الاثنين

رسائل دنماركيه للأمم الصحراويه

وزعت الصحف أمس وفي داخلها نشرة رديئه بالابيض والاسود تحث على مقاطعة المنتجات الدنماركيه جائت كالتالي


حملة جميع المسلمين لمناصرة خاتم الأنبياء محمد صلعم. النشره كتبت كلمة الدنمارك مرة مثل ما كتبتها الان، و مرات الدنمرك. حملت هذه النشره المكونه من صفحة واحده فقط صورا لمنتجات دنماركيه من مثل زبدة لوربارك ، كي دي دي ، جبنة بوك، وحليب دانو و غيرها و في نهاية الصفحه كتب ..أنشر

بينما ظهرت أعلانات اخرى في الصحف لبعض المنتجين الذين زخ بسلعهم في خضم انفعال هذه الحمله يؤكدون لسكان بلاد الرمال انهم ليسوا دنماركيين، مثل نيدو منتج شركة نستله السويسريه و شركة كي دي دي الكويتيه ، و التى أعلنت انها قاطعت الدنماركيين سيييء السمعه منذ خمسة عشر سنه، وحتى زبدة انكور النيوزلنديه لم تسلم من المقاطعه ..بينما عاد البعض يطالب بمقاطعة امريكانا و مكدونالدز الذين يخفون علينا ان دجاجهم ملوث بفيروس انفلونزالدجاج ..الدنماركي

من قبل ذلك انهالت الرسائل النصيه بعبارات تثير النخوه و النشامة و تحرض المسلمين على الثأر و نصرة نبيهم الذي رسمه رسام مغمور في صحيفة جيلاندز بوستين الشعبيه و الاكثر انتشارا في جنوب غرب الدنمارك. هذه واحده في موبايلي تقول : ملكة الدنمارك تعتبر الاساءة للرسول حرية رأي، انه محمد صلعم شفيعنا..قاطعوهم..أنشر

بسبب فقدان الوعى الديموقراطي الليبرالي يصعب على الكثير من المسلمين العوام تفهم ان العقاب الجماعي الذي يمارسونه على حكومة الدنمارك و منتجيها ليس عقلانيا. فلا الحكومه و لا هؤلاء المنتجين يملكون القدره القانونيه بحسب الدستور لمنع الصحافة من نشر ماتراه . مع هذا نشرت الصحيفه اعتذارا بالعربيه للشعب السعودي اولا ثم للشعب العربي المسلم و تحدث رئيس وزراء الدنمارك مع قادة الجاليه الاسلاميه ببلاده و سمعت في البي بي سي رئيس التحرير يقول بأنهم لم يقصدوا الاساءة الي المسلمين خارج الدنمارك و لكنهم في بلادهم يستطيعون ان يتناولوا بالسخرية و الدعابة اية شخصيه من الملكه الي رئيس الوزراء الي المسيح او بوذا او محمد و لن يغير هذا شيئا مهما فعل المسلمون ..ثم اضاف لقد اعتذرنا اليهم..ماذا يريدون منا بعد ؟

اردت ان استغل هذه الاحداث لأتكلم عن الفوارق الحقيقيه للحريه في البلاد التى تتمتع بنظم ديموقراطيه ليبراليه مثل الدنمارك و غيرها في غرب أوروبا و بين بلاد الرمال و التى يمارس القليل منها ديموقراطية منقوصة مشوهه

و لنبدأ بسؤال انفسنا: مامعنى ان تكون حرا تحت النظم الديموقراطيه الليبراليه؟

الاجابة هي : ان يكون لدى الناس حرية تمكنهم من التفكير و اتخاذ اراءهم بنفسهم بعيدا عن تأثير الحكومه او أطراف اخرى مثل المؤسسه الدينيه في تشكيل هذا الرأي. و عكس ذلك هو ان عدم تمكن الفرد من تكوين أراءه السياسيه و تطويرها بنفسه بشكل ينعكس ايجابيا على تشكيل اخلاقياته و قيمه يجعله اداه من ادوات الدوله او الحزب او التيار الديني او القبيله

الاجابه السابقه للسؤال قد تستوقفك لتفهم كيف ان الديموقراطيه المنقوصه و المصحوبه بالجهل عند العوام هو ما نراه الان في ديموقراطية العراق او فلسطين، حرية الصحافة في النظم الديموقراطيه تمنع ان يكون للدولة او للحزب صحيفه او تلفزيون..لضمان استقلالية الاراء

تستوجب الديموقراطيه الليبراليه ان يكون لدى المواطنين القدره الذاتيه لتشكيل وعيهم الاخلاقي و تطويره بمعزل تماما عن تصوراتهم و معتقداتهم السياسيه او الدينيه. و تستوجب كذلك ان يكون لديهم الحق الكامل لتعديل و تطوير هذه المعتقدات بصورة عقلانيه مستمره مع الوقت و من فترة لأخرى

الانسان هو محور الديموقراطيه الليبراليه..ليس الدين او النظام السياسي او القبيله، لأنه مكونه الاساسى و نواته

كمواطن حر في النظام الديموقراطي الليبرالي لديك الحق في تغيير رأيك و معتقداتك بدون ان يتأثر شخصك المعنوي او القانوني او تخسر ايا من حقوقك الثابته كأنسان. و لنفهم هذه النقطه الاخيره جيدا، فكر بمايحدث للشخص الذي يغير دينه في بلاد الرمال، سيتعرض لضغط نفسي و معاملة غير عادله كأنسان يتنتهي بالتهديد بأعدامه كمرتد و تطليقه من زوجته و حرمانه من اطفاله و خسرانه لجنسيته ووطنه. عندما يقول المسلمون ان الاسلام هو الدين الاكثر انتشارا في الغرب، على الاقل قبل ما يأتينا بن لادن بسلامته و فتيته المنتحرون، سترى ان ذلك يحدث فقط لأن قوانينهم تحترم هذه الخاصيه على عكس قوانين بلاد الرمال و التى تصادر الفكر و الانسان بسبب أختلافه الديني او معارضتة الحكومه او الحزب و الطائفه الخ

و هكذا فأن القوه و التمكين في اتخاذ اعتقاد اخلاقي و تطويره هو حق مطلق للفرد و ليس الدوله و عليها احترامه بالدستور

و هذا من جوهر العلمانيه فكوني مسلما ام مسيحيا ام يهوديا ام هندوسيا ام ملحدا ام مؤمنا بدين الباوباو المنتشر في ادغال جمهورية وانغا دونغا ليس له علاقه بالكيفيه التى تعاملني بها الدوله او المجتمع و لا يمكن ان يستخدم ذلك ضدي ابدا
في العمل تناقشت مع زميل في هذه القضيه محاولا ان أشرح له ان ما يطالب به هؤلاء المسلمين خلف هذه الحمله يتعارض مع اسس الديموقراطيه الليبراليه و من المستحيل ان تتجاوب الحكومه الدنماركيه او مصدرى سلعها لأن الامر ليس بيدهم. قلت له ان العقاب الجماعي هذا لن يكون الا خنجر في تدمير صورتنا و حضارتنا..ففكر مليا و قال ولكن لماذا لا يكتبون عن المحارق اليهوديه ؟

وبمستوى التفكير هذا ، تستطيعون ان تتفهموا لم تحرك حملات قاطع و انشر الجماهير الغفيره ؟

الان وأنا انظر الي صور المنتجات في النشره التى وضعت بين اوراق الصحيفه..أكتشفت ان الاخوان المحتجين نسوا تماما عن بيرة كارلسبيرج الدنماركيه ..فهل لهم ان يضيفوها الي قائمتهم للدفاع عن خاتم النبيين..أنشر

بن كريشان

: موقع صحيفة جيلاندز بوستين

http://www.jp.dk/

: صور الكاريكاتير الذي نشر

http://www.newspaperindex.com/blog/2005/12/10/un-to-investigate-jyllands-posten-racism/

ليست هناك تعليقات: