ريتشارد ابي لهب

هل تتذكرون المسلسلات الدينيه القديمه؟ كانت تعرض الكفار في ملابس سوداء، وهم يعذبون المسلمين الذين يلبسون الابيض طبعا ! مثل سذاجة الافلام الهنديه ، فهناك الاشرار وهناك الاخيار ، ياأبيض.. يا أسود، و مازال في ذهنى منظر الممثلين الذين يلعبون دور الكفار و هم يشربون الخمر في بيت ابي سفيان الذي يخاطب أبو جهل قائلا: ان ابن اخيك قد افترى على الهتنا..و اننا منه لمنتقمون ..ثم يضحكون بقهقهات عميقه

نعم تلك كانت صورة الكفار في اذهاننا والتي كان يعيد رسمها مدرس التربيه الاسلاميه كل يوم ، الكفار الاشرار الذين لانسمع اسم احدهم حتى تمتلىء قلوبنا بالكراهية له.. لما فعلوه بالرسول

عندما بدأت بلاد الرمال بدخول المدنيه و الحضاره، صارت تجلب اشياء من الغرب، وكان فقهاء المسلمين يخافون من هذه الاشياء وماقد تحدثه في ثقافة بلاد الرمال، فصاروا يحرمون كل شيء جديد، مثلا في اوائل القرن الماضي بذل الملك عبدالعزيز بن سعود جهدا كبيرا لأقناع المطاوعه بالراديو، مما دعاه ان يبث منه القرأن، ليقتنعوا بأنه ليس رجسا من عمل الشيطان و هناك من الامثلة المشابهه الكثير، والجيل الجديد شاهد بنفسه استمرارية كهنة الدين في رفض الاشياء الجديده عندما حرموا الفضائيات والانترنيت، وحتى البوكيمان

و كلما سافر المسلمون الي بلاد الغرب يصطدمون بحقيقة تخلفهم، و لايستطيعوا اخفاء اعجابهم بما خلقته الحضارة الغربيه من حريات، وفكر و تفوق تكنولوجي، و ان لم يسافر المسلم الي بلاد الغرب فهو يستورد منتجات هذه الحضاره و يستعملها في بيته و سائر مجالات حياته، و طالما سمعت امى تردد دعائها لمخترع مكيف الهواء او الكنديشن و ان كانت لاتعرف اسمه بأن يرحمه و يغفر له الله..فلولاه فمن يبرد علينا لهيب صحراء الرمال هذه

اترك المنتجات التكنولوجيه جانبا، و فكر.. ربما انا و انت ، وحتى الارهابين الذين هاجموا مبني التجاره العالميه بنيويورك، لم نكن لنعيش حتى هذا السن، لولا ان احد علماء الغرب اكتشف البنسلين وتطعيم الاطفال، لا بل فالعمليه التعليميه و المدارس النظاميه هي من ابتكار الغرب ايضا ..ولولا ذلك، فأنا وانت و كذلك ارهابي مبني التجاره العالمي سيكون حظنا من التعليم بيد مطوعه موزه ، التي تجعلك تنوص كاليهودي على حائط المبكى.. وانت تحفظ القرأن في كتاتيبها، و تلشطك بضربة من خيزرانتها الطويله، بين فترة واخرى.. كلما اخطأت و عند تخرجنا الميمون سيطاف بنا في الشوارع و السكيك و نحن نردد كالببغاوات و نصيح: الحمدالله الذى هدانا...آمين

ولكن كهان الاسلام لم يستطيعوا تحمل الاختراق الكثيف للفكر الغربي وحضارته لعقول سكان بلاد الرمال، فكان عليهم ان يخرجوا بحل او ربما بحيله ، ليوقفوا هذا الزحف من الحداثه والتقدم ، طالما مازال بيدهم سلاحهم الفتاك الذي يسيطرون به على عقول وقلوب نساء و رجال بلاد الرمال..فماهو هذا السلاح السري؟ تابعوا لتعرفوا

منذ عهد قديم و في غابر الازمان، مع انها غابره هنا حتى الان! كان ساحر القبيله وكاهنها يعرف كل شيء و يستفتى في السحر والعباده وطرد الارواح الشريره و الطب، واستمر هذا الدور يعشعش في عقول سكان الصحارى العربيه الذين استمروا يرون في ا لملا و المطوع و الشيخ..نفس ساحر القبيله، فتسمع الكثير منهم يردد مقولة : اجعل بينك و بين النار عالما، والعالم هنا ليس كما هو العالم في الغرب، بل هو نفس ساحر القبيله..على فكره في رمال السلطنه القريبه يسمى الاهالي الساحر عالم..وان قال لك عماني ان فلان لديه علم، فهو يقصد انه ساحر، نعود لموضوعنا

فأذا اخذت المعلومه السابقه و تفكرت فيها، ستتجلى لك الامور، و لن تستغرب او تتسأل بعد اليوم، لماذا يتصل الحمقي بالشيخ في التلفزيون في رمضان يسألونه ان كان تفريش الاسنان بالكولجيت في رمضان، حلال ام حرام، ام انه يسبب توقف دوران الكرة الارضيه، و تساقط الشهب و النيازك على رؤسهم؟

نعم هذا هو السلاح السرى الذي يستخدمه هؤلاء الكهان و سحرة الاسلام في السيطره على عقول ابناء القبيله الصحراويه ..التي مازالت موجوده، ولكن الفرق انها اصبحت الان ، كبيرة جدا

فابتكروا، باستخدام هذه القوه الممنوحة لهم طرقا جديده لترويض العقل الصحراوى، نعم مازال المسلم يشعر في قرارة نفسه بالفجوة الرهيبه بين ثقافته و ثقافة الغرب، لذا كان لابد من حيله، و كانت في استخدام عملية اسقاط ذكيه ..بحيث قالوا للعقول المفلطحه لسكان الرمال: ان الغرب : هم الكفار.........ونجح ذلك كالسحر

فأنا وانت و ارهابي مركز التجاره العالمي كلنا شاهدنا مسلسلات رمضان الدينيه و عّلمنا مدرس التربيه الاسلاميه ان الكّفار هم اشرار، فأسقطنا ذلك على الغرب، وهكذا فبدل ابي سفيان هناك مستر جونز، و انقلب ابو جهل في ذهننا الي مستر جيمس او سميث و.... رتشارد ابي لهب

فصرنا نكرههم كره العمى، ولكن ماذا نفعل فهم لديهم اشياء جميله، ليست لدينا؟ فعالج الكهان هذا الامر بطريقتين
:هما
القاعده الاولى : لايجوز التشبه بالكفار
القاعده الثانيه : الكفار لم يأتوا بجديد فالاسلام كان سبّاقا باكتشافه كل شيء.. ولكن نحن الحمير اللي مب فاهمينه صح

فبالقاعده الاولي، تأكدوا ان كل مسلم لن يجرؤ ان يفعل شيئا يغضب رب العباد فلن يشاهد التلفزيون و لا يسمع الموسيقي ولا يفعل اي شيء الابمشورة وفتوى كاهن وساحر القبيله

و بالقاعده الثانيه ، قالوا لهم اذا كان الغرب لديه ديموقراطيه، فنحن لدينا شورى و بيعه، بدون ان ينتبه المساكين ان ذلك مجرد تكريس لسلطة الكاهن و الشيخ للحكم الديني، واذا كان الغرب لديه مساواة فنحن عندنا عمر بن الخطاب الذي قال متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا، ولا احد يسأل لم لم يحرر عمر العبيد و يلغى العبوديه مثل ابراهام لينكولن، واذا كان لديهم اقتصاد، فنحن لدينا اقتصاد اسلامي نابع من فقه المعاملات، و نتسأل فلم لاتدرس هارفارد و لندن سكول اوف اكونوميكس هذه النظريات الاقتصاديه لفقه المعاملات الذي مازال يعتبر الابل وحده نقديه للثروه، و هكذا اما المرأه فالاسلام هو اول من اعطاها حقوقها، وتقارير الامم المتحده تعتبر معظم الدول الاسلاميه منتهكة و منتقصه لحقوق المرأه و اما عن حقوق الانسان، فالاسلام اووه.. فحدث ولاحرج، فأحنا اللي خرمنا التعريفه

طبعا لايجوز ان تفكر و تقول لماذا؟ او تجادل فيما قالوا فالتفكير قد يشطح بك الي النار، فاجعل بينك و بينها شيخا وبعدين يااخي انت اوكفار الغرب تعرفون احسن من الله، وكهنته

و كان اخر ما ذكره كهان الاسلام ، بعد ان استتب الامر لهم ، و ايقنوا ان عقول الرمال راحت في سابع نومه ، مبررين استمرار تفوق الغرب في الاختراعات و الابتكارات، ليست هناك مشكله ابدا ، فرب صحارى الرمال قد سخّر لكم هذا الغرب الكافر ، لتنتفعوا من ما يصنعون
ان لم تستح فقل ماتشاء

متى ينقلب السحر على الساحر ؟

! بن كريشان يكتب اليوم مستمتعا بالتكيف السنترال الذي اخترعه الغرب الكافر له


إرسال تعليق

0 تعليقات