عزيزي محمد الحمادي


This is an e-mail I wrote to the Ittihad Newspaper by the well known emarati writer Mohammed Al Hammadi
،عزيزي محمد الحمادي

اردت ان اكتب تعليقا على مقالك الجرئ في الاتحاد " من يفوز في الانتخابات الاماراتيه" و الذي اتفق معك كثيرا في روحه، وأ تحفظ على بعض النواحى التي لا يجب ان نغفلها.

انني اتفق معك على ضرورة ان لا تتأخر الامارات عن ركب الديموقراطيه و هو مطلب كما قلت ان لم يحدث الان ، فسيحدث غدا و سيكون حتما مهما جدا بعد غد، الثقافه الديموقراطيه تحتاج الي ممارسه تدريجيه لان نجاحها يعتمد على هذه التراكمات ، لذا من الاحرى بنا ان نستعد لها و نتعلمها من الان، و سنحتاج ان نزرعها في قيمنا وندرسها في مدارسنا، نحتاج الي ادخالها في مناهج التربيه الوطنيه بدلا من ذلك الحشو الديني المكرر فيها وفي مناهج الدين و اللغه العربيه، نحتاج ان نبنى تلك الثقافه بنشر الوعى بين االشعب الاماراتي حتى يتحمل مسؤليته تجاه وطنه و يخرج من نظام الوصايه الابوي.

نجاح الامارات في بناء تجربه ديموقراطيه على اسس صحيحه، يعنى تعزيز اتحادنا و خلق نموذج للدول الشقيقه الاخرى، يعني حماية لانجازاتنا وانجازات حكامنا ويعنى حماية لنا و لهم واجيالنا المستقبليه

من الواضح في العالم ان الديموقراطيه الحقه تنجح في النظم التعدديه اكثر منها في النظم الشموليه، و السرفي ذلك بسيط لانها اقرب الي الطبيعه البشريه، فنحن البشر نختلف حول معتقداتنا و انتمائاتنا السياسيه و اولوياتنا لا بل قد نغيرها من وقت لوقت كلما ازددنا نضوجا، و على عكس ذلك تحاول النظم الشموليه ان تضع الانسان في قالب واحد و تؤطره فيه و تعاقبه ان هو خرج او اختلف عن نهجها، نحن في الامارات مازلنا نقوم بذلك الي درجة كبيره، و لو خرج احدهم عن المتعارف عليه لوهجم و عوقب من الاجهزة التنفيذه مباشرة قبل التشريعيه.

ان حديثك عن رفض الشعب الاماراتي للاسلامين على ان الاماراتيين مقتنعين ان مكان الدين هو المسجد و ليس منابر السياسه..و ان حظوظهم بالفوز قليله..اما الوطنيون المستقلون فقد يكون لهم الحظ الاوفر..هو كلام متفائل جدا،
كيف ذلك و نحن نراهم يسيطرون على الجمعيات و الانتخابات في كل مكان و قد سيطروا في الماضي على وزارات، انهم اكثر تنظيما و لديهم ولائات و انتمائات خارجيه، مبطنه، قبل الانتماء للوطن..على الرغم من سطحية برامجهم السياسيه و الاقتصاديه، فان لديهم التأثير العاطفي على المجتمع باستغلال الصبغه الاسلاميه و تمثيلهم لله بصيغه تزرع في الذهنيه البسيطه فكرة الحق الالهي، فكيف لمواطن بسيط التفكير ان يخالف ربه و يقترف اثما بانتخاب غيرهم. خاصة اننا لم نغير مناهج التدريس التي ورثناها بعد توزير سعيد سلمان المعروف بانتمائه الاخواني، الصحافه و القانون تحت تصرفهم ، بعض الامارات تمنع و تعاقب بطرق تخترق حقوق الانسان المواطن استجابة لرأي هؤلاء، سيدي ان لهم نفوذا كبيرا و ليس لدي الاماراتين في الغالب الوعى او وسائل المعرفه التى تجعلهم يعرفون الفرق بين السياسة و الدين. و في اعتقادي ليس هناك مانع ان يحدث هنا ماحدث في الكويت و البحرين .

قبل ان نبدأ بالتطبيق، علينا ان نبدأ بالتخطيط، نحن في الشرق الاوسط نقوم بهذه العمليه الاداريه عادة بالعكس و هو مايفسر كمية الفشل الذي تعاني منه برامج التغيير.

اولا- نحتاج الي صحافة حره نزيهه مظبوطه بقوانين الصحافة و النشر و مبنيه على افضل ما في العالم، و ليس بمراسيم من وزارة الاعلام، اليوم كل يمنع على ليلاه بدون ضوابط، شركة الاتصالات مزود خدمات الانترنيت الحصري حتي الان ، لا تمنع المواقع الاباحيه فقط بل الفكريه ايضا و تقوم بدور فعال في نشر الفكر الاسلامي بمنع المعارضون ضده .

ثانيا- يجب ان يحفظ الدستور الحقوق المدنيه و الحريات الشخصيه للمواطنين و ان توجد محكمه دستوريه لمراقبة التجاوزات، يعنى ان قام برلمان منتخب بأصدار قانون يلزم النساء بالحجاب او يمنع الناس من شرب الكحول او من ابداء رأي مختلف، ومنع الموسيقي و حجب المواقع و الصحف ، سيمكن بالمقابل اسقاط هذا القانون بالمحكمه الدستوريه ، حتي لو صوتت اغلبية لصالحه ،لان تلك حريات شخصيه يكفلها القانون الذي لا يسمح للاغلبيه بتجاوز حقوق الاقليه. هذا الدستور يجب و اقول يجب ، ان يفصل بين المسجد و الدوله، بكل و ضوح، و ان لم نفعل فسيدخلون عليك من الشباك، سيدي الدستور الكويتي يضمن تلك الحقوق لمواطنيهم ومع هذا استلب الاسلاميون هذا الحق رغم و جود محكمةدستوريه، وهاهي دولة لديها تجربه برلمانيه من الستينات، لا تستطيع ان تمنح حق مساواة الرجل بالمرأه، يجب ان ندرس اسباب ذلك و نتجنب حدوثها هنا

اسمح لي ان استخدمت امثلة كهذه و لكن اردت ان اقول ان هذه الديموقراطيه التي لن نمانع فيها اشتراك اوو صول الاسلاميين يجب ان تكون كافلة حامية لحقوق الغير. سيدي ماذا سيحدث لو اعتنق مواطن المسيحيه او البوذيه، الاعلان الدولي لحقوق الانسان يكفل له ذلك..كيف ستستجيب ديموقراطيتنا لذلك

ثالثا- هل وصلنا الي مرحلة من الوعي نتمكن فيها من تأسيس احزاب، هل سيكون هناك قانون احزاب، ام سنظل نصدر قوانين منع التجمعات و المظاهرات.

رابعا- صدقنى لم ينجح نظام ديموقراطي في العالم بدون ان يكون اساس دستوره العلمانيه و فصل الدين عن الدوله- هذه القيمه الجميلة التي ولدت نتيجة تاريخ لمعاناة الانسانيه من التسلط الديني ، قد شوهتها صحافتنا و منابر مساجدنا و من خلفهم من قوى الشموليه الدكتاتوريه و التطرف الشمولي الاسلامى- فحالما تذكر كلمة علمانيه حتى يهاجمها المواطن البسيط الساذج بدون ان يفهم محتواها، معتقدا انها الكفر بالدين

سيدى قد اكون من الاقليه التي تفكر هكذا، و لكنني اريد ان اعيش في بلد يضمن حريتي و خصوصيتي و طريقة تربية اطفالي، بدون تدخل من الدوله و برلمانها الشمولي الملتفح بعباءه ديموقراطيه، اريد الديموقراطية روحا و مضمونا ، لا اريدها شكلا او نصف ديموقراطيه تلوى تحت اعذار خصوصيات المجتمع

عزيزي محمد الحمادي نعم ببساطه نريد وطنا ديموقراطيا حقيقيا..لانريد نظام دينيا او قوميا يطبق الديموقراطيه الشكليه و مضمونه شمولي ينتهك حقوقنا في الحياه و الرأي و الاختلاف ، نريد برلمانا ديموقراطيا يحقق و يحفظ الحياة الكريمه و النمو لبلدنا و مواطنيه، لا حكومة و صايه دينيه ، هدفها فرض سلوكيات معينه على المواطنين. نريد ان ننتخبهم ليخدمونا و يعملوا لنا، لا ان نخدمهم نحن و نضع رقابنا تحت تصرفهم .

معادلة بسيطه: حرية صحافه + دستور يكرس الحقوق المدنيه للمواطن+ علمانيه + قوانين حزبيه = ديموقراطيه


وشكرا،

بن كريشان

www.benkerishan.blogspot.com

إرسال تعليق

0 تعليقات