الاثنين

عالم الجن واسراره

في مجلس أحد أبناءالذوات في العين، ذهبت الى مأدبة عشاء حيث دار حديث على الطاوله التي كنت عليها عن الجن والعفاريت..وكان معنا وزير في الحكومه ، رجل متعلم خطير.. لايُنادى بإسمه حاف بدون أن يُسبق بلقب دكتور، وكان الكلام كله عن الجن وأفعالهم المخيفه، وكان دكتورنا الوزير مُتحمسا في طرح مشاكل الجن وطرق إجتنابهم...وبدون مشاركة في الكلام.. قضيت ذلك الوقت أنظر الى ملامحهم الغريبه المؤمنه بالخرافه والسذاجه وأقول في سري.. بوووووه
يعتقد كثير من الناس أن الجن والعفاريت موجودة -- بل هناك بعض الناس الذين يدّعون في بأنهم رأوا الجن باعينهم أو سمعوا اصواتهم أو حتى قابلوهم شخصيا.

هناك بعض الملحدين أيضاً يؤمنون بوجود نوع من الجن او الأشباح ولقد قابلت بعض منهم يدعون أنهم مروا بتجارب حياتيه ظهر فيها الجن.

أن الزعم بوجود الجن يستخدم لضرب الأمثله على وجود أشكال أخرى للحياة غير الشكل المادي الذي نعرفه. فوجود الجن مهم لهذه الفكره - الجن من الميثولوجيا الإسلاميه ولكنها تعود الى الحقبه السابقه "الجاهليه" للإسلام ويتصورن أنها كائنات من النار- ومتى ما أقرينا بفكرة وجود كائنات ناريه كالجان سننتقل منها الى تصديق وجود كائنات غير ماديه أخرى فمن النار هناك أيضاً العفاريت والمرده و من النور هناك الملائكه وفمن الهواء والنفخ الإلهي توجد الأرواح والتي يظن البعض بأنها تصبح اشباحاً عند خروجها من الاجساد..وكله يجر بعضه.



الأفلام الهوليوديه تتعامل مع ظاهرة الأشباح كذلك وكأنها مُسلّمة من المسلّمات حتى اصبح رجل الشارع في أمريكا، لايختلف عن رجل الشارع المؤمن في بلاد الرمال ، يصدق بوجود مثل هذه الهيئات الغير الماديه من كائنات غريبة ومخيفه.

في أمريكا بالذات هناك محققين يقومون بمطاردة الأشباح. هل هم مخادعين؟ لا اعتقد انهم يخدعون أنفسهم. فتارة تراهم يحققون في ظلال ظهرت على صورة فوتوغرافيه تماثل شكل إنسان فيحاولوا إثبات وجود شبح بالمكان أثناء إلتقاط الصوره لم تستطع عين الأنسان رؤيته. نفس الظاهره موجوده في بلاد الرمال حين يقوم الناس بنشر صور كهذه يدعون إنها كاميرات إلتقطت صورة للجني. هؤلاء الناس كلهم متقبلين بداخلهم وجود الأشباح والعفاريت.. انهم يعيشون داخل الفانتازيا الدينيه لذا يفسرون أصوات أنابيب الماء في البيوت القديمه التي تعوي بسبب إنخفاض ضغط الهواء ( ظاهره هندسيه بسيطه) أو الاصوات التي تصدرها المباني نتيجة التمدد و الأنكماش (ظاهرة هندسيه بسيطه أخرى) بأنها دليل وجود هدفهم وهي تلك الكائنات الغير ماديه. لا بل تصبح حتى البقع البارده التي تنتج عن الأجهزه الألكتروميكانيكيه بالبيوت كالتكييف المركزي أو إنفجارات مفاتيح الكهرباء من افعال هؤلاء الجان والأشباح.


سألني أحد مرة ماذا بالنسبة للعبة عويجه ، كيف تتحرك القطعه الصغيره لتجيب على اسئلة الغيب من وحدها بنعم أو لا؟ أخواني ليس هناك من جني ولاشبح يحرك هذه القطعه على اللوح. الحقيقه هي أن مستخدم اللوحه هو من يحركها لاشعورياً لينتج كلمة تخرج من الوعي الباطني للشخص. الناس يصدقون قوة لوحة عويجه السحريه لأنهم فعلاً لايدركون انهم هم أنفسهم يحركون قطعة المثلث ويفترضون أن قوة خارجيه " الجني أو الشبح" هو من يفعل. مايحتويه اللاوعي الأنساني يختلف تماماً عن حالة الوعي ..ولهذا ينصدم الشخص ظاناً أن اللوح أجاب شيئاً يعرفه هو وحده.

في تجربة قام بها علماء على هذا اللوح تم عصب اعين المشاركين وقُدم لهم اللوح مقلوباً فكان المشاركون يحركون اللوح تلقائياً الى المكان الذي كانوا يظنون ان الأجابه بنعم ولا موجوده ( عكس الإتجاه الأصلي). فكرة لوح عويجه الحديث صنع إقتباساً من جهاز صنعه العالم وليام كاربينتر ١٨٨٢ كان إسمه أيدوميتر لقياس ظاهرة اسمها تلقائية اللاوعي. إستمع الى شيريل كرو تغني وهي تشير الى لوح عويجه
هنا.


الأعتقادات بوجود الجن هو نوع من إقناع النفس من داخل اللاوعي على ان لدينا دليلا على أن هناك حياة بعد الموت ، وأن هناك ما هو أكثر من الهيئات المادية. أن مثل هذه المعتقدات هي أكثر شيوعا بين المؤمنين بالأديان وإن كان هناك قلة من غير المؤمنين يصدقون بوجود اشياء غرائبية كهذه كما ذكرت. ليس هناك جن يا اخواني واخواتي فهي مجرد أسطورة؟ إن فكرة وجود هؤلاء "الجن" تتعارض كثيرا مع ما نعرفه عن العالم الطبيعي. بل انها على من الأمثلة الغير متوافقه مع علم الطبيعية وتنتمي الى عالم القوى السحريه الخرافيه " الميتافيزيقيا" أو الفوق طبيعه الذي هجره الأنسان بإكتشاف العلوم الحديثه.



وبناء على الفقره السابقه فإذا تم العثور على دليل واضح لا يمكن تفسيره إلا من خلال وجود "جن" ، ألا يوحي ذلك بأنها مجرد ظاهرة طبيعية لأن لها تأثير على العالم الطبيعي؟ فكيف يمكن لها أن تكون شيئاً خارقاً خارج الطبيعه؟ إذا كنا نستطيع الأستماع لهم ورؤيتهم بحواسنا الطبيعيه أو أكتشافهم بأجهزتنا مما يدل على أنهم جزء من هذه الطبيعه وليسوا خوارق .أن مجرد إفتراض وجود هذه الأدله يتطلب منا إعادة النظر في تفسيرات الكيفية الطبيعية والمادية التي يعمل بها العالم ،وليس بشطب التفكير المادي الطبيعي ذاته.

موقع
ويكيبيديا العربي الذي يعاني الكثير من المصداقيه مُستغل كذلك لتعميق هذا الإعتقائد الساذج فتحت بند الأدله العقليه عن وجود الجن كتب:

إن العقل لا يمنع وجود عوالم غائبة عن ادراكنا وحسنا، لأنه ثبت وجود اشياء كثيرة في هذا الكون لا يراها الإنسان ولكنه يحس بوجودها، وعدم رؤية الإنسان لشيء من الماديات لا يستلزم عدم وجودها، ولو كان الأستدلال بعدم رؤية الشيء على عدم وجوده صحيحا وأصلا ينبغي للعقلاء الأعتماد عليه لما بحث عاقل في الدنيا عما في الوجود من المواد والقوى الفيزيائية والمادية المجهولة، ولما كشفت الجراثيم وغيرها، ولما درسنا الكوازرات والنجوم وعالم الفلك، إن علم الإنسان البشري لم يحط بكل اصناف الحياة في هذا الكون، كما إن وجود عوالم أخرى تحوي أجناسا من الحياة لا نعلمها ليس دليلا كافيا على احاطة العقل بكل الكون. ولهذا اهتمت جامعات كثيرة في العالم بالبحث في علم الباراسايكولوجي، أو المس الشيطاني كما يسموه المسلمون، ومنها على سبيل المثال جامعة كورنينجن وسيتي كوليدج في نيويورك، وفي أنكلترا تواصل الكلية البريطانية للعلم الروحي أبحاثها في هذا العلم، وكذلك كلية أدنبرة الروحية، وجامعة لندن أصبح بها معمل للبحوث سمي (المعمل الوطني للبحث الروحي) وتصدر جريدة أسبوعية توضح آخر الأبحاث في هذا المجال، أما في فرنسا فيوجد المعهد الدولي لما وراء الروح.



حلوه ماوراء الروح..أليس كذلك، في الواقع ان كاتب المقال لم يتورع حتى عن أخبارنا بأن الجن يأكلون روث الحيوانات كما ورد في ""صحيح"" البخاري. ولكنه من ضمن كثير من الأدبيات الإسلاميه التي تخترق عميقاً ثقافتنا و تقدم الخرافات بصورة فرضيات ومُسلّمات. ثم تعمد الكاتب ذكر اسماء معاهد تبحث في الأرواح والاشباح أين؟ في الغرب-طبعا- وتدرس علماً مزيفاً غير معترف به يسمى الباراسيكولوجي فهذا من لزوم الشغل يا أخوان و حتى يذر الرماد في العيون. أنظر الى هذا الفيديو ثم الى هذا..وهذا.

يظن كثير من العامه الحالة التي يسمونها
الجاثوم أو الخنّاق تحدث عندما تكون تحت كابوس لاتستطيع معه الحركه أو الإستيقاظ رغم إدراكك لذلك بوعيك. ويفسره العامه -و رجال الدين - بأنه جني يجثم على صدر الإنسان أثناء نومه. العلم يعرف تفسير هذه الحاله وتسمي " شلل النوم". وهي ليست خطيره ولكنها تخيف كثير من الناس الذين يحسون وكأن أحداً بالغرفه معهم "جني" أو أنه يجثم أو يجلس على صدورهم لذا لايقدرون على الحركه وبعضهم يخاف من الموت من تلك الحاله لأنهم لايدركون مالذي يحدث لهم.





الجهاز العصبي في الدماغ هو الذي يتسبب بهذا وتحدث في مرحلة من مراحل النوم المسماه أر .إي. إم وهي اعمق مرحله من مراحل النوم يكون الجسم فيها غير متصل تماما بالدماغ مما يعطي شعوراً بالشلل. يحدث " شلل النوم" عند الاشخاص الذين يعانون من نقص النوم والأرهاق وأختلاف وعدم إنتظام أوقات النوم. ليس هناك من جني في غرفتك وليس هناك من يجثم على صدرك ، بإمكانك علاج هذه الحاله طبيا لو كانت مزمنه ..بدون الحاجه لقراءة المعوذات او وضع مصحف تحت مخدتك.

مالذي تحتاجه لترفض تقبل فكرة وجود مايسمي بالجن؟
مالذي تحتاجه لترفض قبول النصوص الإسلاميه من قرءان وسيرة وسنه والتي وقعت في هذا الفخ بنقلها الميثولوجيا القديمه؟

أستيقظوا انهم يكذبون عليكم

كل الأدله التي يستشهد بها الناس اليوم ليست مقبولة ولا معقولة ، هذه الأدله سهلة الدحض لأنها خارجة عن القياس العلمي والطبيعي.

إذا فنحن نحتاج الى دليل أقوى بكثير وأكثر تماسكاً حتى نتقبل وجود شيء يعاكس ويناقض مباديء عمل علم الحياة والبيولوجيا. وسيتعين على المؤمنين أنفسهم توفير هذا الدليل لقبول الأخرين وجود ما يناقض المعارف المتوفره عن العالم الطبيعي ، وكيف يعمل؟


هل سيفهم المسلمون هذا تماماً؟ هل سيتوقفون عن تقديم ادلتهم على وجود العفاريت والجان من خلال روايات وقصص وحجج ضعيفه؟ هل سيصرون على مواصلة تقديم نفس الحجج الضعيفه التي قدموها في الماضي؟

إحزروا انتم الإجابه.



بن كريشان

هناك تعليقان (2):

Gilliam Wayllz يقول...

aljathoum 3andna flmaghrib houwa boughetat wfia merica ya9oulouna anahoum al aliens ama lyabane fa yatakhayaloune imra2a 3ajouz

Youness Abarrou يقول...

المغاربة يعيشون في عصر الخرافات يا أخي، يؤمنون بدخول الجن إلى جسد الإنسان ههههه ليس الجن الذي يدخل إلى جسد الإنسان إنه الجنون (مرض نفسي ) ههه :)