رسالة باريس الخامسه

الاصولي و الكلب الجبان


من خلال رابط أرسله أحد القراء الكرام لي، تعرفت على موقع تشات اصولي كان به حوار يدورللبحث عن هاكر مسلم ليدمر بلوج أرض الرمال للكافر الملحد بن كريشان. لا أستغرب ردة الفعل التي يقوم بها المتزمتون دينيا فقد تعلمت من حوارات كثيره جرت على الماسنجر و الايميل بيني و بينهم...أن الانسان الاصولي المتعصب هو مجرد شخص جبان

قد تقولون لي كيف، و نحن نراهم يموتون منتحرين كل يوم في عملياتهم الارهابيه؟

المنتحرماهوالا انسان أجبن من ان يواجهه الواقع و الحياه لذا تصدر منه ردة فعل تجعله يقتل نفسه لأيذاء الغير و إشعار
هم بالذنب، كذلك الاصولي والمتعصب عندما ينتحر

في هذه الحوارات كنت اشتم رائحة التردد و عدم الثقه بالنفس منذ البداية ، فالمتعصب الاسلامي لايستطيع أن يواجه اية انتقادات ضد قدسية أو كمال معتقده ، و عندما يقع في فخ لا تنفع معه التبريرات تثور ردة فعله. الاصولي ليس بالضروره شخص متدين، فكثير من المتدينين تملأ قلوبهم الرحمه و العطف و احترام الحياة و الانسانيه و لا يتدخلون بشؤون الغير، عكس الاصولي الاسلامي الذي هو شخصيه مهزوزه تخشى المختلف عنها عقائديا



احد المرات كنت مع هذا الذي اراد ان يقدم لي نصيحة محبة في الله ،في نقاش على الماسنجر طرحت عليه موضوع الاخطاء اللغويه في القرأن و الذي يخالف ابسط اسس اللغه العربيه، وأوردت له اية9 من سورة الحجرات (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما) وأوضحت له ان الصواب هو ان يقول الله أقتتلتا و ليس اقتتلوا لأن الفعل عائد على مثني طائفتان ! فقام يدور و يلف و يحاول تعليلها باشياء خارج الايه نفسها.. و هنا قلت له اوكي.. لو ان كلمة اقتتلوا صحيحه!.. فيجب على المؤلف ان يقول بينهم و ليس بينهما..وهنا توقف صاحبنا برهة.. ثم طبع لي" ايها الكافر الملحد.. أتفوه عليك و على الشيطان الذي يوحى لك"..فطبعت له: ظننتك قلت انك تحبنى في الله ؟ فأغلق الماسنجر بوجهي و هرب

سمعت هذه القصه عن احد كبار شيوخ فتاوي المال و البنوك و الذي القى محاضرة في احد مؤتمرات البنوك الاسلاميه بدبي ذكر فيها: ان الدليل على صحة البنوك الاسلاميه و فشل النظام الربوى هو دخول البنوك الاجنبيه في المعاملات الماليه الاسلاميه..و في جلسة الاسئله قام صحفي اجنبي و قدم مقارنة بالارقام بين البنوك المختلفه كان قد اجراها تثبت ان تكاليف العمليات المصرفيه الاسلاميه أكثر من التقليديه كلفة بسبب طول إجراءاتها و كمية الورق و العقود التي تتطلبها . ثم قال للشيخ: الاتعتقد ان البنوك الاجنبيه التي دخلت هذا البيزنيس هدفها الحصول على اموالكم و الترّبح منكم؟ و ليس لأن هذه البنوك الاجنبيه قد ادركت فعلا ان العمليات المصرفيه الاسلاميه أفضل! هنا صاح به الشيخ غاضبا...وسط دهشة الحضور: ماذا تريدون مّنا ؟ نحن نختلف عنكم.! اننا قوم مأمورون باتباع هذا


هذان المثالان يعرضان بوضوح واقع السلوك النفسي المريض الذي يعاني منه الانسان المتعصب في الاسلام ،ردة فعل الاصولي الاسلامي العنيفه تعكس الخوف و عدم الثقه بالنفس من الداخل

العقل الاسلامي المتعصب عقل جبان مؤسس على خلفية من الخوف. ومثل قصة تشكين ليتل او الدجاجه التي ظنت ان السماء ستسقط عليها، يدق الاسلاميون دائما ناقوس الخطر من اشياء خياليه تشكل رعبا في مخيلتهم فقط و يصيحون مثل صياح تلك الدجاجه، محذرين المجتمع من توافه الامور. يخافون من المرأه ان تتحرر، يخافون من لعبة صغيره مثل الدميه باربي او بوكيمان، يخافون من الليبرالي و من العلماني و من الملحد ويخافون من الموسيقي و الفيديو كليب، يخافون من العلم و الحداثه ومن التغيير و يخافون من الحضاره الغربيه... بعابيع لطيفه تقض مضاجعهم

ماهو السبب الذي يدخل كل هذا التخوف و الجبن في عقل المتعصب الاسلامي؟

بعد ان وصلت الي مطار تشارلز ديغول رأيت و انا انتظر دوري في صف الجوازات، عائلة اجنبيه و معهم طفل يبلغ الخمس سنوات متعلق ببطانيته الصغيره و التي بدت مهترئه بفعل الزمن

مثل هذا الطفل الذي يرفض التخلي عن بطانيته عندما يكبر، يتشبث المسلم المتعصب بحلوله البسيطه الغير واقعيه في تفسير ما يدور حوله. ان محاولة المتدينين المستمره لاحتكار المعرفه داخل الدين هو هذه البطانيه، هو هذا الخوف و الجبن المتأصل عند الاسلاميين. فهم يخافون من فقدان القدره على التحكم بالامور بسبب وجود معارف بديله غير تلك التي وردت في القرءان و السنه . العلم الحقيقي و الاقتصاد الحقيقي و الطب الحقيقي.. يسحبان البساط من الدين و تثبت بمرور الزمن تفوقها الطاغي على المعارف الدينيه الاسلاميه المليئة بالاخطاء و الخرافه و كائنات مجنحه من الجن و الشياطين و الملائكه و اساطيرمرسلين من السماء

لا تحاول الكهانة الدينيه في بلاد الرمال التأقلم أو خلق نموذج حضاري اسلامي يتماشي و يتعايش مع التقدم و الحداثه و قيمها المعاصره وذلك بسبب الخوف من فقدان السيطره على الاتباع و التحكم بالعقول

الخوف اذا، هو نبض التطرف الاسلامي وقلبه . اذا كان بأمكان الانسان في بلاد الرمال ان يتخذ قرارات عقلانيه مبنيه على تلك المعرفه الموجوده خارج الكتاب والسنه و الشريعه ، فلن تكون هناك حاجة الي الشيخ و الكاهن و المطوع ،و ربما تكون قراراتهم خارج الحدود التي حددتها الشريعه مما يعني فقدان السيطره على الناس تماما.
هذا هو نفس الخوف الذي يجعلهم يقومون باستمرار بجلب هذه المعارف البديله الي داخل الدين مثل الاعجاز العلمي و الطب النبوي و الاقتصاد الاسلامي و الزي الاسلامي و حتى العرس الاسلامي

إن العقل الانساني ليس هو دائما مصدر الحكمه و العقلانيه..بل أغلب الاحيان هو ماكينة الوهم و الخداع..إن لم تسيطر على عقلك و تجبره ان يمشي في طريق شاق، سيبحث عن حلول بسيطه ترضيه..و هو ما تقدمه الاديان للناس. و بسبب وجود بيئة تفتقد لأحترام الحريات و المعرفه في بلاد الرمال ، وجدوا ان اسلوبهم ناجع و يلقى اقبالا بين البهائم البشريه..فبدلوا اسلوبهم الي اكثر من مجرد تقديم الحلول السهله، الي الاحتكار الكامل للمعرفه داخل اسوار الدين

أنهم يعتقدون انهم بمنافسه مع كل هذه العلوم الحديثه..لذا يقومون بتهريب نماذج مزيفه من العلوم الي داخل الاسوار الدينيه لتقدم بصور مبسطه للناس و خاصة ااصوليون الذين يجبنون عن مجابهة الواقع، لأن التعامل مع هذه العلوم بطريقة مباشره يكشف تناقضات الدين العلميه و يكشف عورته

إحدى افضل السكرتيرات لدينا بالشركه و اسمها عائشه و هي باكستانيه محجبه متدينه. لا اتذكر كيف بدئنا مرة حديثا يوما من الايام؟ ربما كانت تريد ان تعظني فدخلت معها بالكلام..ولم اتوقع ما حدث لها بعد خمس دقائق فقط !..إنهارت وصارت تبكي و الدموع تقفز قفزا من عينيها، و هي تقول: و لكن هذا – اي الاسلام- هو الشيء الوحيد الذي الذي اعيش من اجله ويجعلني سعيده و انت تريد ان تدمره

اين شجاعة المؤمن؟


الاصولي جبان يخاف من جمال المرأه و ثقتها بنفسها و ترجف اوصاله من الحريه الفرديه و يرتعب من العلم الحقيقي و ترتعد مفاصله من الحداثه، ويبول في كندورته القصيره عندما يسمع كلمة اختلاط الجنسين...رغم القناع الهمجي المخيف الذي يرتديه...فهو ليس أكثر من شخصية ضعيفه جبانه. لا يعمل الا في الخفاء و لا يقتل الا من الخلف..و لا يغتال الا الضعفاء ..و عندما يكون الواقع و الحقيقه اقوى منه و من حجته ، ينتحر.. مخلفا الدمار في الابرياء ليذهب الي جنة الحلول السهله و البسيطه


الاصولي الاسلامي يذكرني بشخصية رسوم متحركه اسمها"
شجاع..الكلب الجبان"

بن كريشان

كتب هذا المقال في بار هاري نيويورك ،بين رقم خمسه شارع دانو و الاوبرا ،و على عكس ما يدل اسمه فهومؤسسة باريسيه عريقه منذ 1911 فيها تم اختراع مشروب البلودي ميري لأول مره


إرسال تعليق

0 تعليقات