الاثنين

ومازال..أفيونا للشعوب





السنه الماضيه ، أثناء طقوس غسل كنيسة المهد في بيت لحم بالضفه الغربيه إستعدادا للإحتفال بعيد الميلاد، إشتبك حوالى خمسين قسيسا من الروم الأرثوذوكس مع ثلاثين قسيس أرمني بمعركة داخل الكنيسه إستخدمت فيها اللكمات والرفسات والمكانس.. وسطول الماء المقدس

كنيسة المهد بنيت فوق المغاره التي يعتقد أن المسيح ولد فيها وهي تحت إدارة مشتركه لطائفتين مسيحيتين هم الروم الأرثوذوكس والطائفه الأرمنيه

لا استطيع ان أغالب ضحكي كلما تخيلت هذه المعركه، والتي نقلت خبرها السي إن إن و وكالة الأسوشيتيد برس. وقد بدأت المعركه أثناء قيام هؤلاء القساوسه بكنس الكنيسه وغسل أرضيتها. يبدوا أن سبب الأقتتال هو خلافهم على من يحب المسيح أكثر.. المسيحيون الروم الأرثوذوكس ، ام المسيحيون الأرمن؟









فقال قساوسة الأرمن ان: المسيح يحبنا نحن ويموت في دباديبنا ، لأننا اسسنا أول دوله دينيه في التاريخ، طبعا جمهوري أسلامي أيران ومملكة الرمال الكبرى تأتيان مباشرة من بعدهم ، لم يعجب هذا الحكي قساوسة الروم الأرثوذوكس الذين قالوا أن المسيح يحبهم هم أكثر لأنهم أول من دوّن كلامه المقدس باللاتينيه ولولاهم، فلن يكون هناك كتاب مقدس للأرمن ليقرؤه..وهو يحبهم اكثر ايضا لأن محاشي الدولما، التي يأكلها القساوسه الأرمن،هي إغريقية الأصل

وهنا ثارت ثائرة قساوسة الأرمن الذين قالوا أن طبق الدولما مسروق من أرمينيا وهم حتى لايعرفون كيف يلفظونه فهو التولما بالأرمني وليس دولما. وهنا تصاعد الجدال وتحول الى صراخ وصياح بدأ من قساوسة الأرمن الذين قالوا : أيها الهبلان أيها الضالون، يامن تشربون الأوزو ليلا وتأتون كنيسة المهد حيث ينام البيبي يسوع..مخمورين..فأجابهم قساوسة الروم الأرثوذوكس: أنتم يا أكلة البسطرمه التى تفوح رائحتها من أجسادكم القذره، أخرسوا ايها الوثنيون الطرواديون، اسكتوا انتم يا مبدعوا مذابح الأرمن، ثم تفل واحد على الأخر ..وهنا ياعينك ماتشوف الا النور









وعندها تبادل اللكمات والبوكس إثنان من القساوسه، بدأ الأمر بهؤلاء الأثنان أولا ، وكل منهما يرتدى روبه الأسود المقدس، وسلاسل الصليب المعلقه في رقبتهما تقرع ببعضها..ثم تبعهما بقية القساوسه في معركة حماسيه أستخدموا فيها المقشات والمكانس، حتى تدخلت شرطة الشغب الفلسطينيه وفرقت بين الجماعتين ، حيث كانت معظم الجراح طفيفه من الأنوف التى تنزف، و الجلود المشموخه فيما عدا واحد من الأبونا الذي إحتاج لبعض الغرس لخياطة جرح في رأسه من جراء وقوع سطل عليه..ويعتقد ان بعض اليهود والمسلمين كانوا هناك يتفرجون بشماته على هذا المشهد

الأغرب في هذه الواقعه هو أين ذهبت تعاليم المسيح مثل أدر له خدك الأخر..ومن كان بلاخطيئه فاليرم الحجر..الخ - عموما يجب أن نتفهم إنهم مؤمنين بالمسيح هذا النبي الذي كان يهوديا وتحول للمسيحيه، وكان أبو نفسه..و واحد من ثلاثه، لا أعرف إن كانوا يتكلمون مع بعض أم لا ، و ولد بعد ان جعل ابوه الذي هو نفسه امه تولد زوجها الذي هو ربها وابوه..الذي هو نفسه..آخ يصيبني الصداع كل ما أفكر في مآساة المسيحيين المساكين

عندما أمر البابا أوربان الثاني بشن الحروب الصليبيه لأسترجاع الأراض المقدسه من يد المسلمين قرر جيش الصليبيين الألماني ان يبدأ بذبح اليهود في المانيا ..وعندما مر في براغ، قام بذبح الاف من يهودها كذلك

عندما وصل الأسبان الى أمريكا الجنوبيه أحضروا معهم محاكم التفتيش وأجبروا السكان على المسيحيه، ومن لم يفعل يقتل بعد التعذيب الوحشي

في٧۲ ۱٥ ذبح الاف البروتستانت المسيحيين في شوارع باريس بما يسمى مذبحة سانت بارثولوميو

في ۱٤۰۰ تم ذبح عشرات الألاف من اليهود من قبل المسيحيين في اوروبا وذلك لأعتقادهم بأنهم تسببوا بمرض الطاعون، بعد لاحظ المسيحيون ان قليلا من اليهود أصيبوا به

١۹٧٨ قتل آية الله خميني سرا الاف من البشر في ايران وبينهم كثيرا من البهائيه

منذ القرن السابق وحتى يومنا هذا يعتقد أن أعداد ضحايا العنف والإرهاب الأسلامي قد تعدى الثلاثة ملايين





video









مائتين شخص يقتلون في الهند سنة ١٩٨۰ بين مسلم وهندوسي لأن خنزيرا سائبا دخل مسجد بالخطأ

١٩٩٣ جماعه دينيه سريه تسمي نفسها الداوديون نسبة الى زعيمها ديفيد كوروش تتسلح وتشتبك بمعركه مع الشرطه الفيدراليه وتنتهي بالموت حرقا لمنتسبي الجماعه مخلفة ٨٣ قتيلا

۲۰۰۲ تسعة عشر متعصب مسلم يختطفون طائرات يصطدمون بها بمبنى التجاره العالمي ويخلفون أكثر من ثلاثة الاف قتيل مدني

من يحتاج الى هذه الأديان إذا كانت تدعوا الى السلام بالكلام..وتمارس العكس مخلفة مآسي وحروب على مر التاريخ. كتب الروائي والفيلسوف الأيطالي أومبيرتو إيكو مقالا رائعا في نيويورك تايمز بعنوان كوكايين الشعوب..يوحد أم يفرق؟

وهذا تلخيص له




في مناظرة حول دراسة الدين المدني لدى الرومان تحول النقاش الى فكرة ميكيافيلي التى أنتقلت من بعده الى جان جاك روسو وأخرين وهي ان الدين هو مجموعة من المعتقدات والواجبات من شأنها المحافظه على تلاحم المجتمع. بما يعنى أنه وسيلة لحكم الشعوب، وحتى لو أستخدمها كفار لأبقاء الرعايا خاضعين وماثلين لقوانين سلطة سياسيه معينه

كتب المؤرخ اليوناني بوليبيوس قائلا أن الحشود بطبعها متقلبة ومعرضه للعواطف على انواعها بداية بالجشع وانتهاء بالغضب العنيف المدمر فما من خيار لجمحها الا باللجوء الى أنظمة مخاوف غامضه مثل الدين..لذا أرى أن الأسلاف كانت لديهم أسبابهم في إدخال العقائد الدينيه الى أذهان الحشود والعوام حتى لايتصرفوا بتهور وطيش

عندما دعا الفيلسوف الهولندي براوخ سبينوزا في القرن السابع الميلادي الى أعطاء تفسير اخر لأستغلال الدين من الحكام كتب: أن السر الكبير والأهمية القصوى للأنظمه الملكيه يكمنان في إبقاء الناس مخدوعين و بالخوف الموهوم لأخضاعهم تحت غطاء مضلل هو الدين وذلك ليكافحوا في سبيل مايربطهم معا وكأنه خلاصهم..لايمكن للمرء أن يتصور أمرا أكثر تدميرا للمجتمع الحر من هذا











ثم ينتقل إيكو الى كارل ماركس الذي إعتبر الدين أفيون الشعوب ، فهل الأديان كلها تتمتع بهذا النفوذ؟ ثمة وجهة نظر مختلفه لدى الكاتب البرتغالي خوسيه ساراماغو الذي قال: لن ينجح دين يوما ما في الجمع بين الناس وتوحيدهم وحثهم على المصالحه والتسامح، بل العكس صحيح فالدين يسبب المجازر واعمال العنف الجسديه والروحيه والوحشيه التي تعجز الكلمات عن وصفها وتشكل اكثر حقبات الأنسانيه ظلمة وبؤسا

وتابع سارماغو قائلا: لوكان الجميع ملحدون، لعشنا في مجتمع أكثر سلاما. وهنا يأخذنا إيكيو الى بابا الفاتيكان الحالي بينيدكس السادس عشر والذي صرح بأن إلحاد القرنين التاسع عشر والعشرين وأن بدا بحد ذاته كثورة وإعتراض على الظلم.. الا أنه أدى الى أفظع أنواع الوحشيه وإنتهاك العداله. والبابا يقصد بهذا الثنائي الكافر ستالين ولينين. والدور الذي لعبته الشيوعيه العالميه اثناء تلك الحقبه. ولكنه نسي أن قوام النازيه أشتمل على عبارة " الله معنا" وان كنائس المانيا كانت تصلى وتدق النواقيس لأنتصارات هتلر ولم تعترض على محارق اليهود. ونسي البابا كذلك، على حد قول الكاتب ، حشودا من كهنة الجيش باركوا رايات الفاشيين الأيطاليين وأن الجزار الأسباني الجنرال فرانكو الهمته مبادئه الدينيه الراسخه ودعمته جهود المسيح –الملك وأن مشاعر دينية عميقه ألهبت المشاركين في ثورة "فاندا" ضد الجمهوريين الفرنسيين الذين جعلوا من المنطق وسيلة للحكم بدلا الإله












يتابع الكاتب، أن المسيحيين الكاثوليك والمسيحيين الإنجيليين إرتكبوا المجازر ضد بعضهم لسنوات طويله، وان الحروب الصليبيه حفزتها دوافع دينيه، وأن الرومان دافعوا عن معتقداتهم الدينيه برمى المسيحيين للأسود تأكلهم..وأن إسبانيا الدينيه حرقت كثير من البشر بأتهامات السحر والكفر، وأن مشاعر متطرفه الهمت أصوليون مسلمون بتنفيذ جريمة الحادى عشر من سبتمبر، وهناك المختل الأصولي اسامه بن لادن وحكومة طالبان وتعسفهم لدرجة تدمير آثار بشريه كتماثيل البوذا وأن نزاعا طويل الأمد بين الهند وباكستان قائم لأسباب دينيه وأن الرئيس جورج بوش في نهاية المطاف وقبل غزو العراق قال: فاليبارك الله بلادنا ومن يدافع عنها

وعليه تبين لي ان الدين كان ومايزال أفيون الشعوب..إن لم يكن كوكايينا كذلك

بتلك العباره أنهى أومبيرتو إيكو مقالته. أن الأديان ماهي الا تعصب أعمى محموم هدفه خدمة السياسه والسيطره على الشعوب. الإسلام أكبر دين مسيس في هذا العالم، واشرها على الأطلاق.. وتمتليء كتب الأحاديث لدينا بأدلة على ذلك بما ألفه خلافاء الدولة الأمويه والعباسيه ونسبوه الى صلعم لتعزيز حكمهم. الفرق الشيعيه والسنيه والخوارج..ماهم الا مظهر ذلك الخلاف والتصارع السياسي












كانت الحضارة الأسلاميه ثورة لصالح الدين ولإستعباد للفرد..بينما الحضاره الغربيه العلمانيه هي ثورة ضد الدين، فانظر كيف نجحوا وتقدموا بينما تخلفنا نحن..وهانحن سعيدون بالعوده للصحوات الأسلاميه، لنتقهقر الى الماضي السلفي الخرافي.. هل آن لنا أن نتعلم من تجارب الشعوب..ومن قال أن كوننا ولدنا مسلمون يعنى بالضروره .. أن نبقى أغبياء




بن كريشان

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

يا من تتغى بالحادك كلمتين:
ابحث
من هي اكبر دولة من حيث نسبة الانتحار ؟
ما هي ديانة شعبها؟

Muradds يقول...

اكثر دولة فيها انتحار هي الصين ثم الهند ثم امريكا وبعدها اندونيسيا فالبرازيل.. اتعرف لماذا؟! اشك في ذلك ... ثم اليس تفجير النفس لقتل ابرياء هو انتحار وجريمة في نفس الوقت ؟