الاثنين

العلمانيه : دين الأنسانيه

مقالة في تفنيد أكاذيب الإسلاميين







أثناء كتابتي للموضوع السابق عن العلمانيه، عثرت على بعض التعاريف الرائعه لمعناها. ولأني لم أصادفها في مصدر باللغة العربيه فارتأيت أن أشارككم بها. فكلما أتضح المعنى الحقيقي للعلمانيه ،كلما خبت الدعايات الأسلاميه المغرضة ضدها، وأنكشفت مؤامرة التشهير العشواء التي تشنها الكهانة الأسلاميه على هذا المبدأ الأنساني السامي.


مع أننا نفهم أن العلمانيه هي فكرة إزالة الدين من الشأن العام والحكم، إلا تأثيرها نجده ينعكس على مجالات عديده في الثقافة الأنسانيه. وإن كنت شخصيا أتعامل مع العلمانيه كفكره إلا أن كثير من المفكرين يعتبرونها فلسفه. فلسفة إنسانيه إلحاديه هدفها السعي لخير البشريه وسعادة الأنسان.

فالنستمع إلى مايقوله هؤلاءالمفكرون ، وأولهم بالطبع جورج جاكوب هوليواكي وهو الذي يعود إليه إبتكار الأسم الذي تعرف به اليوم في اللغة الأنكليزيه "سيكيولارزم".

" العلمانيه هي قواعد واجبة في هذه الحياة تقوم فقط على أعتبارات بشرية محضه. وهدفها مساعدة هؤلاء الذين يجدون الأديان غير واضحه وغير كافية ولايمكن الأعتماد عليها أو أنها غير قابلة للتصديق. مباديء العلمانيه الجوهريه ثلاثه:

١- تحسين حياة الأنسان بأستخدام الوسائل الماديه.
٢- العلم -
وليس الإله - هو الأمل المتاح للأنسانيه.
٣- أن نسعى لعمل الخير في حياتنا الحاضره.


المفكر الأمريكي الحر روبيرت غرين:

" العلمانيه هي دين الأنسانيه جمعاء، فهي تحتضن كل شؤون الناس مهما أختلفت مشاربهم، وتهتم بكل ما يؤدي الى رفاه الأنسان وتحسين مستوى الحياة على هذا الكوكب. العلمانيه عبارة عن إعلان إستقلال فكر الأنسان من إستعمار الأديان. عندما يصبح الجالس تحت المنبر أكثر سموا ممن يعتليه. "





ويقول أيضا:



"
العلمانيه إحتجاج صارخ ضد إستبداد الدين. ثورة على العبوديه لأي شبح مهما كان. أنها ثورة على مضيعة الحياة الحاضره من اجل حياة أخرى لانعرف أنها موجوده. أنها تقترح على الله ان يذهب ليدبر شؤنه وحده، ويتركنا نهتم بأنفسنا. إنها تعني أن نعيش من أجل أنفسنا ومن أجل بعضنا، في الحاضر وليس في الماضي، في هذا العالم وليس في عالم اخر. العلمانيه نضال أنساني من أجل القضاء على العنف والرذيله والجهل والفقر والمرض."



ڤيرغيليوس فيرم في موسوعة الأديان يقول عن العلمانيه:

" هي مجموعه من الأخلاقيات الأجتماعيه النفعيه التي تسعى الى تحسين الحياة البشريه بدون الأشارة الى الدين والأعتماد حصريا على العقل البشري والتنظيم الأجتماعي وعلى العلم والعقلانيه المنطقيه. لقد تطورت العلمانيه بشكل إيجابي و تبنت نظرة واسعه لتوجيه الطاقات وتوظيف المؤسسات للعمل بدون إعتبار للدين في تحقيق الخير والرفاهيه الأجتماعيه للأنسان في الحياة الحاضره."






من هذه التعاريف نستنتج أن العلمانيه مفهوم إيجابي ذو أهداف ساميه. أنه مذهب أخلاقي يقوم على أن الأخلاق ُتبنى على أعتبارات عقلانيه أنسانيه ، وليس على أوامر إلهيه ووعود بحياة أخرى بديله، نحصل عليها بعد الموت والفناء. وبناء على هذا يكون هدفها تحقيق سعادة الأنسان بالأعتماد على نفسه. تدعو العلمانيه للواقعيه عند العمل على تحسين حياة الأنسان وذلك بالأعتماد على الماديات، اي على الحقائق العلميه والأشياء الموجوده الملموسه المحسوسه..وليس بالتضرع الى أله خارق مثل رب الرمال وغيره من الكائنات الخياليه.




وقد يكون هذا الكلام صاعقا للمسلم ، ويقع على نافوخه كضرب المطرقه، وهو المسكين الذي تعود على تلقي معلوماته من مشايخ الكهنه وأصحاب اللحى، فالعلمانيه إذا ليست كما يتمنون أن تكون،فهي لاتدعو للرذيله، ولايمارس أصحابها زواج المحارم، والعلماني يطالب بأزالة الدين من الشأن العام فكيف يعقل أن يكون صليبي مسيحي أو صهيوني يهودي الخ من ترهات الأسلاميين السطحيه.




الأسلاميون يحاولون خداعنا بربط تاريخي غير سليم لتبرير ظهور العلمانيه كشأن مسيحي أوروبي خالص لاعلاقة لنا نحن به. فيزعمون أن ظلم الكنيسه وأستغلالها للناس هو ماجعل الناس تثور عليها وتصادر أموالها وتجعلها أموالا عامه بيد الدوله ..بلابلابلا... ثم بعد ذلك التحليل " العظيم"يستنتجون: أن تلك الأسباب التي أدت إلى بروز العلمانية في المجتمع الغربي، لم يكن لها وجود ألبتة في الشرق الإسلامي، فالدين الإسلامي ليس كالنصرانية المحرفة ، وعلماء الإسلام لم يكونوا إقطاعيين ظلمة كرجال الدين المسيحي، وموقف الإسلام من العلم ليس موقفا مصادما للعلم كموقف الكنيسة، بل موقف الإسلام من العلم موقف الحاث عليه ( العلم الديني طبعا) الداعي إلى الاستزادة منه، والبحث عنه، ما دام نافعا للناس في دينهم ودنياهم، وهو في ذات الوقت دين ينكر الخرافة ويحاربها(ويعتقد بوجود الجن والرقا السحريه)، ويعلي قيمة العقل على خلاف تعاليم الكنيسة .

المصدر: إسلام ويب



ما أكذبهم ، فإن الأسلام نفسه مليء بالخرافات التي تغيّب العقل وهو في هذا لايقل عن المسيحيه ومشايخه هم أول من يحرم كل مايستجد ويفيد البشريه . ألا يقول الحديث : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان صلعم قال :"أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرات عليهم القران " قال عبد الله فانطلق رسول الله صلي الله علية وسلم بنا فأرانا اثارهم وأثار نيرانهم وسالوه الزاد فقال : " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيدكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم ، فقال النبي صلعم فلا تستنجوا بهما ، فإنهما طعام إخوانكم الجن " أهذا دين ينكر الخرافه؟ أم أنه غارق لشوشته فيها.



ولكن السبب الرئيسي في مقتهم للعلمانيه ليس هذا بل هو تعطش الأسلاميين للسلطه والأستبداد بها لهم وحدهم ، هذا هو المحرك الحقيقي وراء هذه التبريرات الساذجه فهم يعلمون أن العلمانيه لو طبقت فسينتكحون ويخسرون كرسي الحكم. أنهم يكشفون عن حقيقتهم بأنفسهم في أدبياتهم فيقول نفس المصدر السابق:




إن العلمانية تشكل تناقضا صريحا للدين، وتمثل منازعة حقيقية" للسلطة الإلهية" ، فبينما تعطي الأديان السماوية السلطة "خالصة" لله سبحانه في تصريف الكون والإنسان، نجد في المقابل العلمانية تضع ذلك في يد الإنسان نفسه، فهو من يشرّع لنفسه ويضع لها النظم والقوانين، وهو من يحدد لنفسه قِيَمَ الخير والشر ، والمصالح والمضار ، في غنى تام عن الدين ، ونظرا لهذه التناقض الصريح والتنافر الكبير بين الأديان عامة - والدين الإسلامي خاصة - وبين العلمانية نص المشايخ على أن العلماني بهذا المعنى خارج من الدين، مارق منه كافر.

إذا كان الله يريد أن يكون ملكا أو إمبراطورا حاكما فلماذا لايتنزل من سمائه الخرافيه ويتولى الحكم هنا على الأرض؟ لماذا يتولى الحكم بدلا عنه ونيابة عنه كل هؤلاء " الخليفه" و "ألأمام" و "وليّهُ الفقيه"؟ و ماذا يريد حزب الأخوان والقاعده وملا عمر..الى ماذا تسعى إليه كل أحزاب الأسلام السياسي؟ أإلى نصرة الله وأرجاع عرشه المفقود..أم خلق عروشهم هم؟




العلمانيه أثبتت نجاحها في العالم ورفعت من شأن الأنسان وقيمه و رفاهيته ..في حين فشل الحكم الديني في ذلك ..إن دلائل فشل الحكم الأسلامي الديني كذلك ماثلة أمامنا في الفقر والظلم والتخلف الذي تشهده شعوبهم في جمهوري إسلامي أيران، في مملكة الرمال الكبرى، في السودان في أفغانستان الطالبان، وفي غزة حماس..فحيثما حلو يحلّ الخراب والدمار ومع هذا ولأنهم يؤمنون بقدسية شرائع الإله الخارق الغابره وهي المُسببه لهذا الفشل.. إلا أنها تبقى فوق الأنتقاد ، ممتنعة عن التغيير ، فهي عندهم اقدس من الأنسان نفسه.

العلمانيه نظرة واقعية للحياة لأنها خارج الوهم والخرافه، لأنها تجعلنا نتعامل مع أمور حياتنا ومستقبلنا برؤية واقعيه ماديه ، بدون وجود شيء نعبده، أو نبجّله، أو نخشاه أو نقدسه... فكل شيء بها قابل للنقد وللتصحيح والتغيير.

بن كريشان

هناك تعليقان (2):

feras lion يقول...

العلمانية هي محاولة لتغييب دور العقل واطلاق العنان للأهواء والشهوات والغرائز
تحت رعاية داعميها وضمن قوانينهم وشروطهم
فيحاسب من يعود الى الله ويكرم من يستسلم لنفسه الأمارة بالسوء

ولو كانت العلمانية فعلا نظرة واقعيةللحياة لأنها خارج الوهم والخرافه، لأنها تجعلنا نتعامل مع أمور حياتنا ومستقبلنا برؤية واقعيه ماديه ، بدون وجود شيء نعبده، أو نبجّله، أو نخشاه أو نقدسه... فكل شيء بها قابل للنقد وللتصحيح والتغيير.

لكانت العلمانية من أشد الأحزاب حرصا على الدين الاسلامي والاسلام

لان الدين الاسلامي شمل الحياة كلها في كل زمان ومكان
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبي ورسول لكل زمان ومكان

أما بالنسبة أن العلمانية لا يوجد شيئ فيها يبجل او يخشى أو يقدس

فنحن نرى الدول العلمانية كيف يحاسب فيها كل من يعصيها
وينكل بكل من لا يعتقد بها

فيجب على الرعية السمع والطاعة حتى في ما يغضب الله


وهذا اللذي لن تستطيعوا الحصول عليه من المسلمين

Unknown يقول...

العلمانية أثبتت فشلها و لم تحقق لنا شيئا يذكر بل إنها مهدت للديكتاتوريات .... أما الإسلام فيجعل الحاكم كالمحكوم و يقضي على الفاحشة و الرذيلة و يساوي بين الناس و ينشر العدل و يقضي على الفقر و يقدم الأمن و الأمان إلى غير ذلك ... بينما العلمانية (صحيح أنها تقدم شيئا من هذا ) لكن مبدئها ناس ملاحدة لا يخشون الله و لا يراقبونه في سرهم و علنهم فكيف سيعدلون بين الناس ؟؟!! و علاوة عن هذا العلمانية لا تساهم إلا في نشر الرذيلة و الفواحش (و هذا ما رأيناه أن العرب هم أكثر الزائرين للمواقع الإباحية ) .. لكن الذي يحيرني أن العلمانيين ملاحدة كفار لا يؤمنون بالله فلماذا إذا جاؤوا أمام الناس يقولون نحن مسلمون ؟؟ لماذا الخوف إن كنتم على الحق ؟؟