الاثنين

أليس في بلاد...الرمال

كان ياماكان..في قديم الزمان


ماهي الحادثه التي جعلتك تفقد ايمانك هل كانت قصة حب فاشله او فقدان شخص عزيز عليك؟











سألتني القارئه اللطيفه ناديه كيوت وايد ذلك، ولم تكن الاولى في هذا السؤال التقليدي المتكرر الذي يسأله المؤمنون دائما...يقترح البعض احيانا ان اقرء القرءان بتمعن اكثر ، او ان اصلى بخشوع وتركيز أكبر.. فربما َمن الله علىّ بالهدايه..هذا السؤال التقليدي يأتي من افتراض سائد ان الصحيح هو الايمان بأشياء شبيهه بحكايات الاطفال او قصص الف ليله و ليله و مغامرات السندباد ..حتى لو لم يجد العقل و المنطق لها تفسيرا














أعترف.. إن قلبي تحطم في الحب عدة مرات ،و لكن لم تجعلني أي من تلك الصدمات ان افقد عقلى و اصبح مؤمنا .. الواقع ان العكس هو الصحيح فكثير من الناس يلجأون للتدين و الايمان بعد صدمات كهذه..في الحروب و الازمات و اليأس و حالات موت شخص يحبونه..و لكن لماذا يجب ان نؤمن و ما معنى الايمان؟













تحت السطح يوجد خلاف كبير بين المؤمن و غير المؤمن. فبينما يرى الاخير أن المؤمنين يتجاهلون عمدا، ادلة واضحه على انعدام وجود دليل يبرر الايمان بالله..يرى المؤمنون ان غير المؤمنين يعرفون ان الله موجود في اعماقهم و لكنهم يكابرون، و ذلك ربما بسبب صدمة حب او حادثه اليمه جعلتهم كذلك

هل الايمان حالة اختيار نقوم بها طواعيه؟.. يقول رب الرمال في هذا من شاء فاليؤمن و من شاء فاليكفر..اي انني أؤمن باختياري و محض ارادتي. في قصص ايمان الصحابه ما يؤيد هذا الرأي ، فإسلام عمر بن الخطاب او ابوبكر و غيرهم من الصحابه او حتى في قصة ايمان القديس بول في المسيحيه، امثله على ذلك ، و كثيرون من الذين يتحولون عن دينهم الي دين اخر و يختارون إعتقادا دون غيره يفعلون ذلك طواعيه... فخيار الايمان راجع الينا وحدنا

ولكن لحظه..الا يخلق هذا معضله جديده..ولنسميها معضلة الهدايه الالهيه ، فهل نحن نهتدي طواعية ام ان الله هو الذي يهدينا ..يقول رب الرمال: إنك لن تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء

و هذا يعني ان مسؤلية الايمان ليست طواعيه و خيارها ليس راجعا الينا و انما بيد رب الرمال وحده..فأن شاء هدانا و ادخلنا جناته السماويه الخالده..و ان لم يشأ عذبنا بالنار في جحيمه..وكما يقول المطرب العراقي ماجد المهندس على مودك إنت و بس!..وهو ما يخالف مفهوم الله العادل..تناقض عجيب؟













هممم.. يبدوا انه هو الذي يعاني من صدمه عاطفيه ويحتاج الي علاج نفسي و ليس انا؟

الاسلام يتطلب منا ضرورة التسليم المطلق لأرادة الله لأن كل شيء خاضع له و أن نفعل ما يأمرنا به..صلاة الاستخاره كمثال هي دليل على الخنوع التام في القرار لرب الرمال فما نحن الا عبيده و امائه..إن كان عجيبا جدا ان فعل الايمان و حدوثه ، ليس راجع الينا ..فالنغادر اذا ًبلاد الرمال..و نزوربلاد العجائب

في قصة الاطفال الشهيره اليس في بلاد العجائب للويس كارول يدور هذا الحوار العجيب بين ملكة القلوب، و اليس بطلة القصه













ملكة القلوب:.. الان سأخبرك شيئا لتصدقيه. إن عمري هو مئة و واحد و خمسة شهور و يوم

أليس: لا أستطيع ان اصدق ذلك

ملكة القلوب بأستغراب: لا تستطيعين؟..جربي مرة ثانيه: خذي نفسا طويلا، و اغمضي عينيك

اليس تضحك: لا فائده من المحاوله..الناس لا تصدق الاشياء المستحيلة الحدوث

ملكة القلوب: من الواضح انك لا تتمرنين بما فيه الكفايه..عندما كنت بعمرك،كنت افعل ذلك كل يوم و لمدة نصف ساعه..لا بل احيانا اتمكن من تصديق اكثر من ستة مستحيلات في نفس الوقت..و كل ذلك قبل حتى ان يحين موعد افطاري





من هذا الحوار نرى ان الفتاه الصغيره اليس الغير مؤمنه في مكان الملحد الذي لا يقبل ان يؤمن بأشياء مستحيله لأن عقله لايقبلها ..بينما ملكة القلوب تمثل المؤمن الذي يحس بالشفقه على الغير مؤمن و العذاب الذي ينتظره و يحاول هدايته و انقاذه باقتراح بعض التصرفات..كالصلاه و الوضوء و الاستغفار و قراءة القرءان

طبعا كالعاده سيطالب المسلمون الان بحظر قصة اليس في بلاد العجائب و حرمان اطفال بلاد الرمال منها
الا نكتسب اشياء بالتمرين..؟ الصلاه و الصوم و الاعتكاف و التسبيح و الذكر المتواصل تمارين تقود الي تعطيل العقل و التفكير و إعجازه عن ادراك هذه الاستحاله.. بالرغم من سذاجتها ..مثل حلول المصباح السحري و الامنيات الثلاثه













الناس ايضا تفضل اشياء مستحيله بعينها..على اشياء مستحيله اخرى..وهو ما يجسده ايمان الناس بالاديان . يؤمن الهندوس بأن الحياة بدأت عندما تثائب الاله فيشنو و خرجت من فمه كلمة أووم و اصبحت طاقه و بعدها نبتت زهرة اللوتس من سرة بطنه المقدسه ...نحن المسلمين نقول ان الله خلق المرأة من ضلع ادم..و ان صلعم طار على بهيمة مجنحه لها رأس انسان.. والمسيحيون يقولون ان المسيح اطعم خمسة الاف شخص جائع من سمكتين حتى شبعوا .. و لا بوفيه السوشي في مطعم بني هانا!.. أما إخواننا الشيعه فمازالوا ينتظرون هبوط طائرة خطوط طيران آل البيت.. ليعود لهم رجل اصبح عمره حتى الان اكثر من الف سنه...بأي من هذه المستحيلات يجب أن نؤمن؟ و لماذا تكون احداها اكثر صدقا من غيرها؟ طالما لا يستطيع العقل و لا المنطق دعم اي منها..إن اختلاف الاديان بينها و بين نفسها على هذه المستحيلات ..ماهو الا دليل اخر على عدم صحتها

انا اؤمن بأن هذا الكومبيوتر امامي لأنني اراه و المسه و اؤمن ان زيزبونه موجوده بالغرفه و نائمة بسلام لأنني اراها ..و لو ناديتها فستفتح عينيها و تقول مياو ..و انا متيقن من ان امي في الصاله الان فأنا اسمع صوتها المرتفع و هي تتكلم مع اختها بالتلفون و كأن عندها مكالمه خارجيه.. مع ان خالتي تسكن في نفس الحي ..ولكن كيف لي ان اؤمن بوجود ملاكان جالسان على كتفي لا اراهما؟.. واحد يدون في بلوج الحسنات و الاخر في بلوج السيئات..فقط لأن شخصا قال ذلك .. الايمان يكون بأشياء قابله للاثبات العقلي و الحسي و مدعومة بالدليل العلمي ..وليس غيبيات و اساطير ما يسمى بثوابت الاسلام ..مع انها منافية للمعرفه و مناقضه للعلم المتوفر لدينا اليوم..انها مستحيله عقليا.. كإستحالة وجود مثلث بأربع اضلاع













و في وجود كل هذه المستحيلات العقليه ، الا يكون البديل الاعقل هو ..ان لا نؤمن؟

بن كريشان

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي !!!

لا أمل في شفاء المسلمين من فيروس الايمان الأعمى. الصلاعمة يدعون بأن كل ملحد مر بمحنة أو تجربة مريرة جعلته يترك دين السلام و الارهابيين ويكفر بالهتهم بينما لايجدون غضاضة في أن يمر مسيحيا مثلا بمحنة أو تجربة أليمة يترك دينه على اثرها و يتحول للاسلام فتنهمر الاهازيج و تعلو الاناشيد منهم مهللة بدخوله دين "الحق" و طبعا لم ولن يسأله أحد منهم ان كانت تجربته الأليمة هي سبب تركه دين ابائه

لكن ويحك يا بن نعمان هل هذا يعقل منك؟ فقد اعتنق الاسلام لكن في حالة تركه دين الارهابيين و دق الاعناق ، عندها نبحث عن الأسباب النفسية التي دعته الى هذه الفعلة الشنعاء.

لكل داء دواء يستطب به .. الا الحماقة اعيت من يداويها