الاثنين

الأصلع والإرهابي.. والجهاد المسرحي



الصلعان في بلاد الرمال نوعان، نوع لا يعترف إنه اصلع..ونوع أصلع لا يتعرف انه كذلك. صديقي العزيز ظافر بين هذا وذاك فهو لا يعترف بأنه في طريقه للصلع، ومن ناحية اخرى مقتنع بأنه لن يصلع ابدا. إنه مثل المسلمين في بلاد الرمال الذين يصرون أن الأرهاب ليس له علاقة بالأسلام..وأن الجهاد بالأرهاب هو أفضل العبادات

بعد التمرين اليوم كنت في حديث مع ظافر في موضوع الصلع..وأن كان حديثي معه لم ينفع كثيرا في إقناعه بعدم القلق من الأمر، قلت له ان الرجال في بلاد الرمال نوعان، نوع قلق من تساقط شعره، ونوع قلق بما سيكون لذلك من تأثير على علاقته بالنساء..فهل سيظفر بإمرأه لا تمانع أن يكون لها حبيب اصلع؟ قلت لظافر أن هذه ليست مشكله فالنساء اصلا لا يعرفن ماذا يريدن، وبالتالي فقد..ينجذبن لرجل اصلع مثلك! ومن يعلم فقد يصبح الصلع علامة فارقة في جاذبية الرجل- ظافر لم يحب ذلك وغير الموضوع

إن كنت مثل ظافر في طريقك للصلع، فالطريقه المثلى للعلاج هو ان تتوقف عن القلق بخصوص تساقط شعرك. فالقلق هو مايزيد من تساقطه..و لكن تساقطه على اي حال هو ما يزيد من قلقك.. فيتساقط شعرك على اية حال. الشعر يا أخوان معروف بالعناد، فأذا توقفت عن القلق..فسيتوقف عن السقوط نكاية بك. هل استيقظت من النوم يوما ووجدت بعض شعراتك تقف بطريقة مخالفه..ومهما مشطتها أو وضعت عليها من الكريم، لا تحيد عن موقفها..انه عناد الشعر ..وعند تساقط الشعر يظهر كثير من الكذابين بحلول وأدويه ..فلا تسلم رأسك لنصائحهم




المسلمون قلقون من تزايد الأرهاب بأسم الإسلام..والأرهابيون قلقون من ضعف الأسلام بسبب تراجع حركة الجهاد

ظافر صار يتجنب ان أنظر الى شعره فكل ما اقتربت من البار من خلفه يدور الى الجهة الأخرى حتى لا أنظر الى الأنحسار الواقع في منتصف رأسه.. أتذكر عندما كان ظافر يربي شعره طويلا وعند التمرين يربطه مثل ذيل الحصان، الأن صار يمشطه بأتجاهات مختلفه لأخفاء أماكن التصحر، ذكرني بأستاذ كان لدينا بالثانويه يمشط شعره بالعكس من اسفل الى اعلى ،ومن الجوانب الى الأمام..فعندما ينظر بالمرآه يفرح لأن عنده شعر..مع أن كل من يراه من الخلف ..يعرف أنه أصلع



بعض الرجال يلبس باروكه.. البواريك تأتي بلونين فقط شعر أسود فاحم..أو اشقر. نحن في بلاد الرمال ليس لدينا الكثير من الشقر فيلبس الرجل باروكة شديدة السواد لاتتناسب مع سنه وبياض بعض شعيراته ، مره كنت بموعد غرامي بمطعم على عشاء..و كنت اسمع صوتا مألوفا جدا ، فأتلفتّ ولا أرى أحدا أعرفه، بعد ساعة تقريبا أكتشفت أن شخصا إسمه سليمان كان يعمل معي، يجلس على الطاوله القريبه، لم اعرفه لأنه كان يلبس باروكه (-: شعرت بالأسى لأن المسكين ليس لديه صديق صريح يقول له ان شكله صار يشبه أحد زومبيات الفيلم الأمريكي عودة الأموات

أن الأعتراف بالمشكله هو ابسط طريق للتغلب عليها وبناء الثقة بالنفس، وليس بانكارها، مثل ماينكر المسلم ان دينه يدعو للعنف ..بس يدعو للجهاد..وكما نقول بالأماراتي ما مات..بس بلق عينه أي لم يمت..الا أن عيناه استدارتا الى اعلى كمن مات

إن هدف الأرهاب كما تعلمون هو الأرهاب ، صحيح؟ و لكن هذا بالطبع ليس هو هدف الإسلام الذي هو إعلاء راية الحق، بإستخدام الأرهاب طبعا..اقصد بأستخدام الجهاد، وهو كذلك نوع من الأرهاب! ولكن الإسلام دين سلام ايضا ، فقد سمى رب الرمال الجنة بدار السلام وتحيته سلام عليكم.. وقال سلام حتى مطلع الفجر ..وسلام من قول رحيم ، وأحد اسماء الله الحسنى هو السلام..فهو دين يدعو الى السلام ، ويسمح في الوقت نفسه بالأرهاب والعنف.. كونه سبحانه لديه أسم أخر هو المنتقم

الجهاد نوع من العنف، ليس موجودا في الإسلام فحسب ، بل ينظر إليه في ديننا بكل تبجيل وتقديس. الجهاد في الأسلام هو فعل مقدس يجب ان يقوم به المسلم مثله مثل الصلاة والصيام والحج، ولأنه من الطبيعي جدا في الأديان ان تجد الشيء ونقيضه لذا، فلا يستغرب وجود السلام في الأسلام..وأيضا وجود العنف فيه؟




ولكن المشكله في الإسلام أعمق من مجرد التناقض الشوزفراني بين النظري" الدعوه للسلام والعدل" والعملي" الدعوه للجهاد والعنف والأرهاب" المشكله هي ان الإسلام ينظر للجهاد كمقدس، والجهاد هو شيء دنيوي ولكنه مقدس.. لا يختلف عن تقديس أشياء دنيويه اخرى كثيره في الإسلام مثل مناسبات وشهور وليالي ومواقع ومباني

الهدف من تقديس هذه المناسبات والأماكن هي وضعها فوق الأنتقاد البشري..وهو ذات السبب الذي يقدس الإسلام به الجهاد وهنا فعندما يقوم به الشخص المؤمن يصبح نوعا من العباده والأخلاص والطاعه وأداء دوره تجاه خالقه رب الرمال. فكل من يقم بالأرهاب وترويع الناس وقتل الأبرياء ينطلق من منطلق الجهاد..فكما نعلم لاتسمي الجماعات الإرهابيه نفسها بالإرهابيه..بل الجهاديه، لأنهم يجاهدون الكفار بالأرهاب الذي هو طقس هام من طقوس دين السلام


الأرهاب هو مجرد أداة و أسلوب من أساليب الجهاد في الإسلام

عندما شن الصليبيون حروبهم البربريه، كان كل جندهم منطلقين من نفس الفكرة، فلم يكونوا يبحثون عن الدنيا ولم يكن الطمع يقودهم بل الظفر بالإخرة في خدمة دينهم وربهم وبأمكانك تخيلهم عندما دخلوا مدينة القدس بدروعهم المعدنيه وسيوفهم تقطر من دماء الناس وهم يصلون فرحا بوصولهم الى المكان الذي كان فيه مخلصهم الرب يسوع يهيم على وجهه كمجنون الحاره. هل كان أحدهم يظن ان ما قام به من قتل وسفك دماء هوعنف أو إرهاب..أبدا لقد كان شيئا مقدسا، مثل الجهاد في الإسلام .. وأنت لاتستطيع أن تعزل الحركه الصليبيه عن الديانه المسيحيه، مثلما لا تستطيع ان تعزل الأرهاب الأسلامي الديني..عن الجهاد

أحد الجنود الأمريكان في سجن ابوغريب يعطي مثالا لهذا الأيمان الأعمي..فخلال التحقيق بأطلاق النار على مساجين كانوا يتظاهرون بالسجن قاموا برمي الجنود بالحجاره قال الجندي ديلاجادو بعد أن سأله المحقق إن كان نادما على إطلاق النار على مساجين ُعزل؟ فأجاب: لقد رأيت أنف زميلي يدمي بعد ان اصابه حجر بوجهه..فركعت وتلوت صلواتي، ثم قمت واطلقت النار عليهم - القتل من بعد تلاوة الصلاوات لايختلف عن تشهد الأنتحاري قبل تفجير نفسه بالناس




المسلم في حالة إنكار دائمه.. مثل الذي في طريقه للصلع..يمشط الشعر بكل إتجاه لتغطية الحقيقه بدل الأعتراف بها والتعامل معها كمشكله

وطالما كان العنف مقدسا في الأديان ..فليس هناك من سبيل لمنع حدوثه..الا بالتخلص من الدين برمته ..وحلاقة الشعر زيرو على موضة لاعب الكره رينالدو

وقد يقول قائل أن الأرهاب ليس جهادا ولا يمثل الأسلام..فنقول له حلوه هذه- الأرهاب ماهو الا الجهاد المسرحي، كيف؟

الأرهاب الديني هو جهاد رمزي ُيصور لنا بأنه جزء من الكفاح الأبدي ضد الشرور.. صراع الله والشيطان الخير ضد الشر، أنه عملية طقوسيه لأداء عمل مقدس بهدف إيصال رساله معينه رمزيه للعالم وللأذهان. الأرهاب يتجه لجذب أكبر عدد من الجمهور والمشاهدين ليؤكد وجود معارضة للتغيير، معارضه للحكم معارضه للسلوكيات السائده في المجتمع ..ورغم دمويته الا أن الأرهابيين لايرون في هذا أية وحشيه او لا إنسانيه أو بربريه ..فهم مؤمنون بقدسيته الدينيه وكونه جهادا مقدسا..أما الضحايا فهم ليسو الا أدوات في هذه المسرحيه مثل الكباش التي تذبح في طقوس الحج




مشكلة المسلم مع الإرهاب المسرحي هو مثل ماقالت آيا في تعليقها على البوست السابق على لسان الممثله شويكار في أحد المسرحيات : يا تتجوزني..يا أتجوزك..يانتجوز بعض..مافي مهرب ولا في خلاص.. فالأرهاب الديني يختلف عن اي نوع أخر من الإرهاب، فأرهابي أيرلندا و نمور التاميل في سريلانكا وغيرهم قد يأتون في النهاية الى مائدة المفاوضات ويبحثون عن حلول ..الا أن الأرهابي الإسلامي لايستطيع أن يفعل مثلهم.. فالأرهاب جهاد، والجهاد مثل الصلاة والصيام، طقس مقدس لا يستطيع ان يتفاوض عليه، لقد أصبح الأرهاب الأسلامي بلا هدف..إنه صلوات مقدسه في عرض مسرحي مستمر

بن كريشان

هناك 4 تعليقات:

Hamodi Milani يقول...

مقال سخيف جداً لا يدل إلا على تعصب كاتبه. سطور مليئة بالحقد والعنصرية.

tantan يقول...

غريب انك امر المسلمين يشتموا ويقتلوا ولو حد قلهم حقيقتهم يقولوا عليه عنصرى وجرح مشاعرنا

Unknown يقول...

أحب بس أقولك ان أنا قرأت حاجات كتير أنت كاتبها أغلبها لو مكانش كلها بيرجع لعدم معرفتك الجيدة بالاسلام أو الله -تعالى- يمكن أنا مش انسان كامل أو برضي ربي بنسبة 100% بس بحاول و على فكرة بعشق الموسيقى و بغني راب :)

Unknown يقول...

لو الموضوع يهمك ممكن نتكلم , مش عشان الالحاد جريمة لا عشان الالحاد ضد العقل