الاثنين

مفاهيم خاطئه عند المسلمين.

السبعة مفاهيم التي يجب أن تتجنبهاً..حتى لاتبدو عبيطا



صدمت اليوم بمريم موظفة بقسم التفتيش و الرقابه ، وهي عادة تستلطفني وتمر علىّ تسلم كلما أكون بالمكتب، ودائماً تعرف متى أكون بالمكتب.. ليس بيني وبينها شيء، فأحياناً تقول لي إنها تحلم إنني وهي ذهبنا للحج ، وأحياناً أخرى تقول إنها حلمت بأنني طرت للسماء مع الملائكه..ولكن اليوم جاءت زعلانه لسبب لا أعرفه، و قالت لي: لقد كنت مخطأة بتصوري لك لم أتوقع أنك هكذا؟ ثم ولت هاربه ولم تترك لي فرصة لأستوعب المشكله ؟ إتصلت بها على المكتب فلم تجب، فتركت رسالة على التلفون قلت لها فيها ان هناك مفاهيم خاطئه في ذهنها عنيّ وليس هناك مبرر لما فعلته..وكأنني جاهز لأتزوجها .. فاضي أنا؟

فالتكن المفاهيم الخاطئه موضوع اليوم..منذ مدة طويله والمؤمنون في بلاد الرمال يرددون بأنه لايمكن وجود قانون إن لم يكن مُنزلاً من عند رب الرمال.. وأنه لايمكن أن يقوم أحد بتولي الحُكم والسياسه مالم يكن ممثلاً عنهم أو بشكل جماعة دينيه سياسيه ، فهل هذا الكلام صحيح؟

لا أبداً فهذا كلام فارغ ليس له اية قيمه؟ إن كان الأمر كما يقولون فكيف إذاً فلحت العديد من الدول في العالم في وضع قوانين مدنيه ونظم حكم لادينيه و نجحت في تحقيق الرخاء لشعوبها. على العاقل أن يسأل نفسه هذا السؤال وينظر ويتفكر في الأمثلة والأسباب، أليست نظم الحكم السياسيه الناجحه في هولندا أو اليابان أو سويسرا أو حتى الدنمارك وكلها غير دينيه دليل على بطلان مقولتهم.

عندما نقارن تجارب هذه الشعوب مع محاولات إستخدام الحكم الديني سواء في الأمثله المُعاصره مثلاً جمهورية الملالوه..أو مايسمونه جمهوري إسلامي إيران ومملكة الرمال الكبرى والسودان وحماس ستان..أو في الماضي وبمختلف الأديان ..نجد دائما وبلا إستثناء أن الفشل كان نصيبها دائماً. ألا يثبت هذا كذب مقولتهم الشهيره:
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله

في الواقع أن العكس هو الصحيح ، فإن النظم اللادينيه الليبراليه العلمانية التوجه هي أنجح وأكثر أخلاقية ونبلاً ، من تلك التي تقوم على أساس ديني. مما يجعل إحتمال عزتنا هو بتركهم ورب الرمال وتطبيق تلك النظم التي نجحت بها الشعوب المزدهره المتفوقه. وهذا يجعل الملحدين والليبراليين أكثر جدارة وإستحقاقاً لتولى هذه المسؤوليه .. بما حبتهم الطبيعه من ملكات في التفكير السديد تفوق تفكير المؤمن المُتدين المُنغلق؟




أن أهم شيء يتميز به الملحد والليبرالي هو أن عقله نظيف يخلو من تلك المفاهيم الخاطئه التي تراود المؤمن فتأسر عقله وتقوده الى الهلاك والضلال والخسران المبين، دعونا اليوم نستعرض اهم هذه المفاهيم الخاطئه:

المفهوم الخاطيء رقم واحد:

الأعتقاد السائد لدي الإسلاميين بأن هناك مهمة خطيره منوطه بهم ، هي تطبيق قانون قديم ..قام بسّنه إله شبح ساكن في السماء.

هذا الوهم هو غباء مطلق، فلو فكرت من منظور عالمنا المعاصر ، سترى ان المجتمعات الإنسانيه وعلى مر التاريخ كانت تقوم بتنظيم نفسها بنفسها منذ آلاف السنين بدءً بأعراف القبيله وإنتهاء الى القانون الحديث..من يقول لكم ان هناك قوانين تتنزل من السماء، يريد أن يستغفلكم، فهو يريد الحماية لقانونه هو من الإنتقاد و وضعه فوق المعارضه والرفض.

إننا نحن من كوّن مجتماعتنا بأنفسنا .لأننا كائنات إجتماعيه لانستطيع العيش بدون تعاوننا معاً ، نحن كالنمل والنحل وكثير من فصائل الحيوانات التي تعيش في قطعان وأسراب. نحن من خلق القواعد التي تحكم بيننا لإن نجاح هذا التعاون ..يؤدى لنجاح المجموعه . مع مرور الوقت خلق هذا التعاون تنافساً على السلطه ، جعل بعضهم يدّعي أنه من سلالة مقدسه أو ان السماء أرسلت له وحياً ليستاثروا بالسياده والسلطه على المُجتمع..هذا كذب وإحتيال بالطبع، لقد تخلصت البشريه الحديثه من هذه الفكره وصارت الحياة العصريه مثالاً لتفوق القوانين المدنيه وعدالتها على تلك القوانين التي مازالت رائحة البدائيه والوحشيه تفوح منها.

المفهوم الخاطيء رقم أثنين:

أن هناك فريضة مفروضة علينا عباره عن حقوقً و واجبات وطقوس من السماء.

وهذا الأعتقاد أغبى من الأول لأنه نتيجة لوجود قواعد أو أعراف وقوانين تضعها المجتمعات لتنظيم الحياة فيها. ليس هناك فريضه أو واجب إلا ماتم تحديده بواسطة البشر للبشر. هذه الحقوق والواجبات ليست مطلقة لاتتغير فتلك إستحاله.. إنما تتعدل هذه الواجبات والحقوق مع التطور ومع الوقت ومع الخبره الإنسانيه. بعض هذه الواجبات والحقوق اصبحت اساسية اليوم بناء على تجربتنا مثل حرية الأنسان وحق المرأه وحقوق الطفوله والتعبير عن الرأي وغيرها.

المفهوم الخاطيء رقم ثلاثه:

السياسه والحكم من عند الله. .ونحن فقط مطالبين بتأسيس حكم نطبق به مشيئة السماء.

بالطبع غلط ، فالسياسه إختراع إنساني بحت. لو كان مايقولون صحيحاً لمانجحت اليابان والصين الأمبراطوريه أو جنكيز خان أو الفراعنه في خلق نظم سياسيه للحكم. لو نظرنا الى المجتمعات الليبراليه الديموقراطيه الحاليه لوجدنا أن الناس هم من يحكمون أنفسهم، ليس الله ..ولا هيئة كبار العلماء ولا مجلس آيات الله ولا ممثله الرسمي على الأرض.. بل هم لوحدهم يحكمون أنفسهم ..ومع هذا فهم يبلون بلاء حسناً..لابل أحسن ألف مره من الحكم السياسي الألهي الذي يعدُنا به هؤلاء المعتوهين.




الناس في تلك المجتمعات والدول أحرار مُستقلين، يعيشون في مجتمعات حُره ديموقراطيه، لو طلع لهم واحد مثل الذين عندنا وقال لهم أنه يريد أن يُطبق قرار سياسي لأن الله عاوز كده..فسيُلبسونه طاسه على رأسه أو مُعطف المجانين ويرسلونه مباشرة الى العصفوريه.

السياسه عمليه بشريه تقوم على المساومه المستمره والتنازل عن أشياء للظفر بغيرها..الإسلام لايستطيع أن يقوم بذلك لأنه مقيد بثوابت وجوامد لايستطيع الحياد عنها..لذا فهو نظام سياسي فاشل.

المفهوم الخاطيء رقم أربعه:

المشاكل والمُعاناه التي تحدث للإنسان، تحتاج حلولاً دينيه سماويه كالتمسك بالعقيده وزيادة جرعة طقوس الصلوات والإلتزام.

يظن الكثير من الناس في بلاد الرمال أن الحل لمشاكلهم يكمُن في تدخل من رب الرمال، لاينعكس هذا على الواقع الشخصي حيث كل يطلب من الله المعونه، ولكن شعوب الأمه كلها صارت تعتقد بأن هناك عقوبة الهية سماوية سحرية ألمت بها وهي السبب في الفشل المتعاقب عليها..لا يستطيع هؤلاء تحليل الأسباب الحقيقيه لماحدث لهم.

يروج إسلاميون اليوم لفكرة مفادها أن الله صار مخاصمنا ، ولو لم نرضيه بتوكيل أحد ممثليه المُلتحين على رقابنا ..وتنقيب نساءنا بالسواد الكالح فيصبحن مثل أكياس الزباله..فلن يحصل طيب ولن ينزل المطر، ولن ننتصر على إسرائيل، وسنفتقر وقد يصيبنا زلزال وتسونامي وسيورث رؤساء الجمهوريات أبنائهم.

ياجماعه ، بالعقل بس..مهما كانت المشاكل التي نواجهها في بلاد الرمال، ومهما كان الفشل، فهي مشاكل إنسانيه، مشاكل مرتبطه بالمجتمع والناس والسياسيين وتنجم عن حظ سيء وقرارات أسوء..ليس لها علاقه بالسماء والأرباب و مُنكر ونكير أو الملاكان الخفيّان الجاثمان على أكتافنا -نسيت أسمهما ..أعتقد أحدهما الظهير الأيسر و الأخر الظهير الأيمن.

لو فكرت بمشاكلنا..مشاكلي ومشاكلك، ستلاحظ أنها مشاكل بشريه، لم تحدث بسبب غضب وخصام شبح السماء أو زعل رب الرمال. هذه المشاكل ليس لها أصول ميتاڤيزيقيه ولاشبحيه ملائكيه هلاميه لولبيه..ولم تتبلى بها علينا الجن والعفاريت، إنما مشاكل حياتيه طبيعيه. وهذا النوع من المشاكل يحتاج الى حلول من نفس النوع، يعني حلول إنسانيه،متمثله في أفعال و ردود أفعال وقرارات مدروسه بتروي وعقل، وبما أن الأمر مجرد أمور بشريه طبيعيه.. فلماذا نحتاج الى حلول خارقه للطبيعه، تتطلب تدخل رب الرمال وجنوده من الملائكة المُسومين بقيادة جبريل وإسرافيل، وكاسپر ذا فريندلي ڠوست.. و غيرهما من خزعبلات الجن والعفاريت و طقوسيات التذرع بالصلاة على الأنبياء والرسل وآل البيت ..وآل البنايه.

ليس هناك طريقة أفضل لنحل مشاكلنا مثل العقل والمنطق والحكمه الإنسانيه والخبره والعلم والتكنولوجيا، المشاكل لاتحل نفسها بنفسها ولاتساعد الألهه والجن على ذلك..فكما نقول في بلاد الرمال، كل مُشكله ولها حل.

المفهوم الخاطيء رقم خمسه:

التضحيه بالحياه التي عندك ..من أجل "حياه" ستأتي من بعد.

دعونا نفترض بأن من المُمكن أن يكون هناك إحتمال لحياة بعد هذه الحياه، خذوني على قد عقلي..ولكن ألا تتفقون معي بأنه ليس هناك أدنى شك بوجود هذه الحياة التي نعيشها..فهي ليست إحتمال كالأولى إنها حقيقه . فلماذا تضحي بها من أجل مجرد إحتمال وجود حياة أخرى؟

لم تخسر سعادتك، وحبك وأملك في الواقع الذي انت متأكد منه ، من أجل شيء أنت "مؤمن" به. لاتنس أن الإيمان في النهايه ليس إلا مجرد الأعتقاد ، والأعتقاد ماهو إلا التصديق بما يستحيل إثباته. مهما أعطيت أهمية لحياتك بعد الممات ، إلا أن واقع الحياة الحاضره والسياسه والمجتمع والعائله والسعاده ومستقبلك ومستقبل أولادك من بعدك ..يعتمد فقط على ماتفعله في هذه الحياه فقط..فإعمل لدنياك فأنت لن تعيش فيها أبداً ، وأنس حياة أخرة.. لن تجيء أبداً.




المفهوم الخاطيء رقم سته:

نحن نحتاج الى حكم حزب إسلامي، وتطبيق الشريعه والأيمان بالأيدولجيا الدينيه" العقيده".

عندما تكون السياسه خاليه من العُقد الدينيه والتعصب لها " العقيده" وعندما ينتهي ذلك الحزب الإسلامي صاحب الحل السحري الوحيد " الجهاد والأستشهاد والموت" ، سيحدث التغيير النوعي نحو الحل الحقيقي. الليبراليه الإلحاديه العلمانيه ليست " عقائديه" بل سياسة مصالح تنظر للجميع بما فيهم المتدينين، ولكنها ليست المُطلقيه العقائديه الدينيه المتطرفه صاحبة الرأي الأوحد المفروض على الجميع.. مما يجعلها مؤهلة لإن تقود الجماهير للطريق الصحيح بدلا من الوقوع فريسة للتضليل الإسلامي الذي لم يُجد أو يَجني إلا الخسران.

المفهوم الخاطيء رقم سبعه:

التدين هو دليل الاخلاق والشرف

عدم الإيمان لايجعل الشخص عديم الأخلاق، لايجعله يأكل أولاده، ويغتصب بناته ..ولايجعله يمارس طقوس عبادة الشيطان ويصبح من الشواذ الصهاينه الذين يكرهون العرب ويعملون لخيانة الأمة العربيه وإفساد المجتمع حتى ..إن من يقول هذا الكلام يا أحباب هم إسلاميين مقهوريين منا، مفقوسيين، تأكل الغيره والحسد قلوبهم فلا تصدقوهم. لقد أنجبت البشريه فلاسفة في الأخلاق من الملحدين وعباقرة في الأختراع من المُلحدين، فماذا قدمت الأديان وماذا فعل المؤمنون..جرائم بشعه وحروب وسفك دماء وإيقاف لعجلة التطور العلمي وتحريم كل بدعة مستحدثة مفيده للإنسانيه. المُلحد بأمكانه أن يتفوق أخلاقيا على المؤمن ، كما أن كون الأنسان مسلماً مؤمناً ..لايعني أبداً أنه شريف وصاحب أخلاق.




هناك تحيز مُسبق وإجحاف ومبالغه واضحه في محاولات الأسلاميين تشويه سمعة العلمانيه والإلحاد والليبراليه. أن مكافحة هذه الدعايه المغرضه ليس شيئاً مهما فقط لتحسين صورة الألحاد والليبراليه ..بل لأن هناك فوائد وميزات لهذه النظم قد يُحرم منها المجتمع بسبب التضليل الدعائي الإسلامي.

أهم هذه المزايا هو إنعدام التعصب السياسي لدى الليبراليين والملحدين. ليس هؤلاء بمنآى عن التعصب للرأي، ولكن التخلص من العقيده الدينيه يجعل ذلك الأمر أسهل في التعامل ، فهو على خلاف الأديان التي ترفض المُساومه والتنازل عن ثوابت خياليه وترفض الوسطيه وتجنح نحو النقيض الأقصى ، مع أن السياسه كما ذكرنا هي فن المُساومه والتنازلات لتحقيق الوفاق.





قد يقول أحد هؤلاء المتدينين أن الأحزاب الأسلاميه قادرة على التفاوض والمساومه..صحيح ولكن جرب أن يكون النقاش حول أحد ثوابتهم العقائديه فسيرفضون التنازلات لأن هذا يجعلهم كالملحدين والعلمانيين والليبراليين الكفره وهنا نرى الفرق.

إن كون الأنسان ملحداً وليبراليا يجعله يتحرر من عقد الذنب والصراعات الدينيه والمذهبيه والعقائديه التي تفتك بعقل المتدين المؤمن.

الأنسان المُلحد يفكر بعقليه أكثر من الإنسان المُؤمن لأنه يتجاهل تلك المطالب العقائديه ذات الصبغه الدينيه التي تفرض نفسها عليه. فلايتبقى عليه إلا إستخدام العقل والعلم والخبره والتجربه العمليه، ففي النهايه هذه هي أفضل الوسائل التي بيد الأنسان عند إتخاذ قراراته والتغلب على مشاكله ومعاناته.







إذا كان هدف السياسه هو تحقيق الخير للمجتمع والأمه، إذاً فيجب عليها إيجاد حلول عمليه من واقع هذه الحياة و من هذه الأرض..وليس انتظار رحمة السماء ..أوتدخل رب الرمال ليلطف بنا ويرحمنا بمُعجزاته السحريه كما يفعل الإسلاميون مما يجعل الملحدين والليبرالين ..الأفضل والأكثر كفاءة في توليّ أمور الحكم والسياسه في بلاد الرمال.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: