبارة روسيا ضد إسبانيا- شاهدت مبارة روسيا و هولندا في تونس ، ثم مبارة أسبانيا - وأيطاليا بأسطنبول ، و الأن في رستوف- نادندو اشاهد مباراة روسيا – إسبانيا ..فياله من عالم صغير. هذا أغرب شيء شاهدته في حياتي، فالمبارة ليست هنا أصلا ولكن الناس تذهب للأستاد الرياضي حيث وضعت طاولات طويله و شاشات كبيره تبث المباراه..والناس تشرب البيره والفودكا ..تحمل العلم الروسي ويلونون وجوههم بألوانه ويشجعون بكل حماس..راسّيا راسيّا..أي روسيا بلغتهم، وكأن اللاعبين يسمعونهم..وكانوا غاضبين على الفريق بعد الهزيمه...ولكن لا الفريق ولا اللاعبين هنا..فقط المشجعين، طبعا شجعت الفريق الروسي معهم، فلو عرف أحد هنا أنني أشجع أسبانيا ..لقتلوني




الروس ليسوا بأوروبيون، صحيح أنهم شقر ألا أنهم خليط أوروبي اسيوي في الواقع ويختلفون مع الثقافة الأوروبيه كثيرا..فهم عاطفيون وعنيفون في نفس الوقت..ألا أن الرجل الروسي يثق بك تماما و تصبح مثل أخيه أن شربت معه الفودكا


عبارة كتبت بالروسي و الأنكليزي جذبت إنتباهي على أحد المباني كتب عليها" راسيّي نوجن إيسوس " أو " روسيا تحتاج الى المسيح لا أتخيل كيف يعود الروس للدين مثل الخرفان بعد الشيوعيه؟ أن خلف ذلك كثير من المنظمات التبشيريه الأمريكيه، يقال أن روسيا بها الأن مورمون ومعمدانيين..وبالتأكيد أن بها فقرا يساعد هؤلاء على أنجاز مهتمهم التسويقيه. في جنوب روسيا تقوم مملكة الرمال الكبرى بتوزيع المصاحف المترجمه للروسيه وكتب الدعوذه الوهابيه..وتقيم مراكز إسلاميه على نفقتها في الجمهوريات الجنوبيه حيث الفقر المدقع- والسعوديون لا يجدون حتى وظائف في بلادهم.


الاسلام والمسيحيه منافسين شرسين في السوق العالمي للدين. والذي يجعل من المنافسة بينهما صعبة جدا هو أنهما يشتركان بالعديد من من أوجه الشبه ، ولكن اوجه التشابه هذه تجعل ايضا من السهل مقارنتها ضد بعض. فعلى سبيل المثال ، كلاهما يعتمدان اعتمادا كبيرا جدا على النص الديني : الكتاب المقدس للمسيحيين ، والقرآن بالنسبة للمسلمين. . واذا عقدنا مقارنة بين الطرق المختلفة التي يستخدم هذان الدينين كتاباهما المقدسين للتبشير والدعوذه ، نخرج ببعض النتائج المثيره.

شيء واحد يجمع كل من المسيحيين والمسلمين معا ، هو جهلهم بما تحتوى كتبهم المزعومة القدسيه.. ولكن اسباب هذه الجهاله مختلفة تماما بينهما :

من مقال قديم وقعت عليه في موقع الأكينوميست:

حين يتعلق الأمر بفهم محتوى كتبهم المقدسه نجد أن المسيحيون والمسلمون على حد سواء يعانون من مشكلة عويصه.

يقوم المواطنون الأمريكان بشراء ٢٠ مليون أنجيل جديد كل سنه ويحتفظ الواحد فيهم ببيته بمعدل أربعة كتب مقدسه رغم المعرفه الضحله بماتحتويه.

دراسة قامت بها مؤسسة غالوب للدراسات و وجدت الدراسه ان أقل من نصف الأمريكيين لايعرفون اسم الكتاب الأول من الكتاب المقدس (سفر التكوين) ، والثلث منهم يعتقد أن من ألقى موعظة الجبل هو جورج واشنطن وربعهم لايعرف ما الذي يحتفل به في عيد الفصح (قيامة المسيح، أم تأسيس الولايات المتحده الأمريكيه). ٦٠٪ كذلك لا يمكنهم تذكر نصف الوصايا العشر، بينما ١٢ ٪ يعتقدون أن كابتن نوح ، متزوج من القديسه جان دارك.



جورج غالوب ، رائد الانجيليه وهو مستطلع الاراء المعروف ، يصف امريكا بانها "أمة من الاميين في الكتاب المقدس". . يصر المسلمون على قراءة القرآن بالعربية، وبلغة قديمة ذات أسلوب ملتوي مُبهم من الصعب فهمه حتى على العرب . وبما معدلات الامية مرتفعه فى جميع انحاء العالم الاسلامي فأن الكثير من الدارسين للقرآن يعتمدون على الحفظ والترديد بدون فهم .

إلا أن هذا الجهل لا يمنع المسيحيين والمسلمين على حد سواء من توظيف كل طاقاتهم في تسويق دينهم في جميع انحاء العالم، ولتغطية جهلهم يلجئون الى القرآن أو الكتاب المقدس ظنا منهم أنهما يحتويان على كل الأجابات ، فيقومون بتوزيعه ونشره..أو كما يحدث معي كثيرا أن يقول أحدهم كيف تفكر هكذا! ألم تقرأ القرآن؟ وعندما تسألهم قرأت ماذا بالضبط فيه؟ تجدهم أجهل الجاهلين.



المعركه بين الدينين مستمره في اجزاء كثيرة من العالم ، السعودية مثلا لا تسمح بتوزيع الكتاب المقدس على ارضها. أما المسيحيين الانجيليين فهم يطبقون برنامجا تبشيريا يسمونه نافذة ٤٠/١٠ – وهي عباره عن إستهداف الأسلام في المساحه الشاسعه من العالم الإسلامي في أفريقيا وآسيا و التي تقع بين خطي العرض ١٠ و ٤٠ شمال خط الاستواء.

أتباع طائفه اللاهوت المعمدانيه في جنوب غرب ولاية تكساس ، فقد خلقوا درجة علميه على مستوى الماجستير لتدريب المبشرين في فن تحويل المسلمين الى المسيحيه. وفي السعوديه هناك دورات لتخريج الدُعات المسلمين لنشر الأسلام (على الغسيل).



يعمد الانجيليين الى انتاج طبعات قرآن مزيفه تهدف الى زرع الشك في اذهان المسلمين. معركة الكتب، المعركه بين القرآن والأنجيل، هي في قلب الصراع بين الديانتين. وحتى الناس الذين يحصلون على نسخ الكتاب المقدس أو يتم توزيع القرآن عليهم، لا يفقهون شيئا من محتواهما مما يدل على حالة مزريه يعيشها هذين الدينين التبشيريين الذان هما الأكبر في العالم




لو قام المسيحيون بإيجاد قرآن مزيف أو تعمد المسلمون تشويه صورة المسيحيه أثناء دعوذتهم ضدها.. فلن تكن لتنجح هذه الخدع ،لو لم يكن أتباع هاتين الديانتين جهلة أصلا بما في كتبهم

حسنا ، فمن هو الأفضل إذا في تقنيات التسويق الديني، الأسلام أم المسيحيه؟

حسب مقال الأكونوميست:

مما لا شك فيه أن المسيحيه تأتي في المرتبة الاولى من ناحية المهارات التسويقيه. وذلك راجع الى كون دور النشر الدينية هي شركات تجارية كبيرة من الدرجة الأولى.خذ مثلا توماس نيلسون ، والتي كان يملكها سابقا البائع للكتاب بنفس الأسم كان يبيع من بيت الى بيت، وتم شراؤها من قبل دار نشر كبيره في عام٢٠٠٥ بمبلغ ٤٧٣مليون دولار.




وهكذا فكثير من دور النشر الدينيه مثلها، صارت مملوكه من قبل ناشرين تجاريين يتعاملون معها كجزء من البيزنيس هدفه تحقيق الأرباح من السوق الديني الأيماني مثله مثل الأقسام الأخرى كقصص الرومانسيه والرعب والخيال الخ . مثال على ذلك شركة هاربركولينز التى اشترت زوندفران في اواخر الثمانينات ، والآن معظم الناشرين يقومون بتصميم وانتاج وتسويق نسخ خاصة بهم من الاناجيل...ونتيجة لذلك ، يحاولون تطبيق كل الحيل التسويقيه في هذه التجارة الناجحه في الكتاب المقدس. بالنظر الى نجاح انتشار المنتج" الكتاب المقدس" في الأسواق. نجد أن طبعه خاصه بيوبيل الزواج..النسخه الفضيه لذكرى زواجنا أو الأنجيل الذهبي لذكرى خمسين سنه في البهدله..أم الألماسيه الله لا يرى أحدكم مكروها.. ” وهناك أناجيل لكل إنسان، لرعاة البقر ،للأطفال، للعرائس كتاب مقدس قبل الزواج و لرحلات الشوي هناك أناجيل خاصه ، يوجد كذلك كتاب مقدس ضد الماء و كتاب مقدس للقراءه في المواصلات العامه.. لابل فهناك حتى كتاب مقدس للتمويه أثناء الحرب ويأتي بلون عسكري ، وهناك ملخصات عجيبه مثل الكتاب المقدس في ١٠٠ دقيقه للمسافرين و لرجال الأعمال الذين لايجدون وقتا كافيا. وبأعتبارات سهولة الاستخدام اليوميه فهناك كتب الصلاة اليوميه باللهجة الدارجه في الشارع او حتى اللغة العاميه) . أو هناك إعتبارات تسويقيه مبتكره .. توماس نيلسون يصدر مجلة الكتاب المقدس ، وبين إصدارات الأناجيل يصدر مجلات تعنى بسن المراهقه تحض على قراءة الأنجيل الخاص بالمراهقين . و هناك مجلات العهد الجديد التي تعني بشؤون جمال المرأه وألأيمان بيسوع في نفس الوقت" ملاحظات لجمالك من أبونا الرب" هناك أيضا مواضيع مثل " سيدتي كيف تواعدين رجلا مؤمنا يخشى الرب؟ " . وهناك صيغ ملائمة للطفل من قصص الكتاب المقدس الاكثر شهرة. " الكتاب المقدس الصبي " وهناك أناجيل مثلا بالصور للأولاد و الكتاب المقدس الكوميكس، الذي يعرض الأنبياء كأنهم سوبر مانات و باتمانات كما هناك أنجيل خاص بالبنات اللاتي يحببن قصص الأميرات الجميلات




هناك حوالى ٩٠٠ نص للأنجيل مترجمة من اللغه الانكليزيه ، بدء من الكلام العامي المتحذلق" يو مان" الى الأنكليزيه الجاميكيه، و الأنكليزيه البورتيريكيه و هناك الكتاب المقدس باللهجه الأنكليزيه الفلبينيه أو التشيكانو ، لهجة المهاجرين المكسيكيين . بوب هدسون ، رئيس جمعية الكتاب المقدس الامريكية ، يريد الجميع على هذا الكوكب ان يقولون بأن "الله يتكلم معي بلغتي". وقد قام مؤخرا اثنين من أتباعه المهوسون ، بترجمه الكتاب المقدس الى لغة كلنجون ، وهي لغة تتحدث بها المخلوقات الفضائيه المتخنزره في مسلسل "ستار تريك".





مقابل هذا كله يبدو التسويق الأسلامي متخلفا جدا، فليس هناك مصحف للبنت الصغيره يرافقها مع دمية باربي الأسلاميه" فله" وليس هناك مصحف سائق التاكسي مثلا أو مصحف باللهجه الصعيديه أو البدويه ولا حتى العيناويه" يا عاد لا تشرك بربك الذي خلقك من لاندكروزر" . وليس هناك سيرة صلعم بالكوميكس وهو يرتدي كلسونا أحمر كونه خاتم الأنبياء السوبر - نبي ، بينما سيدنا على بن أبي طالب في شخصية سبايدرمان يتسلق أسوار الرجل الشرير معاويه بن أبي سفيان، والأمام المخفي يستعمل قوة الأختفاء الجباره لمكافحة الجريمه في الكوفه سيتي.


الا أن هناك أتجاها تسويقيا جديدا ظهر منذ مده عند المسلمين ، رواده معظمهم من الكويت والتي قادت مايسمى بحركة البرمجه العصبيه حيث ظهر كثير من المدعوذين منهم مؤخرا الذين يستخدمون موضة العوده للعلوم الأسيويه والعلاج بالأعشاب واليوغا والطاقه البيو- طنجريه لنشر الأسلام..صحيح أنها تقليد موضه أمريكيه ألا أنها جاءت بشئ مغاير .. وعلى رأس هؤلاء طبعا الرجل الوسيم، محطم قلوب العذارى.. طارق سويدان



أما في بقية بلاد الرمال فلم نرى بعد فنا تسويقا جديدا..ربما عمرو خالد وبعض أفلام حسن يوسف الدعائيه البائسه في قناة أقرأ..كما أن قناة إم بي سي تضع أعلانا خبيثا عن شاب يمشي فتتسارع دقات قلبه وتصيبه لوثة عقليه فيجري في كل مكان.. و يركض كالأبله في الشوارع..حتى يؤدي صلاته فتغرد العصافير و تنفرد اساسيره وتشرق الشمس بعد ليل طويل..ثم يقول صوت – جبريل –: أقم صلاتك..قبل أن تنتكح حياتك..أو شيء من هذا القبيل

يعتمد التسويق الأسلامي على الدعوذه وليس التبشير والفرق بينهما جد كبير..فالتبشير يعتمد على التسويق والأبتسامه ، مثلا عندما تكون في أحد المطارات الأمريكيه يلاقيك رجل يلبس بدله مرتبه يبتسم لك مبرزا أسنانه الكبيره البيضاء نتيجة تكنولوجيا طب الأسنان الأمريكيه ، ويقدم لك الكتاب المقدس هدية من يسوع..ثم يعطيك بيزنيس كارد فيه أسمه ورقمه ويدعوك لتشارك مع أشخاص " يحبونك" في دروس الأناجيل..الأن قارن هذه الصوره بعد أن تهبط في مطار المدينه المنوره حيث يقف بأستقبالك رجل من الهيئه ( أياهم) يوزع مصاحف خضراء ، وهو يرتدي كندوره للركب.. ويبتسم مبرزا أسنانا أصفرت من كثر الدعك بالمسواك



مع هذا أساليب الدعوذه تتحسن شيئا فشيئا فهناك الملصقات ولافتات أذكر الله وتلك التي تهدد أختاه ياويلك ويلاه..كما أن هناك جحافل من المسلمين تسوق للدعوذه عن طريق الإيميل، فكثيرا ما يأتي إيميل الى بريدك الألكتروني بمثل هذا" سبحان الله..شاهد صور الكهف الذي لجأ إليه سيدنا موسى في طور سينا ، عندما أراد أن يعمل كاكي"..ثم يعقب ذلك" أنشر ولا تنسونا من الدعاء"

بتصفح موقع هارون يحي وجدت أنه أكثر مواقع الأسلام تكلفة وصرف.. موقع مثل هذا لاتقل تكلفته عن نصف مليون دولار سنويا..ولكنه موقع تجاري فهو يبيع منتجاته وكتبه مثله مثل تجارة الكتاب المقدس ولا أستغرب أن كان يحقق أرباحا لصاحبه

وقد نشرت مجلة فوربيس العربيه عن الثروات التي صار يجنيها بعض المدعوذيين الأسلاميين مؤخرا وعلى رأسهم عمرو خالد وبعض مدعوذي البنوك الأسلاميه

الا أن الأسلام لايرتقي الى مستوى الأساليب التسويقيه التي تقوم بها المسيحيه وهناك اسباب لذلك

أن كل عمليات التسويق هذه تتم بواسطة الشركات الأمريكيه،وفن التسويق هو أمريكي المولد والنشأه..دور الطبع والنشر هذه أمريكيه وليست ألمانيه ولا إيطاليه و لا دنماركيه ولا حتى لبنانيه..ولأنها أمريكيه فهي تعرف كيف تتوجه للمستهلك. مثلا لا يحتاج الواحد أكثر من كتاب مقدس واحد..الا أنها النزعه الأستهلاكيه لدى الفرد الأمريكي التي تجعل المؤمن عندهم يحتفظ بأربعة نسخ من نفس الكتاب..فهو مستهلك أولا ومن ثم مؤمن مسيحي.

الدول الاسلامية ليست مجتمعات مستهلكين ، لذا فانه ليس من المستغرب ان لم تكن قد انتجت مزيج من الراسماليه ، والنزعه الاستهلاكيه ، واللاهوت مثل أمريكا.

الجهد المبذول من المسيحيين الامريكيين لانتاج اعداد كبيرة من الاناجيل الاساسية لتوزيعها في جميع انحاء العالم سيساعد بالتأكيد على التبشير ، ولكني أشك بأن البقية ستكون مفيدة .. انها يمكن ان تعزز الأيمان المسيحيي من الداخل ، أو على الأقل تعزيز الروابط بين المسيحيه والثقافة الامريكية ، ولكن كيف يمكن الخلط بين الكتاب المقدس ونصائح الجَمال كيف سيساعد هذا على نشر المسيحيه في السودان مثلا؟ ? كيف ستكون اللغة العاميه في الاناجيل مساعدة على نشر المسيحيه في الهند مثلا أو بنجلاديش؟

اساليب المسلمين في نشر الأسلام في مجتمعات تقليديه متخلفه مثل مجتمعاتهم ، قد تلاقى حظا أكبر في النجاح من المسيحيه بسبب تشابه الثقافه..الا أن المجهود الأكبر للمسلمين مايزال ينصب في الداخل في بلاد الرمال ويهدف الى دفع الناس دفعا نحو النموذج السلفي التطهيري ذو النكهه اليهوديه القديمه الذي يحظى بمعظم الأموال والتبرعات التي تنفق على التسويق الأسلامي

بين الدينيين نجد أن المعركة مستعره في أنحاء العالم، في الجمهوريات السابقه للأتحاد السوفيتي وفي أفريقيا وحيثما وجد الفقر وأزدادت معاناة الأنسان..نجدهم دائما جاهزين لأستغلال حاجة الأنسان لنشر دينهم. المسلمين يقصرون مساعدتهم " الأنسانيه" على مسلمين مثلهم فقط على عكس المسيحيه التي تعطى العون بالذات لمن هم غير مسيحيين على أمل تحويلهم أو تغيير تصوراتهم عن المسيحيه..أو حتى قطع الطريق على المدعوذيين المسلمين..مؤخرا مثلا تحولت إبنة عم الرئيس الكازاخي الى المسيحيه على يد مبشر أمريكي. الا أنني لا أراهم يحاولون مثلا نشر المسيحيه أو الأسلام في الشعب الألماني أو السويدي أو الدنماركي أو الياباني..كل التبشير والدعوذه يتركز على أمم فقيره وشعوب متخلفه تفتقر الى التعليم





في بلادهم يتمتع المدعوذون المسلمون بدعم حكومي وشعبي يسّهل من مهمتهم في تجهيز الأجيال عن طريق التدريس الديني المنظم والمقررات الأسلاميه والقوانين والبرامج الأذاعيه والتلفزيونيه والصحافه التي تفرد مساحة للدعوذة الدينيه بها..حتى المجلات النسائيه العربيه تكاد لا تخلو أحدها من صفحة أو أثنتين تخصصان للفتاوى النسويه..أو تفسير الأحلام بالطريقه الأسلاميه

ويظل أرخص كتاب تشتريه هو المصحف أوالكتاب المقدس..لأنهم يظنون أنه كلما أنتشرت هذه الكتب كلما أنتشر الأيمان بدينهم . الصحف الروسيه كتبت بعد هزيمة المنتخب الروسي بأنه قد حصل على المركز الثالث! وهو كالفوز بالجائزه البرونزيه..الرقم ثلاثه رقم مقدس في المسيحيه ، فالمسيح هو ثالوث ..رب و أبن و روح..ثلاثه هو الرقم المقدس للمسيح..أخيرا لقد ساعد المسيح روسيا في الفوز بالمركز الثالث بالبطوله الأوروبيه..هلالويا ..روسيا تحتاج للمسيح ...يا فرحتهم ، وهذا يا أحبتي هو هو فن التسويق





في النهايه للخداع فنون..وخداع الأديان توصل الى توظيف كل أساليب التسويق لغرض واحد ..هو نشر الخرافه وأستعمار عقل الأنسان المسلم و المسيحي..إستيقظوا أنهم يكذبون عليكم .


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: