قصص ومواعظ إسلامية...تافهه.

لماذا يكون المُسلم أكثر عُرضة لتصديق القصص الكاذبه؟

تنتشر في معظم المجتمعات الحضريه ظاهرة تسمي بالأنكليزيه " أوربان ليجند" وأن كان المصطلح مفقود من لغتنا العربيه، ألا ان الظاهرة متواجدة لدينا في بلاد الرمال بشكل واضح جدا. ربما أقرب ترجمة لها هي "الأساطير الحضريه" ويمكن تعريفها كالتالي: الأسطوره الحضريه هي قصة مزعومه مصدرها الفلكلور الشعبي المعاصر تنتشر بين الناس بقصد در عاطفة او إحداث رد فعل من متلقينها. إزداد إنتشار هذه الظاهره أيامنا هذه مع إستخدام الأنترنيت والإيميل وبسبب سرعة هذه الوسائل في إيصال المعلومات.

المجتمعات المؤمنه تمتاز عن غيرها أصلا بأنها أكثر قابلية لتصديق السذاجات والخرافات، وخاصة ان الإسلام كغيره من الأديان يطالب المؤمن بعدم التشكيك وخاصة عندما تكون الأسطوره الحضريه التي تصله متعلقه بالأسلام.

على مجتمعات الأنترنيت العربيه يتقبل المسلمون هذه الأساطير الحضريه ويقومون بنشرها. هناك جروبات كامله على الإيميل ليس لها شاغل ولامشغله إلا تداول هذه القصص الساذجه. ويكاد لايخلو منها منتدى من منتديات العرب والتي تنشرها وكأنها تريد أن تأكد على حقيقة حدوثها فعلا.

من أحد المنتديات انقل لكم هذه القصه السخيفه :

كنت في مصر أثناء أزمة الكويت، وقد تعودت على دفن الموتى فأتصلت بي احد العوائل طالبة دفن امهم التي توفيت. فذهبت الى المقبره، وانتظرت عند مكان غسل الموتى وأذا بي ارى أربع نساء محجبات يخرجن مسرعات من مكان الغسل فلم اسأل عن سبب خروجهن لأن ذلك امرا لايعنيني- حركات بس حتى يطبخ الكذبه- وبعد ذلك خرجت المرأه التي تغسل الأموات وطلبت مساعدتي بغسل الميته فقلت لها هذا أمر لايجوز فلايحل لرجل الأطلاع على عورة المرأه- في نهاية قصته لن يمانع الأطلاع على العوره-. فعللت لي طلبها بسبب ضخامة جثة الميته. فدخلنا نحو احد عشر رجلا وحملناها لثقلها ☺ولما وصلنا الى فتحة القبر / وكعادة اهل مصر فأن قبورهم مثل الغرف ينزلون لها من الفتحه العلويه بسلم الى قاع الغرفه. حيث يضعون موتاهم دون دفن أو إهالة التراب( إنتقاد سلفي مبطن).

فتحنا الباب العلوي وانزلنا الجثه فأذا بها تنزلق وتسقط منا داخل الغرفه حتى أنني سمعت قعقعة عظامها تتكسر. فنظرت من الفتحة فرأيت الكفن ينفتح قليلا ويظهر شيء من العوره فقفزت مسرعا الى الجثه وغطيتها وسحبتها بأتجاه القبله. ثم فتحت شيئا من الكفن فاذا بي ارى منظرا عجيبا- يامامي- رأيت عينيها قد جحظت ووجهها قد اسود. فرعبت لهول المنظر وخرجت مسرعا وبعد ان وصلت لشقتي اتصلت بي احد بنات المتوفيه واستحلفتني ان اخبرها ماذا حدث لوالدتها فاردت التهرب من الأجابه ولكنا كانت تصر فأخبرتها..بلا بلا بلا فقالت ياشيخ إن سبب ذلك أن والدتنا لم تصل ركعه في حياتها، وانها ماتت متبرجه☺.

هناك عدة اخطاء في هذه القصه- الى جانب تسببها بوجع في البطن من فرط الضحك - فهذا الكاتب ليس مصريا كما هو واضح ، وكان في مصر اثناء إحتلال الكويت كما يقول. فمالذي يجعل عائلة مصريه ، تتصل به هو بالذات ليدفن امهم، بدلا من ان يتصلوا بمن يقوم بهذا العمل أصلا في مصر؟ ثم ماذا حدث للأحد عشر رجلا الذين كانوا يحملون الجثه معه؟ الم يروا هم كذلك ماحدث؟..فلماذا إفترضت البنت انه وحده فقط الذي رأى ماحدث مع أمها؟ ثم اتصلت به تستحلفه ان يقول لها الحقيقه التي يخفيها..ثم كانت الاجابه جاهزه عندها ، فردت عليه.. وبالضبط كما يحب المسلمين ان يسمعوا : بأن امها لم تكن تصلي، والأسوء إنها كانت - موسيقى تصويريه..ترااام تم تم - متبرجه..لذا فكسر رب الرمال عظامها ، وسّود وجهها لماذا..فقط لأنها تضع المكياج☺لماذا لم تتصل بنتها ببن كريشان؟ لماذا لم تتصل بشخص أخر؟ ..ومالذي جر هذا الشيخ الذي أظن أنه قد يكون مدعوذ كويتي - أكيد نبيلو العوضي بولحيه مخروطيه - الى المشاركه في عملية الدفن هذه في مصر؟ ولماذا قرر حضرته فتح جزء من الكفن، وهو القائل بانه لايجوز له أن يطلع على العوره..آه أنه فعل ذلك ليرى هو وحده هذه المعجزه؟ ويرويها للناس.

قرأت قصة أخرى طويلة في منتديات الرقيه الشرعيه عن شخص يذهب للغوص في البحر الأحمر شرق جده ثم ينقطع حبل مرساة القارب ويستمر اخينا يسبح لساعات طويله كان خلالها يصلى الفروض في اوقاتها.. وهو يدعو بأدعية مختلفه حتى ظهرت له مجموعة من الدلافين الجميله وأنقذته، وبينما كانت الدلافين تسحبه نحو اليابسه..☺ سمعها ترتل القرءان الكريم.

والعبره في القصه هو ان الدعاء ينقذك من الغرق والسقوط من الجبل ، ويعالج الصداع وغازات البطن..وفي اثناء سرده القصه قال بأن لم يكن لديه مايساعده على الطفو..مع أن أي غواص سكوبا يجب ان يستخدم جاكيت يسمى البي سي دي ، وهو اداة طفو، وينتفخ بكل سهوله بالهواء بضغط زر.

وواحده غيرها قرأتها في منتدي مغربي عن انسان يذهب الى الصحراء فيجده أفراد قبيله تعبد الأصنام ويأسرونه لتقدمته قربانا للصنم الذي يعبدونه..ولكن لحسن حظ هذا الرجل المغربي أنه لم يكن جميلا جدا وكان شرط الضحيه عندهم ان يكون الرجل وسيما جدا( الحمدالله إنني لم أكن هناك فأنا وسيم جدا) ، فاطلقوا سبيله..وهذه عبره أن يحمد الرجل الله على نعمة القباحه..حتى لا يأكله المتوحشون!! هل في صحراء المملكه المغربيه اليوم من يعبد الأصنام ، ويقدم لها ضحايا بشريه؟ أين الحكومه عنهم؟

وفي الصفحة الأخيره من صحيفة البيان الأماراتيه بتاريخ ۱۹ أكتوبر كتب عبدالرحمن الوهيبي هذه القصه المضحكه:

تحدى أحد الملحدين الذين لا يؤ منون بالله أحد علماء المسلمين في أحد البلدان- هل هناك ملحدين يؤمنون بالله اصلا؟- ، فاختار أهله أذكاهم ليرد عليه، وحدد موعداً لذلك، وحين اقترب الوقت المحدد ترقب الجميع وصول العالم المسلم، لكن ظروفاً ما أجبرته على التأخر. - لزوم القصه- فقال الملحد للجمع لقد علم عالمكم المسلم - للتأكيد فلو كان مسيحي فلن يكون بالذكاء المتوقع منه- انه سيخسر الرهان فهرب وخاف، ويقينه بأنني سأنتصر عليه وأثبت لكم أن هذا الكون الذي نعيش فيه ليس له رب - هنا تحدي و مبالغه حتى يتأثر القاريء الجاهل في اخر القصه.، وأثناء كلامه ظهر العالم المسلم وبدأ كلامه بالاعتذار عن تأخره.

ثم قال وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد وسيلة أو قارباً أعبر به النهر الذي يفصل بين قريتي التي أعيش فيها وبينكم، وانتظرت على الشاطئ لوقت طويل حتى يحدث الله أمراً، وفجأة ظهرت في النهر ألواح كثيرة من الخشب، وتجمعت مع بعضها البعض وبسرعة أصبحت قارباً، واقترب القارب مني وكأنه يناديني اركب أيها المسلم، فركبته وجئت إليكم.

فقال الملحد ساخراً رامياً وراء ظهره كلام المسلم: هها ها هذا الرجل مجنون يستخف عقولكم أيها الناس، فكيف يتجمع الكثير من الخشب له ويصبح قارباً دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك دون وجود من يحركه؟ - وهنا الأكشن المقصود - فتبسم العالم المسلم وبدأ يحدث الملحد عن السؤال ذاته ويجيبه، فماذا تقول عن نفسك حين قلت إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟ فصمت الجميع وألجم الملحد عن الكلام وهذا دليل على أن القدرة الإلهية لا تفوقها أي قدرة! يبدو ان راوي القصه نسي ان يقول كيف خر الملحد ساجدا وأعلن إسلامه كما تعودنا.

الصحفي عبدالرحمن الوهيبي يظن الملحدين اناس سذج مثل حضرته، أهذه قصه تقابل بيها ربنا ياسيد زهيوي.. اقصد وهيبي؟ ألا تذهب وتتعلم شويه عن تكوين العالم، بدل حكايات الأطفال التي تحكيها لنا.

كم من الأخطاء تستطيع ان تجد في هذه القصص ؟ لن تبذل ادنى مجهود لترى ان بها أخطاء فادحه. هذه الأخطاء ستبدو وتظهر لأي شخص يستوقف نفسه قليلا ويتمعن في القصه، ولايكون مثل غالب المسلمين ممن يسارعون بدون أدنى تفكير ويقولون: سبحان الله شكرا أخي العزيز على هذه القصة" السخيفه- النافعه. هذه الاساطير الحضريه تعكس الحاله الدعوذيه اليائسه التي يعيشها افراد المجتمع في بلاد الرمال.

يتميز الملحد هنا عن المؤمن بفارق كبير حيث انه مرّن عقله على الشك وعدم قبول المزاعم والخرافات السخيفه كحقائق قد حدثت فعلا.

في الواقع ان جوهر المشكله هو ان هذه القصص تستخدم لدعم وتأكيد المعتقدات بصرف النظر عن كونها حدثت فعلا، يعنى انها كذبه مختلقه. يقوم هؤلاء الأشخاص في المنتديات وجروبات الإيميل بنشرها لأعتقادهم ان دعم الأيمان الديني هو اكثر اهمية من اي شيء اخر..أهم حتى من معرفة الحقائق.

زيف هذه القصص من الممكن الكشف عنه ببعض البحث البسيط والتفكير السديد الذي لايتطلب شهادات ولا مختبرات فقط إستخدام العقلانيه ومبدا الشك فيما لايعقل.

ومع هذا يقول لنا هؤلاء المؤمنون بأن تلك القصص المذكوره في القرءان عن النملة التي تتكلم، وأبو عصا سحريه تحول الحبل الى أفعي وتشق طرقا في البحار والأنهار هي قصص حقيقيه دقيقة وموثوق بمصدرها ..وليس هناك أي سبب يدعو للشك في صحتها.

هل من الممكن ان قصص القرءان هي كذلك مخلفات أساطير حضريه؟ لايستبعد هذا الأمر فقد يكون صلعم أو المسيح شخصا حقيقيا ومن بعد موته، ترددت بين الناس قصص مختلقه عن عجائبه وروايات كاذبه عن معجزاته لا تختلف عن المواعظ التي رويتها لكم..فإن كان الأمر كذلك ، فالنقل مثلهم: سبحان الله..شكرا يامدعوذ على هذه القصص التافهه السخيفه جعلها الله في ميزان حسناتك..أنشر.

بن كريشان