فالنحطم كل أوامره..ولنكسر كل نواهيه


لو جعلت نهر السين خلفك ومشيت في شارع سانت ميشيل، فتصل بعد أمتار قليله الى ساحة بها جامعة السوربون العريقه.توقفت أمامها وتذكرت طه حسين أحد اعظم خريجها، ولذا سأهديه هذا المقال الذي كتبته في مقهى صغير يعج بالطلبه بالساحة مقابل الجامعه.. لأكتب هذا

أرأيتم أمة تسب عظام مفكريها؟ لايسب الفرنسيون ڤولتيير ولا يلعن الأنكليز جورج بيرنارد شو..الا أننا نلعن مفكرينا

طه حسين ذلك المفكر العربي المصري الذي خرج من عباءة الأزهر الى فكر الحداثه وهو أول من وفر التعليم المجاني لألاف المصريين مماجعل كل الدول العربيه تحذو حذوه، الرجل الخلاق المبدع الذي تسوى نظارته السوداء..عمائم القرضاوي و مقتدى الصدر ونصر الله.. والذي تقوم اليوم مواقع الأسلاميين بالقذف بشخصه ومسبته، وأحيانا بالتلفيق مثل هذا هذا الكاتب



هذه هي مأساة بلاد الرمال يا أخوان..ولكن هل تغلب أحدهم على عبقرية فكر طه حسين؟ هل نجح أحد هؤلاء الإسلاميون في الأجابه على منطقه....بالطبع لا فهم ليسوا قدها .. ولكنهم يسبونه..والسب من شيمهم وكما قال الشاعر إن أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل

الأسلام فكر ايضا، الا إنه عدواني كاره للحياه وماضوي الأتجاه والتوجه..أقتلاع هذا الفكر الخاطيء وأجتثاثه سهل بالمنطق والعقل..مثل إجتثاث لافتاتهم الدينيه التي يضعونها في الطرق العامه، وعلى فكره أنا عجبتني اللعبه فهل تتخيلون انه منذ إقتلاعي وإستيلائي على تلك اللافته الدينيه التي وضعت بحيّنا، لم أعد أستطيع مقاومة تحطيم وكسر اللافتات المشابهه. ومنذ ذلك اليوم قمت بتحطيم وكسر مالايقل عن اثنتى عشر لافته حتى الأن.. تمكنت من تصوير بعضها..سأعرض عليكم هنا بعضا منها خلال هذا المقال على أمل أن تستمروا.. ليس فقط بتحطيم اللافتات وكسرها..بل ايضا بتحطيم اوامر صلعم.. وكسر نواهيه



كلما أقرأ التعليقات التي يكتبها الأسلاميون على مقالاتي، كلما أتيقن أن المؤمنين ليست لديهم القدره العقليه على الأستيعاب والفهم ..و ليس الأستيعاب فقط الذي لا قدرة لهم عليه بل.. لديهم مشكلة تكرار أنفسهم حتى ليظن العاقل اننا نخاطب بعض الهُبل هنا

وسأحاول ان اوجهه رسالة مبسطة لهؤلاء المؤمنين المسلمين سأراعي فيها قدر الأمكان.. محدودية إمكانياتهم العقليه



أنت لاتستطيع ان تحطم الطرح والفكره..بمهاجمة الشخص الذي يطرحها... ماينفعش ياحبيبي، ولا يأتي هذا الفعل بنتيجه مفيده. فيجب عندما ترى طرحا لفكرة لاتتفق معها أن تواجهها بفكرة اقوى منها لتستطيع أن تدحضها بطرح أكثر منطقيه، ولكن أن تسب وتلعن صاحب الفكره ..لايعني ذلك أنك انتصرت، فالفكره التي لا تتفق معها مازالت قائمة تخرج لك لسانها

ان المسلمين بغبائهم يظنون انهم اوصياء على البشرية، وهم يحملون تكليفا إليها بتحريرها من طواغيت الارض، وما الاسلام إلا فكر انقلابي لا يختلف عن النازيه هدفه قلب نظم الحكم لاقامة حكومة اسلامية تحكم الجنس البشري

أنت لا تستطيع ان تفوز بمبارة كرة القدم بسب لعيبة الفريق الأخر وأتهام الحكم بالغش..بل بتسجيل الأهداف في المرمي، انشالله تكونوا فهمتوا يا مؤمنيين ياحلوين



كلما اراهم يشتموني شخصيا، كلما تزداد ثقتي بنفسي، وكلما أدرك مدى ضحالة الفكر الأسلامي في مواجهة الحقيقه..السؤال هو: هل جودة الطرح وقوته..ُتدحض بالهجوم الشخصي على قائله؟




خطورة السب و التكفير الذي يمارسه الإسلاميون تكمن في انهما المقدمة الاساسية لاستباحة دماء الآخرين . سلاح التكفير المسلط على رأس كل مفكر حر او مثقف ناقد وهو السلاح الذي تستخدمه الجماعات الجهادية ضد كل من يخالفها في طروحاتها الظلامية المتشددة، ولا يكاد ينجو احد من سلاح التكفير لا مثقفا ولا فنانا ولا مفكرا


عندما شرشحت د.وفاء سلطان الشيخان الذان كانا مقابلها على قناة الجزيره ماذا حدث؟ قال أحد الشيخين مرتبكا: أأنت ملحده؟..قولي لنا أن كنت كذلك فسنتفهم موقفك..ياله من خيبان .. ثم رأينا كيف قامت أبواق الإسلاميين ومواقعهم بالهجوم الشخصي عليها..ليس على حجتها وقوتها..ليس بأنتقاد منطقها، بل بالهجوم على شخصها وذلك لتغطية آثار هزيمة منطقهم.. فهل سيجعل هذا من طرح وفاء سلطان غلطا ؟ بالعكس فمنطقها مازال صامدا كالجبل

احتكار الحقيقة بصفة مطلقة من قبل الدين يكون لتعبئة أفكار الأنسان البسيط وسلب حريته في اعتقاد مايشاء و التعبير عما يريد و حقه في تبني الطرح الذي يؤمن به

النقاش في الجو الليبرالي ليس هدفه إيجاد من هو صح ومن هو غلطان، بل هدفه هو ايجاد قواعد إتفاق بين الناس وماذا سنفعل في المستقبل حيال هذه القضية المطروحه..وهذا يا أخواني واخواتي هو سبب تقدم دول الغرب على بلاد الرمال. فالهدف هو إيجاد حلول والأتفاق عليها وليس إثبات حقيقة مطلقه..فالتطرف والتعصب الديني يسبب الفشل في تقدم المجتمعات.. لأنه يحرمها من البحث عن الحلول و من الوصول الى أرضيات مشتركه يتم الأتفاق عليها



التعصب الذي يحمله الأسلاميون في تعليقاتهم يخفي عنصرية قذره، تخرج من خلال تفوههم بألفاظ كراهية ليس ضدي شخصيا او ضد الملحديين عموما ، بل ضد العلمانيين والمرأه كذلك. وكثيرا ما نرى رجالا بشنبات..أقصد بلحى لا يستطيعون ان يجابهوا كلمات من سيليوليت او ست زبيده أو آيا، فيضعون ذيولهم بين ارجلهم ويهربون من مواجهة طرحهن..بالهجوم الشخصي عليهن

يقوم الإسلاميون بالاحتكام إلى منطق شعاراتي فارغ بوسع أي شخص كائنا من كان أن يستخدمه لينتقد أي شخص لا يوافقه على رأيه


بعض المسلمين- ليس عندنا هنا في البلوڠ او كان عندنا منهم من زمان- يحاول ان يظهر بمظهر متفهم، لطيف جنتيل..وغير سّباب، ولكن الغالب أنه أيضا متعصب لا تهمه الحقيقه ..فهم متحيز لأيمانه ولن يأخذ بأي موقف متوسط بين الرأيين ولا يمكن ان يغير رأيه..لأنه أيدولوجي التوجه أصلا وإسلامه ، بالنسبة اليه هو الحقيقه المطلقه الوحيده في هذا العالم. انهم مثل عنصريي أمريكا في الخمسينيات والمدافعيين عن نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا ماقبل التسعينيات..لايخجلون ان يبرروا الخطأ بالكذب والتضليل..فقد كان العنصريون لا يستحون من قول ان قوانين التفرقه العنصريه وضعت لحماية السود ومساعدتهم..مثل ما يقول الأسلاميون بأن قواعد الشريعه الإسلاميه الشديدة القسوه مع المرأه..هي لمصلحتها



الإسلاميون ليسوا أمناء مع انفسهم..ويريدون تضييع وقتك بجدل مكانك سر أو.. بمهاجمتك شخصيا

بعض الناس يفهمها وهي طايره..وبعضهم لايمكن ان يفهما حتى لو إصطدمت بوجههم مرات ومرات. عندما ترى ان شيئا من تصرفاتك او أقوالك لا تجدي نفعا و تخلق إنطباعا سيئا لدى الناس عنك ..ماذا ستفعل؟ لو وجهنا هذا السؤال لمسلم مؤمن فماذا بظنكم سيكون رد فعله

الأحتمال الأول: هل سيغير من تصرفاته ويجرب شيئا جديدا؟
الأحتمال الثاني: سيعيد نفس التصرفات وهو يأمل ان يتغير رأي الناس به؟


للاسف سيقوم المسلم بالأحتمال الثاني بكل تأكيد

المشكله ان هذا حال عالم بلاد الرمال دائما..تكرار الخطأ. لا اعرف ماذا يعني قول صلعم لا يغير الله حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟ اعتقد أنه يعني..أممم ، يعني أنه ان لايغيروا شيئا ابدا.. ويتصرفوا بنفس الطريقه .وان تطربقت الدنيا على أدمغتهم الجوفاء

يحمل الأسلاميون خطابا استعلائيا تعصبيا يحتكر الصواب المطلق قاموا بأنتاجه في منابرهم التربوية والتعليمية والدينية والاعلامية عبر سنين طويلة، كان الهدف الرئيسي لهذا الخطاب المشحون، الحط من حضارة الغرب والترويج لعدوانيتها وماديتها واباحتها بهدف تنفير شبابنا منها وتحصينهم-كما يزعمون- ثقافيا ودينيا ضدها، في مقابل تصوير ماضي المسلمين مجيدا زاهرا قويا عبر التركيز على اللحظات المضيئة فقط في تاريخنا ..وتجاهل الف سنة من الظلام والحروب والدماء والفتن والجهالة والتخلف


في القمه الإسلاميه بدكار العاصمه السنغاليه ، اصدر القاده الأسلاميين من ملوك ورؤساء توصيات لمحاربة الأنطباع السلبي عن الأسلام والذي يسود العالم حاليا على أنه دين يمارس العنف لكبت حرية الرأي والتعبير فبماذا أوصوا؟

قرروا ان يكبتوا حرية الرأي والتعبير !


أتصدقون هذه المسخره ؟ نفس الشيء الذي يفعلونه في بلادهم مرارا وتكرارا.. لقد قرروا أن يرفعوا قضية ضد الحكومه الدنماركيه لأجبارها على كبت حرية الصحافه والتعبير لمنع الصحف الدنماركيه من رسم صلعم. قلة فهم صحيح- فالمسلمين متعودين عندما ينتقدهم أحد على حجبه و منعه ومقاطعته..هذا طبعا إن لم يستطيعوا سجنه أو إغتياله وذبحه

ولكن..الا يفهمون أن قدسية التعبير عن الرأي في العالم المتقدم أقدس من صلعم وصنم الكعبة و صخور مكة وحجراتها المقدسه ..إن من حق الناس أن تنتقد حتى لو أغاظ ذلك الأخريين ، ولا يمكن فرض قانون يجبرهم ان يكونوا لطفين لا مع المسلمين ولا مع سياسييهم ولا مع صلعم



حرية الأنسان هو أن ينتقد ويكتب أو يرسم ويعبر عمّا يشاء فهو ينتقد فكره..بينما المسلمين يريدون الهجوم الشخصي بالسب أو قطع الأعناق وقتل الناس مثل مافعل متعصب مسلم عندما طعن المخرج الهولندي ثيو ڤان جوخ..بنفس النذاله والغدر الذي يتميز به المسلمين عندما يضعون قنابل في الميترو وفي السواق لقتل الأبرياء..أن حرية التعبير هي أحد اساسيات المجتمع المدني الليبرالي الحر، شيء لايستوعبه الناس الذين تربوا على الأستبداد الديني والقهر والظلم

صرح الرئيس السنغالي عبداللاي وايد- طويل متران تقريبا- عفوا اسم عائلته وايد وليس وايد بالخليجي اي كثير- في المؤتمر وفي خطبته قال: لا أعتقد أن حرية التعبير تعني حرية الكفر بالله، فلا توجد حرية بلا حدود!! هل قصد سيادة الرئيس الطويل جدا حرية الأنسان من الكفر أو بالكفر، واتفق معه بالأخيره فقط..فالحريه بالكفر هي جزء لا يتجزء من حرية التعبير عن الرأي والأعتقاد التي يكفلها المجتمع المدني للأنسان ، و النص الأممي لحقوق الأنسان ودساتير العالم الحر تضمنها. حتى في بلاد الرمال الدستورالكويتي و اللبناني مثلا يضمنان حرية المعتقد الا ان الأسلاميين .. يريدون السيطره على الناس وعقولهم بمنع إنتقادهم والسخرية منهم، أنهم يريدون استعادة حق الڤيتو على ما يكتب وينشر ويرسم بعد ان فقدوه في عالم الحريه الرائع الذي نعيشه اليوم ، عالم الفضائيات والأنترنيت..الذي جعل الرقابة والمنع والحجب والمقاطعه..شيئا من الماضي

أن جميع الأنتحاريين الإسلاميين هم اطفالنا الذين لم نحببهم.. ملأنا نفوسهم كراهية ونقمة على الحضارة، وصورنا لهم العالم على أنه مؤامرة على المسلمين- ماورد باللون الأصفر كان نقلا عن اقوال الكاتب القطري الفذ عبد الحميد الأنصاري- أستاذ الدراسات الاسلامية بكلية الحقوق بجامعة قطر





رغم أنف قوى التسلط والظلم والحجب في بلاد الرمال..فنحن أحرار لننتقد اي فكرة نشاء .. وبمناسبة مولد النبي صلعم.. ادعوكم الى تحطيم كل أوامره..ومخالفة كل نواهيه

بن كريشان

إرسال تعليق

1 تعليقات

‏قال غير معرف…
لا حول ولا قوة إلا بالله
ليس بعد الكفر ذنب