كتب لي بوراشد مُمازحاً يقول باللهجه الدارجه الإماراتيه :
ملاحظة بوراشد أتت بعد تجربتي الفاشله في التريكنغ على جبال الكرباث حول مدينة براتسلافا في المقال الأسبق، لذا قلت في نفسي لم لا أكتب مقالاً وفيه اصوّر جبل حفيت الجميل الذي ذكره بوراشد و المُطل على مدينتي الواقعه في قلب الرمال؟...ومن منظور واحد عيناوي. ولكن قبلاً ، وتصحيحاً لكلام بوراشد، فلايمكن المشي على سفوح جبل حفيت، إلا إذا شئت ان تهشم جمجمتك..أتعرف لماذا؟ اولاً لأنه جبل بلا سفوح، بس قمم ومنحدرات قاسيه . ثانياً، انه من الحجر الرملي ومخاطر تفتتها تحت قدمك وسقوطك في الوادي واردة جداً.
يدور الصراع بين المسلم والملحد دائماً حول مسألة الإيمان والشك. فبينما يظن المسلم أن الأيمان فضيلة، يعتبر الملحد ذلك سذاجة. وبما أن المسلم يظن أن الإيمان فضيله ، فطبيعي أن يعتبر نقيضه الشك ، من الرذيلة و ذنباً من الذنوب.
أيها الأعزاء ، إن مايسميه المُسلم إيماناً ماهو إلا نسخة مُنمّقه عن السذاجه، وقد تم تجميلها ليستحسنها الجاهل. يسأل العاقل: متى ستعرف أيها المُسلم..كيف انه غلط ان تقود نفسك الى الحقيقه بالأعتقاد الخالي من دليل؟ ولكن المسلم مصر على إستخدام هذا الأسلوب وهذه الطريقة " الأيمانيه" للوصول الى مايظنه هو حقيقه. هذا غلط وضياع للإنسان المؤمن المسكين.. فمن سيقول له الحقيقه ؟ إفسح لي الطريق لو سمحت.. لإخبرك.
هذا لايعني أن المؤمنين يعتبرون الشك ذنباً دائماً ، لا بل هم يستعملونه احياناً في الدعوذه لفكرة التوبه، و التي تعنى أن يشك الأنسان في البدايه ، ثم " يهتدي" الى السذاجه . لذا تنتشر أمثلة هؤلاء التائبون العائدون الى الله ..بعد رحلات الشك. لذا يكتب لي بعض المؤمنين أحياناً بأنه سيحين يوم أتوب فيه، عندما ستظهر لي الحقيقه من الدولاب.. وسأعض يد الندامه ( أوتش) . فالشك المُؤقت الذي ينتهي بالإيمان، يجعل من صاحبه بطلاً إيمانياً وقديساً..أما الشك الدائم فهو الرذيله والذنب الذي يخلد الأنسان في تنور رب الرمال.
وفي نفس الوقت لانستطيع إعتبار كل الملحدين وغير المؤمنين قدوة في الشك والتفكير العقلي ، فكثير منا ينسى أن يتشكك ببعض المُسلمات من حولنا سواء أكانت من العادات والتقاليد، أم التلقين الحزبي القومجي ، أو حتى أبراج الحظ.
الايمان الأعمى هو أحد الأركان الرئيسية في العقيدة الدينية الإسلاميه وبالذات في القوميه الإسلاميه السياسيه الجديده المنتشره الأن في بلاد الرمال. النية عند هؤلاء ليست فقط أن يؤمن الإنسان كمجرد فضيلة دينية ، وإنما هو أيضا ضرورة سياسية واجتماعية يتم من خلالها تجييش وتهييج الجماهير. مثل ما رأينا في مقاطعة جبنة الثلاث بقرات ودعوات مقاطعة ستاربكس..وحملات إلا سندوتشتي..او جبنتي أو صلاتي ما أخليها.. وهذا كله من اختصاص القادة السياسيين للإسلام السياسي الذين يلعبون بهم الشطرنج.
لأن هذا يعطيهم إحساساً بقوتهم وتمكنهم من السيطره على عقول الدهماء من الغنم المؤمنين ولا الضالين وتحريكهم كالدُمى ..وهم بإنتظار اليوم الذي يصلون لهدفهم في إقامة حكومة تسلطيه قامعة لحريات الناس.
أن الأيمان الأعمى الساذج برب الرمال بدون أدنى شك..يؤدي أيضاً الى الأيمان الأعمى الساذج وبدون شك، بقادة الإسلام السياسي.
لهذا السبب ، يُعامل هؤلاء الشك والارتياب بعدائية وكراهية. فالملحد يعرّض تلك الخطه الخبيثه للاستجواب والإسئله الحرجة ويفضحها ويوفر أسباباً وجيهة للشك في مدى مصداقية تلك الادعاءات. هذا لايجعل الملحدين والمشككين هدفاً للسب واللعان من المسلمين فقط، بل أن وجودهم ذاته هو تهديد للخطه الإسلاميه للإستيلاء على بلاد الرمال.
أترون أخواني وأخواتي؟ إن الهدف من الحط من قدر وأهمية الشك يذهب الى أبعد من ذلك. فهو أيضاً يمنع الشك برجال الدين والقاده الإسلاميين السياسيين ويعتبرهم رموزاً مقدسه" لحوم العلماء مسمومه" . أن منع الشك من شأنه أن يخفي أخطاء المشايخ والمؤسسات الدينيه والمدعوذون وفضائحهم وجرائمهم ونفاقهم.
في عدم وجود الشك ، يصبح من السهوله إخفاء كل شيء عن أعين الناس ، فتكتم الحقيقه ويقمع الفكر الحر..وكل هذا يزيد من الأكاذيب والخداع في المُجتمع بحيث يعيش الجميع خارج الواقع.. و داخل الخرافه.
التفكر في النهاية يهدف الى عرض فوز المؤمنين على المتشككين، فوز فضيلة العقل المغلق المتربس.. على العقل الحر الشكاك.. وهذا يجعل المؤمن يرضى عن نفسه ، ويقتنع ويبنى ثقة مزيفة بصحة إعتقاده.. ويُسلم تسليماً مخه وقلبه الى المشايخ والمُدعوذين من إخوان الشياطين ، حتى يصبح بالنسبة لهم مجرد أداة لتحقيق أهدافهم.. ولكن ليس بعد الأن فقد عرفنا الكذب وأسراره.
التفكير يا أحبائي هو توظيف لمَلكة الشك ، التي تقودنا الى الحقائق..أما التفكر الإسلامي، فهو الطريق الى الخطأ والضلال..عندما تفكر بخلق الله وتستخدم الشك تعرف على طول انه كذب..و لكن عندما تتفكر به ، فياسلام..وياحرام.. ستغرق في سبحانية الخرافه وظلامها.
بن كريشان
هناك تعليقان (2):
من الواضح بانك تصنف نفسك ملحد من الطراز الاول الاصلي وليس التقليدي الذي يهدف للفت الانتباه والعناد لا اكثر ولا اقل ولا كني احترم طريقة تحليلك لي الاحداث ووضعت نفسي في مكانك وطريقة تفكيرك فعذرتك يجب عليك ايضاً ان تضع نفسك مكان انسان مسام متحرر العقل وتعيد تحليلك.
bellissmo ben krishan....continuare
إرسال تعليق